Social Media for Your Student and Graduate Job Search
المؤلفة: مارييل كيلي
مراجعة: هبة خالد العدساني [1]
الناشر: Macmillan Education, Palgrave
سنة النشر: 2016
عدد الصفحات: 160
ISBN:9781137472373
– 1 –
تشدد مقدمة الكتاب على التأثير الكبير لوسائل الإعلام الاجتماعي في تغيير الطريقة التقليدية لمفهوم التوظيف. ففي عصر «لينكد إن»، وتويتر، وفيسبوك والمدوّنة (Blog) أضحت شركات كثيرة تستخدم هذه المواقع للبحث عن موظفين أكْفاء. كما أنه بالمقابل يوجد أكثر من مليون باحث عن وظيفة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لأجل البحث عن وظيفة.
في هذا الكتاب تشرح مارييل كيلي (Marielle Kelly) بخطوات واضحة مدعومة بالتمارين والأمثلة كيفية العثور على وظيفة جيدة من خلال استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي. وفي ختام كل فصل تدرج الكاتبة روابط لمواقع متنوعة، برامج أو مدونات تثري المحتوى الذي ناقشته في الفصل. إن هذا الكتاب المتكون من تسعة فصول يجيب عن سؤال رئيسي وهو: لماذا ينبغي استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في البحث عن الوظيفة؟
– 2 –
يتحدث الفصل الأول عن أشهر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقديم نبذة موجزة لكل موقع، مميزاته وسلبياته وكيف يمكن لهذا الموقع أن يساعد في الحصول على الوظيفة المأمولة. ويبدأ هذا الفصل بشرح لموقع «لينكد إن» الذي يعتبر أول موقع يطرأ على الذهن عندما نفكر في مواقع التواصل التي تساعد في البحث عن وظيفة. في هذا الموقع الذي أُنشئ عام ٢٠٠٣، يعرض المستخدمون خبراتهم المهنية والعلمية ويتواصلون مع الآخرين ويتابعون آخر تحديثاتهم. من مميزات هذا الموقع أن إنشاء ملف شخصي فيه يشبه نشر السيرة الذاتية على شبكة الإنترنت بحيث تكون معلومات المستخدم متاحة في محرك بحث الموقع للشركات الراغبة بتوظيف موظفين ذوي اهتمامات معينة. كما أنه يمكن للمستخدم إثراء حسابه بالوسائط المتعددة كالصور، تحديث بياناته وإضافة المزيد من الخبرات التي اكتسبها أو الشهادات العلمية التي حصل عليها. ومن مميزات «لينكد إن» أيضاً أن المستخدم يمكنه معرفة الوظائف التي حصل عليها الخريجون من جامعته ونفس تخصصه مما يسهل عملية بحثه عن وظيفة تناسب تخصصه. وعلى الرغم من كثرة مميزات هذا الموقع فإن الكاتبة أشارت إلى بعض تحديات هذا الموقع وقدمت بعض المقترحات التي تساعد على تجاوزها.
ثم يأتي «تويتر» ثاني موقع اجتماعي يفيد الباحثين عن عمل. حيث يتميز تويتر بصغر مساحة التغريد التي لا تتجاوز ١٤٠ حرفاً فقط كحد أقصى. وقد وضحت الكاتبة كيف يمكن للباحث عن وظيفة الاستفادة من هذا الموقع بمتابعة حسابات الشركات التي يرغب بالعمل عندها ومتابعة حسابات الموظفين فيها أيضاً. كما ذكرت أن من سلبيات تويتر عدم تحكُّم المستخدم في بعض المعلومات التي ينشرها في تغريداته عندما يقوم الآخرون بإعادة تغريدها. لذا تنصح الكاتبة مستخدم تويتر أن يكون حذراً عند التغريد فلا يغرد بشيء ذا أثر سيئ قد يضره وظيفياً.
الموقع الثالث الذي شرحه هذا الفصل هو «المدوّنة» التي تتميز بأنها تتيح مجالاً أكبر للكتابة مقارنة بتويتر. وترى الكاتبة أن المدوّنة قد لا تفيد في البحث عن وظيفة بشكل مباشر لكنها قد تفيد لعرض المهارات الكتابية، حيث إن بعض الشركات تهتم بقراءة المدونات بحثاً عن كاتب محترف لتوظيفه لديها. كما ذكرت الباحثة بعض تحديات المدوَّنة حيث إنها مثـلاً تحتاج إلى متابعة مستمرة، فلا ينبغي أن يكتب المدوّن ثلاث تدوينات في الأسبوع ثم يترك التدوين شهراً كاملاً، إضافة إلى أن كتابة المدونات قد تتطلب وقتاً طويـلاً غالباً.
الموقع الرابع هو الفيس بوك الذي يعد أشهر المواقع التي لا تزال نشطة على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي. على الرغم من أن الفيس بوك يستخدم غالباً للتواصل مع الأصدقاء أكثر من البحث عن وظيفة إلا أن الكثير من الشركات لها حسابات على هذا الموقع، واستعراض هذه الحسابات والتواصل معها قد يساعد الباحث عن وظيفة.
