المناسبات التي نجتمع حولها اليوم، فيها الأمل والألم، فيها الانكسار والانتصار، فيها التراجع والتقدم، وبالتالي فهي صورة عن واقع الأمة الحالي ودعوة لنا لأن نعتمد في رؤانا وتحليلاتنا النظرة المتوازنة لهذا الواقع التي لا تحبطها الانكسارات حين تقع، ولا تُسْكرها الانتصارات حين نحققها.

بهذه الجدلية بين الألم والأمل، بين الانكسار والانتصار، نسعى اليوم لقراءة واقعنا العربي الراهن، فلا نقع في أمل كاذب، كما وقعنا مرارًا، ولا في يأس غير مبّرر كما يسعى كل أعداء أمتنا إلى إيقاعنا به.

بهذه الجدلية نستطيع أن نقرأ مكامن القوة في زمن الضعف والهوان، فنسعى لتطويرها، ونتلمس نقاط الضعف في زمن الانتصارات فنعمل على تلافيها.

وكل مناسبة نلتقي فيها اليوم تتجسد فيها هذه الجدلية بكل معانيها.

فالانفصال المشؤوم الذي ضرب أول وحدة عربية معاصرة في مثل هذه الأيام قبل ستين عامًا، وأطلق عصر الردّة العربية الذي ما زلنا نعيش تداعياته حتى اليوم، ولا سيّما حين جاءت نكسة حزيران/ يونيو التي استهدفت مصر وسورية معًا، ومعاهدة «كامب دايفيد» لتخرج مصر من الصراع الوجودي مع الصهيونية والاستعمار، كما جاءت الحرب الكونية على سورية على مدى عشر سنوات في محاولة لإخراج هذا البلد العربي الشامخ من عروبته وموقعه ودوره في الصراع.

لكن لم يمر على الانفصال سوى أشهر حتى كان استقلال الجزائر في 5/6/1962، التي كان احتضان ثورتها التحريرية المجيدة إحدى أبرز مهمات الجمهورية العربية المتحدة بعد قيامها، ومهمات ثورة مصر ونضال سورية قبل قيامها، بل قامت في اليمن الثورة الجمهورية لتفتح عصرًا من الصراع المستمر بين قوى التخلف والتبعية وقوى التقدم والتحرر في الجزيرة العربية وهو صراع ما زال مفتوحًا حتى اليوم.

أما رحيل القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر قبل 49 عامًا فقد خلّف بلا شك فراغًا كبيرًا ما زلنا نحاول ملأه بكل ما أوتينا من عزم وتصميم وقوة ومقاومة، لكن رحيل القائد الكبير حمّل الأمة كلها مسؤولية مواجهة التحديات المفروضة عليها، فكانت المقاومة التي طالما دعا إليها جمال عبد الناصر، وواصلت الحركة الشعبية العربية مسيرتها على هدى مبادئه رغم كل ما واجهته من عراقيل وصعوبات لعل أبرزها على الإطلاق هو جو الانقسام والاحتراب بين تيارات الأمة المتعددة التي تركت الكثير مما يجمعها وتناحرت بسبب القليل الذي يفرّقها فخلّف تناحرها فراغًا في الأمة لا يقل عن الفراغ الذي خلّفه رحيل القائد الخالد الذكر.

لعل من مظاهر تحمّل الأمة لمسؤولياتها هو ما جرى في لبنان بعد غزوه الشهير عام 1982، والحرب الصهيونية عليه التي امتدت لثلاثة أشهر، فكانت أطول الحروب العربية – الإسرائيلية وأكثرها خسائر للعدو؛ تلك الحرب التي حاول العدو أن يتوّجها باحتلاله بيروت، ثاني عاصمة عربية بعد القدس، ثم يضطر إلى الخروج منها في مثل هذا اليوم قبل 39 عامًا مهرولًا على يد المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعرب، وفي طليعتهم أهالي بيروت الذين عُرفوا بوفائهم الصادق لجمال عبد الناصر، الذي تدّرب الكثير منهم في مدرسته الفكرية والنضالية، ولتواصل المقاومة طريقها حتى تحرير الأرض عام 2000 وصدّ عدوان 2006، ولتشكّل مع الانتفاضة الفلسطينية التي انطلقت في مثل هذا اليوم أيضًا عام 1970، من القدس إلى غزة إلى كل فلسطين، معادلة جديدة تترك آثارها في الواقع العربي الراهن وهي معادلة الردع القائمة على حدود فلسطين الشمالية في جنوب لبنان، وفي محافظات فلسطين الجنوبية على تخوم غزة…

