المصادر:
(*) نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 480 في شباط/فبراير 2019.
(**) محمد فؤاد العشوري: أستاذ باحث في كلية الحقوق، مكناس – المغرب.
البريد الإلكتروني: fouadelachouri@gmail.com
[1] يُعد المفكر الفرنسي جان بودا (Jean Boudin) أول من ابتكر فكرة السيادة. لقد أعطاها هذا المفكر معنى خاصاً يتجسد في شخص الملك الذي أصبح بمقتضاها بمثابة إمبراطور في مملكته.
[2] يجب التمييز في هذا الاتجاه بين سيادة الأمة التي كان مونتيسكيو (Montesquieu) وإيمانويل جوزيف سييس (Sieyès) من كبار منظريها اللذين أثرا بشكل ملحوظ في ثوار 1789 وسيادة الشعب التي جاء بها جان جاك روسو الذي كان من المدافعين الأشداء عنها لقيامها على مبدأ الاقتراع العام والشامل الذي يتجاوز الطابع الإقصائي، الذي كانت تقوم عليه نظرية سيادة الأمة، مكونة بذلك النواة الأولى لتجسيد الثقافة الديمقراطية.
[3] بهذا المعنى يقول جورج فيدال: «La Nation ( …) est muette et c’est l’assemblée qui s’exprime à travers elle»,
ورد في: Dominique Chagnollaud, Droit constitutionnel contemporain, tome1, théorie générale, les régimes étrangers histoire, 6ème éd. (Paris: Dalloz, 2009), p. 206.
[4] Philippe Blachèr, Droit constitutionnel (Paris: Hachette, 2007), p. 44.
[5] الفصل 2 من دستور 2011.
[6] الفصل 24 من دستور 2011.
[7] Le Marquis Marie de Condorcet, après son élection à la constituante en 1791, confirmait cette exigence: «mandataire du peuple, je ferais ce qui je croirai le plus conforme à ses intérêts, Il m’a envoyé pour exposer mes idées, non les siennes»;
ورد في: Patrick Fraisseix, Droit constitutionnel (Paris: Vuibert, 2013), p. 42.
[8] للتميز بين الشعب، كهيئة ناخبة والأمة انظر: François Borella, Eléments de droit constitutionnel (Paris: Presses de Sciences Po, 2008), p. 168.
[9] الفصل 42 من الدستور 2011.
[10] تنص المادة 52 من دستور 2011 على ما يلي: «للملك أن يخاطب الأمة والبرلمان، ويتلى خطابه أمام كلا المجلسين، ولا يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش داخلهما».
[11] انظر في هذا الموضوع: مصطفى قلوش، «قراءة جديدة لاختصاصات وصلاحيات المؤسسة الملكية على ضوء الفصل 19 وما يقرره الدستور بأكمله،» المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، العددان 54 – 55 (2004)، ص 31، ومحمد أشركي، الظهير الشريف في القانون العام المغربي (الدار البيضاء: دار الثقافة، 1983)، ص 68.
[12] الحبيب الدقاق، العمل التشريعي للبرلمان، أية حكامة؟ (مقاربة نقدية في القانون البرلماني والممارسة التشريعة بالمغرب) (الدار البيضاء: مطبعة الأمنية، 2009)، ص 44.
[13] إن النصوص الدستورية لا تبيِّن الأسباب التي من أجلها يطلب الملك هذه القراءة الجديدة، الأمر الذي يخوله صلاحيات واسعة جداً في تكييف الأسباب التي تحدو به لاتخاذ هذا الإجراء.
[14] الفصل 50 من دستور 2011.
[15] الفقرة الثالثة من الفصل 174 من دستور 2011.
[16] إن تمثيل أكبر عدد ممكن من الأحزاب السياسية داخل قبة البرلمان فيه انسجام كبير والفلسفة الوحدوية التي تعمل المؤسسة الملكية جاهدة على ترسيخها من خلال ثقافة الإجماع.
