المؤلف: أنس الراهب

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: دار الفارابي، بيروت

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 231

 

في هذا الكتاب عودة إلى التاريخ من خلال قراءة تاريخية تحليلية لسياسات القوى الغربية التي هيمنت على المنطقة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى اليوم، وما رافق ذلك من اتفاقيات ووعود ومؤتمرات، – مثل اتفاقية سايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 ومؤتمر فرساي 1919 وغيره  – في سياق تقاسم موروث الإمبراطورية العثمانية وتعزيز الهيمنة الغربية على المنطقة وزرع الكيان الصهيوني فيها، وذلك من أجل فهم أعمق لما تشهده المنطقة من أحداث وما يخطط لها من مشاريع تقسيمية لا تزال قوى الاستعمار نفسها – وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا – تديرها في سياق استراتيجي يصعب تجاهله إلّا من طرف من فقد ذاكرته أو من يسعى إلى محوها من أجل تبرير خضوعه للمستعمر وتنفيذ إملاءاته خشية من ردة فعله أو فقدان الحماية التي يوفرها له، وذلك في ظل الوهن العربي وإخفاق المشاريع العربية الوحدوية.

من هنا يعرض مؤلف الكتاب للوضع العام للمنطقة العربية نهاية القرن التاسع عشر وقبل الحرب العالمية الأولى وخلالها، ويتناول الوضع العربي والدولي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم وضع المنطقة العربية خلال حقبة المد القومي العربي بقيادة عبد الناصر وصولاً إلى انتهاء الحرب الباردة. ويبحث في الشكل الجديد للتدخل الأمريكي وبداية التوسع الأوروبي في المنطقة العربية مع بداية حرب الخليج وانهيار الاتحاد السوفياتي، وأسباب إخفاق التكتلات العربية. كما يبحث في الوضع العربي الراهن وموضوع الإرهاب وعودة الدور الروسي إلى المنطقة من خلال التدخل الروسي في سورية، وآفاق قيام نظام دولي جديد، تمثل روسيا فيه بديلاً من الاتحاد السوفياتي، وانعكاس ذلك على المنطقة.

يؤكد الكتاب أن الدول الكبرى، في كل الأحوال، عملت على الدوام على إقصاء أي نظام عربي قوي وموحد، فجهدت لإيجاد محاور للصراع بين الدول العربية من جهة، وبين الدول العربية ودول الجوار الإقليمية، ولا سيَّما إيران وتركيا من جهة أخرى، وأججت الصراع من خلال ربط أزمات الدول العربية الداخلية بالتدخلات الخارجية. وتسعى هذه الدول في تجاذبها العسكري والسياسي الحالي مع روسيا في المنطقة، ولا سيَّما في سورية، إلى إيجاد توازنات إقليمية جديدة، قد تمهد لقيام نظام دولي جديد له انعكاساته على المنطقة.