لعل المشهد الأبلغ دلالة في تصوير هذا التلاقي بين العروبة وقائدها ورمزها جمال عبد الناصر، وبين فلسطين وانتفاضتها ومقاومتها، هو مشهد الطفل محمد الدرَّة أول شهداء الانتفاضة الذي استشهد برصاص الاحتلال في اليوم الثالث على الانتفاضة وقد كتب على الجدار الذي حاول الاحتماء به شعارًا خالدًا أطلقه جمال عبد الناصر، وما زال ملايين العرب والمسلمين يرددونه «ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة».

إن قراءة الواقع العربي الراهن بكل ما يواجهه من تحديات، وينتظره من آفاق، تستوجب منا التسلح بجملة معادلات وجدليات أفرزتها المعارك التي خاضتها الأمة والتجارب التي مرّت بها ولا تزال، وهي معادلة الوحدة بمواجهة التجزئة والانفصال، المقاومة بوجه الاستعمار والاحتلال، الحرية بوجه القمع والاستبداد، التنمية بوجه التخلف والعوز، العدل بوجه الظلم والاستغلال، والكرامة والإذلال، وكلها عناوين مشروعنا النهضوي العربي الذي أطلقه مركز دراسات الوحدة العربية ورئيسه آنذاك رفيق جمال عبد الناصر الراحل خير الدين حسيب، وهو المشروع الذي قام في ضوء ثوابت المؤتمر القومي العربي عام 1990، والمؤتمر القومي – الإسلامي عام 1992، والمؤتمر العام للأحزاب العربية عام 1995، والعديد من الهيئات الشعبية العربية الجامعة التي ما زالت تلتقي في إطار «المؤتمر العربي العام» الذي لا ينفك يطلق المبادرة تلو المبادرة، والملتقى في إثر الملتقى، ليسلط الأضواء على التحديات التي تواجهها الأمة وفي مقدمها تحدي «صفقة القرن»، التي تم إسقاطها، وتحدي التطبيع الذي تخوض جماهير أمتنا معركة إسقاطه حيث انعقدت اتفاقاته، وتحدي الدفاع عن القدس والمقاومة بوصفهما عناوين لمعارك التحرر والنهوض، وتحدي الحصار الجائر على أمتنا بدءًا من العراق قبل الاحتلال إلى سورية ولبنان، وصولًا إلى اليمن، معطيًا لنضالنا العربي أيضًا بُعده الأممي عبر مشاركة الكثير من أحرار العالم في بعض فعالياته وآخرها المنعقد قبل أيام، ملتقى «متحدون ضد العنصرية والصهيونية» حيث نجد لهذه الدعوة تجاوبًا واسعًا في العالم كله، كما رأينا في مقررات مؤتمر حزب العمال البريطاني رغم انقلاب قيادته المتصهينة عليها، ومع مقررات مجلس نواب الولاية الأكبر والأغنى في أمريكا، ولاية كاليفورنيا الذي أصدر تشريعًا بتدريس القضية الفلسطينية من وجهة النظر الفلسطينية واعتبار الكيان الاقتلاعي الغاصب دولة أبارتايد، والتجاوب الواسع مع حملات المقاطعة B.D.S. التي يضع الصهاينة كل ثقلهم لمطاردة ناشطيها وحظر أنشطتها.

