المصادر:
(*) جميل هلال: باحث اجتماعي وكاتب فلسطيني مستقل ومحاضر جامعي متخصص في علم الاجتماع السياسي.
البريد الإلكتروني: jamil.hilal@gmail.com
[1] نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 505 في آذار/مارس 2021.
[2] يرى عالم الاجتماع الإسرائيلي باروخ كيرلنغ أن ثمة عددًا من الثقافات والهويات الإسرائيلية المنفصلة بعضها عن بعض آخذة بالتشكل: الثقافة الدينية القومية، الثقافة الأرثوذكسية القومية، الشرقية التقليدية، العربية الإسرائيلية، الروسية، الإثيوبية، وكذلك ثقافة الطبقة المتوسطة العلمانية. ويضيف: لقد «فاقت الاختلافات جميع القواسم المشتركة، غياب المائدة المشتركة، المساكن منفصلة تمامًا، والزي وأسلوب الحياة وأنماط الاستهلاك متماثلة ومختلفة، واللهجة والرموز الكلامية المنفصلة». انظر: كيرلنغ باروخ، «الثابت والمتحول في الثقافة الإسرائيلية،» قضايا إسرائيلية، السنة 1، العدد 3 (2001).
[3] انظر: هنيدة غانم، «السلام القيامي: صفقة القرن أو الخراب الذي يعد بالازدهار،» مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 122 (ربيع 2020).
[4] في عام 1975 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 72 دولة ومعارضة 35 دولة قرارها الرقم (3379) الذي عرّف الصهيونية على أنها «شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري وأن على العالم مقاومة هذه الأيديولوجيا لأنها تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين». لكن الجمعية العامة نفسها أقدمت عام 1991 على إلغاء القرار الذي تزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب الخليج الأولى ومؤتمر مدريد للسلام.
[5] للمزيد، انظر: Jamil Hilal, «The Localization of the Palestinian National Political Field,» in: Mandy Turner, ed., From the River to the Sea (London; New York: Lexington, 2019).
[6] الادعاء أن الدولة الفلسطينية قائمة (لكنها تحت الاحتلال) هو قول خادع إلى حد كبير، لأن ما تطرحه السلطة لا يشمل سوى جزء من الشعب الفلسطيني والأرض التي تطالب بها لممارسة سيادة دولة عليها تعادل خُمس أرض فلسطين التاريخية، فإسرائيل تسيطر على الجزء الأكبر من الضفة الغربية في الضفة الغربية سيطرة تامة، كما ضمت العاصمة الممكنة لهذه الدولة (القدس)، وما هو قائم فلسطينيًا لا يتعدى معازل معزولة بعضها عن بعض، ولا تمارس السلطة الفلسطينية في رام الله سيادة فلسطينية على المعابر والأرض والحركة والموارد الطبيعية والاقتصاد. وقطاع غزة هو عبارة عن «غيتو» (ghetto) يخضع لسيطرة الدولة الاستعمارية برياً وبحرياً وجوياً.
[7] Mark Rifkin, «Indigeneity, Apartheid, Palestine: On the Transit of Political Metaphors,» Cultural Critique, no. 95 (Winter 2017), pp. 25-70, <https://muse.jhu.edu/article/663843>.
[8] انظر: علي آل ثاني ومي الزعبي، «السكان في فلسطين التاريخية،» الجزيرة نت، 18 تموز/يوليو 2020، <https://bit.ly/3q2Cq6q>.
[9] انظر على سبيل المثال: سلفين سيبيل، عن موقف مثقف يهودي أمريكي معروف، رئيس تحرير مجلة Jewish Currents: Sylvain Cypel, «The Peter Beinart Bomb; «I No Longer Believe in a Jewish State,» Orient21, 24 July 2020, <https://bit.ly/3tNMPWa>.
