المؤلف: ماهر محمصاني

مراجعة:زياد حافظ(**)

الناشر:Northampton, MA: Olive Branch Press.

سنة النشر: 2014

عدد الصفحات: 793 ص

ISBN: 9781566569224

الإسلام في التفاتة إلى الماضي: استرداد الرسالة

اتّخذ الصراعُ من أجل روح الإسلام أبعاداً وجودية في العالمَين العربي والإسلامي. إن إقامة خِلافة إسلامية على مناطق في سورية والعراق نذير بتهاوي النظام السياسي الذي أرسته اتّفاقية سايكس – بيكو التي فكّكت الأقاليم العربية التي كانت تحت حكم السلطنة العثمانية غداة الحرب العالمية الأولى. بيد أنّ إقامة الخِلافة تُجدّد نقاشاً احتدم طوال قرن بسبب إلغاء كمال أتاتورك مؤسّسة الحكم الإسلامي السائد آنذاك في سنة 1924. منذ ذلك الحين، المسلمون توّاقون إلى عودة الخِلافة، ولا سيّما بعد تجارب الممالك والجمهوريات المريرة في الأقاليم التي كانت تابعة للسلطنة. وحقيقة إقامة تنظيم منبثق من تنظيم القاعدة «خِلافةً» من نوع ما هو مؤشّر على أزمة ابتُلي بها العالمُ الإسلامي جوهرها تعريف من هو المسلم والجهة المعرِّفة، وما ينبغي أن يكون عليه حالُ المسلم وعمله، ومعتقداته الأساسية، دينيةً كانت أم سياسية.

لا يزال المذهب الوهّابي، وهو مذهب إسلامي أسّسه أحد المشايخ في قلب جزيرة العرب، على طرفي نقيض منذ القرن الثامن عشر مع الإسلام السائد. يزعم المذهبُ تمثيلَ الإسلام الصحيح كما تصوّره مؤسّس المذهب الذي عاش في القرن الثامن عشر. يستند في كثير من مؤلَّفاته وتعاليمه إلى مؤلَّفات أحمد بن تيمية، وهو عالم ورجل دين عاش في القرن الثالث عشر. ترعرع ابن تيمية في إمبراطورية إسلامية مقسَّمة تعرّضت لغزوات متنوّعة شنّها الفرنجة (أو الحملات الصليبية بحسب تسمية العرب) والمغول من بعدهم. كان للاضطراب الذي شهده زمانه أثر في مؤلَّفاته التي كتبها دفاعاً عن المجتمع الإسلامي أو الأمّة. وهذا سبب تهجّمه على الأقلّيات التي أحسّ أنها تهديد للمجتمع الإسلامي. كما أنّ مؤلَّفات وتعاليم أبي الأعلى المودودي، وهو ناشط هندي مسلم عارض الاحتلال البريطاني للهند في مستهلّ القرن العشرين، أثّرت بقوّة في مؤلَّفات سيّد قطْب وتعاليمه، وهو معلّم مصري كان بمنزلة المرشد لكثير من شباب الإخوان المسلمين في مصر. وقد قادت الآراءُ المتطرّفة لابن تيمية والمودودي وقطْب إلى ولادة الإسلام الراديكالي وانتشاره كما تجلّى في تنظيم القاعدة بفروعه المتنوّعة اليوم. منذ وفاة الرئيس عبد الناصر في سنة 1970 تجنح المؤلَّفات الدِّينية إلى التطرّف والتحوّل إلى أداة توظّفها القوى الغربية وحكامُ العرب والمسلمين في خدمة أجندتهم السياسية المناهضة للاتّحاد السوفياتي سابقاً وللحركات التحرّرية والتقدّمية المتنوّعة التي شكّلت تهديداً لهيمنة الغرب التي مارسها عبر النظم الملكية والجمهورية الاستبدادية.