ثم تأتي مواقع مشاركة الصور مثل بنترست (Pinterest) وانستغرام (Instagram) في آخر قائمة مواقع التواصل في هذا الفصل حيث ترى الكاتبة أن هذه المواقع ليس لها دور كبير في البحث عن وظيفة إلا إذا كان مستخدمها يريد عرض مجموعة من الصور التي توضح عمـلاً شخصياً له.
وفي ختام هذا الفصل تنصح الكاتبة باختيار المنصة المناسبة أو الموقع المناسب وذلك من خلال التركيز على استخدام موقع واحد فقط وإدارته بنجاح ونشاط، فهذا أفضل من إنشاء واستخدام أكثر من موقع. وقد قدمت الكاتبة عدة اقتراحات لاختيار المواقع المناسبة لكل تخصص وظيفي، إضافةً إلى أنها زودت القارئ بتمرينات وأسئلة تساعده على اختيار موقع التواصل الاجتماعي الأكثر ملاءمة له ولتخصصه.
– 3 –
تناقش الكاتبة في الفصل الثاني فكرة صنع علامة تجارية معينة للذات مما يبدو غريباً لأن الإنسان يعيش ويتنفس وليس سيارة لها علامة تجارية مثـلاً. لكن الباحثة ناقشت الفكرة موضحةً المقصد بأن يُعرّف الشخص عن قدراته التي يمكن أن يقدمها بشكل يفيد الشركة التي ستوظفه. وهذا الفصل يتضمن تمارين وإرشادات تساعد الشخص في تحديد علامته من خلال تحديد قيمه، شخصيته، مهاراته واهتماماته. وبعد أن يحدد الشخص مهاراته التي اكتسبها خلال دراسته وخلال حياته واهتماماته ينتقل إلى الخطوة التالية وهي صنع روابط بين قدراته والوظائف المناسبة له. وقد ذكرت الكاتبة أن تحديد الشخص لعلامته يساعده في تحديد الوظيفة التي يعتقد أنها مناسبة لقدراته واهتماماته ويمكنه أن يبدع فيها.
ثم ناقشت الكاتبة في الفصل الثالث كيفية التسويق للذات وعرضها بشكل جيد على الإنترنت. النصيحة الرئيسية التي تقدمها الكاتبة للباحث عن وظيفة هي تقييم حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بمراجعتها والتفكير بالرسالة التي ستوصلها هذه الحسابات للرؤساء المستقبليين؛ لذا تشدد الكاتبة على تنظيف الماضي والمعلومات الشخصية التي لا يريد الشخص لرؤسائه أن يعلموها مثل حذف بعض الأشياء غير اللائقة من حسابه في الفيسبوك. وأوردت الكاتبة شرحاً لموقع يساعد المستخدم في تنظيف حسابه من خلال التصفية بالبحث عن كلمات معينة. كما عرضت الكاتبة بعض الأفكار المبتكرة لتطوير الملف الشخصي لكل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. واقترحت جدولاً يساعد المستخدم في تنظيم أوقات استخدامه لمواقع التواصل بفاعلية بحيث لا يهملها ولا يدمنها.
في الفصل الرابع قدمت الكاتبة المزيد من النصائح للمستخدمين في كيفية تعزيز بحثهم عن وظيفة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حين أن الكاتبة شرحت كيفية البحث عن وظيفة باستخدام مواقع التواصل في الفصول السابقة فإنها في هذا الفصل شرحت كيف يقوم رجال الأعمال باستخدام مواقع التواصل لاختيار الموظفين. لذا ترى الكاتبة أن على الباحث عن الوظيفة أن يتابع الحسابات الاجتماعية للشركات التي يود أن يعمل فيها وللموظفين فيها وأن يتفاعل مع هذه الحسابات. وترى الكاتبة أن متابعة حسابات الشركات وموظفيها والمخزون المعرفي الناتج من هذا البحث وهذه المتابعة تساعد الباحث أثناء المقابلة للوظيفة على إجابة سؤال: لماذا تود العمل في هذه الشركة بالذات؟
يناقش الفصل الخامس أهمية التواصل والتفاعل على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي في عالم العمل حيث تنصح الكاتبة الباحثين عن وظيفة بتوسيع شبكات تواصلهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأن يشيروا في حساباتهم الشخصية إلى رغبتهم في العثور على وظيفة معينة، لأنه غالباً عندما يجد متابعوهم فرصة وظيفية مناسبة فإنهم سيشاركونها مع هؤلاء الذين أعلنوا عن رغبتهم في هذه الوظيفة. في حين أن الباحثين لو لم يشاركوا متابعيهم برغبتهم فربما لا يشاركهم متابعوهم العروض الوظيفية التي قد يعثرون عليها لأن المتابعين لم يعلموا أن من يتابعونه في شبكاتهم يبحث عن وظيفة أصـلاً. كما وضح هذا الفصل الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوا الباحث عن وظيفة في بحثه. مثـلاً في موقع «لينكد إن» توجد خاصية البحث عن خريجين من نفس الجامعة والتخصص والنظر إلى الوظائف التي حصلوا عليها والشركات التي توظفوا فيها. كذلك أن في الفيسبوك إمكانية البحث عن أشخاص يعملون في شركة معينة والاطلاع على حساباتهم الشخصية. وترى الكاتبة أن النظر إلى حسابات هؤلاء يساعد الباحث عن وظيفة في معرفة كيف حصل هؤلاء على هذه الوظيفة؟ ما هي الشهادات والمهارات التي لديهم؟ كما تنصح الكاتبة بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص بفاعلية أي بتقديم استفسار واضح ومحدد، وتجهيز الأسئلة مسبقاً قبل التواصل مع الموظفين في الشركة المرغوب العمل بها، ثم شكر الأشخاص الذين يجيبون عن الأسئلة أو يقدمون النصح والمساعدة.
