المصادر:
نُشرت هذه الدراسة في المجلة العربية للعلوم السياسية العدد 12 سنة 2025.
حقوق الصورة محفوظة لوكالة “رويترز”.
هناء اسطفان: باحثة في العلاقات الدولية.
[1] يعرّف أوران يونغ في كتابه الوسطاء (Intermediaries) الأزمة على أنّها أحداث سريعة تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في النظام القائم إلى درجة غير عاديّة تزيد من احتمال استخدام العنف. وهي أيضًا: «حدث مفاجئ يطال مصالح الأمة، ويتم التعاطي معه بما تيسّر من الوقت والإمكانيات، ويترتب على تفاقمه نتائج خطيرة». انظر: Loiyed W. Singer and Jour Reber, «A Crisis Management System Security Management,» New York University of Science (September 1987), pp. 8-9.
انظر أيضًا: رواد غالب سليقة، إدارة الأزمات الدوليّة في ظلّ الأمن الجماعي، إشراف كمال حماد (بيروت: منشورات الحلبي الحقوقيّة، 2014)، ص 30 – 31.
[2] إنّ الفوضويّة (Anarchy) أو غياب السلطة المركزيّة في نظر كينيث والتز، في كتابه «الإنسان، الدولة، والحرب: التحليل النظري»، هي المبدأ المنظّم للنظام الدّولي. والدّول هي وحدات النظام الدّولي، وهي تريد البقاء. وفي ظلّ الفوضويّة، تسعى كل دولة للاعتماد على نفسها، إذ إنّه في سياق الفوضويّة، كل دولة غير متأكّدة من نيات الدّول الأخرى وخائفة من التعاون المتبادل، إذ قد يصب في مصلحة دول أخرى أكثر من مصلحتها الخاصة. أمّا النظام الدولي فيمكن تعريفه على أنّه «مجموعة من الوحدات التي ترتبط في ما بينها بعلاقات لها أنماط محدّدة، ويتميز بإمكانية الاتصال والتأثير المتبادل ببن الوحدات ضمنه». انظر: ليلى نقولا، العلاقات الدّوليّة من تأثير القوّة … إلى قوّة التأثير: مقاربة لفهم تطوّر مضامين العلاقات الدّوليّة منذ وستفاليا لغاية اليوم (بيروت: مكتبة جوزيف عون الحقوقيّة، 2019)، ص 177.
[3] أنهى سلام وستفاليا عام 1648 الحروب الدينيّة المدمرّة بين الدول الكاثوليكيّة والدول البروتستانتيّة وأدى إلى الاعتراف بسيادة الدولة المطلقة على أراضيها وباستقلال الدولة عن الكنيسة وأرسى نظامًا دوليًا جديدًا.
[4] نقولا، المصدر نفسه، ص 35.
[5] Antonio Cassese, International Law in a Divided World (Oxford: Clarendon Press, 1986), p. 37.
[6] والنظريات في العلاقات الدّوليّة هي الأطر أو النماذج التي تساعدنا على فهم الواقع التجريبي وتكوين الفرضيات واستشراف المستقبل. وهناك العديد من النظريات المتعلقة بالعلاقات الدوليّة، يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات عريضة: الواقعيّة والليبراليّة والبنائيّة. إضافة إلى غيرها من النظريات التي لا تتناسب تمامًا معها، مثل نظرية التبعية والماركسية…
[7] Kenneth N. Waltz, Man, the State, and War: A Theoretical Analysis, rev. ed. (New York: Columbia University Press, 2001).
[8] إنّ التأثير الذي تمارسه الأمم المتحدة على الدّول هو ضعيف، بفعل حقّ النقض الذي يمتلكه الأعضاء الدائمون في هيئة صنع القرار الرئيسيّة فيها أي مجلس الأمن الدّولي، ما يسمح للقوى الكبرى الدائمة العضويّة بمنع وتقييد السياسات التي لا تتناسب مع مصالحها وسياساتها واستراتيجياتها. إضافة إلى ذلك فالمؤسسات الدّوليّة، بحسب ميرشايمر، في كتابه مأساة سياسات القوى العظمى، يتمّ خلقها وتشكيلها (وتمويلها) من جانب القوى الكبرى كي تكون في حقيقتها ميادين لاستعراض علاقات القوّة. وبالتالي تمتلك القوى المؤسّسة قدرة تعطيلها إذا ما تعارضت مع سياساتها.