لم يكن هناك بدّ من هذا العرض التاريخي السريع لوضع مؤلَّفات من كتبوا عن الإسلام في السياق الصحيح، سواء في الغرب أم في العالمَين العربي والإسلامي. وفي هذا الصدد، كتاب الإسلام في التفاتة إلى الماضي: استرداد الرسالة هو عمل يضاف إلى مكتبة البحوث الإسلامية المتعاظمة. إنه كتاب مهمّ لا بدّ لكلّ مهتمّ بالإسلام ولكلّ مسلم من قراءته. كتاب فذّ صدر في الوقت المناسب. وهو عمل بحثيّ مهم موجَّه إلى الأشخاص العاديين كما للمسلمين المعاصرين. يُظهر الخطّ الذي انتهجه المؤلِّف صورةَ الإسلام في عيون كثير من المسلمين، وهو بمنزلة صدمة لكثيرين في الغرب وفي العالم الإسلامي على السواء ممّن تأثّروا بالمؤلَّفات المنحرفة والمسيَّسة التي تتحدّث عن الإسلام. كانت ثمرةُ هذه المهمّة المضنية التي تولّاها المؤلِّف كتاباً لامعاً. لا ريب أن مطالعة 600 صفحة وثبتَ المراجع الكبير (الذي استحوذ على 20 صفحة احتوت مصادر عربية وغير عربية) تجعل الكتاب مرجعاً كبيراً. مؤلِّف الكتاب هو ماهر محمصاني؛ محامٍ لم يزاول المهنة وبرفسور سابق في القانون أعدّ كتابه وضمّنه نبذة قانونية مفصّلة لكنّها ليست سبباً لنفور القارئ. وبخوض غمار ما يمكن وصفه بالأرض الخطرة، سعى المؤلِّف موفَّقاً إلى تحقيق هدفه وهو شرح ماهيّة الإسلام كما يتصوّره ويمارسه كثير من المسلمين إن لم يكنّ جلّهم.

* * * *

صدر الكتاب في وقت حرج. فعندما يهيمن على المشهد السياسي الغربي خطابٌ متعجرف يشنّع الإسلام عموماً والمسلمين الراديكاليين خصوصاً، يصبح كتاب محمصاني أداةً نافعة تدحض الكثير من الأفكار الخاطئة عن الإسلام. ذلك بأن لدى بعض الغربيين وبعض المسلمين أيضاً تصوّرات خاطئة عن الإسلام أرساها احتكارُ رجال دين وعلماء نظاماً تعليميّاً إشكاليّاً، ومعرفةٌ حبيسةُ نصوصٍ ترجع إلى الألفية الأولى.

اطّلع المُراجع على المخطوطة الأولى، وأهمّ من ذلك أن المناقشات التي امتدّت نحواً من عقد مع المؤلِّف أسهمت في تبلور الكتاب وتأليفه. المؤلِّف هو نجل صبحي محمصاني، المختصّ البارز في الشريعة الإسلامية في العالم العربي. إن روح الوالد الراحل حاضرة بقوّة في نظرته الليبرالية التي أسهمت في تثقيف أجيال كثيرة من العرب والمسلمين.

إن عرض هذا الكتاب المهمّ ليس مهمة يسيرة. فاتّساع موضوعه، وتعقيد القضايا التي عالجها، والحكايات المتنوّعة التي رواها علماء مسلمون واستعرضها المؤلِّف بكثير من التفصيل جعلت تغطيتها في مراجعة مؤلَّفة من نحو ألفي كلمة أمراً عسيراً.

لا ريب أنّ هذا العرض سيعاني بعض القصور والكثير من التشديد الاستنسابي على بعض المواضيع، لكنّ ذلك لا يقلّل بحال من شأن القضايا الأخرى التي عالجها المؤلِّف.

