المصادر:
هذا النص هو الفصل الثالث من كتاب “تفكيك الرأسمالية: بحث في تقويض المشترك البيئي الإنساني” للدكتور الحسين شكراني وعبد الرزاق بلمير، وقد صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في كانون الثاني/يناير 2023.
اضغطوا على الرابط للحصول على نسختكم من الكتاب تفكيك الرأسمالية: بحث في تقويض المشترك البيئي الإنساني
[1] تقوم الفكرة الأساسية لاقتصاد السّوق الحر، على فرضيات أثبتت الوقائع بُطلانها، وأولى هذه الفرضيات، أن السوق أداة جيدة لتنظيم النّشاط الاقتصادي، وأن قُدرة السّوق هذه تعود إلى مفعول «اليد الخفية» القادرة على تنسيق القرارات الفردية من خلال الاستجابة لتحركات الأسعار. ويرى أصحاب نظرية السّوق الحرّة أن الدولة يجب أن لا تتدخل في الحياة الاقتصادية لأن تدخّلها يُعيق فاعلية «اليد الخفية»، ولهذا تُنَادي الليبرالية الاقتصادية الجديدة، بخفض النفقات العامة (وبخاصة في المجالات الاجتماعية) واقتصار دور الدولة على الوظائف التقليدية. انظر: منير الحمش، «الاقتصاد العربي السوري: بين تحديات التنمية وسياسات الليبرالية الاقتصادية الجديدة،» المستقبل العربي، السنة 43، العدد 499 (أيلول/سبتمبر 2020)، ص 177.
[2] المعروفة باسم الشركات المتعددة الجنسيات أو العابرة للقومية أو العابرة للحدود الوطنية أو المتخطية للسيادة الوطنية.
[3] هو مصطلح وضعه آدم سميث فـي كتابه ثروة الأمم (The Wealth of Nations) لوصف الكيفية التي تصل بها الأسواق الحرة إلـى الموازنة بين محاولات الأفراد لتحقيق المنفعة القصوى والمنافسة فـي ظلّ موارد اقتصادية نادرة. كما أن إيديولوجيا المدرسة الكلاسيكية (مع آدم سميث) كانت تروم حول ضرورة إبقاء الحكومات صغيرة وبأدنى سلطة ممكنة، متى تتمكن «اليد الخفية» من تحقيق أفضل أداء للاقتصاد الكلي. انظر. مارك بليث، التّقشف: تاريخ فكرة خطرة، ترجمة عبد الرحمن أياس، عالم المعرفة؛ 434 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2016)، ص 10 (بتصرف).
(*) الرأسمالية القائمة على أساس السوق الحر ونقده للفكر الاشتراكي خلال أواسط القرن العشرين، إذ يعد هايك أحد أهم اقتصاديي القرن العشرين.
[4] منوبي غبّاش، «فكرة الفقر وواقع الفقراء،» عمران للعلوم الاجتماعية، العدد 30 (خريف 2019)، ص 82.
[5] ميلتون فريدمان بمساعدة روز دي فريدمان، الرأسمالية والحرية، ترجمة مروة عبد الفتاح شحاتة؛ مراجعة حسين التلاوي (القاهرة: مؤسسة هنداوي، 2019).
[6] جون ستيل جوردون، إمبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكية، ترجمة محمد مجد الدين باكير، عالم المعرفة؛ 357 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2008)، ص 46 – 47.
[7] «أيّد النيوليبراليون أو مناصرو «الطريق الثالث»، من أمثال كلينتون (أو توني بلير وغيرهارد شرودر في أوروبا)، تشديد المحافظين على النمو الاقتصادي، لكنهم طبقوا المبادئ الليبرالية للعدالة الاجتكاعية على الاستثمارات العامة وتوزيع الثروة، فهم طمحوا لصياغة ليبرالية الطبقة الوسطى». انظر: جيمس تروب، «الأنانية تقتل الليبرالية،» ترجمة يامن صابور، الثقافة العالمية، السنة 36، العدد 201، السنة 36 (أيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2019)، ص 48.
[8] أولريش بيك، مجتمع المخاطر العالمي: بحثًا عن الأمان المفقود، ترجمة علا عادل وهند إبراهيم وبسنت حسن (القاهرة: المركز الثقافي للترجمة، 2006)، ص 37.
[9] حازم الببلاوي، النظام الاقتصادي الدولي المعاصر: من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى نهاية الحرب الباردة، عالم المعرفة؛ 257 (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2001).
[10] بيسان طي، ««مذهب الصدمة» بدأ في تشيلي وانتهى في العراق،» الأخبار، 16/1/2008، <https://al-akhbar.com/Opinion/173928> (تاريخ الزيارة 11 تموز/يوليو 2020).
