المؤلف: توماس سواريز

ترجمة: محمد عصفور

مراجعة: أحمد التلاوي (**) 

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت (عالم المعرفة؛ 460)

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 518

 

يُعَدّ الصراع العربي- الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية في صُلبه، من أهم الصراعات ذات الطابع الإقليمي والدولي التي تعتمد على توظيف التاريخ والمصطلح السياسي والأنثروبولوجي بالشكل الذي خدم أهداف المشروع الصهيوني، الذي هو أحد صور الاستعمار في وطننا العربي.

في هذا الإطار، تكتسب الدراسات ذات الطابع التوثيقي، التاريخي والمفاهيمي، أهميتها في الإبقاء على حقائق الصراع والقضية حية، والتشديد عليها في مواجهة المقولات التأسيسية للمشروع الصهيوني، مثل «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وأن «الشعب اليهودي ضحية الإرهاب العربي»، إلى آخر ذلك.

يحاول الكتاب بين أيدينا تفنيد المقولات الأساسية الخاصة بالمشروع الصهيوني في اتجاهَيْن أساسيَّيْن:

الأول، هو الجوانب التاريخية والعقيدية المرتبطة بها، التي تقول بها الحركة الصهيونية، والثاني، هو ذلك المتعلق بالكيفية التي تم بها تأسيس الدولة العبرية على أرض فلسطين، وحاكمية الإرهاب والعنف في ذلك الأمر.

وركَّز المؤلف توماس سواريز، على التطورات التي مرَّ بها المشروع الصهيوني في فلسطين خلال الفترة من نهايات القرن التاسع عشر، وحتى إعلان قيام دولة يهودية باسم «إسرائيل» على أرض فلسطين عام 1948، مع إطلالة على التطورات التي تلت ذلك حتى حرب السويس عام 1956.

وركز في ذلك على دور الانتداب البريطاني على فلسطين بدءاً من عام 1920، وحتى كبار الحوادث التي وقعت بين عامي 1947 و1948، ثم حرب النكبة وما أحاط بها من تطورات.

– 1 –

يبدأ الكتاب باقتباس لعالم الفيزياء اليهودي الألماني، فولفغانغ يورجراو، في مجلة أورينت، في شباط/فبراير 1943، قال فيه «إن تنامي الفاشية في فلسطين، بينما تسعى الشعوب التي تحررت إلى دفنها في لحدها، لَهُو ملهاة مأسوية».

وتُعتبر شهادة يورجراو على أكبر قدر من الأهمية في تحقيق الهدف الأساسي للكتاب، في كشف الوجه الحقيقي للوجود اليهودي على أرض فلسطين، لأنه تكلم عن دقائق الوضع هناك قبل إعلان الدولة اليهودية، ثم هاجر منها في عام النكبة ذاته، 1948، بسبب ما رآه من جرائم وعنف قامت به العصابات الصهيونية في حق أصحاب الأرض الأصليين.

والعنوان الفرعي الأصلي للكتاب هو How Terrorism Created Modern Israel، أو كيف أنشأ الإرهاب إسرائيل الحديثة، وهو أكثر دقة من الترجمة التي وضعها المترجم له، وجاء في مقدمة وثلاثة أقسام، شملت تسعة فصول، كان الفصل الأخير منها، بمثابة خاتمة بعنوان «الانتقال إلى الحاضر»، مع مصادر وهوامش وملاحظات، احتوت على الكثير من التنويهات والمعلومات التاريخية والسياسية.

– 2 –

مقدمة الكتاب، «التعقيدات الغيبية وغيرها من الأساطير»، جاءت أقرب ما يكون إلى الجهد الذي بدأه قبل ما يزيد على ثلاثة عقود اثنان من المفكرين الكبار الراحلين، أحدهما عربي، وهو الأكاديمي والمفكر المصري، عبد الوهاب المسيري، والآخر غربي، وهو الفرنسي، روجيه غارودي، من أجل تشريح الفكر اليهودي، والمرتكزات الأساسية، الدينية والفكرية والتاريخية التي قام عليها المشروع الصهيوني.

