المؤلف: سعاد الصباح 

مراجعة: محمود علي الداود (**) 

الناشر:  I. B. Tauris and Co., London 

سنة النشر: 2015

عدد الصفحات: 304

 

ستون عاماً وأنا أتابع شؤون الخليج العربي، وكانت بدايتي الأولى في هذا المجال رسالة الدكتوراه في قسم التاريخ الدولي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي قدمتها في جامعة لندن عام 1957 بعنوان «العلاقات البريطانية مع الخليج العربي 1890 – 1902» والتي أعاد معهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية نشرها عام 1960 في القاهرة تحت عنوان «الخليج العربي والعلاقات الدولية 1890 – 1914».

من جميع ما وقع بيدي من كتب وتراجم حول منطقة الخليج العربي وطوال ستة عقود؛ أجد أن هذا الكتاب هو استثناء بسبب أن مؤلفته سعاد الصباح هي شخصية نسائية خليجية فذة دافعت عن فكرها العربي القومي بجهود إنسانية وفكرية قلّ نظيرها كما أنها شاعرة رائعة مرهفة تحمل في شعرها كل القيم والمبادئ والآمال والآلام العربية، وظلت إطلالتها محدودة وخجولة ولكنها إطلالة مؤثرة وعميقة في قلوب الكثيرين من المثقفين العرب. كما تأتي أهمية هذا الكتاب أيضاً من أنه يتناول حياة زوجها الشيخ عبد الله مبارك الصباح الذي أدّى دوراً هاماً في بناء نهضة الكويت المعاصر، وكانت له بصماته في الحياة السياسية للكويت، بالإضافة إلى تطلعاته العربية من خلال مواقفه القومية تجاه الحركات الوطنية التحررية في العديد من الأقطار العربية. وأعتقد أن هذه هي التجربة الأولى أن تنهض سيدة عربية من أسرة خليجية حاكمة لتتبوأ هذا المركز في ميادين الثقافة والفكر. ولا شك في أن خلفيتها الأكاديمية ودراستها العليا (درجة الدكتوراه في الاقتصاد) قد أسهمت في نجاح إمكاناتها في مجال البحث العلمي الرصين، وأحسن مثل على ذلك، هذا الكتاب.

لقد اعتمدت سعاد الصباح على الوثائق الرسمية الموجودة في دور الوثائق البريطانية والأمريكية بالإضافة إلى مراجعتها عدداً من أهم الكتب والمقالات التي عالجت الشأن الكويتي خاصة والشأن الخليجي عامة. وبعد مقدمة هامة وجامعة تناول الكتاب سبعة محاور وهي:

(1) عبد الله مبارك – السنوات الأولى؛ (2) بناء دولة الكويت: دور عبد الله مبارك؛ (3) تحديد المصالح الوطنية للكويت؛ (4) تحدي العراق؛ (5) استقالة عبدالله مبارك؛ (6) الاستقالة وما بعدها.

في البداية لا بد من أن نوضح أن الشيخ عبد الله مبارك الصباح هو ابن مبارك الصباح مؤسس الكويت الحديثة والذي تولى الحكم خلال الفترة 1896 – 1915. وقد ولد عبد الله عام 1914 قبل عام من وفاة والده، وقضى طفولته في البادية كما كانت تقاليد تلك الأيام لكي ينمو قوياً وشجاعاً وكريماً. وكانت والدته في الرضاعة (نويرة) وهي امرأة عربية من عائلة الحدايدة من الرشايدة التي تنتمي إلى عشيرة عنزة التي هي من أكبر العشائر العربية في العراق ونجد والخليج العربي. ونشأ وقد تمتع بعلاقات مهمة مع شيوخ عشائر (العجمان والمطير وشمر وعنزة والمنتفك والرولة والحيوطاطات والصخور والشرارات والرشايدة والعوازم)، وكانت له علاقات وثيقة مع الأمير عبد العزيز آل سعود الذي كان لاجئاً في الكويت خلال الفترة 1893 – 1902.

وقد أوضحت مقدمة المحور الأول من الكتاب أن الحظ لم يحالفه ليتولى مشيخة إمارة الكويت، وبعد وفاة والده الشيخ مبارك الصباح تولى المشيخة من بعده ابنه الأكبر جابر الثاني الذي ولد عام 1860 وتوفي عام 1917، ثم تلاه ابنه الثاني سالم الثاني المولود عام 1864 والذي توفي عام 1921. وفي عام 1921 كان اثنان فقط من أولاد مبارك الكبير على قيد الحياة وهما حمد البالغ من العمر 24 عاماً وهو قليل الخبرة وعبد الله مبارك الذي كان في السابعة من عمره. وهكذا انتقل الحكم إلى أحمد الجابر ابن عم الشيخ عبد الله المبارك. ويشاء القدر أن لا يحظى الشيخ عبد الله المبارك بالمشيخة رغم أنه الابن الوحيد الباقي من أولاد مبارك الكبير.

