المصادر:
نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 558 في آب/أغسطس 2025.
صبري زاير السعدي: خبير ومستشار اقتصادي عراقي.
[1](*) يقدم الكاتب جزيل شكره وتقديره إلى الاقتصادي العراقي معاذ عبد الرحمن صالح، الأكاديمي المتقاعد في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية (SAOS) في جامعة لندن، لمناقشته الثقافية المنهجية وملاحظاته النقدية في مسألتين مهمتين: ضرورة المزيد من الإيضاح في نقل التحليل الاقتصادي النظري من مستوى المنشأة الإنتاجية إلى مستوى الاقتصاد الكلي وبيان ديناميته بمتغير الزمن. والمسألة الثانية، تحديد المشاركة السياسية للعمال ولمالكي رأس المال في النظام الاجتماعي «المستهدف»، لتأكيد تكامل مفهوم النظام الاقتصادي – الاجتماعي في «الاشتراكية الجديدة» وتمييزه من مجرد قوانين توزيع الأرباح في صناديق التقاعد للعمال أو منح الأجور الإضافية في الدول الرأسمالية المتقدمة.
انظر: صبري زاير السعدي «نحو مقاربة جديدة للنموذج الاقتصادي الأمثل: الاشتراكية الجديدة ونقد الاقتصاد التقليدي،» المستقبل العربي، السنة 43، العدد 504 (شباط/فبراير 2021)، و«النظام الاقتصادي واستشراف المستقبل العربي: الاشتراكية الجديدة،» المستقبل العربي، السنة 45، العدد 525 (تشرين الثاني/نوفمبر 2022).
[2] المزيد من التفصيل بالأرقام، انظر الملحق في نهاية هذه الدراسة.
[3] أبرزهم آدم سميث مؤسس اقتصاد الرأسمالي التقليدي، حيث المنافسة الحرة، ودايفيد ريكاردو الذي أسهم في نظريات «قيمة العمل» و«الريع الاقتصادي» و«المنافع التنافسية» في القرن الثامن عشر مرورًا بكارل ماركس مؤسس الاقتصاد التقليدي الماركسي في القرن التاسع عشر. وعن مشاركة الرواد الاشتراكيين، ومنهم الاقتصادي والسياسي العراقي الراحل محمد سلمان حسن، في مناقشة فرضيات الاقتصاد التقليدي بمنهجية، انظر: أوسكار لانكة ومايكل كالتيسكي، الاقتصاد السياسي، الجزء الثالث: الرأسمالية والاشتراكية، تعريب وتقديم محمد سلمان حسن (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1980). وللإيضاح: في المناقشات الفكرية والأدب الاقتصادي يشار أحيانًا إلى مفهوم «الاقتصاد السياسي للرأسمالية وللاشتراكية» بمعنى يرادف دلالة «الاقتصاد الكلاسيكية الرأسمالي والاشتراكي» الذي يدرج في هذه الورقة. أما مصطلح الاقتصاد السياسي الشائع استخدامه فهو يعني تأثير السياسة في الاقتصاد من خلال العلاقات المتفاعلة بين المواطنين والحكومات في إرساء السياسة العامة المتعلقة بالمصالح الاقتصادية للمواطنين وللمجتمع.
[4] عن تفاصيل تاريخ الاقتصاد وعوامل تطور الفكر الاقتصادي في المجتمعات والدول الأوروبية قبل، وما بعد، تطور النظم وتبلور النظرية الرأسمالية في أمريكا والاقتصادات الغربية المتقدمة، انظر على سبيل المثال: John Kenneth K. Galbraith, A History of Economics: The Past as the Present (London: Pelican Books, 1989), republished in Penguin Books (1991).
وعن الريادة في عرض جوانب وتفاصيل مهمة في تاريخ الاقتصاد، والفكر الاقتصادي، ومحتواه الاجتماعي في العراق قبل عصر النهضة الأوروبية في القرن الرابع عشر الميلادي، انظر: عبد العزيز الدوري، تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري (بغداد: مطبعة المعارف، 1948)، والصادر بالطبعة الثانية في بيروت، دار المشرق، 1974، والصادر في طبعته الثالثة في بيروت عن مركز دراسات الوحدة العربية، 1995. الدراسة رسالة دكتوراه معدة سنة 1942 ومجازة من جامعة لندن البريطانية.
