[wonderplugin_carousel id=”7″]

 

عقد مركز دراسات الوحدة العربية، بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية ومعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (سيبري)، ندوةً حول “اتجاهات الإنفاق العسكري في المنطقة العربية: الأمن والدفاع والتنمية”. عُقدت الندوة في مركز المعهد السويدي في الإسكندرية يومي 11 و 12 شباط/فبراير 2018، وشارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء في الشؤون العسكرية والأمنية والسياسية والاستراتيجية. وجاء انعقاد الندوة في إطار إطلاق الطبعة العربية للكتاب السنوي التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي 2017، الذي يعده معهد سيبري.
يحمل انعقاد هذه الندوة ونشر كتاب سيبري باللغة العربية هذا العام أهمية استثنائية، نظراً إلى ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وظواهر وتطورات تختزل مختلف القضايا والموضوعات التي تساهم في زعزعة الأمن والسلام العالميين، من تسلُّح مفرط، وحروب، وصراعات، واستخدام أسلحة محرمة دولياً، كيميائية وعنقودية وغيرها، واحتلالات وتدخلات عسكرية معلنة وغير معلنة، ومشاريع انفصالية، ومخاطر تغيير حدود الدول، ومحاولات انقلابية، وعمليات نزوح ولجوء، وهجرة غير شرعية تخلّف آلاف الضحايا، وتغيرات بيئية تزيد من الكوارث تؤثر في الأمن المجتمعي والغذائي.
وقد احتلت القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي حيزاً مهماً من مناقشات الندوة، كون هذا الصراع هو واحد من أصعب الأزمات والصراعات وأقدمها في تاريخ المنطقة المعاصر، إن لم يكن أصعبها وأقدمها على الإطلاق. فضلاً عن أن هذا الصراع ما زال يلقي بظلاله على منطقة الشرق الأوسط برمتها، سواء بسبب اغتصاب الكيان الصهيوني لأرض فلسطين وغيرها من الأراضي العربية المجاورة؛ أو بسبب ما أفرزه هذا الصراع وحروبه من آثار وتداعيات اقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية أخّرت المنطقة عن السير في مسار طبيعي كان يمكن أن يكون أقرب إلى الديمقراطية والتنمية والتحديث؛ أو بسبب الاستقطاب المحوري الإقليمي وما أسفر عنه من انقسامات وتوترات بين بلدان المنطقة على قاعدة تباين المواقف والرؤى والمصالح تجاه القضية الفلسطينية وصراعاتها. وما تشهده المنطقة من صراعات وحروب وظواهر عنف وتسلّح وتوتر اليوم لا يمكن تفسيرها، أو تفسير جزء مهم منها على الأقل، بمعزل عن المشكلة الأساسية في المنطقة، أي مشكلة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وغيرها من الأراضي العربية.

افتتح الندوة كل من لونا أبوسويرح المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية، وبيتر ويديرود مدير المعهد السويدي ودان سميث مدير معهد سيبري. وتضمنت أعمال اليوم الأول من الندوة جلستي عمل، تناولت الأولى، التي ترأستها لونا أبو سويرح، قضايا الإنفاق العسكري والأمن ونزع السلاح الدوليين، قدم فيها مدير معهد سيبري دان سميث إطاراً عاماً للموضوع، ثم قدم الباحث والكاتب وحيد عبد المجيد قراءة نقدية لقضايا الانفاق العسكري والأمن. وتناولت الجلسة الثانية، التي ترأسها بيتر ويديرود، اتجاهات الإنفاق العسكري في المنطقة وشارك فيها الباحث في معهد سيبري بيتر ويزمان الذي تحدث عن كتاب سيبري 2017 وأهم ما تناوله من اتجاهات تسلح ومشكلات وحروب وأزمات عالمية، ثم قدم العميد أمين حطيط قراءة نقدية لما جاء في كتاب سيبري حول الأزمات العسكرية وعدم الاستقرار في المنطقة.
وفي اليوم الثاني تناولت الجلسة الأولى، التي ترأسها عبد الحسين شعبان، قضايا الأمن والدفاع والتنمية في المنطقة، وقدمت فيها ثلاث أوراق، فتناول العميد الركن بشير الصفصاف قراءة في اتجاهات الإنفاق العسكري والتسلح في المنطقة العربية وعلاقتها بالسلم والأمن الإقليميين، ثم عُرضت ورقتا كل من العميد تركي الحسن ويوسف مكي حول الموضوع. وفي الجلسة الثانية، التي ترأستها أمل العبيدي، قدم أحمد السيد النجار ورقة حول الإنفاق العسكري وفرص التنمية المهدرة في المنطقة العربية، وعقب عليه الباحث رضا الشكندالي.
وأنهت الندوة أعمالها بجلسة ختامية، ترأسها رياض قهوجي، عرضت أهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الأوراق والمناقشات، وقُدمت فيها اقتراحات يمكن أن تساهم في تطوير مقاربات الكتاب السنوي المقبل لسيبري.