ملخص:

يعتبر الاقتصاد الأخضر وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الأداء الاقتصادي وذلك في بيئة تمتاز بالاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية مع الحدّ من المخاطر البيئية. كما أن تنفيذ وتطبيق استراتيجيات وسياسات الاقتصاد الأخضر تختلف ما بين الدول المتقدمة والنامية من حيث الاحتياجات والقدرات، حيث تهدف هده الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على أهم التحديات والعوائق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية.

وكانت نتائج هذا الانتقال ما زالت محتشمة وذلك لصعوبة التكيف والانتقال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر، ومن ثم وجب على البلدان العربية اتخاذ استراتيجيات لتدريب وتأهيل العمال على المهارات اللازمة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، واكتساب قدرات تؤهلهم الانتقال إلى وظائف جديدة مع تفعيل دور القطاع الخاص وفق مبادئ ومفهوم الاقتصاد الأخضر، والتي من شأنها أن تساهم في توفير فرص عمل جديدة ومكافحة مشكلات البطالة والفقر.

الكلمات المفتاحية: الاقتصاد الأخضر، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، البلدان العربية.

مقدمة:

يعتبر الاقتصاد الأخضر الوسيلة لتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة ولكن تجسيدها على أرض الواقع ليس بالأمر السهل، وبخاصة في البلدان النامية التي ما زالت تتخبط في برامجها الاقتصادية ومشاكلها الداخلية من مشاكل البطالة. وكما قال السيد جوزيف ديس، رئيس الجمعية العامة، بافتتاحه للمناقشة بشأن الاقتصاد الأخضر: الطريق اليوم إلى التنمية المستدامة: “كلما طال انتظارنا، كلما أصبح التصدي للتحديات البيئية التي نواجهها صعبًا وأكثر تكلفة.  (المتحدة، 3 حزيران/يونيه 2011, نيويورك)” يشكل الطريق نحو الاقتصاد الأخضر تحديًا خصوصًا للبلدان النامية. وأشار السيد ديس: ”هناك مخاوف من أن يكون الاقتصاد الأخضر هو مجرد شروط جديدة تعوق مسيرة هذه البلدان نحو التنمية”. من المهم التأكد من أن هذه البلدان يمكن لها أن تستفيد أيضًا من الفرص المتاحة. كما أكدت السيدة آشا- روز ميغيرو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، بأن هناك العديد من التحديات، “لا سيما في تعبئة الإرادة السياسية لجعل التنمية المستدامة حقيقة واقعة”، مشددة بذلك على الحاجة إلى تعاون دولي حقيقي.  (المتحدة، 3 حزيران/يونيه 2011, نيويورك)

وشدد أيضًا شا زوكانغ، الأمين العام لريو+20، على أهمية مشاركة جميع أنحاء العالم مختتمًا النقاش بقوله: ”بناء الاقتصاد العالمي الأخضر في سياق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر هو مسعى جماعي. إنه يهم كل واحد منا: المجتمع الدولي والقطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والحكومات المحلية وسائر الجهات الفاعلة”.

إشكالية الدراسة: كل التدخلات تتجه نحو هدف واحد وطرح إشكالية واحدة وجود تحديات وعراقيل من شأنها جعل الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر صعب ومحفوف بالمخاطرة وكان السؤال المطروح:

ما هي التحديات التي تواجه الدول العربية ومؤسساتها الاقتصادية بالانتقال الى الاقتصاد الأخضر؟

الأهمية والأهداف: تهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه انتقال الدول العربية وخاصة مؤسساتها الاقتصادية من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر، وتشخيص واقع البلدان العربية التي تعتبر دول نامية معظمها يعاني مشاكل واختلالات اقتصادية تجعل من تبني الاقتصاد الأخضر مهمة صعبة.

أولًا: مفهوم الاقتصاد الأخضر

ظهر مفهوم “الاقتصاد الأخضر” عام 2008 كمبادرة قدمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة “من أجل تفعيل التنمية المستدامة والقضاء على الفقر”، إلا أن جذور هذا المفهوم لم تبدأ مع هذه المبادرة. فالمحاولة الأولى لـ”التخضير”، بدأت في منتصف القرن العشرين، حين ظهر أن تقدم العلوم الوضعية على حساب الفلسفة وأية علوم إنسانية أخرى، قد ترك آثارًا سلبية وخطيرة جمة، فبدأ بعض الفلاسفة بالحديث عن ضرورة “تخضير” العلوم الوضعية.

نشأت فكرة “تخضير العلوم” إذا، مع تقدم علم الإيكولوجيا الذي أظهر عدم كفاية العلوم الوضعية التقليدية كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا لفهم الظواهر البيئية غير الطبيعية الناجمة عن حضارة الإنسان الحديث، والذي اظهر أيضًا أن مستوى الواقع الذي تدرسه الإيكولوجي، أي المنظومات الإيكولوجية، أكثر تعقيدًا من مستوى الواقع الذي تدرسه العلوم الطبيعية الأخرى… إذ يشمل الكائنات الحية والأوساط المادية المحيطة بها أيضًا (معلوف، 2012).

