يتناول هذا الكتاب إحدى أهم وأكثر الإشكاليات السياسية التي واجهها العالم العربي في ظروفه المعاصرة بعامة، ونظمه السـياسـية بخاصة، منذ الحرب العالمية الثانية، وخلال المرحلة التاريخية التي رافقت بناء نموذج الدولة العربية المعاصرة. وهي إشكالية وطنيـة وقوميـة ودوليـة في آنٍ معاً، وخصوصاً إذا أخذنا في الحسبان أنّ تفاعلاتها لا تزال نشطة ومتغيرة، أما نتائجها فلا تزال مفتوحة على احتمالات كثيرة؛ الأمر الذي يجعل منها قضيةً آنيةً ملحة بقدر ما هي قضية مسـتقبلية، بالنسبة إلى الدولة والنظام السياسـي والمصالح القومية العليا. وإذا كان الإصلاح هو العنوان العريض الظاهر لتدخل القوى الأجنبية في البلدان العربية، فإنَّ المضمون الفعلي لهذا التدخل يتعدى، من دون شك، الأبعاد السياسيـة، ليتحول في مجرى تطور الأحداث والتغيرات العاصفة الكبرى، التي جرت في نهاية القرن العشـرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، إلى جزءٍ من العلاقات الدولية وصراعاتها في المنطقة.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.