كان بيتر ربنارت (وهو صهيوني ليبرالي نقدي) حسب ما يقول، قد تبنى سابقًا اتفاق أوسلو، وفكرة «دولتين لشعبين»، معتقدًا أنه بذلك يبقى «صهيونياً وداعماً لدولة يهودية»، لكن الأحداث التي أعقبت أوسلو «قتلت فكرة الدولتين»، كما يقول، وباتت «غطاءً لتشديد سلب الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال أراضيهم». هذا الواقع جعله يتبنى اليوم فكرة «المساواة في الحقوق لليهود والفلسطينيين على السواء» الذين يقطنون الأرض الواحدة (فلسطين)، معتبرًا الفكرة «أكثر واقعية من حل الانفصال». ويرى أن المساواة قد تتبلور، حسب اعتقاده، في دولة واحدة مع حقوق متساوية – «رجل واحد، امرأة واحدة، صوت واحد» أو تأخذ شكل «كونفدرالية بين دولتين مندمجتين فيما بينهما بصورة عميقة». وفي هاتين الحالتين، «ستتوقف إسرائيل عن كونها دولة يهودية»، وهي راهنًا في الواقع «دولة ثنائية القومية، يقوم فيها شعب بالسيطرة على شعب آخر» وبالتالي «لا مستقبل لها، أو على الأقل، لا مستقبل لها كدولة مؤهلة لتحظى بالدعم».
[10] لاحظ كثيرون أن إسرائيل مجتمع منقسم بعمق على طول المحور القومي والإثني والديني وبخاصة الأيديولوجي والطبقي. وهذه الإشكالات والانقسامات يشار إليها عادة على أنها الأكثر إشكالية، وفي كثير من الحالات تتداخل مع الطبقية والأيديولوجيا. انظر على سبيل المثال: ماجد الحاج، «الهويات والسياسة في إسرائيل،» في: أسعد غانم، محرر، المهاجرون في التسعينيات من الاتحاد السوفيتي سابقاً (رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار، 2003).
[11] حول الصراع بين العلمانيين والحريديم على سبيل التوضيح، انظر: بلال ضاهر، «الصراع بين المتدينين والعلمانيين اليهود يتجاوز حدود القدس،» موقع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار، 9 آب/أغسطس 2009، <https://www.madarcenter.org>.
[12] Yitzhak Reiter, Religion as a Barrier to Compromise in the Israeli-Palestinian Conflict (Jerusalem: Jerusalem Institute for Israel Studies, 2016).
[13] حول ضرورة معالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من وطنهم ومعالجة موضوع الصهيونية كحركة استعمارية استيطانية، والتعاطي مع إسرائيل كدولة أبارتايد (فصل عنصري)، لإنجاز حل عادل للقضية الفلسطينية، انظر: Ilan Pappe, Uri Davis and Tamar Yaron, «The Right to Inheritance and to of Return Keys to Peace in Palestine,» Orient21, 22 July 2020, <https://bit.ly/2N47J2g>.
[14] أبراهام بورغ، «إسرائيل والمجموعات اليهودية في دول العالم،» قضايا إسرائيلية، العدد 62 (2016)، ص 36.
[15] أوري رام، ذاكرة دولة وهوية: الذاكرة والهوية وفسيولوجيا النقاش للمؤرخين في إسرائيل، إعداد وترجمة أنطوان شلحت (رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار، 2011).
[16] إيلان بابيه، «مقابلة، ما يرتسم أمامنا اليوم دولة أبارتهايد واحدة والحل تغيير نظامها!،» أجرت المقابلة خلود مصالحة، قضايا إسرائيلية، العدد 65 (أيار/مايو 2017).
[17] شلومو ساند، اختراع «أرض إسرائيل»، ترجمة أنطوان شلحت وأسعد زعبي (رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار، 2013).
[18] جوديث بتلر، مفترق الطرق: اليهودية ونقد الصهيونية، ترجمة نور حريري، سلسلة ترجمان (الدوحة؛ بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017).