يشير مفهوم “الاقتصاد الأخضر” إلى النشاط والنمو الاقتصادي الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة مع مراعاة الحدّ من المخاطر البيئية وندرة الموارد البيئية. ويعرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاقتصاد الأخضر بأنه “نظام من الأنشطة الاقتصادية التي من شأنها أن تحسن نوعية حياة الإنسان على المدى الطويل، من دون تعريض الأجيال القادمة إلى مخاطر بيئية أو ندرة إيكولوجية خطيرة”. ويتوقع المحللون والخبراء أن يؤدي تطوير الاقتصاد الأخضر وتغيير أنماط الاستهلاك غير المستدامة إلى نمو اقتصادي في القطاعات العامة والخاصة، حيث يشكّل بناء الاقتصاد الأخضر طريقًا نحو تحقيق التنمية المستدامة التي تشمل التنمية الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية كلها (اتحاد مصارف العربية، 2016).

كما يعرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب) الاقتصاد الأخضر بكونه “الاقتصاد الذي ينتج منه تحسّن في رفاهية الإنسان والمساواة الاجتماعية”. كما “يقلل بصورة ملحوظة من المخاطر البيئية وندرة الموارد الايكولوجية. ويقل فيه انبعاث الكربون وتزداد كفاءة استخدام الموارد، كما يستوعب جميع الفئات الاجتماعية”. وفي الاقتصاد الأخضر، “يجب أن يكون النمو في الدخل وفرص العمل مدفوعًا من جانب الاستثمارات العامة والخاصة التي تقلل الانبعاثات والتلوث” (معلوف، 2012).

يعتبر الاقتصاد الأخضر نموذجًا جديدًا من نماذج التنمية الاقتصادية سريعة النمو، ويعتمد على المعرفة بالاقتصاديات البيئية التي تهدف إلى معالجة العلاقة المتبادلة بين الاقتصاديات الإنسانية والنظام البيئي من أجل الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التنمية وتعزيز كفاءة استخدام الموارد وتحسين حالة الرفاه البشرى والعدالة الاجتماعية.

وتنبع أهمية الاقتصاد الأخضر من خلال تبنيه مشروعات تعنى بالاستدامة والتي بدورها تزيد من فرص العمل والحد من البطالة، حيث يشير العديد من الدراسات إن الاستثمارات الخضراء تميل إلى التوظيف بكثافة أكثر على المدى القصير والمتوسط. فعلى سبيل المثال إن حجم الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة سيتيح أكثر من 20 مليون فرصة عمل على مستوى العالم عام 2030، منها في الطاقة الإحيائية 60 بالمئة، وثلثها في الطاقة الشمسية وما يقارب 10 بالمئة منها في طاقة الرياح (العربية، 2018).

1- تعريف الهيئات الدولية

أ- برنامج الأمم المتحدة للبيئة

يعرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يؤدِّي إلى “تحسين حالة الرفاه البشري والإنصاف الاجتماعي، ويعنى في الوقت نفسه بالحدّ على نحو ملحوظ من المخاطر البيئية وحالات الشحّ الإيكولوجية”. وبتعبير أبسط، فإن الاقتصاد الأخضر هو اقتصاد منخفض الكربون وفعّال من حيث الموارد وشامل اجتماعيًا. ويُوجَّه فيه النمو في الدخل والعمالة بواسطة استثمارات من القطاعين العام والخاص تفضي إلى خفض انبعاثات الكربون والتلوث وتعزيز استخدام الطاقة والموارد ومنع خسارة التنوّع الإحيائي وخدمات النظم الإيكولوجية.

(1) البنك الدولي: النمو الأخضر – أي النمو الذي يتسم بالفعالية في استخدامه للموارد الطبيعية، وبالنظافة بحيث يحد من أثر تلوث الهواء والآثار البيئية، وبالقوة بحيث يراعي المخاطر الطبيعية ودور الإدارة البيئية ورؤوس الأموال الطبيعية في منع الكوارث المادية. ولا بد من أن يكون هذا النمو شاملًا.

(2) منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي: إن المقصود بالنمو الأخضر هو تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية مع ضمان أن تواصل الثروات الطبيعية توفير الموارد والخدمات البيئية التي تعتمد عليها رفاهيتنا. ولتحقيق ذلك، يجب أن يحفز الاستثمار والابتكار، مما يدعم النمو المطرد ويتيح فرصًا اقتصادية جديدة (الدولية، 2013، صفحة 16). وتقول منظمة العمل الدولية إن التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا، بخلاف مقاربة “العمل كالمعتاد” غير المستدامة، يمكن أن يساعد في تحقيق العديد من الأهداف الاجتماعية خلال السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة، بما في ذلك خلق 15-60 مليون فرصة عمل لائقة، ما يعتبر مساهمة ضخمة في معالجة مشكلة البطالة العالمية (الدولية، 2013).

