كانت ظاهرة الفساد ولا تزال واحدة من أكبر المشكلات التي تعانيها المجتمعات ونماذج الحكم القديمة والحديثة، وبخاصة تلك النماذج التي يضيق فيها هامش الديمقراطية والشفافية والمحاسبة، نظراً إلى ما تسببه تلك الظاهرة من هدر للمال العام وتوظيفه لمصالح شخصية، على حساب التوزيع العادل للثروة الوطنية والخدمات العامة. ومع انتشار الثقافة الاستهلاكية واللهاث خلف الربح السريع وتجميع الثروات والطمع بحياة أكثر رفاهاً وإشباعاً لرغبات لا حدود لها، بات الفساد جزءاً من منظومة القيم الاجتماعية ومن السلوك الفردي والجماعي الذي يرى الكثيرون فيه سبيلاً إلى تحقيق منافعهم.
تبحث هذه الدراسة ميدانياً في مدى تغير نظام القيم في المجتمع اليمني وأثر ذلك في انتشار ظاهرة الفساد في القطاع الحكومي، وهي تحاول استخراج أهم القيم التي تغيرت وباتت عوامل اجتماعية مؤثرة في انتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري في الجهاز الإداري الحكومي في اليمن.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.