ولكنه من ناحية أخرى كان في صميم الأضواء طوال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات مندمجاً مع وظائف داخلية عديدة. وفي عام 1950 أصبح نائباً لأمير الكويت الجديد الشيخ عبد الله السالم الصباح حنى تقديم استقالته في 30 نيسان/أبريل 1961، التي قبلها الحاكم في 17 حزيران/يونيو عام 1961 قبل يومين من إعلان استقلال دولة الكويت.

يناقش هذا الكتاب دور الشيخ عبد الله مبارك الصباح في بناء مؤسسات الكويت الحديثة في مجالات الأمن العام والقوات المسلحة والطيران المدني والتربية والتعليم ووضع أسس لجامعة الكويت بالإضافة إلى توسيع دور المرأة الكويتية في التعليم والوظائف.

لقد تميز الشيخ مبارك الصباح بنشاط دائم في بناء المؤسسات العسكرية والمدنية التي كان مسؤولاً عنها، كما تميز بشعبية واسعه بين عشائر وقبائل الكويت والمنطقة، بالإضافة إلى علاقاته الواسعة مع عشائر المنتفك والدليم وشمر والبصرة في العراق. واستفاد من علاقة والده الشيخ مبارك الصباح لتأسيس علاقات وثيقة مع الملك عبد العزيز آل سعود وأولاده وخصوصاً الملك سعود.

ومع أن القدر لم يحالفه بتولي المشيخة رغم شعبيته الداخلية والخارجية إلا أنه كان على قناعة تامة بأهمية التعاون مع بقية شيوخ الأسرة من أجل وحدة آل الصباح.

ومن المعروف أنه كان يتولى قيادة القوات المسلحة والأمن العام وكان يملك علاقات داخلية وعربية حسنة، إلا أنه بقى إلى الأخير (رغم الكثير من تقولات الإعلام والإعلام المضاد) حريصاً على الوقوف مع وحدة الكويت في كل الأزمات، سواء تلك التي تتعلق بالعلاقات مع العراق أو بالعلاقات مع بريطانيا، رغم أن الوكالة السياسية البريطانية في الكويت ودائرة المقيم البريطاني في البحرين كانت تؤجج روح العداء له في تقاريرها إلى وزارة الهند ثم وزارة الخارجية البريطانية وتتهمه جزافاً أنه قد يستخدم القوات المسلحة وقوات الأمن للانقضاض على الشيخ الحاكم والاستيلاء على السلطة بالقوة. وقد تكاثرت هذه التقارير وخصوصاً في عهد الشيخ الراحل عبد الله السالم الصباح. ورغم أن الشيخ عبد الله مبارك الصباح قدّم استقالته من منصبه كنائب الحاكم في 30 نيسان/أبريل 1961 التي قبلها الحاكم في 17 حزيران/يونيو 1961 قبل يومين من إعلان الاستقلال إلا أنه لم يذكر السبب الحقيقي لتقديم هذه الاستقالة.

من خلال دراسة محاور الكتاب والأفكار والآراء التي طرحتها المؤلفة، فإن من الواضح أن الأسباب ليست داخلية كما أنها ليست من داخل العائلة الحاكمة، ذلك أنه رغم الحيوية والنشاط المؤسسي والتميز التي تتميز به شخصية الشيخ عبد الله مبارك الصباح فقد وضع نصب عينيه أولاً مصلحة الكويت. وبعد مغادرته الكويت عام 1961 إلى بيروت والقاهرة فإنه كان يحرص على أن يكون في الكويت عند الأزمات ليعرض خدماته من أجل أمنها واستقرارها. ومن دراسة الوقائع التي طرحتها المؤلفة سعاد الصباح ودراسة مضمون الوثائق البريطانية والأمريكية حول الكويت ومنطقة الخليج في فترة تاريخية مهمة وهي التهيؤ البريطاني للانسحاب من الكويت والضغوط الأمريكية على بريطانيا للتعاون العاجل في فسح المجال للولايات المتحدة لأخذ موقعها في المنطقة ولتنفيذ خطة تعاون جديدة تسمح بوجود أمريكي فاعل في المنطقة مقابل الإبقاء على المصالح الاقتصادية والتجارية البريطانية، وكذلك في ضوء الصراع العراقي – المصري وفشل بريطانيا في التجاوب مع الرغبات العراقية في إقناع شيخ الكويت عبد الله السالم الصباح للانضمام إلى الاتحاد الهاشمي (العراق + الأردن) وذلك للتخفيف عن الأعباء المالية لهذا الاتحاد. فقد كانت بريطانيا تتهيأ لمنح الكويت استقلالها، وبذلك فإنها ستمهد للانسحاب العسكري وفي الوقت نفسه تبقي على مصالحها النفطية والاقتصادية والتجارية بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة التي ستكون لها مستقبـلاً الكلمة العليا في الخليج.

