المصادر:
(*) نور الدين ثنيو: جامعة الأمير عبد القادر – الجزائر.
[1] نور الدين ثنيو، الجزائر العطالة والحراك، القدس العربي، 20 آب/ أغسطس 2021.
[2] يعاني النظام حالة إفلاس في العثور على من يلصق بهم تهم الفوضى والإرهاب. بعد سنوات المواجهة بين قيادة أركان الجيش الجزائري وبين التنظيمات الإسلامية على اختلافها وتبايناتها، لم يعد في زمن الحراك، مبرر الخطر الإسلامي قائمًا، ومع ذلك عمدت السلطة إلى تقييد محاولات العنف والإرهاب وخلخلة الوضع العام إلى جهات أجنبية ومنها على سبيل المثال حركتي رشاد والماك (الحركة من أجل الاستقلال الذاتي للقبائل MAK).
[3] حول موضوع الثورات والثورات المضادة، يمكن العودة إلى، Jean-Pierre Filiu, révolutions, contre révolutions, qu’en dit l’historien ? (Entretien) conduit par Bernard Ravenel, Confluences méditerranée, n° 115 – (2020/4), p. 25 -35 ، أنظر أيضا في نفس الملف : Pierre Blanc, géopolitique comparée des révolutions et des contre-révolutions arabes, Confluences méditerranée n° 115, (2020 /4), p.9-23.
[4] الجماهير مفهوم يتخطى مصطلح الشعب الوارد في الدساتير الجزائرية التي حَكَم من خلالها رؤساء عينتهم قيادة أركان الجيش والأمن. فقد كرست هذه الدساتير أن الشعب هو ذلك الذي يتم حكمه ويَخْضع ويبرر وجود السلطة الحاكمة. ورفض الجماهير الجزائرية لهذا المعنى يرتقي إلى المفهوم الذي صكّه المفكر الإيطالي طوني نيغري في كتابه (الجماهير) الذي دشن به إمكانية تحقيق الديمقراطية على صعيد العالم كله، لأن الجماهير تمتلك الوسيلة المفْضِية إلى ذلك. وكتابات طوني نغري وزميله مكيال هارد تُنَظِّر لما يجري في الجزائر ولو على غير سبيل المثال لإمكانية ظهور انفراج ديمقراطي جماهيري على صعيد العالم كله (= الإمبراطورية) (الكومنولث).- Antonio Negri & Michael Hardt, Commonwealth, (Paris: Gallimard, 2012).
-A. Negri & M. Hardt, multitudes, guerre et démocratie à l’âge de l’empire, (Paris : la Découverte, 2004).
-A. Negri & M. Hardt, Empire, (Paris : Exils, 2000).
[5] كانت الجماهير الرياضية دائمًا في حالة تذمر من النظام القائم، وأفضل مناسبة ومكان للإفصاح عن امتعاضها وتنديدها برجال العصابة هي الملاعب ومواعيدها الرياضية. كل هُتَافات الملاعب يعاد ترديدها في شوارع المدن الجزائرية وإن بأدب أكثر. حول دور الجماهير الرياضية في تأجيج مَقْت وكراهية رجال الحكم في الجزائر، يمكن العودة إلى مقال أكرم بالقائد. Akram Belkaid, le football au cœur de la contestation, Maghreb-Machrek, 2020 /3, n° 245, p. 5-11.
[6] حول نبض الشارع الجزائري وتسييسه، يمكن العودة إلى: Ratiba Hadj – Moussa , Islam –Amine Derradji, Une si longue absence : notes sur la policité de la rue en Algérie, Maghreb – Machrek, 2020/ 3, n° 245, p. 13 – 32
[7] يجب فهم قيادة الأركان الجيش بأنها ثلة من الجنرالات التي عهد إليها أمر حراسة وحماية رئيس الدولة وإعفائه من المسؤولية مهما كانت جسيمة سواء أثناء مهامه أو في حال خروجه من الحكم على ما رأينا في حالة الرئيس الشاذلي بن جديد والرئيس ليامين زروال والرئيس المُقْعد والمعزول عبد العزيز بوتفليقة. تلك هي بنية قيادة الأركان التي احتكرت، ضمن انقلاب داخلي على القوة العسكرية المسلحة والقوة الأمنية العامة. فقائد أركان(Chef d’état Major) هو أعلى من رئيس الدولة (Chef d’Etat) ومن ثم فهو يَنِد عن الدستور ويفلت منه.
[8] للوقوف على ما يملك الحراك من حوافز ومن سياق تاريخي لكي يحقق مبتغاة السياسي الكبير، يمكن الرجوع إلى شهادة الكاتب الجزائري، الأمين خان: Amine Khan, « révolution et contre révolution en Algérie », Confluences méditerranée, n°115, (2020) /4,
[9] من المهم جدًا قراءة كتاب الباحث الفرنسي جان بيار فيليو، Jean-Pierre Filliu, Algérie, la nouvelle indépendance, Paris: Seuil, 2019.