* * * *

يبدأ المؤلِّف بمقدّمة يحدّد فيها أهدافه من الكتاب. ينبغي أن يُفهَم الإسلام من خلال أحكام القرآن الكريم فقط لا من خلال التفاسير المتنوّعة أو عادات المسلمين أو سلوكياتهم التي تراكمت على مرّ القرون (ص 11). لكنّ الكتاب ليس نقداً لتصوّرات غير المسلمين للإسلام. ويقرّ المؤلِّف من البداية بأن الاختلاف في التصوّرات بين باحث مجرِّب وشخص عادي تُفضي إلى اختلافات في الفهم، من هنا تبرز الحاجة إلى مقاربة الموضوع بعقل منفتح. وهو يوضح أن تفسيرات الإسلام الأولى ليست مُلزمة، لكنّها مسلّمات لدى الأشخاص الذين اعتقدوا أنّ ما يؤمنون به هو التفسير الصحيح للإسلام. الفكرة الأساسية التي توجّه المؤلِّف هي أن التفسير مسألة نسبية تعتمد على نظام معرفيّ يتغيّر باستمرار. لذلك، خلص إلى أن تلك التفسيرات ليست مُلزمة.

يقسم الكتاب ثلاثة أقسام إضافة إلى المقدّمة والخاتمة. تعالج الأقسامُ الثلاثة ما سمّاه المؤلِّف «الطبيعة العالمية للإسلام» (القسم الأول)، و«الطبيعة العلمانية للإسلام» (القسم الثاني)، و«الطبيعة التقدّمية للإسلام» (القسم الثالث). يتصوّر المؤلِّف، شأنه في ذلك شأن عدد كبير جداً من المسلمين، أن الإسلام «عالمي» في رسالته، و«علماني» في محتواه، و«تقدّمي»، وهو ما يجعله صالحاً للتطبيق وملائماً لكلّ زمان ومكان. في الواقع، «الإسلام حداثة» (ص 13). يبدو أن هذا التصوّر مفقود لدى عدد من النخب الحاكمة والمسلمين «المتخصّصين»، وهو يعني بذلك العلماء ورجال الدِّين الذين يتمسّكون بمقاربة عديمة المرونة تقيّد المقاربة العالمية المتأصّلة في الإسلام وتخنقها (ص 12)، وهو يعني أيضاً العرب والمسلمين المُستغرِبين الذين تأثّروا بمؤلَّفات المستشرقين وبالبيئة السياسية التي تحيط بهم.

يضمّ الكتابُ ستّة عشر فصلاً متفاوتة في عدد الصفحات. لكن يظهر أن هناك نمطاً في تركيبة كلّ قسم بحيث يزداد طول الفصول الأولى في كلّ قسم على نحو تصاعدي إلى أن يضم الفصل الأخير الأكبر من بين سائر فصول القسم.

* * * *

يعالج القسمُ الأول «الطبيعة العالمية» للإسلام ويضمّ أربعة فصول. يسعى المؤلِّف في «المقدّمة» إلى إبطال الخرافات في ضوء الحقائق المتغيّرة. يعدّد سبع خرافات ويكشف زيفها بوضوح ومعرفة علمية. إحدى هذه الخرافات مقولة أنه «ينبغي فهم القرآن من دون اعتبار للسياق» (ص 15)، وهي مقولة خاطئة بكلّ بساطة. قال كثيرون إن القرآن نصّ عالمي مستقلّ وقائم بذاته، يفسَّر بموضوعية ومن دون اعتبار لخصوصية أو سياق. لكنّ المؤلِّف يشدّد على السياق التاريخي لظهور الإسلام. من هنا جاء عنوان الفصل الأول «الإسلام لم يظهر في فراغ». وهو يرفض ببساطة «فكرة أنه يتعيّن تفسير الإسلام وفهمه وعيشه في سائر الأوقات على طريقة الصحابة ووفقاً لفهم المفسرين وعيشهم إيّاه» (ص 17). الخرافة الثانية التي أبطلها مقولة أن «الإسلام غير متوافق مع الحداثة». يجادل المؤلِّف بأن «الإسلام تقدّمي بذاته ويشتمل على محرّك التغيير». ليس المراد القول إنّ الإسلام بحاجة إلى تغيير لكي «يلحق» بركْب الحداثة والغرب، وإنما فهمنا للإسلام هو الذي يحتاج إلى تغيير، لأنه عندما يُفهَم الإسلام على الوجه الصحيح، تنتفي نظرة من يرى أنه بحاجة إلى اللحاق بركْب الحداثة. في المقابل، يمكن النظر إلى الإسلام على أنه «محرّك تغيير وأنه قادر على فتح مسارات جديدة تُوصل للحداثة» (ص 26).