وهكذا أستطيع القول إن استقالة الشيخ عبد الله مبارك الصباح كانت بطلب أو بإشارة أو بضغوط مباشرة من بريطانيا لأن المرحلة تطلبت ذلك. ويظهر أن بريطانيا أصرت على أن تكون الاستقالة موضع التطبيق قبل إعلان الاستقلال. ومما يؤيد هذا التوجه البريطاني هو:

1 – أن الادارة الاستعمارية البريطانية لمشيخات الخليج العربي كانت تستند إلى اتفاقيات ومعاهدات بالية تعود إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر يتعهد فيها الحكام الخليجيون الامتناع من التعامل مع أي دولة أجنبية من جميع النواحي إلا بموافقة بريطانيا التي تحتكر العلاقات الخارجية كافة، بالإضافة إلى ضمان «الأوضاع الداخلية القائمة» في كل مشيخة وامتناع الحاكم عن اتخاذ أي قرارات مهمة من دون العودة إلى المعتمد البريطاني أو الوكيل السياسي.

وفي هذا الإطار فإن السياسة البريطانية كانت تحذر الحكام الخليجيين دائماً من عبور هذه الخطوط الحمر. وعلى هذا فإنها رأت في شخصية الشيخ عبد الله مبارك الصباح، رغم اعترافها بشخصيته القوية وشعبيته الواسعة ونفوذه في المنطقة تحدياً كبيراً لنفوذها هي واحتكارها القرار السياسي الداخلي والخارجي في الكويت.

2 – أن مبادرات الشيخ عبد الله مبارك الصباح في إصلاح النظام الإداري والقوات المسلحة وسيطرته على الأمن العام ودوره في التنمية قد تجاوزت الخط الاحمر، وترى أن كل هذه المبادرات يجب أن تكون من طريق الوكيل السياسي البريطاني في الكويت. وتتهم التقارير الدبلوماسية التي ترسلها الوكالة السياسية البريطانية في الكويت بالإضافة إلى دار المقيمية البريطانية في البحرين الشيخ عبد الله مبارك الصباح بأنه يتجاهل مركز بريطانيا بموجب اتفاقية 1899 ولا يتقيد بتعليمات الوكيل السياسي.

وتحذر هذه التقارير من احتمالات استخدام الشيخ القوة العسكرية (المتوافرة لديه) لإقصاء الحاكم، علماً أن التصورات البريطانية الخاصة باحتمال إقدام الشيخ عبد الله مبارك على تغيير الوضع السياسي لمصلحته لم تثبت صحتها.

3 – أن المبادرات التي كان يقوم بها الشيخ عبد الله مبارك الصباح لتوسيع العلاقات الخارجية وقيامه بسلسلة زيارات للعديد من دول العالم قبل استحصال موافقة الوكيل السياسي البريطاني عليها، وخصوصاً سعيه لتوطيد علاقاته مع الولايات المتحدة ودعمه فكرة تأسيس قنصلية أمريكية في الكويت وتوسيع التعاون النفطي معها.. وكان موضع شك وقلق من قبل الدوائر البريطانية في الخليج التي تعودت أن تكون إجراءاتها الانفرادية تقبل وتطاع. ولم يسبق أن ظهرت في العوائل الخليجية الحاكمة رموز بمثل وحجم الشيخ عبد الله مبارك الصباح الذي اجتاز الضوء الأحمر ورفض أن يرجع إلى الوكيل السياسي البريطاني في كل صغيرة وكبيرة.

4 – في الإطار الخليجي كان للشيخ مبارك علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية وخصوصاً مع الملك سعود. وقد استضاف الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمير البحرين والملك فيصل ملك العراق، وكان يحتفظ بعلاقات طيبة مع العشائر العراقية ومع البيوتات التجارية في البصرة. وكان هناك اعتقاد واسع أن الشيخ عبد الله يميل لتوطيد العلاقات مع العراق.

