يستند هذا الكتاب إلى عملية التفاوض بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وإنكلترا وفرنسا زائد ألمانيا) (5 + 1) حول برنامجها النووي، ليتناول الاتفاق النووي النهائي الذي تم التوصل إليه في فيينا في تموز/يوليو 2015، والمناقشات التي تلت ذلك حوله، وتداعياته الدولية والإقليمية وبخاصة في الشرق الأوسط.

وقد تضمن الاتفاق عدة بنود، أبرزها: تقييد البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل، مع وضع حد لتخصيب اليورانيوم لا يتجاوز عتبة 3.76 بالمئة، تحويل مفاعل فوردو، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، إلى مركز لأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية، توقف إيران عن بناء مفاعلات تعمل بالماء الثقيل، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زيارة كل المواقع الإيرانية المشتبه بها. وفي المقابل تحصل إيران على رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة عليها، ومعاودة تصدير النفط بكامل طاقتها الإنتاجية، والتعاون بين الدول الكبرى وإيران في مجالات الطاقة والتكنولوجيا. ووافق مجلس الأمن الدولي على هذا الاتفاق، أمـلاً في تحقيق السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.

لكن الاتفاق لم يحقق الأهداف المطلوبة بعدما رُبط بشبكة العلاقات الإيرانية الإقليمية والدولية المعقدة التي تعصف بها رياح التنافس على تقاسم النفوذ والصراعات الدامية في المنطقة، ولا سيما التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا العائدة إلى المنطقة، وبين إيران والسعودية، في سورية والعراق، وصولاً إلى اليمن، وفشل الجهود الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وسعي إدارة طرمب إلى تجميد الاتفاق النووي وتعديله في سياق الضغوط الأمريكية لحماية أمن إسرائيل وتغيير النظام في إيران.