[17] إن نمط الاقتراع النسبي عن طريق أكبر البقايا، يعد أكثر الأنماط ديمقراطية لضرب الديمقراطية. إنه يجعل المؤسسات التمثيلية غير فاعلة لصعوبة انسجام مكوناتها، وبالتالي عدم تمكينها من القيام بمهامها الدستورية والتشريعية والسياسية. مهام تضطلع بها المؤسسة الملكية كراعية لثقافة الإجماع. انظر في هذا الاتجاه: محمد فؤاد العشوري، «معوقات الديمقراطية والتمثيلية بالمغرب،» مداخلة ألقيت بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظّمته كلية الحقوق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2006 حول موضوع «الديمقراطية والتمثيلية».
[18] الفصل 42 من دستور 2011.
[19] محمد الساسي، «الملك يقدم الدستور: قراءة في العلاقة بين نص الخطاب الملكي لـ 17 يونيو 2011 ونص الدستور الجديد،» في: مجموعة من المؤلفين، الدستور الجديد ووهم التغيير (الرباط: دفاتر وجهة نظر، 2011)، ص 16.
[20] ينص الفصل 47 من الدستور على ما يلي: «للملك، بمبادرة منه، بعد استشارة رئيس الحكومة أن يعفي عضواً أو أكثر من أعضاء الحكومة من مهامهم».
[21] ينص الفصل 51 من الدستور على ما يلي: «للملك حق حل مجلسي البرلمان أو إحدهما بظهير، طبق الشروط المبينة في الفصول 96 و97 و98».
[22] قام العاهل المغربي يوم 24 تشرين الأول/أكتوبر 2017، وتفعيـلاً لأحكام الفصل الأول من الدستور، وخاصة الفقرة الثانية منه، المتعلقة بربط المسؤولية بالمحاسبة ؛ باتخاذ مجموعة من التدابير والعقوبات، في حق عدد من الوزراء والمسؤولين السامين.
[23] لقراءة في هذا المعنى، انظر: Blachèr, Droit constitutionnel, p. 42.
[24] ينص الفصل 42 من الدستور على ما يلي: «الملك […] رمز وحدة الأمة […]».
[25] لقراءة في هذا المعنى، انظر: Philippe Ardant, Institutions politiques et droit constitutionnel, 14ème éd. (Paris: LG.D.J., 2002), p. 169.
[26] لقراءة في نفس المعنى لخطاب فيليب أندريه أمام لجنة الدستور في عام 1946، ورد في: Charles Débbache et Jean-Marie Pontier, Introduction à la politique, 4ème éd. (Paris: Dalloz, 1995), p. 104.
[27] بحيث لا يمكن لرجال الدين (العلماء) أن يتدخلوا في الحقل السياسي ولا يمكن، في المقابل، لرجال السياسة أن يتدخلوا في الحقل الديني. في حين يحق للملك أمير المؤمنين أن يتنقل، بحرية مطلقة، بين الحقلين الديني والدنيوي لضمان احترام الدستور وحسن سير المؤسسات الدستورية وصيانة حقوق وحريات المواطنين والمواطنات من أي انحراف محتمل. انظر في هذا الاتجاه: العشوري، «معوقات الديمقراطية والتمثيلية بالمغرب».
[28] للمزيد من المعلومات، انظر في هذا الاتجاه: محمد فؤاد العشوري، «مفهوم الملكية البرلمانية في النظام السياسي المغربي من خلال دستور2011،» في: عبد العزيز غوردو [وآخرون]، دستور 2011 بالمغرب: مقاربات متعددة (الرباط: منشورات مجلة الحقوق، 2012).
[29] Chagnollaud, Droit constitutionnel contemporain, tome1, théorie générale, les régimes étrangers histoire, p. 207.
[30] انظر في هذا الاتجاه، حسن طارق، الربيع والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس، ومصر، سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية؛ رقم 105 (الرباط: المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، 2014)، ص 120 – 136.
[31] المصدر نفسه، ص 133.