وقد نشر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة تقريرًا تحت عنوان “نحو اقتصاد أخضر: مسارات إلى التنمية المستدامة والقضاء على الفقر” بيّن أن استثمار 2 بالمئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويًا على امتداد أربعة عقود (2010-2050) في الاقتصاد الأخضر قد يحقق نتائج مذهلة من حيث النمو الاقتصادي وفرص العمل والمنافع الاجتماعية، إلى جانب الحد من استهلاك الطاقة والموارد، وزيادة أرصدة الموارد المتجددة، وخفض التلوث وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري (اتحاد مصارف العربية، 2016).

ب- المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية

معظم دراسات التأثير الصافي لتدابير السياسة البيئية على العمالة، تراه إيجابيًا وجد استعراض تناول مؤخرًا 24 دراسة عالمية وإقليمية وقطرية أن مكاسب يعتد بها في صافي العمالة قد تحققت أو يمكن تحقيقها. وقد تكون المكاسب أعلى في الاقتصاديات الناشئة والبلدان النامية منها في البلدان الصناعية. وباستكمال الإصلاح البيئي مع السياسات الاجتماعية وسياسات سوق العمل، من الممكن التعويض عن الآثار السلبية المحتملة لهذه الإصلاحات. ومن شأن اقتصاد أكثر ملاءمة للبيئة أن يفضي إلى مكاسب صافية تصل إلى 60 مليون وظيفة. وتتمشى هذه الاستنتاجات مع فرضية الربح المزدوج، التي تفيد أنه يمكن للتدابير السياسية أن تحقق منافع اقتصادية (ولا سيما مكاسب في العمالة) وتحسينات بيئية في الوقت نفسه. وسيتم استحداث المزيد من فرص العمل في اقتصاد أكثر ملاءمة للبيئة في مجال إنتاج سلع وخدمات خضراء. وبالرغم من أنّ البراهين محدودة، إلا أنها ترى أنّ هذه الوظائف تنزع إلى أن تتمتع بمؤهلات أكثر وأن تكون أكثر أمنًا وتحظى بأجور أفضل مقارنة مع الوظائف في القطاعات المماثلة أو الشبيهة لها. وعلى سبيل المثال، توصل تقييم أجري على طائفة واسعة من الوظائف الخضراء في الولايات المتحدة إلى استنتاج مفاده أنّ تلك الوظائف تقارَن على نحو إيجابي مع وظائف غير خضراء في قطاعات شبيهة من حيث مستوى المهارات والأجور. كما وجدت هناك أبحاث ودراسات مكثفة أجريت في الصين وألمانيا وإسبانيا أنّ نوعية الوظائف الجديدة المتعلقة بالطاقة المتجددة، هي جيدة (الدولية، 2013).
تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحد أهم دعائم الاقتصاد في معظم دول العالم، وأحد أهم مجالات خلق فرص العمل. وتمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة حوالي 95 بالمئة من إجمالي الشركات في الغالبية العظمى من دول العالم، وتوفر ما بين 40 إلى 60 بالمئة من مجموع فرص العمل. وتشير دراسة صادرة عن مؤسسة التمويل الدولية (IFC) إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة “الرسمية” تساهم في 33 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أنها تساهم بما يصل إلى 45 بالمئة من فرص العمل. وترتفع هذه الأرقام بشكل ملحوظ عند إضافة المشروعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع غير الرسمي. أما في البلدان ذات الدخل المرتفع، فتساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحوالي 64% من الناتج المحلي الإجمالي، وتؤمن 62% من فرص العمل (إتحاد المصارف العربية، 2015).

ج- واقع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية

في الواقع، فإن غالبية مؤسسات الأعمال في المنطقة العربية هي إما مشروعات متناهية الصغر، صغيرة، أو متوسطة الحجم. ويقدر عددها بما بين 19 إلى 23 مليون مؤسسة (رسمية وغير رسمية)، وتشمل ما بين 80 إلى 90 بالمئة من إجمالي الأعمال في معظم البلدان العربية. وبحسب دراسة للاسكوا، تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 99 بالمئة من جميع مؤسسات القطاع الخاص غير الزراعي في مصر. و في الكويت، تشغّل تلك المشروعات 90 بالمئة من القوى العاملة في القطاع الخاص. وفي لبنان، تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 95 بالمئة من عدد المؤسسات وتؤمن نحو 90 بالمئة من الوظائف. وفي الإمارات العربية المتحدة، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة حوالي 94 بالمئة من المشروعات الاقتصادية في البلاد وتوظف حوالي 62 بالمئة من القوى العاملة. وهكذا، تلعب المشروعات الصغيرة والمتوسطة دورًا رئيسيًا في اقتصاديات الوطن العربي. ولكن محدودية فرص الحصول على التمويل يمنع تلك المشروعات من إطلاق إمكاناتهم الكاملة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها (اتحاد المصارف العربية، 2015).