[5] من الأمثلة الجزئية الحديثة، مشكلة التعامل بنظم العملات الرقمية الإلكترونية (المشفرة) عبر الإنترنت كعملة (Bitcoin) التي يتسع انتشارها، يتجاوز دور الدولة والبنوك المركزية ونظام المدفوعات المالية الدولية (SWIFT) في رصد التبادلات المالية الدولية، والتهرب الضريبي من إنجاز معاملات البيع والشراء بين الأفراد والشركات، ومراقبة في فرض العقوبات الاقتصادية الأحادية. ونلحظ أن إدراج الولايات المتحدة الأمريكية العملات الرقمية «المشفرة» في أرصدة الاحتياطيات الاستراتيجية، يعني حسبانها ليس فقط كأداة للاستثمار والمضاربة، بل أيضًا، كجزء من السياسة النقدية والمالية. في المقابل، تسعى مجموعة دول بريكس (BRICS) لتأسيس نظام جديد بديل سميّ «تسويات بريكس» (للمزيد من التفاصيل، انظر الهامش الرقم 19)، وهناك محاولات البنوك المركزية لتأسيس نظمها النقدية الرقمية الخاصة بها (Govcoins) لإيداع الأصول النقدية للأفراد وللشركات وتسهيل التبادل بينها. الأكثر أهمية، أن العملات المشفرة تستخدم الآن في أمريكا كجزء من الاحتياطيات المالية والنقدية للدولة. ويبرز حديثًا، أن البنوك الخاصة تواجه تحديات إنجاز مهماتها في جمع الأصول النقدية للأفراد وللشركات من ناحية، وتزايد دور الدولة والبنوك المركزية في القيام بهذه المهمات من ناحية ثانية، وتأثير ذلك في فاعلية السياسات المالية والنقدية الكلية. حول تفاصيل هذا الموضوع المهم والمقاربة مع مستقبل أدوات النظم النقدية الحكومية، انظر دراسة الموضوع المنشورة في مجلة الإيكونوميست اللندنية: The Economist (London) (8 May 2021).
[6] تفيد الإشارة إلى قصور بعض الآراء السياسية العربية الشائعة، بأن منح صفة «اليسار» للحكومات وللأحزاب وللمؤسسات والشخصيات الاجتماعية البارزة يكون كافيًا بمعيار معاداة الدول الرأسمالية الإمبريالية (الاستعمارية) لاستغلالها الثروات والموارد الوطنية في البلدان النامية بالهيمنة العسكرية أو السياسية أو الضغوط الاقتصادية واحتكار الاستثمار. هذا في مقابل منح صفة «اليمين السياسي» لهذه الجهات التي تؤكد شرعية استثمارات الشركات الرأسمالية في هذه البلدان. وفي الاقتصاد السياسي، يعرف «اليسار الاشتراكي» بمعيار التحيز لمصلحة الفئات الاجتماعية الفقيرة والعمال والمتدنية الدخول، في حين يعرف «اليمين السياسي» بمعيار التحيز لمصلحة الرأسماليين والأثرياء مالكي الأراضي والعقارات ورواد الأعمال. أما في الاقتصاد، برأينا، ليس كافيًا أو صحيحًا الرأي باقتران موقف «اليسار الاشتراكي» بانتهاء النظام الرأسمالي «المطلق» بمعنى انتفاء دور القطاع الخاص وآليات السوق التنافسية في تعبئة وتوزيع الموارد الاقتصادية لمصلحة دور الدولة والقطاع العام في الهيمنة التامة على النشاط الاقتصادي، كما في بعث أبدية الاشتراكية. كذلك، ليس كافيًا أو صحيحًا، الرأي باقتران موقف «اليمين الرأسمالي» بإلغاء النظام الاشتراكي «المطلق» بمعنى انتفاء دور الدولة والقطاع العام في إدارة الاقتصاد وتقديم الخدمات العامة، كما في حلم أبدية الرأسمالية.
[7] عن التفاصيل في خطأ التبريرات الاقتصادية والتقنية لفرض هذه الرسوم (يوم التحرير 3 نيسان/أبريل 2025) ومقاربتها التاريخية المعكوسة بحدوث الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، وما قبله، وتقدير أضرارها الشاملة في المستقبل، انظر: «Ruination Day: How to Limit The Global Damage,» The Economist (5 April 2025), pp. 9 and 61.