في هذا الإطار فإن الطريق الأدق لقراءة الواقع العربي الراهن والتحديات التي يواجهها يكمن في اعتماد المعادلة التي رسمها المؤتمر القومي العربي في تقريره السياسي الذي أقره في دوراته المتعاقبة، وأعدّه أمينه العام السابق زياد حافظ، وهي المعادلة التي ترى أن «أعداء الأمة يعيشون حال تراجع استراتيجي وإن حققوا تقدمًا تكتيكيًا في هذا الموقع أو ذاك»، بينما «تعيش أمتنا والمقاومة فيها تقدمًا استراتيجيًا رغم أنها تعيش تراجعات تكتيكية في هذا الموقع أو ذاك». ولعل أوضح ما يعبّر عن صحة هذه المعادلة هو ما كتبه قبل أيام العقيد المتقاعد في الولايات المتحدة الأمريكية ومدير مكتب كولن باول وزير الدفاع الأمريكي السابق العقيد بوريس ويتلكرسون بأن «الكيان الصهيوني بات عبئًا استراتيجيًا على الولايات المتحدة الأمريكية، وبأن عمر هذا الكيان لن يتجاوز عشرينيات هذا القرن».

فإذا تذكرنا أن العسكريين الأمريكيين لا يفصحون عن آرائهم الحقيقية إلا بعد التقاعد، ندرك خطورة هذا الكلام الذي لا يعبّر فقط عن تفكير العديد من جنرالات المؤسسة العسكرية الأمريكية بل عن حجم الأزمة البنيوية العميقة أيضًا التي يعيشها هذا الكيان، داخليًا وإقليميًا وعالميًا، بل ندرك كذلك حجم الارتباك الذي بدأ يواجه داعمي هذا الكيان داخل الولايات المتحدة خصوصًا، ودول الغرب الأطلسي عمومًا.

بالطبع إن الحديث عن عمق الأزمة البنيوية التي يعيشها الكيان في فلسطين المحتلة، والنظام الرأسمالي الربوي المتوحش في الولايات المتحدة والأنظمة المماثلة، لا يعفينا من الإقرار بحجم الاختلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نعيشه في بلادنا العربية التي تعاني في أغلبها سيطرة ثلاثي «الفساد والاستبداد والتبعية»، بل من الحلف غير المقدس القائم بينها، حيث يدعم كل عنصر منها العنصرين الآخرين.

من هنا كانت دعوتنا منذ سنوات طويلة إلى مقاومتين في وطننا العربي، مقاومة الاحتلال، احتلال الأرض والإرادة، ومقاومة الاختلال الذي يعبّر عن نفسه بمنظومات حاكمة مستبدة وفاسدة وتابعة، وبعلاقات اجتماعية قائمة على إثارة العصبيات العرقية والطائفية والمذهبية داخل الأمة، وعلى مستوى كل قطر من أقطارها.

وإذا كانت مقاومة الاحتلال، احتلال الأرض واحتلال الإرادة، هي مهمة كل من يريد لأمتنا النهوض والتحرر والتقدم، فإن مقاومة الاختلال بكل عناوينه لا تنفصل عن مقاومة الاحتلال انطلاقًا من قناعتنا الأكيدة بأن كل خطوة نخطوها على طريق تحرير أرضنا وإرادتنا من الاحتلال والإملاءات الخارجية هي خطوة باتجاه تحرير أنظمتنا ومجتمعاتنا من ظواهر مرضية خطيرة ومن عصبيات تفتيتية مريرة في الآن نفسه. لذلك حين دعونا إلى ملتقى عربي «متحدون من أجل لبنان بوجه الحصار والاحتكار والفساد» كنا نشدد على الترابط بين المقاومتين وبين المعركتين ضد العدو الخارجي، وضد المحتكر والفاسد والمتسلط الداخلي ليس في لبنان فقط وإنما على مستوى الأمة.

وإذا كانت «المقاومة» بكل عناوينها واستهدافاتها هي واحدة من أبرز سُبل خروج الواقع العربي الراهن من أسْر الوهن والتخاذل والضعف الذي كان السبيل الآخر الذي لا بد منه كشرط واجب لنهضة الأمة وتقدمها وتنميتها وهو سبيل الوحدة سواءٌ على المستوى الوطني أو على المستوى القومي.

فالوحدة والمقاومة هما جوادا عربة الأمة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها، بل إن الوحدة، وطنية وقومية، هي التي تعزز قوة المقاومة وتحول دون محاصرتها والالتفاف عليها، مثلما أن المقاومة هي التي تحصّن التوجهات الوحدوية في الأمة وتزيل الكثير من العوائق والحواجز القائمة أمامها.