د- المشاريع الصغيرة تواجه تحديات خاصة في مسارها نحو الخضرنة

– تشكل المنشآت الصغيرة والمتوسطة أكبر مصدر لاستحداث وظائف جديدة وابتكارها. وبينما تُعد أغلبية المنشآت الصغيرة والمتوسطة منشآت متدنية المخاطر ويُعدّ تأثيرها البيئي منفردةً ضعيفًا في العادة، فإنها مجتمعة تُعد ملوثًا هامًا ومستهلكًا كبير للموارد.

– يتأثر استحداث المنشآت الصغيرة والمتوسطة ونموها بشكل خاص بإمكانية حصولها على المعلومات واستيعابها للأسواق الخضراء، فضلًا عن استفادتها من برامج المهارات والتكنولوجيات والأموال.

– توثق دراسة أجريت على 15 منشأة في بلدان أوروبية مختلفة، الطريقة التي تستطيع الشركات الكبرى التعامل بها مع الاستدامة البيئية بنجاح. وتواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المقابل تحديات عديدة في هذا الصدد. وتشهد صعوبات أكبر كثيراً في تعويض تكاليف الطاقة والمواد الخام المتزايدة بتحسين عمليات الإنتاج والتكنولوجيا وفي استيعاب المعايير البيئية الجديدة التي يفرضها المشرعون والمستهلكون.

– وعلى الرغم من هذه التحديات، يمكن للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بل ينبغي لها أن تصبح منشآت مستدامة تجمع بين السعي المشروع إلى تحقيق الربح والحاجة إلى تنمية تحترم الكرامة الإنسانية والاستدامة البيئية والعمل اللائق على النحو المتوخى في استنتاجات مؤتمر العمل الدولي لعام 2007. وكما تشير الاستنتاجات، تُعد الاستدامة البيئية أحد الشروط التمكينية الأساسية السبعة عشر للمنشآت المستدامة. ولهذا الغرض، فإن السياسات التي تمكّن المنشآت الصغيرة والمتوسطة من النجاح في اجتياز مرحلة التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارًا واغتنام الفرص، ستكتسي أهمية حاسمة. ويمكن أن تؤدي التعاونيات ورابطات الأعمال وشراكاتها إلى جانب سلاسل القيم دورًا هامًا في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لكي تنمو وتصبح مستدامة. وإضافة إلى اللوائح المتعلقة بالبيئة، يجب أن تراعي سياسات البحوث والتنمية وكذلك السياسات المتعلقة بالمشتريات العامة احتياجات المنشآت الصغيرة والمتوسطة وإمكاناتها (الدولي، 2013، صفحة 52).

 

هـ- التخطيط الاستباقي لفقدان الوظائف نتيجة التحولات الخضراء

  • وضع استراتيجيات لتيسير عملية الانتقال، يمكن أن تعمل السلطات العامة عن كثب مع القطاعات الضعيفة لإخطار العمال، قبل إبعادهم عن وظائفهم أو فصلهم بوقت طويل، بفرص التدريب وغيرها من البرامج النشطة المتاحة لهم. وفي الوقت نفسه، ستكون ثمة حاجة إلى بذل جهود لضمان استجابة برامج التعليم والتدريب لتطور التكنولوجيات الجديدة وقطاعات النمو الاقتصادي.
  • التنبؤات بفقدان الوظائف بسبب سياسات فعالية استخدام الطاقة له قيمة كبيرة في الكشف المبكر عن فقدان الوظائف والاستعداد له. ومن الممكن أن تستنير النماذج الاقتصادية وأن تُستكمل أو حتى أن يُستعاض عنها بمعلومات مستقاة مباشرة من الشركاء الاجتماعيين الذين يشاركون مباشرة في عمليات إعادة الهيكلة(الدولية، 2013).

ويمكن أن تؤدي سياسات وبرامج التدريب وسوق العمل والضمان الاجتماعي دورًا هامًا في المساعدة على تكيف العمالة بتقديم ما يلي: (الدولي، 2013).

  • الدعم إلى المنشآت للاحتفاظ بالعمال المتضررين و/أو إعادة تدريبهم؛
  • التوفيق بين العمال والوظائف الجديدة؛
  • التحديد الفوري للاحتياجات من المهارات من خلال الدراسات الاستقصائية وغير ذلك من الوسائل؛
  • تدابير دعم الدخل، مثل إعانات البطالة، للمساعدة على الحد من عملية تكيف العمال مع الوضع المتدهور؛

و- مكوّنات الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية

وبحسب “الإسكوا”، تتضمن مكوّنات الإقتصاد الأخضر في المنطقة العربية:

  • خدمات الطاقة والبنى التحتية؛
  • والحدّ من تغيّر المناخ؛
  • وإلغاء الحواجز التجارية البيئية، ويضمن تأمين الوظائف الخضراء، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، والتكيّف مع تغيّر المناخ، وخدمات المياه والبنى التحتية، والإنتاج والاستهلاك المستدام(اتحاد مصارف العربية، 2016).

