يعتقد مؤلف هذا الكتاب، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تشهد تحولًا هائلاً نحو الأسوأ، إذ إن المؤسسات الدبلوماسية وكذلك التيتعنى بالتنمية آخذة في التدهور في ظل الخفوضات الكبيرة في موازناتها، بينما يتناقص عدد الدبلوماسيين والمفاوضــين وصــنّــاع الســلام الذين يمتهنون صوغ الاتفاقيات وحماية الأمريكيين في شتى أنحاء العالم بشكل ملحوظ، حتى إن العديد من مكاتب وزارة الخارجية باتت شبه فارغة.وفي المقابل، بدا واضحاً أن المجمع الصناعي العسكري في الخارج قد تولى العمل الذي قام به صانعو السلام مرة واحدة، ليؤشر إلى انحــدار الدبلوماســية وتــراجع النفوذ الأمريكي.

ويوضح المؤلف أن التحول في السياسة الخارجية الأمريكية قد يجعلها أمة من دون مفاوضين وصانعي سلام بارزين، يكون ردها الأول على الأزمات بإطلاق النار أولاً ثم طرح الأسئلة حولها في وقت لاحق أو عدم طرحها على الإطلاق.

ويؤكد المؤلف أن التقليل من المؤسسات الدبلوماسية، لم يبدأ مع الرئيس طرمب أو وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، بل مضى عليه وقت طويل، إذ تم خفض الدبلوماسية والتنمية بنسبة 30 بالمئة خلال إدارة بيل كلينتون، وتم إغلاق العديد من السفارات حول العالم مع ما يعني ذلك من تنازل عن الخبرات الدبلوماسية، وتكرر السلوك نفسه بعد «أحداث 11 أيلول/سبتمبر»، وكانت النتائج كارثية.