[32] انظر في هذا الاتجاه، أحمد بوز، «الاختيار الديمقراطي في الدستور المغربي الجديد،» ورقة قدمت إلى: الدستور المغربي الجديد على محك الممارسة: أعمال ندوة 18 – 19 نيسان/أبريل 2013، تنسيق عمرو بندورو [وآخرون]، (الرباط: مجموعة البحث في القانون الدستوري وعلم السياسة، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، 2014)، ص 113 – 114.
[33] انظر في هذا الاتجاه الفقرة الثالثة من الفصل 47.
[34] انظر في هذا الاتجاه، عمر بندورو، «العلاقات بين السلط: فصل أم خلط في السلط؟،» دفاتر وجهة نظر، العدد 24 (2011)، ص 121.
[35] انظر في هذا الاتجاه: عبد العلي حامي الدين، «السلطة التنفيذية في مشروع 2011: من هيمنة المؤسسة الملكية إلى ضرورة تعايش مع رئيس الحكومة،» أخبار اليوم، العدد 480، ص 18.
[36] انظر في هذا الاتجاه: عبد الله حريف، «معارضو دستور محمد السادس»، الحياة (الرباط) (23 حزيران/يونيو 2011)، ص 9 .
[37] يرى بعض الباحثين المغاربة أنه بالرغم من تنصيص الفصل 49 على هذه المناصب فإنها تدخل في المجال الخاص برئيس الحكومة وبالتالي يجب التعيين فيها بمقتضى مرسوم وليس بظهير.
[38] انظر الفصل 49 من الدستور.
[39] انظر في هذا الاتجاه، عبد العالي حامي الدين، «التأويل الديمقراطي للدستور»، جريدة هسبريس الإلكترونية المغربية، 2 آذار/مارس 2012.
[40] انظر في هذا المعنى: Fahd Iraqi, «Partage des pouvoir, la grande désillusion,» Telquel (25 février 2012), p. 23,
ورد في: طارق، الربيع والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس، ومصر، ص 117.
[41] انظر في هذا الاتجاه: الساسي، «الملك يقدم الدستور: قراءة في العلاقة بين نص الخطاب الملكي لـ 17 يونيو 2011 ونص الدستور الجديد،» ص 17.
[42] رقية المصدق، «وهم التغيير في مشروع الدستور الجديد،» في: مجموعة من المؤلفين، الدستور الجديد ووهم التغيير، ص 65.
[43] نظراً إلى حساسية المهام الموكولة إلى السلطة التأسيسية وحيويتها عمدت الأنظمة الديمقراطية إلى انتخابها من قبل الشعب حتى تعكس مطالب وتوجهات الرأي العام.
[44] الملك الحسن الثاني، خطاب 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1962.
[45] ينص «خطاب مارس 2011» على ما يلي: «عمـلاً بما رسخناه من انتهاج المقاربة التشاركية في الإصلاحات الكبرى، فقد قررنا تكوين لجنة خاصة لمراجعة الدستور، راعينا في اختيار أعضائها الكفاءة والتجرد والنزاهة […] وتلقي تصورات في هذا الشأن على أن ترفع إلى نظرنا السامي نتائج أعمالها في غضون شهر يونيو المقبل».
[46] للمزيد من التفصيل في هذا الباب انظر «خطاب 9 مارس 2011».
[47] على خلاف التوجه الملحوظ في «خطاب 9 مارس 2011»، بشأن الارتقاء بالمؤسسات المنتخبة ومنحها الوسائل التي تجعل منها مؤسسة فاعلة وفعالة، وسع دستور 2011 من صلاحيات المؤسسة الملكية على حساب المؤسسات المنتخبة في مجال السلطة التأسيسية.
[48] تعني الدولة معنيَين مختلفين لكن متكاملين:
– معنى واسع: الإقليم، الجماعة البشرية، السلطة السياسية.
– معنى ضيق: السلطة السياسية المالكة لوسائل الإكراه المادي، أي الحكام دون المحكومين. إنها بذلك شخص معنوي، متمتع بالسيادة لكن محدودة بالقانون (بالقاعدة القانونية).
