يعرض مؤلف هذا الكتاب لأبرز  الأيديولوجيات التني كانت سائدة في القرن العشرين : الفاشية والشيوعية والليبرالية ، ليتناول منها الأكثر تداولاً في وقتنا الراهن ، ألا  وهي الليبرالية. ويرى أن هناك وضعاً غريباً أوجده أنصار الليبرالية، ناجم عن تعاملهم مع  الليبرالية بوصفها حالة طبيعية للتطور السياسي البشري ، متجاهلين واقعها الأيديولوجي.

ويعتبر  أن الليبرالية مبنية على أساس من التناقضات: فهي تبشر بحقوق متساوية بينما تعزز عدم مساواة  مادية لا تضاهى. وفيما تستند شرعيتها إلى الإجماع  ،  تميل  إلى الاهتمام بالأفكار أو القضايا المؤثرة بالفرد كفرد .وفيما تسعى إلى  حكومة محدودة الحجم   ، أدى اتساع اهتمام الحكومة بالحقوق الفردية  وتطبيقاتها  إلى قيام أضخم البيروقراطيات وأكثرها  شمولاً في تاريخ البشرية. من هنا ، يرى المؤلف أن  السمات التي أدت إلى نجاح الليبرالية ، تحمل في الوقت نفسه  طياتها تناقضات  تؤدي إلى فشلها. ولا يخفى أن تزايد عدم المساواة  بين المواطنين ، وتركيز الثروة في يد القلة ، وتلاشي العقد الاجتماعي العادل يهدد استقرار الديمقراطية في مختلف المجتمعات الرأسمالية.