الشكل الرقم(1)

البلدان التي يوجد فيها برنامج الوظائف الخضراء

المصدر: (الدولية، 2013)

ومن أهم القطاعات المعنية بالاقتصاد الأخضر هي:

  • الطاقة الشمسية؛
  • طاقة الرياح؛
  • برامج إعادة استخدام المياه وجمع مياه الأمطار؛
  • قطاع إدارة النفايات.

أمّا بالنسبة إلى المشاركة العربية الواسعة في المؤتمر (ريو+20)، فقد كانت معظم البلدان العربية ممثلة على مستوى الوزراء، وكانت السودان المنسّق العربي في المؤتمر. واتفق المشاركون العرب والدوليون على الوثيقة الختامية للمؤتمر التي حملت اسم “المستقبل الذي نصبو إليه”. والتي تبنّت ستة محاور أساسية، بينها “الاقتصاد الأخضر في سياق التنمية المستدامة”، حيث تم التوافق على المفاهيم التالية: (اتحاد مصارف العربية، 2016)

الشكل الرقم (2)

مكوّنات الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية


المصدر: الإسكوا، 2010

  • الاقتصاد الأخضر هو وسيلة وليس غاية لتحقيق التنمية المستدامة؛
  • التشديد على أن الاقتصاد الأخضر يحقق النمو الاقتصادي ويعزز الإدماج الاجتماعي ويوفّر العمل اللائق للجميع؛
  • أهميّة دراسة الفرص والتحديات والتكاليف والمنافع التي تنطوي عليها سياسات الاقتصاد الأخضر مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف هذه العوامل تبعًا لظروف كل بلد وأولوياته الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة؛
  • ضرورة مدّ البلدان النامية بالمساعدة التقنية والتكنولوجية لتنفيذ سياسات مشاريع الاقتصاد الأخضر.

إن قطاعَي الطاقة والكهرباء المتجددة مهمّان جدًا في الوطن العربي، كون 60 مليون نسمة في البلدان العربية يفتقرون إلى خدمات الطاقة التي يمكن تحمل نفقاتها، مما يحد من فرصهم في تحسين مستويات معيشتهم، وبينما أسعار النفط قد تساعد المواطنين في البلدان المستوردة للنفط بنفقات الطاقة، فهذا الوضع لن يدوم لفترة طويلة ومصادر الطاقة والكهرباء المتجددة هي الحلّ الأنسب ماليًا وبيئيًا. وفي مجال استهلاك الطاقة المتجددة كنسبة من إجمالي الاستهلاك، فإن معدل البلدان العربية وصل إلى 4. 64 بالمئة في عام 2012 مقارنة بالمعدّل العالمي في العام ذاته الذي كان 18. 12 بالمئة. أمّا بالنسبة لإنتاج الكهرباء المتجددة كنسبة من إجمالي الإنتاج، وصل معدل البلاد العربية في عام 2012 إلى 3. 72 بالمئة مقارنة بالمعدل العالمي في العام نفسه الذي وصل إلى نحو 20. 93 بالمئة (اتحاد مصارف العربية، 2016).

ز- قصص النجاح عربية في الاقتصاد الأخضر

تقول منظمة العمل الدولية إن تخضير الاقتصاد لا يخلق فرص عمل إضافية لائقة في مختلف القطاعات فحسب، بل تطور في الوظائف وزيادة في الدخل أيضًا، ولا سيما في قطاعات كالزراعة والبناء والتكرير والسياحة. ونبهت المنظمة أيضًا إلى وجود تحديات في البيئة وفي عالم العمل يتعين على العالم مواجهتها بشكل مشترك، وليس كل طرف بمفرده. ودعت لجنة مؤتمر العمل الدولي إلى جعل كل الوظائف والمؤسسات أكثر اخضرارًا عبر تبني ممارسات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والموارد. ويمكن تحقيق ذلك بتوسيع الحوار الاجتماعي وتبني سياسات متماسكة تصاغ وفق احتياجات كل بلد، وكذلك بإيلاء اهتمام خاص لمعايير العمل، والسياسات الصناعية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (الدولية، 2013).

(1) المغرب: ترمي خطة الطاقة الشمسية (2009-2020) إلى خفض واردات المغرب من الطاقة بواسطة توليد 2000 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2020 بالترافق مع دعم النمو الاقتصادي وخلق العمالة؛ كما ترمي إلى تحقيق إدماج صناعي لتكنولوجيات الطاقة الشمسية المركزة (الدولي، 2013).