[9] John. J. Mearsheimer, The Great Delusion: Liberal Dreams and International Realities (New Haven, CT: Yale University Press, 2018).
[10] Robert Dahl, Politics: Who Gets What, When and How (New Haven, CT: Yale University Press, 1966), p. 45.
[11] Hans Morgenthau, Politics Among Nations: The Struggle for Power and Peace (New York: Alfred A. Knopf, 1948).
[12] Hans J. Morgenthau, Politics Among Nations: The Struggle for Power and Peace, 4th ed. (New York: Alfred A. Knopf, 1967), pp. 25-26.
[13] Hedley Bull, The Anarchial Society: A Study of Order in World Politics (London: Macmillan Press Ltd, 1995), pp. 97-99.
[14] Ibid., pp. 102-103 and 107.
[15] إنّ كلمة «الهيمنة» مشتقة من اليونانيّة hĕgemonía وهي تعني «القيادة والحكم». أمّا في العلاقات الدّوليّة، فهي تشير إلى تركيز القدرات النسبيّة في يد دولة واحدة، أو وجود دولة تبحث عن قيادة دوليّة، أو موافقة عامة في المجتمع الدّولي، في ما يتعلق بالتبعيّة لنظام مركزي، أو مزيج من هذه الظواهر. انظر: نقولا، العلاقات الدّوليّة من تأثير القوّة … إلى قوّة التأثير: مقاربة لفهم تطوّر مضامين العلاقات الدّوليّة منذ وستفاليا لغاية اليوم، ص 369. أمّا جون ميرشايمر فيعرّف الهيمنة على أنّها «دولة قويّة لدرجة أنّها تسيطر على جميع الدّول الأخرى في النظام» وأنّه «لا يوجد دولة أخرى لديها القوّة العسكريّة اللازمة لخوض قتال جاد ضدّها».
[16] John Mearsheimer, The Tragedy of Great Power Politics (New York: Norton and Company, 2001).
[17] John Herz, “Idealist Internationalism and the Security Dilemma,” World Politics, vol. 2, no. 2 (1950), pp. 171-201.
[18] مثلًا، عرّف بوتير (Potter) الدّولة الحاجز على أنّها «دولة ضعيفة، صغيرة في الحجم، ليس لديها، ربّما، سياسة خارجيّة إيجابيّة خاصة بها، تقع بين دولتين قويتين أو أكثر وتعمل بالتالي على منع العدوان الدّولي». وهي، بحسب ماتيسين (Mathisen) «دولة صغيرة مستقلّة، تقع بين دولتين (أو كتلتين) أكبر حجمًا، وعادة ما تكونان متنافستين. ويبدو أنّه، من الطبيعي التفكير بها كنوع من الحاجز السياسي الذي يعمل على تقليل مخاطر الصراع بين جيرانها الأكبر». وهي، على ما عرّفها زيرينغ (Ziring)، هي «لاعب أقّل (في العلاقات الدّوليّة)، محصورة بين كيانات أكثر قوّة وطموحًا وعدوانيّة في كثير من الأحيان».
[19] Wight 1995 in: Leila Nicolas, Global and regional Strategies in the Middle East in Pursuit of Hegemony (London: Routledge, 2024).
[20] الحياد في اللغة اللاتينيّة neutralis، مشتق من كلمة neuter (ne uter أي لا هذا ولا ذاك). والحياد يعني تبنّي دولة معيّنة كسويسرا مثلًا، موقفًا، يبعدها عن سياسة الأحلاف والتكتلات والمحاور؛ أي أن ترغب الدّولة، في أن تنأى بنفسها، عن النزاعات والصّراعات، بما يعني خيار الدّولة، في أن تُجّنب شعبها وأرضها مختلف الاحتمالات والتأثيرات السلبيّة الناجمة عن النزاعات المسلحة.
[21] John Chay and Thomas E. Ross, Buffer States in World Politics (London: Routledge, 2018), p. xiii.
[22] Nicolas, Ibid.
