المؤلف: Michael Isikoff and David Corn

الناشر: New York: Twelve

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 352 ص

ISBN: 978-1538714737

 

هل تمكنت روسيا فعلياً من خلال القرصنة الإلكترونية من التدخل في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية كجزء من عملية سرية للتأثير في هذه الانتخابات ومساعدة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب على الوصول إلى الرئاسة عام 2016؟

تفيد وكالة الاستخبارات الأمريكية(سي آي إيه) بأن لديها معلومات تخولها توجيه الاتهام إلى الحكومة الروسية بأنها حاولت استخدام القرصنة لإرباك الانتخابات الأمريكية ومساعدة ترامب في حملته للوصول إلى الرئاسة ، وأنها تعتقد بأن الروس اخترقوا النظام الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الجمهوري ، فيما التحقيق مستمر لمعرفة ما إذا كانو قد حصلوا على معلومات أم لا خلال هذا الاختراق . وتضيف الوكالة أن تقويض الثقة في النظام الانتخابي الأمريكي كان من أبرز أهداف الكرملين . وينفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات الأمريكية للكرملين بالتدخل بالانتخابات ، فيما يصفها الرئيس الأمريكي ترامب بأنها “سخيفة”.

وسط هذا الجدل ، يأتي هذا الكتاب ليقدم رواية يصفها البعض بأنها ” مخيفة” “عن كيفية اختراق النظام الانتخابي الأمريكي من قبل موسكو كجزء من عملية سرية للتأثير في الديمقراطية الأمريكية ومساعدة ترامب على الفوز بالرئاسة، وذلك بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي. ,وتتمحور هذه الرواية حول عملية تجسس إلكتروني في سياق التنافس بين القوى العظمى، في ظل توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ، و تحرك بوتين لإعادة تأكيد القوة الروسية على الساحة العالمية. وتفيد الرواية أن موسكو دربت أفضل قراصنتها واستغلت موقع ويكيليكس لنشر معلومات حصلت عليها من خلال القرصنة للتأثير في انتخابات 2016.وكان لها ما أرادت ، إذ فاز ترامب الذي تولى صفقات تجارية في روسيا بالرئاسة ، وسط ذهول أصاب ملايين الأمريكيين الذين أثاروا التساؤلات حول المعطيات التي أدت إلى فوز ترامب.
ويتحدث الكتاب عن علاقة غريبة بين دوائر بوتين وترامب ، مسلطاً الضوء على اتصالات رئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، بول مانافورت مع روسيا، وكذلك مايكل فلين، الذي أقاله ترامب من منصب مستشار الأمن القومي .
يركز الجانب الأمريكي على عملية القرصنة باعتبارها “مسألة خطيرة جداً” تمس الأمن القومي الأمريكي ، بينما يقلل الجانب الروسي من شأنها ، حتى أن الرئيس الروسي أكد مؤخراً أنه لا يعطي أهمية لهذا الموضوع إذا ما تبين أن مواطنين روس قاموا بالقرصنة. والواقع ، أن موضوع القرصنة ليس أكثر من مؤشر من بين مؤشرات عديدة على تصاعد التوتر بين روسيا وأمريكا ،لا سيما في سورية، وعودة الولايات المتحدة إلى مناخ الحرب الباردة من خلال اعتبار روسيا التي تسعى إلى العودة بقوة إلى المسرح الدولي كقوة عظمى لها اعتبارها العدو الأول للولايات المتحدة.