(2) الأردن: إن الموارد الطبيعية في الأردن هي محدودة جداّ ويزداد الطلب عليها، ولذلك فإن خيار الاقتصاد الأخضر والتنمية الاقتصادية والبيئية المستدامة أصبح حاجة وليس خيارًا فقط. وإن الأردن هو البلد الأول في المنطقة العربية الذي أجرى دراسة وطنية استكشافية لتقييم الوضع الاقتصادي والبيئي وفرص نجاح الاقتصاد الأخضر. وفي هذا السياق تم إعداد مشروع التنافسية الأردني والذي تنفذه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بدراسة مفصلة للقطاعات الخضراء التي يمكن خلق وظائف جديدة فيها ضمن سياق التكنولوجيا النظيفة وبخاصة الطاقة المتجددة، وإدارة المياه، وإدارة النفايات، والمباني الخضراء، والنقل الصديق للبيئة، والسياحة البيئية. وبحسب هذه الدراسة فإن إنشاء مشاريع للطاقة الشمسية بقدرة 600 ميغاواط، وبخاصة في محافظة معان، بإمكانه خلق 1400 وظيفة بينما يمكن خلق 1100 وظيفة جديدة في حال تم تجميع ما قدرته 75 ميغاواط من الألواح الشمسية سنويًا في الأردن إضافة إلى 600 وظيفة في تشغيل وصيانة 600 ميغاواط من الطاقة الشمسية ونحو 150 وظيفة في تشغيل وصيانة ما قدرته 1500 ميغاواط من مزارع الرياح في المملكة. كما يمكن تركيب سخانات شمسية في 20 بالمئة من المساكن في الأردن أن ينتج 670 وظيفة وكذلك خلق 1,500 وظيفة في عملية تصنيع وتركيب 25 بالمئة من السخانات الشمسية المطلوبة في الأردن (جريدة الدستور الأردنية، 2014).

وبحسب الإسكوا، فإن الحكومة الأردنية تخطط للحصول على الكهرباء المتجددة خلال الفترة 2015-2020 لتنفيذ المشاريع التالية: 600 ميغاواط من طاقة الرياح ومن 300 إلى 600 ميغاواط من توليد الطاقة الشمسية، ومن 30 إلى 50 ميغاواط من الكتل الحيوية. ويقدر حجم الاستثمار المطلوب في قطاع الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 نحو 2.1 مليار دولار. وهذا المخطط البيئي يعتبر إنجازًا كبيرًا نظرًا إلى أن إحصاءات البنك الدولي (الجدول الرقم (1))، تشير إلى أنه في عام 2012 وصل استهلاك الطاقة المتجددة كنسبة من إجمالي الاستهلاك نسبة 3. 1 بالمئة فقط، ونسبة إنتاج الكهرباء المتجددة 0. 42 بالمئة من إجمالي الإنتاج. وأخيرًا، في عام 2015، قدّم الاتحاد الأوروبي دعمًا ماليًا بقيمة 78 مليون يورو للأردن في عدة مجالات ومنها تعزيز التكنولوجيا الخضراء والتنمية الاقتصادية والبيئية المستدامة.

(3) تونس: تونس من البلدان العربية التي تتخذ من مفهوم الاقتصاد الأخضر فرصة مهمّة للحد من المخاطر البيئية وفي نفس الوقت التنمية الاقتصادية ومكافحة البطالة. وفي هذا السياق، تم وضع الأطر القانونية والحوافز الاقتصادية لتنمية المبادرات البيئية في الخمسة عشر عامًا الأخيرة. فعلى سبيل المثال تم تنمية مبادرة ‘Eco-Lef’ للنفايات البلاستيكية في عام 2001، ومبادرة ‘Eco-Piles’ للبطاريات الكهربائية في عام 2005، ومبادرة ‘Eco-Zit’ لزيوت التشحيم في عام 2008. في عام 2010 أطلق مشروع الإنتاج النظيف في تونس، ومن الأهداف الأساسية لهذا المشروع مساعدة المؤسسات على الامتثال للمواصفات البيئية العالمية من أجل تعزيز دخول الصادرات التونسية للأسواق الأوروبية التي تمثّل معظم الصادرات التونسية. ويهدف هذا المشروع إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه والسيطرة على التلوّث الناجم عن نشاطها. ومن الجدير بالذكر أنه بحلول عام 2011، بلغت المساحة المخصصة للزراعة العضوية 330,000 هكتار، أي نحو 6. 6 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في تونس.

في عام 2015، تم إعلان استراتيجية وطنية تعنى بالاقتصاد الأخضر وتسعى إلى تطوير الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالتنمية المستدامة، كالطاقة المتجددة والنقل المستدام، والسياحة البيولوجية، والفلاحة البيولوجية. أخيرًا، في عام 2016، اتفق البنك التونسي للتضامن، وكونفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة، لتنسيق مجهوداتهم من خلال توقيع اتفاقية شراكة ثلاثية تدعى ‘Project Eco-Vert’ تهدف إلى دعم الاستثمار والمبادرة الخاصة لدى الشباب لإنجاز مشاريع صغرى في الاقتصاد الأخضر (اتحاد مصارف العربية، 2016).

الشكل الرقم (3)

نسبة المؤسسات التي لا تستفيد من الحوافز الموجهة للاقتصاد الأخضر

المصدر: (شنيخر و سنوسي، 2018، صفحة 863)

ويوضح الشكل الرقم (3) نسبة المؤسسات التي لا تستفيد من الحوافز الموجهة للاقتصاد الأخضر في الجزائر مقارنة بدول العربية الأخرى وهي أكثر من 75 بالمئة أم بالنسبة للمؤسسات الأخرى التي تمثل اقل من 25 بالمئة من إجمالي المؤسسات فقد استفادت من المحفزات مثل : الإعانات المالية، الإعفاءات الضريبية،المساعدات المالية المباشرة للاستثمار والتدريب وذلك للحصول على شهادات البيئة (شنيخر و سنوسي، 2018، صفحة 863). والتوجه و التغيير والانتقال السلس نحو الاقتصاد الأخضر.

