المؤلف: جمال الشلبي

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 285 

 

كيف تمكن الأردن من تجنب انتفاضات «الربيع العربي» التي أسقطت رؤساء أنظمة الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها عام 2011 قبل أن تصل إلى سورية، حيث تسببت بحرب طاحنة لا تزال مستمرة، حصدت مئات الألوف من القتلى وأدت إلى نزوح الملايين، إضافة إلى ما خلفته من خراب ودمار وتدخلات دولية وإقليمية لا تزال مصالحها متنافرة وتهدد الوحدة الجغرافية للدولة السورية؟

يرى عدد من المراقبين والباحثين أن الأردن تمكن من تجنب سيناريو الحرب في ليبيا وسورية واليمن وكذلك الاضطرابات في مصر، نظراً إلى ما اتخذه من إجراءات مبكرة لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والاجتماعي، منها تشكيل لجنتي الحوار الوطني وتعديل الدستور عام 2011. ويرى آخرون أن ما ساعد على الاستقرار في الأردن أيضاً كان دوره الناشط في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب في سورية والعراق منذ العام 2014 بعد إعلان «الدولة الإسلامية» في العراق والشام عام 2013. كما يذهب عدد من الباحثين بعيداً في تفسير مقولة «ثورة بلا ثوار»، فيعتبرون أن «ثورات الربيع العربي» لم تكن أساساً راديكالية أو أيديولوجية بقدر ما عبَّرت عن مطالب احتجاجية على أنظمة حكم استبدادية وفاسدة انخرطت في عملية التحويل الهيكلي لاقتصاديات بلادها، فزادت استبدادها لتطبيق إملاءات البنك الدولي.

لكن الأهم – برأي المؤلف – هو دراسة ما إذا كان ما اتخذته الحكومة الأردنية من إجراءات كافياً لإبعاد الأردن عن الفوضى وعدم الاستقرار، إذ إنه بإمكان الأردن – أكثر من غيره من البلدان العربية الأخرى – إجراء إصلاحات منهجية باتجاه تحقيق مطالب محقة تمهد لتحول ديمقراطي جدي، وتصبّ في خانة العدالة الاجتماعية، علماً أن انتفاضات «الربيع العربي» لم تكن مقنعة في «جذرية ثورتها» ، لا بل كانت مثيرة للشكوك والريبة، ولا سيّما في ظل المد «الداعشي» الذي أعقب إسقاط الأنظمة والذي تم توظيفه والإفادة منه أمريكياً وإسرائيلياً على أكمل وجه.