إن الجماعة البشرية (الأمة) ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإقليم، أي المجال الذي يمارس الحكام سلطتهم السياسية في نطاقه وبالتالي فهي ترتبط بالسيادة. إن الدولة، كما يقول موريس هوريو (Maurice Hauriou)، «ظاهرة مجالية بالأساس»، بمعنى قد توجد أمة من دون إقليم، لكن لا يمكن تصور وجود دولة دون إقليم. إن الدولة بمعناها المجالي هي ذلك الوعاء الذي توجد به الأمة، التي هي عنصر أساسي في تكوينها من الناحية القانونية. من هذا المنطلق نعتبر أن دستور 2011، على خلاف ما يراه عدد من الباحثين المغاربة، باستعماله عبارة الممثل الأسمى للدولة بدل الممثل الأسمى للأمة، ارتقى بالعاهل المغربي إلى مستوى أعلى، وليس العكس.
[49] ينص الفصل 172 على ما يلي: «للملك أن يعرض مباشرة على الاستفتاء المشروع الذي اتخذ المبادرة بشأنه».
[50] الفقرة الثالثة من الفصل 174 من الدستور.
[51] المصدق، «وهم التغيير في مشروع الدستور الجديد،» ص 66.
[52] الساسي، «الملك يقدم الدستور: قراءة في العلاقة بين نص الخطاب الملكي لـ 17 يونيو 2011 ونص الدستور الجديد،» ص 11.
[53] الفقرة الثالثة من الفصل 173 من الدستور.
[54] نظراً إلى طبيعة نمط الاقتراع المعمول به حالياً (التمثيل النسبي من طريق أكبر البقايا)، الذي يحول دون تمكين أي حزب من الحصول على الأغلبية، يكون تحقيق نصاب الثلثين من الشروط التعجيزية التي يستحيل استقاؤها.
[55] محمد الطوزي، «حقوقيو النظام: رد الاعتبار للمكانة السامية لمؤسسة أمير المؤمنين (إمارة المؤمنين بين الفهم الأصيل والتأويل الدخيل)،» ألوان مغربية، العدد 3 (تشرين الأول/أكتوبر – تشرين الثاني/نوفمبر 2004)، ص 15.
[56] يمثل هذا المبدأ (إقصاء الوسطاء) روح الثقافة الإجماعية التي رسخها الملك الراحل حسن الثاني في الثقافة السياسية المغربية القائمة على تركيز السلطة وتوحيدها في شخصه. في هذا الاتجاه يقول الحسن الثاني: «إن الصعوبة الرئيسية تكمن في تطبيق مقتضيات الدستور ومبادئ الملكية الدستورية دون أن تصبح المؤسسات الدستورية مثل البرلمان أو الجهاز التنفيذي بمثابة حجاب بين الملك والشعب […] فما دام لا يوجد رابط بين الملك وشعبه، فإن التيار لن يمر حينئذ…». انظر: انبعاث أمة، العدد 26، عام 1981، ص 364.
[57] محمد معتصم، الحياة السياسية المغربية، 1962 – 1991 (الدار البيضاء: مؤسسة إيزيس للنشر، 1992)، ص 122.
[58] يرى محمد ضريف أن مهام الملك – أمير المؤمنين، تتحدد في وظيفتين مركزيتين هما: وظيفة سياسية تتمثل بإدارة الاختلاف السياسي، وهذه الوظيفة تستوجب السماح بالتعددية الحزبية؛ ووظيفة دينية تتجسد في «حفظ الوحدة الدينية للأمة…»، انظر: محمد ضريف، المغرب في مفترق الطرق: قراءة في المشهد السياسي (الدار البيضاء: منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي، 1996)، ص 71 – 72، الأمر الذي يجعل «التعددية الحزبية في المغرب ليست إلا واجهات متعددة لتوجه سياسي واحد» (ص 9).
[59] أقنوش زكريا، «قراءة في المهمة المرغوبة من الأحزاب السياسية في النسق السياسي المغربي،» ضمن ملف: «تجديد السلطوية بالقواعد الديمقراطية: قراءة في انتخابات شتنبر 2007،» وجهة نظر، العددان 33 – 34 (صيف – خريف 2007)، ص 31.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.