الخلاصة

  • كانت نتائج هذا الانتقال وبخاصة للبلدان العربية محتشمة وذلك لصعوبة التكيف والانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر. كما وجب على البلدان العربية اتخاذ إجراءات لتدريب وتأهيل العمال على المهارات اللازمة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وتوفير الحماية الاجتماعية لهم بما ييسر الانتقال إلى وظائف جديدة ويسهم في الحد من الفقر. مع تفعيل دور القطاع الخاص تعزيز ثقافة العمل والإرشاد المهني وفق مبادئ ومفهوم الاقتصاد الأخضر والتي من شأنها أن تساهم في توفير فرص عمل جديدة ومكافحة مشكلات البطالة والفقر.
  • كما كانت أهم التوصيات لمنظمة العمل التابع لمعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر(العربية، 2018).
  • ضرورة تيسير تحقيق التكامل بين أبعاد التنمية المستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
  • تفعيل دور القطاع الخاص من حيث الشراكة المجتمعية الفاعلة في حاكمية منظومة التعليم والتدريب التقني والمهني لتعزيز التوجه نحو الاقتصاد الأخضر.
  • دعوة حكومات البلدان العربية لدعم آليات الحوار الاجتماعي وبرامج التدريب والإرشاد المهني كإحدى أهم الوسائل لدعم الاقتصاد الأخضر وتوفير فرص عمل تتوافق مع آلياته والتنمية المستدامة.
  • تأكيد أهمية دراسة الفرص والتحديات والتكاليف والمنافع التي تنطوي عليها السياسات التي تدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف هذه السياسات تبعًا لظروف كل بلد وأولوياته الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
  • الدعوة لدعم الإعلام البيئي التنموي الذي يهدف إلى التسويق الاجتماعي لقضايا التنمية المستدامة والتركيز على الممارسات المحلية الناجحة التي تدعم فكر الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
  • تعزيز ثقافة العمل والإرشاد المهني وفق مبادئ ومفهوم الاقتصاد الأخضر والتي من شأنها أن تساهم في توفير فرص عمل جديدة ومكافحة مشكلات البطالة والفقر.
  • الاهتمام بالسلامة والصحة المهنية والبيئية في المؤسسات بهدف تأمين بيئة تفضي إلى التوسع في سياسة الاقتصاد الأخضر.
  • دعوة منظمة العمل العربية لمواصلة أنشطتها المختلفة في مجال الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
  • دعوة أطراف الإنتاج ومؤسسات المجتمع المدني للعمل كل من موقعه إلى إعطاء الأولوية لتنمية المجتمعات الريفية في إطار دعم الاقتصاد الأخضر.

دعوة الجهات ذات الصلة لتوفير الموارد اللازمة للتوسع في الأنشطة الاقتصادية والصناعية في الأماكن الجديدة خارج المراكز الحضرية والمدن.

أما توصيات المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام  2019 حول ضمان مشاركة مستدامة وواسعة النطاق للمراهقين والشباب في المنطقة العربية (العربي، 2019).

  • تأكيد أهمية مشاركة الشباب والشابات في عملية اتخاذ القرار على المستوى المحلي والوطني والإقليمي ودعوة الحكومات إلى سرعة توفير قنوات فعّالة ومستدامة تضمن مشاركة الشباب في تنفيذ جميع أهداف التنمية المستدامة ومتابعة التوصيات؛
  • الإشادة بالمبادرات الخلاقة التي يقوم بها الشباب في مختلف المجالات للمساهمة في الحياة العامة ودعوة كل من منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى تقديم ما يلزم من دعم لعقد المنتديات الشبابية على غرار منتدى الشباب في المنطقة العربية لتكثيف الحوار بين الشباب أنفسهم من جهة وبناء وتعزيز الثقة بمؤسساتهم ودولهم من جهة أخرى؛
  • حثّ الدول والمجتمع على ضرورة عدم إغفال حق مشاركة الفئات المهمّشة من الشباب والشابات في التنمية وبخاصة ذوي الإعاقة والنازحين واللاجئين والتشديد على واجب حمايتهم من التمييز أو الإقصاء وإيلاء أولوية لتمكين الفتيات والشابات.

 

قد يهمكم أيضاً  نحو مقاربة جيلية للعدالة المناخية

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #الاستخدام_الرشيد_للموارد_الطبيعية #المشروعات_الصغيرة_والمتوسطة_في_البلدان_العربية #العدالة_الجيلية #البيئة #الحفاظ_على_الموارد_الطبيعية #التنمية_المستدامة #الاقتصاد_الاخضر #الموارد_الايكولوجية #الاقتصاد_الايكولوجي #عوائق_الإنتقال_إلى_الاقتصاد_الأخضر

المصادر:

(*) رزين عكاشة: أستاذ محاضر أ، جامعة د. مولاي الطاهر سعيدة، الجزائر.