والمقدمة، إذا ما تم إخلاؤها مما يتعلق بالكتاب والمنهجية التي استند إليها المؤلف فيه؛ فإنها تصلح كمقال مطوَّل عن دور الإرهاب المسلَّح في إقامة دولة إسرائيل على أراضي الفلسطينيين، ودور الأمم المتحدة والقوى العظمى الدولية في ذلك، مركزاً على دور بريطانيا والولايات المتحدة.

– 3 –

قبل أن ينتقل الكاتب إلى القسم الأول من كتابه، وبعد المقدمة التي عبَّر فيها عن آرائه القيمية حول الصراع العربي- الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية؛ وضع بضع صفحات تحت مسمى «ملاحظات»، تضمنت رصداً موجزاً ولكنه مكثَّف لبعض المصطلحات الأساسية المتعلقة بالقضايا التي يتناولها الكتاب، وكيف وُظِّفت في السياق الإعلامي والسياسي، وكذلك الدبلوماسي في القرارات الدولية والبيانات الرسمية، لصالح المشروع الصهيوني، ثم إسرائيل بعد النكبة.

ومن بين هذه المصطلحات التي دعا المؤلف إلى أخذها بحذر، مصطلح «الصراع» الذي قال إنه يفترض أن هناك طرفَيْن متكافئَيْن بينهما نزاع أو خلاف على مصلحة، وقال بأنه من الأفضل استعمال مصطلح «احتلال».

وثمَّة تنويه هنا، وهو أن المترجم قد وقع في أخطاء فنية عديدة خلال الترجمة ربما تعود إلى عدم تخصصه في المجال القانوني والسياسي الأكاديمي.

فمن خلال الشرح المقدَّم من جانب المؤلف حول مصطلح «الصراع» وإشكاليات استخدامه مفاهيميّاً في الحديث عن القضية الفلسطينية، فإن الترجمة الأدق أو الأوفق هي «النزاع» وليس «الصراع»، وإن اتفق الأصل الإنكليزي للكلمتَيْن في مصطلح «Conflict» الذي يبدو أن المؤلف قد استعمله في النسخة الإنكليزية من الكتاب.

كذلك حذَّر سواريز من الانسياق خلف العبارات التي تستخدم «اليهودي» و«العربي» في توصيف الحالة الديمغرافية في فلسطين؛ حيث أشار إلى أن ذلك يتم لإقصاء مصطلح «فلسطيني» الذي لا ترغب إسرائيل في أن يشيع، ويعكس كذلك نظرية السمو القومي الذي تنادي به الحركة الصهيونية.

– 4 –

القسم الأول، «أراضي شعب آخر»، شمل الفصول الثلاثة الأولى، وجاء تأصيلاً تاريخيّاً، أنثروبولوجيّاً وسياسيّاً، للصراع في فلسطين وعليها، منذ بداية المشروع الصهيوني، وحتى نكبة ضياع فلسطين.

ويربط الكاتب في هذه الفصول بين الكثير من الأمور التي تشكل عمق الصراع العالمي في المشرق العربي والإسلامي، وجذوره القديمة باعتبار أن المشروع الصهيوني في فلسطين، إنما هو أحد تجليات الصراع الحضاري بين الغرب المسيحي وبين المشرق العربي الإسلامي، والذي أخذ أكثر من فورة خلال المراحل التاريخية المختلفة، مثل الحملات الصليبية.

وبالتالي؛ فهو عندما يصل إلى العصر الحديث؛ يقول إن المشروع الصهيوني لم يجد دعماً فحسب من الغرب ومن النظام الدولي، سواء أكان ممثلاً بعصبة الأمم أو الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وإنما كان هذا الدعم في سياق مبرمج له أبعاده السياسية والدينية والثقافية التي تخص الغرب ونظرته الاستعمارية للمنطقة.

