المؤلف: Matthew Vickery

الناشر: London: Zed Books

سنة النشر: 2017

عدد الصفحات: 160 ص

ISBN: 978-1783609956

 

من الصعوبة بمكان وصف ما يعانيه العامل الفلسطيني وهو يعمل مكرهاً كأجير وعامل بناء في مستوطنات أُقيمت على أرض سرقت منه، وفقاً لمعادلة يتحول فيها السارق إلى رب عمل، يستفيد من قوة عمله الرخيصة، البائسة للحصول على دخل، دون مساءلة، بعد أن احتل أرضه، ثم حال دون دخوله إليها واستخدامها للزراعة أو الرعي. وقد قطع أوصالها بالعنف والاستيطان وجدار العزل العنصري، وخنق «الاقتصاد الفلسطيني»، تكريساً للاحتلال ودفع الفلسطينيين إلى مزيد من الهجرة.

هذا هو حال العمال الفلسطينيين الذي يتناوله هذا الكتاب والذي يتركز على اليد العاملة الفلسطينية المجبرة على العمل في المستوطنات الإسرائيلية التي تنتشر على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من دون أي اعتبار للقانون الدولي – بفضل الرعاية الأمريكية المستمرة لإسرائيل.

وللوقوف عند معاناة هؤلاء العمال، لا بد من العودة إلى ترتيبات «اتفاقية أوسلو» المؤقتة الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية و»إسرائيل» في العام 1995، إذ تم بموجبها تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاث مناطق: الأولى (A) تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة – أمنياً وإدارياً – ، وتشكل ما نسبته 18 بالمئة من مساحة الضفة الغربية الإجمالية؛ والثانية (B) وتشكل نسبتها 18.3 بالمئة من مساحة الضفة، وتشمل المناطق التي تقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية، في حين تبقى سلطات الاحتلال مسؤولة على الأمور الأمنية؛ والثالثة (C) وهي الأكبر، حيث تشكل 61 بالمئة من مساحة الضفة، تقع بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية وتحيط بها مناطق إطلاق نار إسرائيلية على خطوط جدار الفصل العنصري ونقاط تفتيش عديدة، الأمر الذي يضع الفلسطينيين في مساحة صغيرة جداً لا تسمح لهم بالعمل وإعالة أنفسهم، وذلك في مقابل محتل يسعى لاستغلال اليد العاملة الفلسطينية وتكريس الاحتلال.

ويؤكد المؤلف في هذا السياق أن نحو 11 بالمئة من عمال المستوطنات يعملون على الأرض التي كانت في السابق تعود لعائلاتهم. ويصبح هؤلاء أكثر خجلاً، لا بل أكثر شعوراً بـ»العار والذنب»، عندما يعملون في مجال البناء، إذ إنهم يسهمون مرغمين في توسيع المشروع الاستيطاني الصهيوني الذي يمزق الأرض الفلسطينية، بينما لا يتردد من لا يشعر بمعاناتهم بـوصفهم بـ «الخيانة» و«العمالة» لإسرائيل.

في هذه الأوضاع المؤلمة التي يعيشها الفلسطينيون على أرضهم، يرى المؤلف أنه لا بد من تدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذه المعاناة في إطار القانون الدولي، وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تحفظ للفلسطينيين حقوقهم، علماً أن مثل هذه الدعوات تبقى في إطار التمنيات في ظل الوهن العربي، مقابل الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود لإسرائيل.