[10] Benjamin Stora, France – Algérie, les passions douloureuses, (Paris : Albin-Michel, 2021).
[11] حول لحظة وقف المسار الانتخابي وتعليق النظام الديمقراطي، يمكن العودة: M. Harbi, « Algérie, interruption du processus électoral. Respect ou déni de la constitution ? » revue Maghreb Machrek, n°135, Janv.-Mars, (1992).
[12] وصل الحال بمكانة الجيش الجزائري أن يقارن ببقية الجيوش الأفريقية بعد ما انتقل المؤشر التاريخي من الثورة الجزائرية 1954-1962 إلى مؤشر (غير معترف به) الحرب الأهلية 1992 التي جاءت عقب إلغاء أول انتخابات ديمقراطية في الجزائر المستقلة عام 1992. انظر على سبيل المثال، المقارنة التي أجراها الباحث الموريتاني، بون ولد باهي، “العسكريون في موريتانيا والجزائر وتجربة التحوّل الديمقراطي”، سياسات عربية، ع. 39، تموز/ يوليو (2019).
[13] رغم أن نظام الحكم في الجزائر يغلب عليه الطابع العسكري، فإنه لهذا السبب بالذات لم يظهر للجيش الجزائري تاريخ خاص به، يساعد على التعرف إليه ومعاينته كأثر تاريخي. فالتضارب بين السياسي والعسكري، أثّر في غياب الديمقراطية، كما أثر في ذات المسار على غياب المؤسسة العسكرية بصلاحياتها ومهامها ومجالها التي تتعرف به إلى نفسها وتُعرف به لدى الأطراف أو السُّلط الأخرى المشَكِّلة للدولة المدنية الحديثة. حول غياب تاريخ المؤسسة العسكرية، يراجع: Safia Arezki, De l’ALN à ANP, la construction de l’Armée algérienne (1954-1991), Alger, Barzakh, 2018 .
[14] في موضوع كيف تم عسكرة نظام الحكم في الجزائر، يمكن العودة إلى: Madjid Bencheikh, Algérie un système politique militarisé ,( Paris : L’Harmattan, 2003).
[15] تكفي الإشارة هنا إلى حادثة تيقنتورين، التي جرت في يوم 26 كانون الثاني/ يناير 2013، والتي على أثرها فورًا تمت إعادة هيكلة الاستخبارات الجزائرية بالقدر الذي يكشف عن حرص ليس على سلامة الوطن لاحقًا، لا بل على من يتولى أجهزة الاستخبارات والهيئات الأمنية وامتلاك مصادر القرارات في النظام الجزائري. ولعلّ من هنا بدأ فعلًا تكريس سلطة العصابة التي نسجت ثوبها كله في رئاسة الدولة وفي غيبوبة تامة لرئيس الدولة.
[16] كانت فكرة المغرب العربي في المرحلة الاستعمارية وما بعد الاستقلال بمثابة نداء المستقبل. لكن اليوم زمن الحراك في الجزائر والسودان وفي سياق مسارات الربيع العربي صار هذا المستقبل حاضرًا ولا يمكن أن ننتظر أو نتطلع إلى ما هو قادم. الوعي بحقيقة المغرب العربي متوافرة ويكفي فقط الوسيلة السياسية لرفع اليد عن الحياة العادية والممكنة لشعوب المغرب العربي. ينظر كتاب مصطفى الفيلالي، المغرب العربي الكبير، نداء المستقبل، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1989).
[17] هذا ما تواضع عليه البحث التاريخي لفكرة المغرب العربي سواء في البحث التاريخي العربي أو الفرنسي، سواء أكان تحت مصطلح المغرب العربي أو الشمال الأفريقي، كلها تؤكد أن الفكرة حية وحيوية وتاريخية وذات نَفَس طويل لها مشروعية التحقق في أي مدى من الآماد التاريخية. فقد كانت فكرة المغرب العربي فكرة إجرائية ساهمت بقوة في التأطير المرجعي لتحقيق الاستقلال. وهي اليوم تنتظر تحقيق الدولة الفاعلة ذات المؤسسات الديمقراطية. ويمكن العودة إلى كتاب المناضل والمفكر المغربي، علال الفاسي، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، (الدار البيضاء: مطبعة النجاح، ط. 5، 1992).
ويمكن الرجوع أيضًا إلى الدراسة الفرنسية التي تركز على مصطلح “شمال أفريقيا”، إلى المؤرخ شارل أندري جوليان، Charles – André Julien, l’Afrique du Nord en marche, nationalismes musulmans et souveraineté française, (Tunis : 2t, Cérès Editions, 2001).