ويشير إلى أن الآباء الأوائل والأجيال التالية من قادة المشروع الصهيوني عمدوا إلى توظيف عدد من الأدوات من أجل تحويل أساطيرهم الدينية لحقائق واقعة على الأرض، من بينها:

– حالة الوجدان الجمعي العالمي التي نشأت للتعاطف مع اليهود بسبب المظالم التي تعرضوا لها في أوروبا في القرنَيْن التاسع عشر والعشرين الميلاديَّيْن.

– المعتقدات الدينية للتيار المسيحي المحافِظ في المحور الأنغلو ساكسوني على وجه الخصوص.

– مجموعة نصوص دينية تشير إلى وجود اليهود في أرض فلسطين، مع دعمها بالأبحاث الأثرية، وإن أشار إلى أن هذا الوجود حتى لو كان؛ كان وجوداً طارئاً، وأثبتته حتى الأبحاث التاريخية والحفريات الأثرية التي قامت بها البعثات اليهودية في فلسطين، منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وفي هذا القسم من الكتاب، تناول الكاتب موضوعاً شديد الحساسية في الأدبيات السياسية والتاريخية التي تتناول القضية الفلسطينية، وهي نقطة الاستيطان، وما يتصل به في صدد قضية «بيع الفلسطينيين أراضيهم لليهود»، التي تروِّجها الدعايات الصهيونية.

وهو هنا يشير إلى أن الصورة المتداولة عن هذا الموضوع غير دقيقة، وشدد على عامل مهم من الواضح أن له مركزيته في التحليل الذي قدمه المؤلف لسياقات المشروع الصهيوني وصيروراته في الشرق الأوسط، وهو دور القوى الكبرى؛ حيث أشار إلى أنه لولا دور بريطانيا، ثم الولايات المتحدة فيما بعد، في عملية توطين اليهود في فلسطين؛ ما أمكن إعلان قيام الدولة العبرية في نهاية المطاف.

– 5 –

وكشف المؤلف عن عدد من الوقائع التي تورطت فيها المنظمة الصهيونية العالمية، وقياداتها مثل دايفيد بن غوريون، في استغلال الممارسات النازية ضد اليهود بألمانيا وأوروبا، للضغط على يهود أوروبا للهجرة إلى فلسطين.

ووضع مراسلات ووثائق تثبت أن بن غوريون رفض مشروعات طرحها الرئيس الأمريكي في سنوات ما قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، فرانكلين روزفِلت، لتوطين اليهود بشكل مؤقت في مناطق غير فلسطين لإنقاذهم من المحرقة النازية.

وذكرت وثائق أدرجها المؤلف أن الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية قد عملتا على تنسيق عملية الاستيطان في فلسطين من خلال تسويق فكرة الاضطهاد والمظالم التي يتعرض لها اليهود في العالم، من أجل جمع التمويل اللازم من أثرياء أوروبا والولايات المتحدة لشراء الأراضي وإقامة المستوطنات والكيبوتزات اليهودية في فلسطين، تمهيداً لإقامة الدولة بعد ذلك.

– 6 –

وأفرد الكاتب مساحات مُطوَّلة من فصول هذا القسم، وخصوصاً الفصل الثالث «بينما كانت الحرب تستعر 1939 – 1944»، ويقصد الحرب العالمية الثانية، لتبيان حجم الجرائم التي قامت بها العصابات الصهيونية في حق أصحاب الأرض الأصليين.

وقال إنه تعمَّد استخدام مسمَّى واحد لهم، وهو «الفلسطينيون»، للرد على التصدير الاصطلاحي الخاطئ الذي تستعمله الحركة الصهيوني لإخفاء الهوية الحقيقية لأصحاب الأرض.

وأشار في هذا إلى مركزية الدور الذي قامت به عصابات الأرغون والهاغاناه، وغيرها من الأذرع المسلحة التي أسستها المنظمة الصهيونية العالمية، أو رموز وشخصيات مفصلية في المشروع الصهيوني.