إن تلازم الوحدة والمقاومة اليوم هو عنوان المشروع العربي المفتقَد في مواجهة كل التحديات، بل هو السبيل إلى إعلاء شأن الأمة لكي تصبح فاعلة ومؤثرة في الإقليم تواجه بقوة المشروع الصهيوني وتداعياته، كما تتكامل بندّية وتكافؤ مع مشاريع دول الجوار الإيرانية والتركية خصوصًا على قاعدة بسيطة وهي أن العربي عربي، والإيراني إيراني، والتركي تركي؛ فلا عداء ولا تبعية، ولا اعتداء على أرض عربية ولا احتلال، بل تكامل أمم يجمعها تاريخ مشترك وحضارة عميقة شارك في صنعها أبناء الأمم الثلاث، المسلمون وغير المسلمين، العرب وغير العرب.

تلازم الوحدة والمقاومة اليوم يتطلب تلازم الثقافتين أيضًا ثقافة المقاومة التي لا تركز على مواجهة العدو فقط، بل على توحيد الأمة في هذه المواجهة، وعلى ثقافة الوحدة التي هي بالضرورة ثقافة مقاومة للاستعمار والاحتلال اللذين ما عرفناهما في بلادنا إلّا من أجل تجزئة الأمة وصولًا إلى تفتيت أقطارها بهدف الهيمنة عليها.

تنطلق ثقافة المقاومة هذه من تحديد طبيعة العدو وسبل مواجهته، وهي التي تدرك الأشكال المتعددة من المقاومة التي لا تكتفي بالجانب العسكري، وهو الأهم بينها، بل تعتمد أيضًا المقاومة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية والتربوية وتسعى لتحقيق التكامل بينها، وبالتالي يصبح لكل فرد في المجتمع علاقته المحددة في هذه المقاومة ودوره فيها.

وثقافة المقاومة هي الثقافة التي تبث ثقة الأمة بنفسها، وتسعى لتعزيز روح التفاؤل الذي هو ركن أساسي من أركان الحرب النفسية التي يجهد العدو نفسه لبثِّ اليأس في نفوسنا على طريق الاستسلام، بينما المطلوب بث روح التفاؤل والأمل بالنصر لرفع المعنويات على طريق الانتصار.

وثقافة المقاومة هي النقيض لثقافة الهزيمة التي يسعى أعداؤنا لتعميمها بوسائل وأساليب شتى، وعبر الكثير من مراكز الدراسات والأبحاث المعرفية، التي تحاول أن تقنع أبناء أمتنا أن الهزيمة قدرهم، وأن التخلف هو أمر لصيق بهم، وأن الاحتراب هي سمة من سماتهم المميّزة، بينما تاريخ أمتنا الحافل بالانتصارات والإنجازات الوحدوية يؤكد الحقائق المناقضة لهذا الواقع، وهذا ما يفسر هذه الحرب المستمرة على ذاكرتنا لإطفاء كل ما هو منير في تاريخنا وتراثنا، وبالتالي فإن الاهتمام بذاكرة الأمة، بنضالها ومقاومتها وقادتها ومعاركها وشهدائها، هو جزء من ثقافة المقاومة التي يجب أن تقترن أيضًا بالانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى وعلى مراحل تقدمها، وتجارب كفاحها من أجل استقلالها وتقدمها.

أما ثقافة الوحدة التي لا بد منها في عملية استنهاض حركتنا النهضوية العربية، ولا بد من إعادة الاعتبار لها في علاقاتنا وتحليلاتنا وممارساتنا وفي مناهج التعليم في مدارسنا، وسبل التربية في أُسَرنا وعائلاتنا، وهي ثقافة لها جذور في تراثنا الروحي والإيماني، بما جاء في القرآن الكريم في الآية 29 من سورة الفتح: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ * وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾. فثقافة الوحدة تدعو إلى البحث عن مشتركات تجمعنا أفرادًا وجماعات، أقطارًا وأفكارًا، وهي كثيرة، وعدم الغرق في عناصر الاختلاف وهي قليلة، معتمدين القاعدة الذهبية التي أطلقها الإمام الشيخ محمد رشيد رضا والتي تقول: «فلنعمل معًا على ما نتفق عليه، وليعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف عليه».