[11] فاز أليندي في الانتخابات الرئاسية في التشيلي سنة 1970 إذ تحالف مع الحزب الاشتراكي واليسار المتطرف. وأعلن أليندي عن إصلاحات اجتماعية كبرى ووعد بتحقيق مرونة للانتقال إلى النظام الاشتراكي. ووضع إصلاحات زراعية، وأَمّم المعادن والأبناك ورفع من الأسعار وعارض الشركات المتعددة الجنسيات الأمريكية؛ وفي 11 أيلول/سبتمبر من عام 1973 تم الانقلاب على سلطة أليندي. انظر: Pascal Boniface, Le Grand livre de la géopolitique: Les Relations internationales depuis 1945 (Paris: Eyrolles, 2014).
[12] حول عقيدة الصدمة ورأسمالية الكوارث، انظر: Naomi Klein, La Stratégie du choc: La Monté d’un capitalisme du désaster, traduit par Lori Saint Martin (Canada: LEMEAC/Actes du Sud, 2007), et Antony Loewenstein (New York; London: Verso Books, 2015).
[13] طي، ««مذهب الصدمة» بدأ في تشيلي وانتهى في العراق».
[14] «أصبحت عقيدة ترك الحرية للنّشاط الاقتصادي دعه يعمل دعه يمر أمرًا لايُطاق على المستويين السياسي والأخلاقي حتّى من قبل الليبراليين أنفسهم». انظر: جيمس تروب، «الأنانية تقتل الليبرالية،» ترجمة يامن صابور، الثقافة العالمية، السنة 36، العدد 201، السنة 36 (أيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2019)، ص 48.
[15] حسين علي الفلاحي، العولمة الجديدة أبعادها وانعكاساتها (عمّان: دار غيداء للنشر والتوزيع، 2013)، ص 13 – 17.
[16] Jurgen Reinhoudt and Serge Audier, The Walter Lippmann Colloquium: The Birth of Neo-Liberalism (London: Palgrave Macmillan, 2018), <https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-319-65885-8_1>, (accessed 13 June 2020).
[17] كان الهدف من تنظيم حلقة والتر ليبمان هو إحياء الليبرالية التي يعتز بها مناصروها؛ لكن يبدو أن طُمُوحات هذه الحلقة لم تصمد أمام التّحديات الحديثة. انظر: Daniel Knegt, Fascism, Liberalism and Europeanism in the Political Thought of Bertrand de Jouvenel and Alfred Fabre-Luce, NIOD Studies on War, Holocaust, and Genocide (Amsterdam: Amsterdam University Press, 2017), p. 238.
[18] جوردون، إمبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكية، ص 102.
[19] الببلاوي، النظام الاقتصادي الدولي المعاصر: من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى نهاية الحرب الباردة، ص 80 (بتصرف).
[20] فؤاد ريان، «الجذور التاريخية لبرنامج النيوليبرالية،» موقع جدلية، 22 حزيران/يونيو 2018، <https://www.jadaliyya.com/Details/34790> (تاريخ الزيارة 30 حزيران/يونيو 2020).
[21] «إن تصاعد هيمنة العقلانية الأداتية (La Rationalité instrumentale) والتطور الهائل للتكنولوجيا في القرن العشرين، وما تمخض عن ذلك من نتائج كارثية على الإنسان والطبيعة والنظام البيئي، قد وضع فكرة التقدم موضع مراجعة ونقد»، انظر: عبد الله المتوكل، «فلسفة التنمية المستدامة وحقوق الأجيال القادمة،» في: مؤلف جماعي، الجيل الثالث لحقوق الإنسان: السياق والإشكاليات، إشراف إدريس لكريني والحسين شكراني، سلسلة مواضيع الساعة للمجلة المغربية للإدارة والتنمية؛ العدد 110 (الرباط: المجلة المغربية للإدارة والتنمية، 2020)، ص 19.
[22] نوفل الحاج لطيف، جدل العدالة الاجتماعية في الفكر الليبرالي: جون رولز في مواجهة التقليد المنفعي (بيروت: دار جداول للنشر، 2015)، ص 22 وما بعدها.