وقدم وثائق متعددة من بينها يوميات رسمية بعض هذه العصابات، عن عمليات التفجير والقتل والتخريب التي شملت حتى شخصيات وممتلكات تابعة لبريطانيا بعد إعلانها الكتاب الأبيض الثالث الذي تضمن تقييداً لهجرة اليهود إلى فلسطين؛ حيث اغتالت الأرغون اللورد موين، واستهدفت مع عصابات أخرى شبكات السكك الحديد والهاتف التابعة للانتداب بالقدس وحيفا ومناطق أخرى من فلسطين.

– 7 –

القسم الثاني، «سقوط الفاشية ونهوضها»، وجاء في ثلاثة فصول بدوره، يُعتبر امتداداً للثِّبْت الرصدي الذي بدأ في تفصيله الفصل الثالث، لجرائم الإرهاب والعنف التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين في الفترة من العام 1944، وحتى العام 1947.

وهنا تبدو الرسالة التي لأجلها وضع العبارة الافتتاحية له، ليورجراو، والتي شبَّهت ما قامت به الحركة الصهيونية وأذرعها المسلحة من إرهاب وعنف وسرقة للأرض، بالحركة الفاشية.

وينتقد المؤلف في هذا الصدد، ازدواجية منطق المجتمع الدولي في محاربة الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية، ودعمها في فلسطين، بالرغم من كل الويلات التي لاقاها العالم من الأنظمة والحكومات في ألمانيا النازية، وفي إيطاليا واليابان، وغيرها من الدول التي حكمتها فاشيات قومية متعصبة.

وأورد المؤلف في هذا الصدد، مجموعة من الشهادات لساسة غربيين، انتقدوا مواقف حكوماتهم في دعم الإرهاب الصهيوني في فلسطين، باعتبار أنه يساوي دعم العصابات النازية في ألمانيا، كما وصفها الدبلوماسي البريطاني جيمس غْرِيغ، الذي خلف اللورد موين في منصبه كوزير للدولة في الشرق الأوسط.

إلا أنه يشير إلى أن مواقف روزفلت لم تكن تدعم المشروع الصهيوني بإطلاق الدعم، ولكن خَلَفَه، هاري ترومان، كان أهم الداعمين له، وساند بقوة مشروعات هجرة اليهود وتوطينهم في فلسطين، وهو ما شجع الدوائر التي كانت تدعم المشروع الصهيوني في الولايات المتحدة ومجتمعات أوروبية أخرى على تقديم الدعم الذي شمل مقاتلين حاربوا في الحرب العالمية الثانية، وبعضهم ذهب بطائراته المقاتلة!

ويشير هنا إلى استغلال الوكالة اليهودية والصندوق القومي اليهودي وباقي مؤسسات الحركة الصهيونية لهكذا وضع، للسيطرة على يهود العالم، وحشدهم لدعم المشروع الصهيوني.

وكما سبق الحرب العالمية الثانية، ورفضوا مشروعات روزفلت لتهجير اليهود لمناطق آمنة في العالم فراراً من اضطهاد النازيين لهم؛ أجهضت الوكالة اليهودية مشروعاً أستراليّاً لإيواء اليهود الذين فقدوا المأوى في أوروبا خلال الحرب، ولم يستطيعوا العودة إلى ديارهم بعد التغييرات الجيوسياسية الضخمة التي فرضتها الحرب.

ولم يمكن السرد الذي قدمه المؤلف لجرائم الإرهاب والعنف التي قامت بها العصابات الصهيونية في فلسطين في تلك الفترة، وخاصة الأرغون وشتيرن؛ رصداً جامداً؛ حيث اهتم بالدلالات والنتائج السياسية لهذه الجرائم، وأهمها مسؤولية العنف الصهيوني عن خلق فتنة طائفية في فلسطين، لم تكن موجودة من قبل، وقال بأن ذلك كان نتيجة للطابع الديني الذي أضفته الحركة الصهيونية على مشروعها.

