في ظل التحديات التي تواجهها الديمقراطية، مثل عدم المساواة السياسية في المشاركة والتصويت، وتراجع الثقة بالنخب السياسية، وتدهور قدرات المؤسسات الديمقراطية على وقع تداعيات العولمة التي حدَّت من السيطرة السياسية والشرعية للحكومات المنتخبة ديمقراطياً، وانهيار الأحزاب التقليدية في معظم أنحاء العالم، تزايدت التوقعات بحدوث «أزمة الديمقراطية»، لكن قيمة الانتخابات كطريقة للاختيار من جانب من وكيف يتم حكمنا تبقى موضع تساؤل.

من هنا يحاول مؤلف هذا الكتاب وهو من كبار منظّري الديمقراطية أن يسلط الضوء على عملية الانتخابات السياسية في ظل الديمقراطيات العالمية، ويطرح العديد من التساؤلات حول فضائل ونقاط الضعف في الانتخابات، والقيود التي تواجهها على أرض الواقع. وهو إذ يشير إلى أن الانتخابات ناقصة بطبيعتها، يرى أنها تبقى أقل الطرق سوءاً في اختيار حكامنا، وتستحق التقدير لكونها تساعد على معالجة أي صراعات قد تنشأ في المجتمع بطريقة تحافظ على الحرية النسبية والسلام، علماً أن المعضلة الصعبة وغير الواضحة، تبقى قائمة وتتعلق بما إذا كان المرشحون للانتخابات سينجحون في القيام بتحقيق ذلك في ظل المناخ السياسي العالمي المضطرب في الوقت الراهن.