يتناول هذا الكتاب علاقات تركيا الشرق الأوسطية في ضوء الانتفاضات العربية عام 2011، وبخاصة الأزمة السورية، وتصاعد الإرهاب الإقليمي ومحاولة الانقلاب العسكري في تركيا. ويتمحور على وجه الخصوص حول التقلبات الهائلة في السياسة الخارجية التركية تجاه سورية وإيران والسعودية ومصر والعراق.

ويؤكد الكتاب تورط تركيا المتزايد في الشؤون الإقليمية للشرق الأوسط، متناولاً قضايا مثل الإرهاب والحركات الاجتماعية والسياسية والصراعات على حقوق الأقليات، ولا سيَّما المسألة الكردية. وفي حين أن هذه المشاكل تُعتبر تقليدياً مسائل محلية، فإن هذا الكتاب يسلط الضوء على بعدها الإقليمي المتزايد وآثاره على الشؤون الخارجية لتركيا وبلدان الشرق الأوسط.

ولعل التوقف عند ما يجري على حدود سورية الشمالية واندفاع تركيا نحو العمل العسكري ضد أكراد سورية، يؤكد التورط المتزايد لتركيا في تعقيدات أزمات المنطقة وتشابك علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية الموجودة على الأرض السورية، ولا سيَّما العلاقات مع إيران وروسيا والولايات المتحدة.

ولا يخفى أن تركيا سعت منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي إلى تعميم نموذج حكم «العدالة والتنمية» التركي في عدد من البلدان العربية، فأدى ذلك إلى توتر علاقاتها العربية وبخاصة مع مصر، حيث أعلنت عن دعمها لحكم الإخوان المسلمين من خلال دعمها للرئيس محمد مرسي الذي خُلع أواخر حزيران/يونيو 2013، وأدى ذلك إلى تدهور العلاقات مع الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي. كما لا يخفى تراجع العلاقات التركية مع كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إضافة إلى مصر، نتيجة وقوف أنقرة إلى جانب قطر في أزمتها مع أغلبية دول الخليج العربية.