في أول ندوة حضورية بعد انقطاع لأكثر من ثلاثة أعوام بسبب جائحة كورونا، نظم مركز دراسات الوحدة العربية ندوة حول حرية الإعلام العربي بين الاستقطاب والمصالحة عصر السبت 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 في بيروت. وبسبب تزامن الندوة مع الانتخابات الأمريكية النصفية، توسعت الندوة لمناقشة هذه الانتخابات لما لصنّاع القرار الأمريكي من تأثير على المنطقة العربية. واستضاف المركز الإعلامي المصري حافظ المرازي متحدثاً رئيسياً في الندوة بحضور ومشاركة مجموعة من الباحثين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي. وقدمت المديرة العامة للمركز لونا أبوسويرح للندوة، وأدارها محمد بلوط، منسق وحدة التفاكر وتحليل السياسات في المركز.

اعتبر المرازي، مناقشاً موضوع الاستقطاب والحريات الإعلامية في عالمنا العربي، أن الوصول للحرية الإعلامية يُفهم بشكل خاطئ على أنه مشروط بعرض وجهتي النظر، فضلاً عن ضرورة عدم الجمع بين مهنتي الصحافة والسياسة. وقال المرازي إن “منصات التواصل الرقمية لا يمكنها أن تكون بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية، بل تساهم بإضعاف الاحتكار لا أكثر”.

ولاقى موضوع الانتخابات الأمريكية اهتماماً كبيراً، فرأى المرازي أن الولايات المتحدة مقبلة على أزمة بسبب المخاوف من رفض الفريق الجمهوري للنتائج، وعلى رأسه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما ينعكس في تصريحات الرئيس الأمريكي جو بادين الأخيرة حول “خطر الفاشية والقلق على مستقبل الديمقراطية وتداول السلطة في الولايات المتحدة”. وفي السياق نفسه، تطرق المرازي إلى الاستقطاب في الإعلام الأمريكي التقليدي والرقمي على حد سواء، موضحاً أن الإعلام في النتيجة هو انعكاس للأوضاع السياسية والانقسام الحاصل داخل المجتمع الأمريكي.

وركزت مداخلات بعض الحضور على آليات العمل الإعلامي التي حددها الغرب بالأساس، وبالتالي التباس المفاهيم التي ترعى هذا العمل. كما تداولوا عمل وسائل التواصل التي استطاعت إضعاف وسائل الإعلام التقليدية، في ظل “أزمة الثقة” المستفحلة بالإعلام بشكل عام، والذي غالباً ما يكون متطرفاً لأحد وجهتي النظر المتناقضتين دون مراعاة وجهات النظر “الرمادية”.

وشددت المداخلات أيضاً على الاستقطاب المسيطر على وسائل الإعلام العربية تحديداً ورفض الرأي الآخر، فضلاً عن الاعتماد الكبير على مصادر الأخبار الأجنبية.