يشدّد المؤلِّف طوال كتابه على أن القرآن هو المصدر الأساسي للإسلام، مع أنه كرّس فصلاً كاملاً لتلك الدعوى (الفصل الثاني). يرى بعض المسلمين أنهم مقيّدون بالتأويلات والتفسيرات السابقة المتأثّرة بشدّة بالأوضاع التي أحاطت بها، وهو يرى أن هذه التفسيرات لم تعد وثيقة الصلة بالواقع. لكن لا يزال بعض العلماء متمسّكين بهذه التفسيرات ويجعلونها الهيكل الأساس لفهم الإسلام. يقدّم المؤلِّف حجّة قوية تدحض هذه الحجج بإصراره على الاعتماد على القرآن العظيم لا على السنّة التي تضمّ أحاديث الرسول (ﷺ).

* * * *

يستعرض المؤلِّف في القسم الثاني حجّة أساسية في شأن الحاجة إلى فهم علمانية الإسلام. يعرّف الكاتب في ستّة فصول كلاً من العلمانية (الفصل الخامس)، وقضية الحوكمة الإلهية التي ابتُلي بها «الإسلام السياسي» (الفصل السادس)، وتطوّر الدولة الإسلامية (الفصل السابع)، وخرافة النظرية الإلهية المتّصلة بالدولة (الفصل الثامن)، والصلة بين الإسلام والشريعة (الفصل التاسع)، والإنسانية والفردانية في الإسلام (الفصل العاشر). وجميع هذه الفصول يشدّد على العلمانية.

يؤكّد المؤلِّف أن «العلمانية تعني أن الدولة حيادية في مسائل الاعتقاد» (ص 180) لأنها لا تمتلك تفويضاً ولا حقّاً في التأثير في معتقدات الناس وأنها تعتمد مجموعة قوانين واحدة تحكم كلّ المواطنين. ويشرح في الفصل السادس أسباب خطأ تفسيرات الحوكمة الإلهية في شؤون الدولة، لذلك هو يساند مقولة علمانية الإسلام. ويشير إلى أنه ليس في أي من الآيات القرآنية التي يستشهد بها رجالُ الدِّين وعلماء المسلمين لتبرير تفسيراتهم الخاصّة للحوكمة الإلهية دلالة على أن اللهَ تعالى أوصى بنظام إدارة تفصيلية يحكم بواسطته من خلال وكلاء (ص 189). ويضيف أن الوضع في المدينة المنوّرة لم يكن تدبيراً يميّز تنظم دولة، وأنه ليس المراد من الشريعة توفير إطار عمل قضائي للدولة (ص 273).

في الواقع، يتأسف المؤلف لأن «الشريعة أضحت مجرّد نظام قضائي ضيّق يرمي إلى مساعدة النبيّ على حكم المدينة، ليُستعمَل بعد ذلك كأداة للحوكمة الإلهية» (ص 274). ويضيف أن الله منح المسلمين مرونة من خلال تركيبة الشريعة، وهو ما يسمح لها بالتأقلم مع الظروف. غير أنّ المسلمين تجاهلوا تلك المرونة (ص 281). لكنّ المؤلِّف يحذّر من أنّ الشريعة، بوصفها مجموعةً عالمية من مبادئ ونظام قيم إلهية، تحتوي على أحكام مفصَّلة في مجال القانون الأسري والقانون الجنائي فقط، و«هو ما يجعلها تبدو في نظر شخص عادي ساذج أشبه بمدوّنات قانونية» (ص 282 – 283). في الواقع، الشريعة مجموعة قيم عالمية يمكن أن تخدم كأساس قويّ ومتين لبناء نظم قانونية متنوّعة وتحديثها بحيث تتأقلم مع بيئاتها الخاصّة (ص 295) وفقاً لتفسيرات آيات متنوّعة استدلّ بها المؤلِّف.