[19] حنا صلاح، محرر، فلسطين وتجديد حياتها: كتاب جامع لمباحث تاريخية وعمرانية واجتماعية سياسية عن فلسطين (نيويورك: الجمعية الفلسطينية لمقاومة الصهيونية، 1919). يدعو سليم شحادة قبل قرن من الزمن كما ورد في الكتاب إلى «أن تكون فلسطين مستقلة استقلالاً إدارياً تاماً على مبادئ الديمقراطية الصحيحة وحكم الأكثرية بالانتخاب مع مراعاة حقوق الأقلية…. وفي هذا نحتاج إلى فصل الدين عن السياسة ووضع بروغرامنا (برنامجنا) السياسي على أسس مدنية اجتماعية فقط مع مراعاة حرية الأديان والحق بالاجتماعات والخطابة للتعبير عن الرغبة الشعبية». ويضيف تحت ثانياً: «منح حرية المطبوعات والأقلام فعلاً لا قولاً الحق بانتقاد أهل السياسة والموظفين انتقاداً يكبح جماح مطامعهم وسلوكهم في غير السبيل المستقيم أو إهمالهم لوظائفهم وقلة سهرهم على حقوق الشعب والوطن» (ص 200- 201).
[20] يشير البيان هنا إلى «كلمة فتح في المؤتمر الثاني لنصرة الشعوب العربية (القاهرة) من 25 إلى 28 كانون الثاني(يناير) 1969». انظر: كتاب فتح السنوي، 1968 – 1969 (بيروت: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، الإعلام المركزي، 1970)، ص 11. يجدر بنا أن نشير هنا إلى أنه سبق هذا التصريح الكامل عدة إشارات من فتح إلى رغبتها في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية من دون تمييز في الدين أو العقيدة تشمل اليهود والمسلمين والمسيحيين. انظر مثلاً: الميثاق الصادر عن المؤتمر الأول للمنظمات الفدائية المنعقد في القاهرة بين 17-20/1/1968 كما ورد في كتاب: غازي خورشيد، دليل حركة المقاومة الفلسطينية (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1971). انظر أيضاً: حديث أبو عمار لجريدة الأنوار في 23/6/1968 وكتاب فتح السنوي 1968، وحديث أبو عمار لمجلة باري ماتش الفرنسية في 11/1/1969.
[21] نبيل شعث، «فلسطين الغد،» شؤون فلسطينية، العدد 2 (1971).
[22] عشية اليوم العالمي للسكان، «الإحصاء الفلسطيني يستعرض أوضاع السكان في فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للسكان،» الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 11 تموز/يوليو 2020، <http://pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=3773>.
[23] انظر: زين خليل، «إحصاء: سكان إسرائيل 9.19 ملايين نسمة،» وكالة الأناضول، 26 نيسان/أبريل 2020، نقلًا عن: يديعوت أحرونوت، <https://bit.ly/3p4vODo>.
[24] على هذا الصعيد، انظر: Andrew Ross, «Who Built Zion? Palestinian Labor and the Case for Political Rights,» New Labor Forum, vol. 27, no. 3 (September 2018), <https://bit.ly/3tEPL7q>.
ينقل روس على لسان أحد العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل قوله: «لي أكثر من ثلاثين عامًا أعمل يوميًا في بناء المنازل هنا (في إسرائيل)، على نحو ما، إنها بلدي أيضًا، أليس كذلك؟». في الواقع إنها بلد الفلسطينيين في الأصل وخارج هذا هو استيطان استعماري واستبعاد واحتلال وسلب، وهذا يجب أن يصحح.
[25] انظر: بلال زرينة، «واقع التعليم الديني في المناهج التعليمية الفلسطينية الرسمية: رؤية إسلامية تنويرية،» مجلة تسامح، العدد 69 (حزيران/يونيو 2020)، ومهند عبد الحميد، المناهج المدرسية بين استثمار الرأسمال البشري وهدره (رام الله: مؤسسة روزا لوكسمبورغ، 2019).
