يرى مؤلف هذا الكتاب أن الولايات المتحدة تواجه عالماً مضطرباً على نحو متزايد، وأن خطر نشوب صراعات عنيفة وغيرها من التهديدات التي يتعرض لها النظام الدولي يمثل معضلة صعبة للولايات المتحدة، التي عليها إما أن تظل ملتزمة بالقيام بدورها الضامن الرئيسي للسلم والأمن العالميين مع ما يعني ذلك من مزالق محتملة، أقلها التدخلات العسكرية المكلفة، الأمر الذي يقلل من قدرتها والتزامها بالقيام بهذا الدور الحيوي، وإما أن تنكفئ من العالم من أجل الحفاظ على قوتها وعدم استنزاف قدراتها، مع المجازفة باحتمال تزايد التهديدات التي تظهر في المستقبل.

لذا يقترح المؤلف استراتيجية للتدخل الأمريكي الوقائي أو الاستباقي من أجل متابعة ثلاثة مسارات متكاملة: تعزيز السياسات المعروفة للحد من خطر نشوب صراعات عنيفة على المدى الطويل؛ وتوقع وتجنب تلك الأزمات التي من المحتمل أن تؤدي إلى التزامات عسكرية مكلفة على المدى المتوسط؛ وإدارة الصراعات الجارية على المدى القصير قبل أن تتصاعد وتضغط على الولايات المتحدة للتدخل. ومن الضروري في كل من هذه الجهود، إقامة «شراكات وقائية» مع مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية ومجتمع الأعمال. ويتطلب ذلك من الولايات المتحدة وضع مخططات شاملة وتفصيلية من أجل تقليل المخاطر المحتملة في المستقبل، ومنع الصراعات، مع الحرص على تعزيز المصالح الأمريكية من دون استنزاف لمواردها البشرية والمالية، ومن دون فك ارتباطها مع العالم، وبخاصة مع صعود روسيا والصين، جنباً إلى جنب، مقابل تراجع أمريكا والنظام الدولي الليبرالي.