[8] انظر: السعدي، «نحو مقاربة جديدة للنموذج الاقتصادي الأمثل: الاشتراكية الجديدة ونقد الاقتصاد التقليدي».
[9] تنتشر تطبيقات هذه النماذج في تقديرات النمو والمتغيرات الاقتصادية الرئيسية للدول على نطاق واسع في المؤسسات الاقتصادية والمالية الحكومية والدولية والمراكز الأكاديمية، كما يتم تطبيق المعادلات الرياضية في قرارات الاستثمار بتوقع أسعار الأسهم المستقبلية في الأسواق المالية العالمية. هنا، يجب التأكيد أن مواكبة التطور التكنولوجي السريع والمذهل في تأثيراته الإيجابية لزيادة وتسارع النمو الاقتصادي، يحسن كثيرًا في أساليب قياس الإنجازات واستشراف التقدم المتوقع في الفعاليات الاقتصادية بمختلف مستوياتها.
[10] كان من اختراع حكماء بابل بوادي الرافدين (العراق) الذي يُنَسَبْ في الأدب الشائع للفيلسوف اليوناني فيثاغورس.
[11] انظر: Ian Stewart, Seventeen Equations that Change the World (London: Profile Books Ltd, 2021).
[12] في تحليل ثاقب، يكشف الاقتصادي والسياسي يانيس فاروفاكيس عن تطور «مرحلة» الرأسمالية الجديد باستخدام احتكارات القلة «إقطاعيات» لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وبروز أداة استغلال جديدة، سميت رأس المال السحابي (Capital Cloud) لحصاد «ريع» قيمة العمل، من دون دفع الأجور، من خلال استغلال ثروات الضخمة من البيانات والمعلومات المتراكمة في بنوك البيانات السحابية (Cloud Data) – التي يمكن، في رأينا، التَحَيّزْ في اختيارها في صوغ الخوارزميات – بترويج الشركات الرأسمالية وبالتالي زيادة النشاط الاقتصادي. يتلخص الاقتصاد السياسي لهذا الرأي، بأن «أفول» الرأسمالية يتحقق بعاملين: انخفاض الأرباح المؤدي إلى تراجع استثمار الشركات، وبالتالي تقييد «فائض القيمة» في المستقبل، ولزيادة الديون بسبب الاقتراض من المستقبل بحيث يصعب في وقت ما تسديدها نتيجة انخفاض إنتاج فائض القيمة، يناسب نظرية فائض القيمة الماركسية التي تفترض انهيار الرأسمالية نتيجة للتناقضات الداخلية فيها. ولكن العقم في النظرية الماركسية، أنها تعتمد قوة العمل تعادل قيمة المنتج وأن العمال هم فقط أصحاب الحق في أرباح فائض القيمة وملكية المنشأة الإنتاجية. انظر: Yanis Varoufakis, Technofeudalism: What Killed Capitalism (New York: Vintage, 2024).
[13] تفيد الإشارة هنا إلى تعدد وتطور المناهج الاقتصاد الأكاديمية في دراسة استخدام الرياضيات: الاقتصاد الرياضي، والاقتصاد القياسي والنماذج الاقتصادية النظرية بمستويات مختلفة، ونماذج التخطيط الاقتصادي المركزية، ونماذج الرياضيات في تحليل الأسعار في الأسواق المالية، واستخدامها في زيادة الإنتاجية في أنشطة البناء والتشييد وفي النقل والاتصالات.
[14] نقصد هنا رياضيات نماذج البرمجة المستقيمة الأمثلية (Mathematical Optimization Linear Programming Models). انظر: السعدي، «نحو مقاربة جديدة للنموذج الاقتصادي الأمثل: الاشتراكية الجديدة ونقد الاقتصاد التقليدي».
[15] عن تفوق الصين العالمي في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، انظر: «Artificial Intelligence,» The Economist (15 March 2025), pp. 59-61.