[23] أسست جمعية مونت بيليرن (Mont Perelin Society) في العام 1947. كان هدفها الحفاظ على روح ليبرالية القرن التاسع عشر باستغلال الدولة للترويج للأسواق الحرة، وفي السنوات الأولى للجمعية، كان أعضاؤها يستخدمون أحيانًا مصطلح الليبرالية الجديدة لتوصيف هذا المشروع. وفي مقال بعنوان «الليبرالية الجديدة وآفاقها» (Neo-liberalism and its Prospects, 1951) قد دعا ميلتون فريدمان وهو أحد المشاركين في اجتماع تأسيس جمعية مونت بيريلين، إلى الجمع بين «هدف القرن التاسع عشر المتعلق بالاقتصاد الحر» وبين «الدولة التي تُراقب النظام وتضع شروطًا مواتية للمنافسة ومانعة للاحتكار». انظر: طارق راشد، «الجميع كانوا ليبراليين،» الثقافة العالمية، العدد 201 (أيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2019)، ص 77.
[24] أمارتيا صن، التنمية حرية: مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والفقر، ترجمة شوقي جلال، عالم المعرفة؛ 303 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2004)، ص 12 وما بعدها.
[25] «Inaugural Address,» <https://bit.ly/2UKWUoF> (accessed 8 April 2020).
[26] رغم أن «عقيدة كارتر» مارست ضغوطًا إضافية على السوفيات من خلال تقوية العلاقات الوليدة مع الصين، الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، من طريق بيع معدّات وتكنولوجيا عسكرية متقدمة لها. وبدعم أمريكي قوي، مضى حلف شمال الأطلسي هو الآخر إلى إصدار قرار في كانون الأول/ديسمبر 1979 بنشر الصواريخ متوسطة المدى الجديدة من طراز بيرشنغ 2 وصواريخ كروز النووية في أوروبا الغربية ردًا على الصواريخ السوفياتية إس إس 20. انظر: روبيرت جيه ماكمان، الحرب الباردة: مقدمة قصيرة جدًا، ترجمة محمد فتحي خضر (القاهرة: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2003)، ص 140.
[27] أولريش شيفر، انهيار الرأسمالية: أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود، ترجمة عدنان عباس علي، عالم المعرفة؛ 371 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2010)، ص 42.
[28] علي الإدريسي، السلطة والدولة في الإسلام (الرباط: منشورات آخر ساعة، 2017)، ص 143 وما بعدها.
(*) يقصد المؤلف أن انهيار الاقتصاد الألماني من جرّاء التعويضات الهائلة التي فرضها المنتصرون في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) على ألمانيا، قد أسهم في وصول الحزب النازي إلى سُدة الحكم، ثم إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945).
[29] شيفر، انهيار الرأسمالية: أسباب إخفاق اقتصاد السوق المحررة من القيود، ص 44.
[30] المصدر نفسه، ص 45. انظر أيضًا: إيمانويل فالرشتاين، نهاية العالم كما نعرفه: نحو علم اجتماعي للقرن الحادي والعشرين، ترجمة فايز الصياغ (المنامة: هيئة البحرين للثقافة والآثار، 2017)، ص 73 وما بعدها.
[31] شيفر، المصدر نفسه، ص 45 – 46. ينظر الأمريكيون اليوم إلى مبادرة «الاتفاق الجديد» التي دشّنها فرانكلين ديلانو روزفلت – والمتمثلة بالتّوسع التاريخي للدولة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين – بكونها توصيفًا جامعًا لليبرالية، لكن، في تلك الفترة، سمّى أنصار الاتفاق الجديد ومعارضوه على حدّ سواء أنفسهم «ليبراليين». واتهم أنصار الاتفاق الجديد معارضي دولتهم الاجتماعية الموسّعة بالتشبث بفكرة الليبرالية العتيقة. انظر: راشد، «الجميع كانوا ليبراليين،» ص 73.
[32] شيفر، المصدر نفسه، ص 46.
[33] Jeffrey Snider, «We’re All Keynesians Now Because We Have No Choice,» Real Clear Markets (8 July 2016), <https://bit.ly/3Niy0Ff> (accessed 27 August 2021).
[34] شيفر، المصدر نفسه، ص 46.
[35] المصدر نفسه، ص 46 – 47.
[36] المصدر نفسه، ص 47.
[37] المصدر نفسه، ص 47.
[38] زياد حافظ، الأزمة المالية العالمية، أوراق عربية؛ 30. شؤون اقتصادية؛ 8 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2012)، ص 25، ورمزي زكي، التاريخ النقدي للتخلف: دراسة في أثر نظام النقد الدولي على التكون التاريخي للتخلف بدول العالم الثالث، عالم المعرفة؛ 118 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1981)، ص 240 – 241 وما بعدها.
[39] شيفر، المصدر نفسه، ص 48.
[40] باتريك دينين، لماذا فشلت الليبرالية؟، ترجمة يعقوب عبد الرحمن، عالم المعرفة؛ 483 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2020)، ص 184.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.