ربما يجد القرّاء الغربيون القسمَ الثالث من الكتاب وثيق الصلة بقضاياهم الخاصّة. وهو وثيق الصلة بالمسلمين أيضاً، كون الاتّهامات الموجَّهة إلى الإسلام والمسلمين مستندة في العادة إلى تصوّرات ومفاهيم خاطئة، منها أن الإسلام انتشر بالسيف. ومع أن الكاتب يقرّ بإرسال الجيوش الإسلامية عقب وفاة النبيّ الكريم لفتح المناطق المجاورة التي كان يقطنها السبئيون والمسيحيون، فإن كثيراً منهم دخلوا في الإسلام ليس بحدّ السيف ولكن تهرّباً من الوضع الدونيّ لأهل الذمّة ومن دفع الجزية. ويضيف أن أسباب توجيه هذه الحملات دنيويةٌ أكثر منها دينية. لكنّ «شريحة كبيرة ممّن دخلوا في الإسلام وجدوا فيه العلمانيةَ والتسامح والحرّية الدِّينية» (ص 373). وأفصح كثيرون ممن اعتنقوا الإسلام عن رفضهم القمع الذي مارسه الكهنة والزعماء الدِّينيون، ولاذوا بالبيئة السمحة في صدر الإسلام (ص 373).

كرّس الكاتب فصلاً كاملاً لمفهوم التقدّمية ومداه في الإسلام (الفصل الحادي عشر). قال إن «التقدّمية، في إشارة إلى الإسلام، فلسفة ونظرة إصلاحية في جميع ميادين الحياة العصرية، مع تأكيد حماية حقوق الإنسان، وهذا يشمل الحقوق السياسية» (ص 377). ويشير الكاتب إلى تراكم التفسيرات على مرّ الزمن، وهو ما أوجد مجموعة أفكار غدت أشبه بسجن للمسلمين المعاصرين. لذلك، «فهمنا للإسلام محدَّد على نحو صارم ولا يدع غير مجال ضيّق لتقدّم حذر، وهذا ليس كافياً للتعامل مع تحدّيات الحداثة» (ص 379). وهو يدحض مقولة إنَّه ينبغي إصلاح الإسلام في ضوء الحداثة والقيم العصرية لأنّ «الإسلام أقرّ حقوقَ الإنسان تلك قبل زمن طويل من صوغها وإعلانها تحت مسمّى «الحداثة»، وصرّح بأنها «متأصّلة بطبيعة البشر» (ص 380).

والخاتمة تحفة في حدّتها، إذْ جاء فيها: «الإسلام ليس بحاجة إلى إعادة تفكير وإصلاح في كلّ لحظة تشهد فيها الحداثةُ تقدّماً» (ص 380). لا ريب أن التقدّمية متوافرة بسبب الطبيعة العلمانية للإسلام (ص 384). إنه ليس نظاماً سياسياً ولا قانونياً ولا اقتصادياً، ولكن «مجموعة مبادئ مصمَّمة لتأطير حقوق الأفراد وتيسير العلاقات بين الناس في مناخ من الحرّية والسلام والفهم والقبول المتبادل، وجميعها يميّز طريقة الحياة تلك» (ص 384). وبما أنّ الإسلام دين عالمي، فهو «يهدف إلى تحقيق الانسجام بين جميع البشر» (ص 385).

* * * *

يعالج الكاتب قضايا كثيرة مثل «الإسلام والعقل»، و«الإسلام والآخرون»، و«الحقّ في الحرّية»، مع تركيز خاصّ على حقوق الإنسان، ولا سيّما المساواة بين الجنسين، وحرّية المعتقَد والعلاقات بين الأديان. لكنّ ضيق المجال لا يسمح بالإسهاب فيها. ويدعو المراجعُ القارئَ إلى إضافة هذا الكتاب إلى مكتبته كونه إضافة فائقة النوعية لمكتبة المؤلَّفات التي تتحدّث عن الإسلام .