[16] يمكن معرفة أزمة الاقتصاد الأمريكي الحالية بتراكم نسبة الدين العام 114.88 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي البالغة 24.88 ترليون دولار، ويبلغ العجز في الميزان التجاري 785 مليار دولار بإحصاءات 2023. انظر:«<https://www.cia.gov> CIA World Factbook,» . وتشير التقديرات المنشورة الآن، أن قيمة الدين العام بلغت 35.22 ترليون دولار وبنسبة 124 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي البالغة 28.403 ترليون دولار لسنة 2024.
[17] لأهمية المنافسات الاقتصادية والجيوسياسية الدولية الجارية، من المُهم الإشارة إلى نظام المدفوعات المالية الدولية بالدولار (SWIFT) كأحد أبرز أمثلة الهَيْمَنَة الأحادية، من خلال التحدي الذي أعلن بمبادرة مؤتمر قمة دول مجموعة بريكس (في كازان بروسيا 2024) التي تضم في عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، بضرورة تأسيس نظام جديد بديل للمدفوعات الدولية لتعزيز التعاون المالي والتجاري فيما بين أعضائها ومع شركائهم التجاريين يختلف جذريًا عن خصائص نظام (سويفت SWIFT)، وسميت المبادرة: مبادرة بريكس للمدفوعات العابرة للحدود: (BRICS Cross-Border Payment Initiative – BCBPI BRICS Clear) أو تسويات بريكس.
تشير المبادرة إلى أن النظام المستهدف يتصف بالسرعة والكفاءة وانخفاض تكلفة التحويلات المالية والأمان والشفافية ما يقلل من القيود التجارية وأن يسمح بالمشاركة – تطوعًا – فيه ومن دون تَحيّز، وأن يتم استخدام العملات المحلية في التحويلات المالية بين البلدان المشاركة وشركائهم التجاريين بديلًا لنظام المدفوعات المالية الدولية بالدولار (سويفت) الذي تُهَيمِن أمريكا على إدارته ومراقبة المدفوعات الدولية بالدولار عبر البنوك المراسلة المنتشرة في العالم بما يجعل «بنك أمريكا» (Bank of America) مركز هذه التحويلات المالية من جهة، ويسمح أيضًا، بإحكام قيود العقوبات التي تفرضها لمقتضيات سياسية أو اقتصادي على بعض البلدان من جهة ثانية. والمثير للاهتمام أن من مزايا النظام المستهدف لدى مجموعة بريكس، أن استعماله يتم بواسطة البنوك المركزية للدول المشاركة مباشرة، وليس البنوك المراسلة، باستخدام النقود الرقمية (Digital Money)، وأن النظام لا يسمح لأي دولة مشاركة فرض العقوبات على دولة أخرى. انظر: الفقرة 65 و66 من إعلان كازان لمؤتمر قمة بريكس عام 2024. انظر: BRICS Summit 24, Kazan Declaration, Kazan, Russian Federation, 23 October 2024.
وعن جديّة إنجاز هذا النظام، نلحظ، كما تؤكد حديثًا مجلة الإيكونوميست اللندنية، قلق البنوك المركزية واندفاعها في زيادة تراكم احتياطاتها من الذهب تحسبًا لتراجع العمل بنظام سويفت والدولار. المزيد من التفاصيل، انظر دراسة مجلة الإيكونوميست اللندنية: The Economist (26 October 2024), pp. 55-56.
[18] كانت مهمةً آراءُ الاقتصاديين الرواد الذين وجدوا في التجربة العملية للنظام الرأسمالي المبررات لتطوير النظام الاشتراكي، أبرزهم: أوسكار لانكه وأبا ليرنر عن «السوق الاشتراكية أو الاشتراكية التنافسية» في الثلاثينيات من القرن العشرين حيث اقترح فرضية حرية (سوق) المنتجات الاستهلاكية وحرية (سوق) العمل في مقابل احتكار الدولة لسوق السلع الرأسمالية والموارد الإنتاجية. وكانت مهمةً أيضًا، آراء رواد الاقتصاد الليبرالي في تعزيز دور الدولة بإدارة الاقتصاد: إسهامات جان تنبركن عن النماذج الاقتصادية الكلية «الكمية» في صياغة السياسة الاقتصادية ودور الدولة في تخطيط التنمية الاقتصادية على مراحل، ورانجر فريش عن التخطيط الاقتصادي المركزي الشامل في الستينيات، انظر: Oskar Lange, «On the Economic Theory of Socialism,» Review of Economic Studies, vol. 4, no. 1 (October 1936); Oskar Lange and Fred M. Taylor, On the Economic Theory of Socialism (Minneapolis, MN: University of Minnesota Press, 1948), fourth printing 1956; Jan Tinbergen, Development Planning (London: World University Library, 1967), and R. Frisch, «How to Plan,» Institute of National Planning in Cairo, memo no. 380, Cairo, 1963.
