المؤلف: محمود سالم السامرائي

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: دار الأكاديميون للنشر والتوزيع، عمّان.

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 244

تحكمت الولايات المتحدة الأمريكية بشبكة العلاقات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في أواخر القرن الماضي، واستغلت هذا الانهيار لتوسيع دائرة نفوذها في سياق استراتيجية تنطوي على ضرورة استمرار زعامتها لنظام عالمي أحادي القطبية ينسجم ومصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، وتروج له كشرط للاستقرار الشامل في العالم.

ولم تتردد الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي في استخدام القوة العسكرية، تحت شعارات مختلفة مثل نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب وإزالة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الشعارات، بما فيها التدخل الاستباقي من أجل تفكيك الدول والمناطق التي كانت تناصبها العداء أو تلك التي لا تدور في فلكها، فكانت بداية تفكيك يوغسلافيا عام 1991، وتوسع الناتو في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وذلك قبل أن تعلن الحرب على أفغانستان عام 2001 وتغزو العراق عام 2003.

وقد سعت الولايات المتحدة من خلال إقامة قواعد عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ونشر الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا إلى تعزيز نفوذها الجيو سياسي ومحاصرة الاتحاد الروسي الذي ورث دور الاتحاد السوفياتي. وذهبت إلى أبعد من ذلك لتشجع على تفكيك الاتحاد الروسي نفسه من خلال مواقفها من حرب الشيشان.

من هنا يعرض هذا الكتاب لدور القيادة الروسية التي مثلها الرئيسان فلاديمير بوتين ودمتري ميدفيدف في مواجهة التهديدات الأمريكية التي أحاطت بالاتحاد الروسي، حيث عملت هذه القيادة على تطوير القدرات العسكرية الروسية التقليدية والنووية، وسعت إلى تعزيز التعاون ضمن مجموعة دول البريكس (الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا)، إضافة إلى إيران، لتعيد التوازن إلى الساحة الدولية وكسر الأحادية القطبية بعدما وجدت مع القوى الصاعدة الأخرى في الهيمنة الأمريكية خطراً عليها وعلى العالم واستقراره.

ولا يخفى أن وتيرة المواجهة الروسية مع الولايات المتحدة ومن معها من الدول الأوروبية، ولا سيما فرنسا وبريطانيا ارتفعت لتصل إلى الذروة مع الأزمة السورية حين استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي عدة مرات للحؤول دون تحقيق أهداف الولايات المتحدة والدول الأخرى المتحالفة معها لإسقاط النظام في سورية ومن ثم العمل على تفكيكها.وتعتبر روسيا حالياً اللاعب الأبرز على الساحة السورية.