[23] William B. Taylor, «Ukraine Considers Neutrality: Will Putin Respond?,» United States Institute of Peace, 31 March 2022, <http://www.usip.org/publications/2022/03/ukraine-considers-neutrality- will-putin-respond> (accessed on 9 March 2025),
[24] إنّ خيار الدولة التابعة ينجم عن:
-احتدام التنافس بين القوّتين الأكبر المتجاورتين، بحيث لا يعود هنالك من إمكانيّة إلّا باختيار طرف واحد.
-تحوّل دراماتيكي في القدرة، لمصلحة قوّة من القوى الكبرى على حساب القوّة الأخرى، قد يدفع بالدّول الحاجز باتجاه الدّولة الأقوى.
-انشقاق داخلي، يهدّد باضطرابات داخليّة، تحتّم سعي طرف من الأطراف المتعارضة للحصول على دعم خارجي.
[25] تتمتع أوكرانيا بموقع جيواستراتيجي، وفقًا لنظريّة ماكيندر، يتمثل بأنّه محور منطقة الـ «heartland قلب العالم». فبالنسبة إلى ماكندر من يسيطر على «قلب العالم» فإنّه يسيطر على الجزيرة العالميّة. ومن يسيطر على الجزيرة العالميّة يسيطر على العالم. واستراتيجيّة روسيا بحسب دوغين تتماهى مع النظريّة الأوراسيّة.
[26] يرى ألكسندر دوغين في كتابه الجيوبوليتيكا أنّ «العامل الأوكراني يمثل النقطة الأضعف في الحزام الروسي الغربي». ويشدّد دوغين على خطورة نقطة الضعف الأوكرانيّة، ويستكمل بربطها بنطاقات المدى الجيوبوليتيكي الروسي الأخرى. من هنا اضطرار روسيا، إلى التوسع غربًا لصنع مسافة فاصلة عن حدودها وعاصمتها.
[27] إنّ محورية الصراع على أوراسيا تظهر أيضًا في قراءة بريجينسكي في كتابه رقعة الشطرنج فهو يربط مصير السيطرة الأمريكيّة بمنع أي قوّة أخرى من التمدّد في المنطقة الأوراسيّة والمقصود بطبيعة الحال هي روسيا. فهو يؤكّد أنّه في حال «تمدّد أي قوّة في أوراسيا فإن أميركا تخسر هيمنتها، ويصبح من الواجب ألا تكون أي قوّة أوراسيّة منافسة قادرة على السيطرة على أوراسيا، وبالتالي منافسة الولايات المتحدة».
[28] الثورة البرتقاليّة هي نوع من أنواع الثورات الملوّنة. والثورة الملوّنة مصطلح يطلق على أعمال التّحرّكات والتظاهرات الشبابيّة المطلبيّة المنظمّة، وهي تظاهرات سلميّة لاعنفيّة، يحمل فيها المتظاهرون شارات وأعلامًا ذات لون يميّزها تُعرف به.
[29] منها على سبيل المثال محادثات السلام على الحدود مع بلاروسيا والتي لم تفضِ إلى أي نتائج ملموسة، ثم محادثات أنطاليا في تركيا (10 – 14 آذار/مارس 2022) والتي كادت أن تفضي إلى حلول؛ غير أنّها ومع الأسف لم تنجح. وإنّما هذه المفاوضات أدّت إلى محادثات إسطنبول التي اقترحت إنهاء مشاريع أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وضع حدود لقواها العسكريّة… محادثات كادت أن تفضي إلى اتفاق من كلا الطرفين قبل أن تتوقف في أيار/مايو 2022 بفعل أمور كثيرة، من بينها مجزرة بوشا (Bucha Massacre)، وبفعل التدخل الغربي، وبوجه خاص، تدخل الرئيس الأسبق للوزراء البريطاني بوريس جونسون لإجهاض هذا الاتفاق مقدمًا الدعم الغربي لأوكرانيا للاستمرار بالحرب من أجل إضعاف روسيا.
[30] الحياد المسلّح هو موقف تتخذه دولة أو مجموعة من الدّول، تؤكّد فيه أنّها ستتخذ كلّ التدابير العسكريّة وغيرها من أجل الدفاع عن نفسها في وجه أيّة قوّة أو دولة تحاول خرق حيادها.
[31] بحسب التقديرات، تسيطر روسيا الآن على ما يقل قليلًا عن خمس أراضي أوكرانيا، أي نحو 113 ألف كيلومتر مربع.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.