كذلك أشارت إلى الاتصالات والتحركات التي قامت بها الحركة الصهيونية لأجل توظيف الأوضاع العالمية في مرحلة خلق نظام دولي جديد بعد الحرب، لصالح المشروع الصهيوني؛ حيث استبدلت بريطانيا بالولايات المتحدة بعد وضوح خريطة توزيع القوى العالمية، والتي تصدّرتها الولايات المتحدة عقب الحرب.

ويقول إن العنف والإرهاب الصهيونيَّيْن في تلك المرحلة، كانا السبب المباشر في خلق قضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الجهد الذي بذلته إسرائيل في المحافل الإعلامية والدبلوماسية العالمية للتنصل من مسؤولية هذه القضية.

– 8 –

القسم الثالث، «موطئ قدم»، بدأه المؤلف من النقطة الزمنية التالية التي أنهى عليها القسم الثاني، وهي بداية إرهاصات حرب النكبة، في العام 1947.

في هذا القسم استدعى المؤلف تفاصيل ووقائع تاريخية عمل على توثيقها لإبراز الظلم التاريخي الذي تم من جانب القوى العظمى كافة، بما فيها الاتحاد السوفياتي السابق على الفلسطينيين، بالوصول إلى مرحلة قرار التقسيم.

وركز في هذا على بريطانيا والأمم المتحدة، وأشار إلى أن بريطانيا عملت مع اللجنة الخاصة بفلسطين في الأمم المتحدة، ومع أطراف دولية أخرى، بحيث يصدر قرار التقسيم، ثم يتم إعلان قيام الدولة اليهودية على أكثر من نصف أراضي فلسطين، بحلول منتصف أيار/مايو من عام 1948.

في المقابل جرى تعطيل أي جهد عربي للحفاظ حتى على الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية بموجب قرار التقسيم الذي حمل الرقم (181)، وصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1947.

– 9 –

وفي سياق تناوله جرائم العصابات الصهيونية في تلك المرحلة؛ فإنه سعى من خلال الطابع التوثيقي الذي حرص عليه، إبراز التشابه الكبير بين أسلوب النازيين في أوروبا، وبين الأساليب التي اتبعتها العصابات الصهيونية في فلسطين، بما في ذلك معسكرات الاعتقال الكبيرة وجرائم الإبادة الجماعية.

ويقول إن من أهم نتائج الحرب، التي رتَّبت آثاراً طيلة العقود التالية على القضية الفلسطينية، هو أن الدولة اليهودية الجديدة لم يتم تحديد حدود لها، وهو ما كان أحد أهم علائم نيات إسرائيل التوسعية، بالرغم من أنها قد حصلت على نصف المساحة التي كانت مخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم، بجانب الجزء الذي خُصِّص للدولة اليهودية، وكان يصل إلى 56.5 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية.

وأوضح آثار ذلك في السلوك السياسي والعسكري الإسرائيلي طيلة السنوات التي تلت حرب النكبة؛ حيث عمدت إسرائيل إلى ارتكاب مجازر في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، والسعي إلى التوسع في المناطق الفلسطينية والعربية المجاورة، كما حدث عندما احتلت شبه جزيرة سيناء في العدوان الثلاثي عام 1956.

– 10 –

وفي الأخير؛ فإن خلاصة الكتاب، أن العنف والإرهاب كانا ليس فقط أساس قيام إسرائيل، بل وبقاءها حتى الآن كدولة لا تزال تتبنى سياسات عدوانية تجاه جيرانها، في ظل انحياز كامل من جانب المجتمع الدولي، وأن إسرائيل تتحمل كدولة في الجانب القانوني والسياسي كل النتائج التي ترتبت على ما جرى للشعب الفلسطيني خلال العقود الطويلة للصراع، بما في ذلك قضية اللاجئين.