وأكد أن «ثقافة الوحدة، هي التي تمكننا من التمييز بين الثانوي من الخلافات، والرئيسي من التناقضات، فنعيد ترتيب الأولويات في برامجنا وخطابنا وعلاقاتنا.

ثقافة الوحدة، هي التي تعلمنا أن الأحزاب والتنظيمات والأشخاص، أيًّا كانوا، هم في خدمة الأمة وقضاياها، وليست الأمة وقضاياها في خدمتهم.

ثقافة الوحدة، تجعلنا ندرك أننا نعيش في مجتمعات متعددة الأديان والمذاهب والأعراق والأيديولوجيات، لكنها موحدة في أهدافها ومصائرها، وفي آمالها وآلامها، بل في مواجهة أعداء مشتركين لا همَّ لهم إلا استغلال هذا التعدد لتمزيقنا وتفتيتنا وحرف أنظارنا وجهودنا عن مقاومتهم.

ثقافة الوحدة، تعلمنا كيف نحترم الرأي الآخر، والفكر الآخر، فردًا كان أم جماعة أم أيديولوجيا، وأن نتفاعل معه على قاعدة وحدة الأمة في مواجهة التحديات.

ثقافة الوحدة، تعلمنا كيف نتحلى بروح موضوعية في التعامل مع التحديات الكبرى والمستجدات الراهنة، فلا نقع في منطق التبرير لكل ما يقوم به من نواليه، حتى ولو كان مخطئا، ولا في منطق التشهير بكل ما يقوم به من نعاديه، حتى ولو كان على حق.

ثقافة الوحدة، هي ثقافة تعتمد الإنصاف والتقييم النقدي لكل ما مرّ بنا من تجارب، فلا ننكر ما حملته من إيجابيات، ولا نغرق في التركيز على السلبيات، إنها ثقافة «الانتقاد والاتحاد معًا»، بل ثقافة الانتقاد من أجل الاتحاد.

ثقافة الوحدة، هي التي تؤكد بناء الجسور بين أبناء الأمة ليتمكنوا من بناء المتاريس بوجه أعدائها.

ثقافة الوحدة، التي تنير لنا الطريق نحو القضايا الجامعة وتبعدنا عن الطرق التي تمزقنا.

وهل من طريق جامع أكثر من طريق تحرير فلسطين وحمل راية النهوض العربي؟ فبوحدتنا وتحرير أرضنا لا نحرر أمتنا والإقليم فقط، بل نسهم في تحرير العالم كله، وهذا ما نراه اليوم من تحولات.

ثقافة الوحدة، هي التي تمكننا اليوم من قراءة التحولات الهامة في موازين القوى على مستوى الأمة والإقليم والعالم، وندرك أن صمود أمتنا والإقليم ومقاومتهما في هذه المفاصل التاريخية كانا، ولا يزالان، من أهم عوامل هذا التحول. فهل نستطيع أن تقرأ التراجع في هيمنة الولايات المتحدة على العالم، وتقديم قوى أخرى دولية وإقليمية، بمعزل عن معارك خاضتها مقاومة أمّتنا في العراق وفلسطين وسورية ولبنان واليمن، وخاضها مناهضو التطبيع في أقطار وادي النيل والمغرب وبعض دول الجزيرة والخليج؟

ثقافة الوحدة، هي الرافعة التي تخرجنا إذن من حفر الانقسام والتشرذم والتفتت إلى رحاب العلو والنهوض والتقدم».

نحن أبناء هذه الثقافة، ولن نحيد عنها مهما واجهنا من صعوبات وعقبات وعوائق واتهامات… فأمتنا إما أن تكون موحدة وإما لا تكون».

 

قد يهمكم أيضاً  آثار التفكيك في الجوار العربي

هل للشرق العربي من قائمة؟

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #ثقافة_المقاومة #ثقافة_الوحدة #المقاومة_الفلسطينية #مقاومة_الاحتلال #المقاومة_اللبنانية #الوحدة_القومية #الوحدة_الوطنية #القضية_الفلسطينية #اندحار_الكيان_الصهيوني #الأمة_العربية