[26] انظر: جميل هلال، «العلمانية في الثقافة السياسية الفلسطينية،» شبكة فلسطين للحوار، 11 نيسان/أبريل 2006، <https://bit.ly/2N7EJqe>.
[27] يتفاوت تأثير الرأسمال وواقع السوق على مجالات الثقافة والفنون والنشر، فهو أكثر تأثيرًا في السينما مما هو في الأدب والفن التشكيلي والبحث وكتابة المقال، وفي المسرح والغناء والموسيقى. انظر على سبيل المثال: فراس خوري، «الفيلم الفلسطيني في قبضة السوق والممول،» الغد الجديد، 6/6/2015، إذ يستخلص الكاتب: «إنّ ارتباط الفن بالسوق لا بدّ أن يؤثر على فحوى العمل الفني. قليلة هي الأعمال السينمائية في العالم التي يمكن اعتبارها متحرّرة من الارتباطات ومن توقعات الجهة المموّلة. لكي نروي قصصنا في السينما بحرية أكثر، علينا أن نعتمد أكثر على أموالنا وطاقتنا العربية. إنّ الأدب والرسم وحتى المسرح الفلسطيني يتعامل مع النكبة بحرية أكثر لأنّ هذه الفنون تكلفتها أقلّ من تكلفة السينما وبالتالي أقلّ ارتباطاً برغبات وتوقعات المموّلين. ما زلنا نخطو خطواتنا السينمائية الأولى، ولا بد من أن نبدأ بالمعالجة السينمائية للقصص المؤسسة، إلا أن هذا يتطلّب منّا استقلالاً في تمويل أفلامنا. هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يتطوّر عندنا ما يمكن أن ندعوه «سينما فلسطينية». حتى ذلك الحين سنستمر بصناعة أفلام فلسطينية فقط». وحول واقع السينما الفلسطينية في مرحلة وجود منظمة التحرير في بيروت، حيث أثرت «العالم الثالثية» والحرب الباردة والسعي إلى تأكيد دور الفلسطيني كفاعل ومناضل ومكافح من أجل الحرية على عكس الصورة التي كرستها وثائق وصور «الأونروا» (كلاجئ يعتمد على المساعدة) انظر: Nadia Yaqub, Palestinian Cinema in the Days of Revolution (Austin, TX: University of Texas Press, 2018).
[28] للاطلاع على مناقشة شبابية فلسطينية لاستعادة منظمة التحرير بشروط ووظائف جديدة، من المفيد الاطلاع على الملف التالي: «استعادة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة إشراك الشباب،» (الشبكة، شبكة السياسات الفلسطينية، آب/أغسطس 2020)، <https://bit.ly/39X0h1Z>.
[29] كون مشروع الدولة الواحدة مشروعًا كفاحيًا يمكن قراءته من حقد الصهاينة على الفكرة فقد انفجر السفير الأمريكي الصهيوني دايفيد فريدمان عضبًا على الكاتب اليهودي بيتر بينارت لأنه تجرأ وطرح مشروع دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين يتمتع فيها كلاهما بحقوق متساوية؛ يقول فرديمان في مقال نشره في جيروساليم بوست: «إن أحد كبار خبراء الجانب الغربي يدعى بيتر بينارت سيدمر إسرائيل، وإن ما يثير الدهشة هو أن صحيفة نيويورك تايمز تمنح أفكاره السخيفة هواءً للتنفس». ويضيف: «إن دعوة بينارت لاستبدال دولة إسرائيل اليهودية هي أكثر غدرًا مما قد تبدو للوهلة الأولى. إذا ما تحققت هذه الدعوة، فسوف تدمر إسرائيل في نهاية المطاف، وستؤدي إلى نتيجة كارثية».
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.