تعامل الكثير من الأمريكيين، والسياسيين من حول العالم، ووسائل الإعلام، مع صعود دونالد طرمب إلى الرئاسة الأمريكية بمنطق محدد يتمحور حول أعراض شخصيته السيئة، إذ وصفوه على سبيل المثال بـ«اللاعقلاني»، ورجل الأعمال المغرور. إلا أن مؤلف هذا الكتاب يرى أن الأمر يتخطى صفاته الشخصية وما يثيره من فوضى وصخب، إذ يتحدث عن جذور عميقة لما يصفه بـ«الطرمبيّة» في التاريخ الأوسع لحكم المحافظين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والصراع بين اليمين الرجعي والجديد.

ويوضح المؤلف أن ما يصدر عن طرمب لا يمثل انقطاعاً مع الماضي بل هو في الواقع استمرارية له، نتيجة صراع طويل بين اليمين الجديد واليمين الرجعي. والجديد في الأمر، هو إضفاء الشرعية على اليمين الرجعي وزرع الفوضى في قلب السياسة الحديثة بهدف تفكيكها، وصولاً إلى نظام سياسي تسيطر عليه مصالح الشركات. وفي نهاية الأمر، إن الكثير مما يقوم به طرمب هو ببساطة استمرار للممارسات التي أصبحت نمطاً للسياسة الأمريكية خلال العقود الخمسة الماضية، ولا شك في أن طرمب سوف يستمر في هذه السياسات.