[19] كانت الريادة في هذا التحليل، للاقتصادي الشهير بيرو سيرافا، انظر: Piero Sraffa, The Production of Commodities by Means of Commodities (London: Cambridge University Press, 1960).
[20] انظر: Varoufakis, Technofeudalism: What Killed Capitalism.
[21] كمثال، يتم تجاوز الموقف من نظام الإنتاج في الاقتصاد الماركسي لدى البعض بتكرار «المسلّمات الشائعة» عن التعريف بالأصول الاجتماعية الطبقية والتمييز بين «البروليتاريا» وبين «البروليتاريا الرثة» و«حثالة البروليتاريا». يفتقد هذا التمييز التبرير الاقتصادي ويتجاهل الدوافع الإنسانية والأخلاقية والثقافية للإنسان.
[22] من الضروري الإشارة إلى أن مهمات القطاع العام وفاعليته في الظروف الجديدة تتطلب تغيير معايير إدارة الشركات الإنتاجية المملوكة للدولة بما يتناسب مع شروط الكفاءة الاقتصادية المقترنة بالعدالة الاجتماعية. عن التفاصيل، انظر مثلًا: Sabri Zire Al-Saadi, «New Economic model for Iraq: Future Vision and Market-Oriented State Corporations Foster Liberalization of Oil-Rentier Economies,» The Culture and Conflict Review (Naval Postgraduate School), vol. 6, no. 2 (2017).
وأعيد نشر الدراسة باللغة العربية، انظر: صبري زاير السعدي، نموذج اقتصادي جديد للعراق: الرؤيا المستقبلية وشركات الدولة الكبرى والريع النفطي (ألمانيا: دار نور للنشر، 2017).
[23] تفترض النظرية المهتدية بنموذج النمو الاقتصادي الرأسمالي الأمريكي أن مراحل الخمسة (المجتمع التقليدي، ظروف قبل الانطلاق، الانطلاق، الاندفاع نحو النضوج، مرحلة الاستهلاك الكثيف) تحدد مسارًا واحدًا للنمو الاقتصادي في كل البلدان، بغضّ النظر عن المزايا النسبية المتباينة التي تمتلكها اقتصادات البلدان من الموارد الطبيعية والنادرة والجغرافية الاقتصادية والثقافات والأنظمة السياسية والاجتماعية. عن الخلاصة المكثفة والوافية لهذه النظرية، انظر المقالة: W. W. Rostow, «The Stages of Economic Growth,» The Economic History Review, New Series, vol. 12, no. 1 (1959), pp. 1-16.
والمعاد نشرها في (WILY) نيابة عن «The Economic History Society». انظر: <https://www.jstor.org/stable/2591077>.
[24] تتجاوز هذه الآراء النظرية دور الدولة الوطنية، المنفردة في ظروفها وثقافتها، في مقابل دور أنظمة مجموعة أو مجموعات متماثلة من الدول الرأسمالية المتطورة اقتصاديًا التي تسمى المركز (Core) التي تَفرضُ هَيمنتها وتبعية البلدان النامية لها الواقعة في إطار الجغرافية الاقتصادية، والمسماة الأطراف المحيطة بالمركز (Peripheral) من خلال استغلال هذه الدول لمواردها الاقتصادية الرخيصة (مثال: مصادر الطاقة الرخيص من النفط الخام) والأيدي العاملة المتوافرة (بالأجور الزهيدة وتشجيع هجرة الكفاءات) مع توسيع توريد منتجاتها الصناعية الاستهلاكية وزيادة مساعداتها والديون المالية إليها، لتحقيق هدفين: الأول، الاستفادة الاقتصادية القصوى لمجموعة بلدان نظام «المركز» من خلال تنشيط التجارة الخارجية باستغلال الموارد الاقتصادية من البلدان النامية. والهدف الثاني، تكريس تبعية البلدان النامية وتقييد النمو الاقتصادي والتنمية فيها لضمان عدم منافستها. وبالموازاة، تمارس البلدان النامية دورها أيضًا في استغلال الموارد الاقتصادية والأيدي العاملة المتوافرة في الدول الأقل نموًا أو الفقيرة الواقعة في الأطراف شبه المحيطة بالمركز (Semi-Peripheral)، انظر إسهامات رائدها: Immanuel Wallerstein, «The Modern World-System,» (four volumes of studies published during 1974-2011).