البريد الالكتروني:  rez_okacha@yahoo.fr

(**) نزعي عز الدين: أستاذ محاضر أ، جامعة د. مولاي الطاهر سعيدة، الجزائر.

المراجع:

  • منيرة سلامي، ومنى مسغوني (2011). إشكالية التأهيل البيئي في المؤسسات الصغيرة. مجمع مداخلات الملتقى الدولي الثاني حول الأداء المتميز للمنظمات والحكومات. ورقلة: 2011.
  • ترقو محمد، وأنساعد رضوان. (2017). استراتيجية الدول العربية لتطوير مصادر وتكنولوجيات الطاقة المتجددة. مجلة الريادة لاقتصاديات الأعمال.
  • الحبيب، ث. و نصيرة، ب. (2014) . دور الاقتصاد الأخضر في خلق الوظائف الخضراء والمساهمة في الحد من الفقر. دور الاقتصاد الأخضر في خلق الوظائف الخضراء والمساهمة في الحد من الفقر.
  • الجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا. (2015). التقرير العربي للتنمية المستدامة. بيروت.
  • برنامج الامم المتحدة الإنمائي. (التحديث الإحصائي لعام 2018). أدلة التنمية البشرية
  • التنمية المستدامة، المنتدى العربي. (2019). “تمكين الناس وضمان الشمول والمساواة في المنطقة العربية”. المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019، (صفحة 07). بيت الأمم المتحدة، بيروت.
  • الدولي، م. ا. (2018). اقتصاد جديد.
  • عبد الوهاب شنيخر، وسعيدة سنوسي. (جوان، 2018). تحول المؤسسات الصناعية الجزائرية نحو الاقتصاد الأخضر. مجلة الدراسات المالية والمحاسبية والإدارية، صفحة العدد 09.
  • مكتب العمل الدولي، (2013). التنمية المستدامة والعمل اللائق والوزائف الخضراء. مؤتمر العمل الدولي. جنيف.
  • إدارة الدراسات والبحوث إتحاد المصارف العربية، (2015). تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية. تاريخ الاسترداد 05 12, 2019، من اتحاد المصارف العربية: http://www. uabonline. org/ar/research/financial/
  • الامم المتحدة. (3 حزيران/يونيو 2011, نيويورك). نحو اقتصاد أخضر. تاريخ الاسترداد 04 12, 2019، من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، الأمم المتحدة: https://www. un. org/development/desa/ar/news/sustainable/path-towards-green-economy. html
  • العربية اتحاد مصارف العربية. (20 05, 2016). فاق الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية. تاريخ الاسترداد 04 12, 2019، من اتحاد المصارف العربية: http://www. uabonline. org/ar/research/economic
  • حبيب معلوف. (2012). “الاقتصـاد الأخضـر”: تغيـير لون بنـاء.. علـى وشـك الانهيـار. تاريخ الاسترداد 05 12, 2019، من مجلة آفاق البيئة والتنمية: http://www. maan-ctr. org/magazine/Archive/Issue45/manber. php
  • مكتب العمل الدولي. (2013). التنمية المستدامة والعمل اللائق والوزائف الخضراء. مؤتمر العمل الدولي. جنيف.
  • منظمة العمل الدولية. (2013). منظمة العمل الدولية: لا تنمية مستدامة بدون استدامة بيئية وعمل لائق. تاريخ الاسترداد 05 12, 2019، من منظمة العمل الدولية: https://www. ilo. org/ilc/ILCSessions/previous-sessions/102/WCMS_216452/lang–ar/index. htm
  • منظمة العمل العربية. (2018). اخبار عامة. تاريخ الاسترداد 05 12, 2019، من المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر: http://www. institut-arabe. org/detailactugle. php?id=83
  • OECD. (2018). منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتوسطية.
  • العربية اتحاد مصارف العربية. (20 05, 2016). فاق الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية. تاريخ الاسترداد 04 12, 2019، من اتحاد المصارف العربية: http://www. uabonline. org/ar/research/economic/
  • إدارة الدراسات والبحوث اتحاد المصارف العربية. (2015). تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية. تاريخ الاسترداد 05 12, 2019، من اتحاد المصارف العربية: http://www. uabonline. org/ar/research/financial/
  • الامم المتحدة. (3 حزيران/يونيو 2011, نيويورك). نحو اقتصاد أخضر. تاريخ الاسترداد 04 12, 2019، من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، الأمم المتحدة: https://www. un. org/development/desa/ar/news/sustainable/path-towards-green-economy. html

رزين عكاشة

أستاذ محاضر أ، جامعة د. مولاي الطاهر سعيدة- الجزائر.

مقالات الكاتب
Avatar
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز

Privacy Preference Center