– 4 –
يبدأ الفصل السادس بذكر الأسباب التي جعلت موقع «لينكد إن» من أشهر وأهم المواقع لغرض البحث عن وظيفة. ثم يشرح طريقة التسجيل في الموقع خطوة بخطوة وبالصور. مع التوضيح أن الموقع يوفر خدمتين إحداهما مجانية تمكن المستخدم من الاستفادة من أساسيات الموقع وأخرى مدفوعة الثمن وتحتوي على خدمات أكثر وخيارات متنوعة يستفيد منها المستخدم وهي غير متاحة في خدمة الاشتراك المجاني. يتضمن هذا الفصل نصائح ثمينة أثناء إنشاء الحساب مثل انتقاء الصورة الشخصية المناسبة لشخص باحث عن وظيفة؛ فلا يعرض المستخدم صورة غير واضحة أو صورة مضحكة له على موقع لينكد إن لأن هذه الصور تعطي الشركات انطباعاً عن هذا الشخص أنه غير جاد في عمله. كما يتضمن هذا الفصل خطوات منظمة في جدول لكتابة نبذة موجزة تعرِّف بالمستخدم كالخلفية التعليمية والوظيفة التي يرغب بالحصول عليها وبيانات التواصل معه. ويشرح هذا الفصل مميزات موقع لينكد إن بالتفصيل مثـلاً طريقة التقديم لطلب وظيفة عبر موقع «لينكد إن»، والانضمام إلى المجموعات والمشاركة فيها، وخدمة التوصية حيث يمكن للمستخدم طلب توصية من أشخاص عمل معهم أن يزكوا عمله لديهم بحيث يمكن اعتبار هذه التزكية كشهادة خبرة تُنشر على الموقع.
ويشرح الفصل السابع كيفية الاستفادة من موقع تويتر في البحث عن وظيفة. حيث شرحت الكاتبة عناصر تويتر كالتغريد وإعادة التغريد وغيرها مما يعد أيضاً مرجعاً مهماً لمن أراد تعريفاً لهذه العناصر. كما قدمت الكاتبة نصائح قيمة في كيفية اختيار اسم المستخدم وصورته بشكل محترف، ونصائح في كيفية متابعة الشركات التي يود الباحث عن وظيفة الالتحاق بها، ونصائح للاستفادة من خدمة الوسم «هاشتاغ» (#hashtag) في البحث عن وظيفة.
يشرح الفصل الثامن كيفية الاستفادة من المدوّنات، حيث بدأت الكاتبة هذا الفصل بشرح موجز للمدوّنة، يليه تمرين عن ماذا يمكن أن نكتب في المدوّنة؟ والفروق بين المدوّنات المجانية والمدفوعة. كما قدمت الكاتبة نصائح في كتابة مدوّنة رائعة، عظيمة وجذابة للقراء.
في الفصل التاسع والأخير شرحت الكاتبة بقية مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأت بشرح موجز لكل واحدة منها ثم خطوات التسجيل في كل موقع ونصائح لتفاعل مثمر خلالها. واختتمت الفصل بفكرة مميزة لتقديم السيرة الذاتية بشكل فيديو ونشرها على مواقع التواصل المذكورة سابقاً.
– 5 –
إن الكتاب في مجمله مفيد للباحثين عن وظيفة والحاصلين عليها أيضاً فهو يعطي أفكاراً وخططاً منظمة للاستفادة القصوى من مواقع التواصل في المجال الوظيفي، وقد استفدت منه شخصياً في تطوير حساباتي على تويتر ولينكد إن. لكن يُلاحظ على الكتاب كثرة تكرار المواضيع نفسها في عدد من الفصول؛ فيوجد الكثير من التشابه بين الفصل الأول والفصول الأخيرة عندما تسهب الكاتبة في شرح كيفية استخدام مواقع التواصل في البحث عن وظيفة.
المصادر:
(*) نُشرت هذه المراجعة للكتاب المنشور بالإنكليزية في مجلة المستقبل العربي العدد 466 في كانون الأول/دبسمبر 2017.
[1] هبة خالد العدساني: محاضِرة في جامعة الملك فيصل بالأحساء، وطالبة دكتوراه في جامعة Sheffield UK.
البريد الإلكتروني: haladsani@kfu.edu.sa
مركز دراسات الوحدة العربية
فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.