سبق أن تناولنا جوانب في الموضوع بإطار ملاءمة ظروف البلدان العربية المتباينة لتوسع تيار العولمة الاقتصادية، انظر: صبري زاير السعدي، «الاقتصاد السياسي للتنمية والاندماج في السوق العالمية: ملاحظات مستقاة من بعض التجارب العربية،» المستقبل العربي، السنة 22، العدد 249 (تشرين الثاني/نوفمبر 1999).
[25] نلحظ انتشار هذه الآراء الفكرية الثرية عن الرأسمالية والاشتراكية ودور القطاع العام والخاص في المنطقة العربية بموازاة التجربة التحررية والاشتراكية في مصر التي بدأت مطلع الستينيات. انظر على سبيل المثال: سمير أمين، «إشكالية الاشتراكية وما بعد الرأسمالية: ماهية الاشتراكية وطبيعة أزمتها الراهنة،» المستقبل العربي، السنة 9، العدد 96 (شباط/فبراير 1987)، وكذلك استكمال رأيه أيضًا في: «طبيعة أزمة الاشتراكية الراهنة وأسبابها وظواهرها: طبيعة نظم الاشتراكية المحققة وما بعد الرأسمالية؟،» المستقبل العربي، السنة 9، العدد 97 (آذار/مارس 1987). انظر أيضًا: محمود عبد الفضيل، الفكر الاقتصادي العربي وقضايا التحرر والتنمية والوحدة (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1982). انظر أيضًا لآراء مجموعة من الاقتصاديين البارزين منهم: إسماعيل صبري عبد الله وإبراهيم سعد الدين ومحمد محمود الإمام وإبراهيم العيسوي، في: القطاع العام والقطاع الخاص في الوطن العربي: بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظّمها مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1990). انظر أيضًا: يوسف الصايغ، التنمية العصية من التبعية إلى الاعتماد على النفس في الوطن العربي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1992).
[26] عن المقاربة الأولية بين التجربة الاقتصادية العراقية والاشتراكية الجديدة، انظر: صبري زاير السعدي، «مقدمة في بديل التجربة الاقتصادية العراقية (2003 – 2024)،» صحيفة العالم الجديد العراقية الإلكترونية، 24/9/2024، <https://al-aalem.com>.
[27] عن أحدث تقييم لواقع ومستقبل الاقتصاد العراقي، انظر: صبري زاير السعدي، «تكريس الأزمة الاقتصادية المزمنة في العراق والمشروع الاقتصادي الوطني،» المستقبل العربي، السنة 44، العدد 512 (تشرين الأول/أكتوبر 2021).
[28] انظر: صبري زاير السعدي، «قوة الثروة النفطية والنظام الاقتصادي في العراق: ثنائية التخطيط الاقتصادي المركزي وآلية السوق التنافسية،» المستقبل العربي، السنة 42، العدد 493 (آذار/مارس 2020).
[29] للمزيد من التفاصيل، انظر: صبري زاير السعدي، «الإنتاج الاقتصادي الأمثل للثروة النفطية في العراق،» المستقبل العربي، السنة 45، العدد 530 (نيسان/أبريل 2023).