[18] هذا ما يؤكده المناضل والمؤرخ الجزائري محمد حربي في دراسته، “الوطنيون الجزائريون والمغرب العربي، 1928-1954″، ص.71- 78، في: وحدة المغرب العربي، ندوة، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1987.)
[19] راجع الكتاب الصادر مؤخراً للمفكر محمد أركون، “إعادة التفكير في المجال المتوسطي”، وذلك للوقوف على حجم الضياع الذي انتاب بلدان شمال أفريقيا بسبب عدم تجاوبهم وتواصلهم ككيان لوحدة مغربية مع تاريخ حوض المتوسط، بخاصة منذ زمن الحضارة الأندلسية. Mohammed Arkoun, repenser l’espace Méditerranéen, ( Alger : Editions Frantz Fanon, 2020).
[20] Messali Hadj, « Appel aux Nations Unies, Le problème algérien », Mouvement pour le triomphe des libertés démocratiques,] 1950[, p.4
[21] حول الثوابت التاريخية والسياسية للحركات الوطنية في بلدان المغرب العربي، يمكن العودة إلى كتاب: أمحمد مالكي، الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1993.
[22] حول بنية المغرب العربي كضرورة ملحة وحيوية للجزائر يمكن العودة إلى، نورالدين ثنيو، “الجزائر في المغرب العربي”، القدس العربي، 8/4/2021.
[23] الجيو – سياسي والجيو –استراتيجي من المفاهيم التي يوظفها المفكر محمد أركون في كتاباته وتحليلاته للوضع العربي بصورة عامة والمغرب العربي بشكل خاص. فمثل هذه المفاهيم التي جاءت فعلًا من صلب التاريخ المعاصر تنطوي على ما هو واقع وعلى ما هو محتمل الذي سيقع لاحقًا إذا ما كان التحليل قد استوعب ووظّف كل إمكاناته وقدراته. فتمثل هذه المفاهيم وغيرها يساعد على تجاوز الأنظمة الاستبدادية والطاغية التي لا تحفل بما هو مستقبلي واستراتيجي لأنها تخشى النهاية المدمرة لها في التصور المنظور لأنظمة حكمها. يمكن مراجعة بَحْثَي محمد أركون، التفكير في المصير التاريخي للمغرب العربي (ص.35-56) ، والتفكير في المجال الجيو- تاريخي للمتوسط (ص.201-298) .. [ في ] Mohammed Arkoun, repenser l’espace méditerranéen, op., cit.,
[24] برهان غليون (تقديم)، مستقبل الديمقراطية في الجزائر، مجموعة مؤلفين، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،2002.) أنظر أيضا، نور الدين ثنيو، الأحزاب السياسية في الجزائر والتجربة الديمقراطية، [في] الديمقراطية داخل الأحزاب في البلدان العربية، (تحرير علي خليفة الكواري)، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2004.)
[25] نور الدين ثنيو، “المثقفون العرب في سياق التحولات الحديثة والمعاصرة”، مجلة شؤون الأوسط، ع. 155، شتاء (2017)، ص. 9-34 . في هذا المقال نعاين ظاهرة اختفاء المثقف بالمعنى التقليدي للمصطلح، ونحاول أن نؤكد تواري مفهوم المثقف العضوي كما حدده أنطونيو غرامشي في ثلاثينيات القرن الماضي، وكذلك مفهوم المثقف الملتزم كما حدده جان بول سارتر في خمسينيات القرن الماضي، ليفتح المجال إلى المثقف المؤسسة بعد الدور الهائل التي صارت عليه الجامعات ومراكز البحوث والأرشيف والدراسات والمخابر العلمية.. وحتى أن المثقف أو المفكر إذا ما أراد أن يساهم فعلًا في الحياة العامة ونقصد في الدنيا كلها، يجب أن يؤسس لنفسه مؤسسة علمية أو فكرية، على فعل مثلًا باسكال بونيفاس في فرنسا مع مركزه للدراسات الاستراتيجية، والفيلسوف ميشال أونفري مع جامعته الشعبية التي يحرص فيها على ضرورة النزول إلى الشعب (الجماهير) أو في مثالنا العربي المفكر عزمي بشارة مع المركز العربي للبحوث ودراسة السياسات وما آلت إليه الثقافة كإمكان متوافر للجميع ويساهم فيه الجميع أيضًا. وللمزيد من التوضيح حول المثقف العربي زمن الحراك، يمكن العودة إلى: نور الدين ثنيو، “المثقفون العرب: أسئلة المرحلة وتحدياتها”، حوار مع محمد نور الدين، شؤون الأوسط، خريف 2016، ص.89- 99.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.