المؤلف: أليكسي فاسيليف

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: (Durham Modern Middle East and Islamic World Series; Book 46) London: Routledge

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 554

 

يرصد مؤلف هذا الكتاب وهو مؤرخ ومستشرق روسي وخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط، تطور علاقات روسيا مع بلدان المنطقة بدءاً من الثورة الروسية في عام 1917 حتى الوقت الحاضر. وهو ينطلق من رؤية لينين لعلاقات روسيا السوفياتية مع دول المنطقة على أساس التزام موسكو دعم الدول الناشئة والنامية التي تناهض سياسات الطبقات البرجوازية والتي تبنى على إثراء القلة على حساب ملايين الشعوب المقهورة . وقد ترجم هذا الدعم في إقامة علاقات مركزة بين اتحاد البروليتاريا (البلاشفة) في الاتحاد السوفياتي وقادة الشعوب المقهورة وحركات التحرر المناضلة ضد الامبريالية.

وفي هذا السياق يعرض المؤلف لتطور العلاقات السوفياتية – العربية ولا سيّما العلاقات السوفياتية – المصرية في عهد الرئيس عبد الناصر التي وصلت إلى الذروة عام 1969، واستمرت متماسكة مع الرئيس السادات حتى حرب تشرين الأول /أكتوبر 1973 قبل أن تتدهور بعد ذلك مع توجه السادات نحو الولايات المتحدة، وصولاً إلى اتفاقية «كامب ديفيد» للسلام مع إسرائيل 1978 برعاية أمريكية وخروج مصر من دائرة الصراع العربي –الإسرائيلي، مقابل تعزيز العلاقات المصرية مع واشنطن من خلال تقديم معونة سنوية أمريكية لمصر بقيمة 2.1 مليار دولار، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.

وفي حين كانت الولايات المتحدة تعزز نفوذها في المنطقة العربية فإن الاتحاد السوفياتي كان يسعى إلى تجنب تداعيات أزمات الدول المحيطة على أوضاعه الداخلية، فكان الغزو السوفياتي لأفغانسان عام 1979 الذي تحول فيما بعد إلى كارثة على السوفيات.

أما المشهد الأكثر استقراراً، فتمثل بالعلاقات الروسية – السورية التي – بخلاف العلاقات مع مصر – استمرت على الوتيرة نفسها دون تقلبات تذكر، وترجمت بالدعم العسكري السوفياتي لسورية ومقاطعة إسرائيل حليفة الولايات المتحدة والغرب عامة في الحرب الباردة.

لكن انهيار الاتحاد السوفياتي، غيَّب روسيا التي ورثت الاتحاد السوفياتي عن الساحتين الإقليمية والدولية كقطب مؤثر في العلاقات الدولية. وواكب ذلك  تعديلات في سياسة روسيا الخارجية، تمثلت بعودة العلاقات الروسية مع إسرائيل، وذلك قبل أن تعود روسيا مع الرئيس الروسي بوتين تفرض دورها في المنطقة من خلال البوابة السورية.