[30] للأهمية التاريخية، يجب التذكير بإسهامات رواد الاقتصاد العراقيين الذين اتسعت آراؤهم لتشمل المناقشات الفكرية الماركسية والاشتراكية المقترنة بمشاركاتهم المهنية خلال المدة (1950 – 1979). هنا يمكن الإشارة الرمزية إلى نماذج محدودة جدًا لأعمالهم الاقتصادية والسياسية البارزة. في الماركسية، انظر: إبراهيم كبة، دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي: الجزء الأول (بغداد: مطبعة الإرشاد، 1970)؛ هذا هو طريق 14 تموز: دفاع إبراهيم كبة أمام محكمة الثورة (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1969)؛ محمد سلمان حسن، «نظرية القيمة والنظم الاجتماعية،» في: أوسكار لانكة ومحمد سلمان حسن، الاقتصاد السياسي: عملية الإنتاج والنظم الاجتماعية (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1976)، ومحمد سلمان حسن، دراسات في الاقتصاد العراقي (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1976)، وعن تطبيقات «الاشتراكية العربية» في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، انظر أيضاً: خير الدين حسيب، «نتائج تطبيق القرارات الاشتراكية في السنة الأولى،» تقرير مقدّم من المؤسسة الاقتصادية في 16 تموز/يوليو 1965 بمناسبة توزيع الأرباح على العاملين فيها. وعبد العال الصكبان، «معنى الاشتراكية العربية،» محاضرة ألقيت في الموسم الثقافي لدائرة الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة بغداد بتاريخ 20 نيسان/أبريل 1964، نشرت من شركة الطبع والنشر الأهلية، بغداد. وبإيضاح أوسع لمدلولات وتطبيقات «الاشتراكية العربية» كما في آراء حزب البعث العربي الاشتراكي، انظر: وزارة الإعلام العراقية، التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث العربي الاشتراكي في كانون الثاني عام 1974، بغداد. وتجب الإشارة إلى إسهامات الحزب الشيوعي العراقي الرائدة (تأسس 1934) في نشر الآراء الاشتراكية الماركسية، ولا سيما في تعاظم نفوذه السياسي والشعبي وانتشاره الثقافي اليساري خلال المدة (تموز/يوليو 1958 – شباط/فبراير 1963)، ثم تراجع نفوذه بقمع الحكومات المتعاقبة، واضطراب خياره (الفكري) الاشتراكي تحت تأثير انهيار تجربة الاتحاد السوفياتي الاشتراكية والعجز في إيجاد نموذج اقتصادي اشتراكي بديل، وكما يظهر في وثيقة صادرة عن المؤتمر الوطني الثامن أيار/مايو 2007 والمدرجة في وثائق المؤتمر الوطني التاسع في آذار/مارس – أيار/مايو 2020، تلخص تصوره للاشتراكية كالتالي: «1 – الدفاع عن مصالح العمال والكادحين وعموم شغيلة اليد والفكر، 2 – الاسترشاد بالماركسية ومنهجها، وبالتراث الفكري التقدمي الوطني والإنساني لما فيه خير الإنسان وتطلعه إلى «وطن حر وشعب سعيد»، انظر: منصة الحزب الشيوعي العراقي، وثيقة خيارنا الاشتراكي <https://www.iraqicp.com>.
[31] للمزيد من المعرفة عن إسهامات العراقيين في الفكر الاقتصادي العربي، انظر: خير الدين حسيب، مصادر الفكر الاقتصادي العربي في العراق 1900 – 1971 (بيروت: دار الطليعة، 1973).
[32] عن المصدر، انظر الهامش الرقم (23).
[33] في تحليل مؤشرات إحصائية رسمية منشورة وصادرة في عام 2017، يظهر أن مشاريع القطاع العام تتفوق بمعيار الكفاءة الاقتصادية المتمثلة بانخفاض نسبة استخدام قيمة مستلزمات الإنتاج إلى قيمة الإنتاج (11.938 بالمئة) مقارنة بمشاريع القطاع الخاص التي بلغت نسبتها (33.236 المئة). كما تتفوق بمعيار العدالة الاجتماعية المتمثلة بارتفاع نسبة قيمة الأجور والرواتب والمزايا المدفوعة للعاملين من مجموع القيمة المضافة البالغة (32.071 بالمئة) في مقابل قيمة الأرباح والإيجار والفوائد لمالكي الأصول الإنتاجية البالغة نسبتها (67.929 بالمئة). انظر: صبري زاير السعدي، «العراق: السياسة النفطية في غياب الرؤية الاستراتيجية المستقبلية،» المستقبل العربي، السنة 42، العدد 488 (تشرين الأول/أكتوبر 2019).
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.