5 – في المجال العربي كانت للشيخ عبد الله مبارك توجهات قومية واضحة، وكان يتعاطف علانية مع حركات التحرر العربية في فلسطين والجزائر وتونس والمغرب، كما كانت له علاقات شخصية قوية مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومع الرئيس السوري شكري القوتلي ومع الرئيس اللبناني فؤاد شهاب. وفي فترة إقامته في مصر كانت له حظوة خاصة من قبل الرئيس جمال عبد الناصر. وخلال فترة توليه منصب نائب حاكم الكويت التي دامت أحد عشر عاماً (1950 – 1961) كان يعمل بجد للاعتماد على الكفاءات العربية، وخصوصاً في مجال التربية والتعليم. وكان حريصاً على تولي عبد العزيز حسين هذه المهمة أحسن دليل وقد نجح الأخير باستقدام أكفأ الأساتذة من مصر والعراق وسورية وفلسطين ولبنان للتدريس وإدارة العملية التربوية في الكويت والذي كان يسير بنفَس عربي واضح. وقد أحاط الشيخ عبد الله المجاهد الفلسطيني درويش المقدادي (معاون عبد العزيز حسين) برعاية خاصة. ولم تكن هذه السياسة التربوية موضع ارتياح لدى الوكيل السياسي البريطاني، وعكست تقارير الأخير أن وجود هذه النخب العربية وعلاقاتها مع الأندية الوطنية وتطلعات الأخيرة للتعاون مع الحركات القومية العربية في العراق وسورية ومصر. وقد تميز الشيخ عبد الله مبارك بعلاقات طيبة مع عدد كبير من المفكرين العرب من أمثال قدري طوقان ونيقولا زيادة وزكي مبارك وفكري أباظة، وكذلك مع عدد كبير من السياسيين والأدباء العرب في سورية ولبنان. وقد كان هو وراء دعوة الملك محمد الخامس ملك المغرب لزيارة الكويت بعد زيارته العراق إثر رجوع الملك المغربي من منفاه من جزيرة مدغشقر وعودته مكرماً من شعبة العربي الأبي إلى عرشه.

6 – لم تكن علاقات الشيخ عبد الله مبارك الصباح طيبة مع شركة نفط الكويت وكان يشعر بثقل النفوذ البريطاني من خلالها وكان يشكو دائماً من القرارات الانفرادية للشركة متجاهلة المصالح الكويتية، ولهذا رحب بدخول الولايات المتحدة على الخط النفطي. كما ساند طلب الولايات المتحدة بفتح قنصلية أمريكية في الكويت من أجل كسر الاحتكارات البريطانية. وكانت بريطانيا ترفض باستمرار السماح لأي دولة بتأسيس قنصلية في الكويت وظل هذا المنع سارياً على الدول الأخرى كافة، بما في ذلك البلدان العربية ذات المصالح القنصلية المهمة في الكويت مثل العراق.

وقد أفردت سعاد الصباح باباً خاصاً تحت عنوان «تحدي العراق» وعرضت العلاقات الكويتية مع العراق والأزمات التي مرت بها ابتداءً من عهد الملك غازي ومروراً بالثورة العراقية عام 1958 وما سببته هذه الأزمات من تداعيات، وخصوصاً إقدام النظام السابق في العراق على غزو الكويت وما تركته تلك الحرب من تدمير مادي ومعنوي ونفسي للكويت.

وأنا افهم مشاعر سعاد الصباح وزوجها الشيخ عبد الله مبارك الصباح وتلاحمهما مع بلدهما الكويت، وأقدر وأفهم هذه المواقف وما ولدته السياسات الانفرادية والكيفية واللاقانونية للنظام السابق في العراق، والتي بدورها ألحقت أفدح الأضرار بالعراق خلال الحصار الظالم الذي فُرض عليه وتداعيات الاحتلال الأمريكي وما رافقه من تدمير شامل للبنية التحتية العراقية. وأعتقد جازماً كدبلوماسي محترف ومؤلف وأستاذ جامعي وخبير في الشؤون الخليجية على مدى ستة عقود أن الأزمة العراقية – الكويتية كان من الممكن حلها سلمياً ودبلوماسياً لو توافرت الحكمة وأدرك الجميع حجم ما يحاك لهم مستقبـلاً.

وأخيراً أقول إن فشل الحكام العرب في التوصل إلى حلول سلمية للأزمات هو الذي أوصل العرب إلى ما نحن عليه اليوم من دمار شامل لم يشمل الكويت والعراق فقط، وإنما شمل معظم حواضر الأمة العربية. وقد فشلت السياسات العربية في فهم حجم المؤامرة الدولية التي تركت الرمادي والفلوجة ومدناً كبرى أدت دوراً تاريخياً في التاريخ البطولي للأمة العربية ودورها الاقتصادي والتجاري مثل الموصل وحلب وحمص والتي تعاني اليوم الدمار الشامل والخوف على ما تبقى من بلدان الأمة العربية. وأخيراً أردد قول الشاعر العربي:

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

فقد طغى الخطب حتى غاصت الركب

واليوم ونحن بحاجة إلى استنهاض الأمة العربية ولا بد من أن يكون لشعر سعاد الصباح دور مهم في هذا النهوض.