المؤلف: زهير توفيق

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية 

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 344

 

يرى مؤلف هذا الكتاب – كما يأتي في تعريفه – أن أزمة النهضة العربية تتمثل بتناقضاتها الداخلية والذاتية التي مهدت الطريق للأسباب الخارجية لإعاقتها ومنع تحققها في الواقع.

ويحمل المؤلف مسؤولية الفشل والانهيار للنهضويين العرب الذين انتجوا خطاباً نهضوياً قابـلاً للتفكك والانهيار من حيث المبدأ – مستوحين نظرية المفكر الجزائري مالك بن نبي: «قابلية الاستعمار»، التي فسرت نجاح الاستعمار في السيطرة واستغلال الأرض والإنسان في منطقة الشرق الأوسط عموماً من خلال خضوع شعوب المنطقة مع مرور الزمن لنموذج الحياة والفكر والحركة التي رسمها لهم المستعمر، بحيث أصبحوا مقتنعين بحدود هذا النموذج والتفكير في إطار حدوده، وحتى الدفاع عنه حتى لا تزول تلك الحدود التي أقنعهم بها المستعمر، ومنها إقناعهم بتفوقه عليهم وعدم قدرتهم على إدارة شؤون حياتهم بدونه، ودونيتهم في كل شيء. وهكذا استمرت أوضاعنا الفوضوية التي نعيش، وصراعاتنا الحدودية، ونزاعاتنا الدينية والانقسامات في هواياتنا، وذلك في ظل أنظمة الحكم السائدة التي تتسم بالاستبداد والتبعية وغياب الشرعية.

من هنا قد تجوز الدعوة إلى دراسة منسوب قابلية المجتمعات العربية للاستعمار، ولا سيما مع استمرارنا برفع المطالب النهضوية المتعلقة بمركزية الإنسان وكرامته والعقل والتقدم والحرية منذ عقود من دون تحقيق تقدم يذكر. والأسوأ من ذلك على صعيد الممارسة، يمكن القول إن بعض المطالب المتعلقة بالانتقال من الدولة البوليسية إلى دولة القانون التي تتمتع بالديمقراطية والشرعية، وسبل نشر ثقافة المواطنة ومكافحة الفساد وتعزيز الوحدة الوطنية والسيادة، لا تزال تراوح مكانها منذ عقود إن لم تكن تراجعت لتتحول إلى مادة استهلاكية في البرامج الانتخابية.

لكن هل يعني ذلك أن المجتمعات العربية استسلمت لحدود «قابلية الاستعمار» وانتهى الأمر؟

الواقع إن الموضوع يتوقف على الوعي بأهمية اتخاذ الخطوة الأولى للتغيير عن طريق الإصلاح السياسي ومعالجة أنظمة الحكم المأزومة بنيوياً أقلها أزمات التبعية والشرعية والسيادة.

 

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #المشروع_النهضوي_العربية #النهضة_العربية #مشروع_النهضة_العربية #المعرفة