المؤلف: Ronen Bergman

الناشر: New York :Random House

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 784 ص

ISBN: 978-1473694712

 

يضم هذا الكتاب “انهض واقتل اولاً: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل” ، للكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان  آلاف الوثائق السرية الإسرائيلية  ومئات المقابلات مع مسؤوليين عسكريين وأمنيين وسياسيين في وزارة الدفاع والموساد(الاستخبارات الخارجية )  والشين بيت (الأمن الداخلي) التي تؤكد التزام المسؤولين الإسرائيليين والقائمين على “دولة إسرائيل” منذ إعلانها  بالتلمود الذي يقول : “إذا جاء شخص ليقتلك ، إنهض واقتله أولاً” ، وذلك كنهج وعقيدة  وممارسة في السياسات  الخارجية والدفاعية والأمنية لإسرائيل بغض النظر عن أي اعتبار أخلاقي ، إنساني  أو قانوني. وقد ترجم ذلك بإطلاق يد الاستخبارات والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية  بممارسة  الاغتيالات وكافة أنواع الانتهاكات للقوانين الدولية  كلما استشعر القائمون على هذه المؤسسات تهديداً  أو خطراً على أمن إسرائيل ومصالحها  ، أو سنحت الفرصة  لتصفية أشخاص متهمين بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل أو علماء يشكلون خطر  عليها،   مع ما يعني ذلك من تنفيذ للسياسات  التي تصب في خدمة أهداف إسرائيل الاستراتيجية  المتمثلة بإنهاء القضية الفلسطينية وتفتيت البلدان العربية وإنهاء كل  مقاومة مستقبلية  للاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق ، يقدم الكاتب  قائمة  بعمليات الاغتيال التي نفذتها أجهزة الأمن الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة –وهي لا تشمل كل الاغتيالات، بل تمثل عينة منها – وأبرزها:  العمليات التي استهدفت القادة الميدانيين والسياسيين للانتفاضة –الأولى والثانية-وكذلك  اغتيال مؤسس وقائد حركة حماس الشيخ أحمد ياسين  في آذار/مارس  2004 ، ثم رئيس الحركة الذي خلفه د. عبد العزيز الرنتيسي في نيسان/ أبريل 2004.

وفيما يتعلق بالعمليات في الخارج، فقد نفذ الموساد عمليات تصفية لعدد من العلماء الألمان الذين عملوا في مصر لتطوير القدرات الصاروخية للجيش المصري في عهد عبد الناصر، واغتال أبو حسن سلامة في بيروت  رئيس الأمن والمخابرات التابعة لمنظمة فتح وقوات الحرس الداخلي – التي يطلق عليها “القوة 17″ أوائل 1978  ، وكذلك  القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وديع حداد  بدس السم في المانيا الشرقية عام 1978 . كما كان للموساد دور  في تدمير المفاعل النووي العراقي سنة 1981 وتصفية عدد من العلماء ممن عملوا فيه ، وكذلك عمليات الاغتيال  التي طالت عدداً من  العلماء  الإيرانيين ممن  عملوا في المفاعل النووي الإيراني في طهران بين عامي 2010 و2013.

وينظر المسؤولون الإسرائيليون بارتياح  إلى خيار الاغتيالات  في مواجهة  ممن  كانوا يعتبرونهم ” مخربين” في سبعينييات وثمانينيات الفرن الماضي و”إرهابيين” حالياً، في إشارة إلى رجال المقاومة ضد الاحتلال ، كما يشيد بهذا الخيار  ضمناً الكثير من المسؤولين الأمريكيين والغربيين ممن  يبررون اعتماد الخيار نفسه بذريعة محاربة “الإرهاب”. لكن المؤسف أن هناك بعض العرب ، يحاول تجاهل “إرهاب الدولة” الإسرائلية، ويروج لتطبيع  وسلام  مع دولة إرهابية – برعاية أمريكية -هو في نهاية المطاف ضرب من ضروب الخيال.