لماذا خسرت الولايات المتحدة كل حروبها منذ الحرب العالمية الثانية وهي تملك أقوى جيش في العالم؟ ولماذا فشلت في كل مرة تستخدم القوة بلا سبب عادل؟

يسعى هذا الكتاب إلى الإجابة عن هذين التساؤلين، متناولاً تسلسل الأحداث منذ أزمة خليج الخنازير في كوبا 1961 حتى نهاية عهد أوباما.

وفي هذا السياق، يرى المؤلف – بخلاف الكثيرين – أن أزمة الصواريخ الكوبية لم تكن انتصاراً كبيراً للولايات المتحدة، وأن الرئيس جون كينيدي كان المسؤول عن إشعال الأزمة وعن فشل غزو خليج الخنازير، بعد أن أجبر الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف على التخلي عن خفض الأسلحة ونصب صواريخ قصيرة المدى في كوبا للتعويض من التفوق النووي الأمريكي.

ثم انزلق الرئيس ليندن جونسون إلى مستنقع فيتنام الذي بدأه كينيدي، ليحتاج الرئيس ريتشارد نيكسون إلى خمس سنوات لإنهاء هذه الحرب، قبل أن تقضي فضيحة ووترغيت على رئاسته.

وفشل الرئيس جيمي كارتر في تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1980. وفي حين وصف البعض الرئيس رونالد ريغان بـ «المتشدد»، الذي دفع الاتحاد السوفياتي إلى الانهيار، رأى البعض الآخر أن انهيار السوفيات كان من الداخل. وقد أرسل ريغان قوات من المارينز إلى بيروت، حيث قُتل 241 جندياً في عملية تفجير ضخمة استهدفت مقرهم ودفعتهم إلى الانسحاب من لبنان.

ولم يُنتَخب الرئيس جورج بوش الأب لولاية ثانية رغم اعتباره من أكثر الرؤساء الأمريكيين أهلية، بينما خاض الرئيس بيل كلينتون حرباً في كوسوفو استمرت نحو ثلاثة أشهر لإنهاء نزاع كان يمكن من خلال التهديد باستخدام القوة إنهاؤه بساعات.

وبعد هجمات «11 أيلول/سبتمبر»، اعتقد الرئيس جورج بوش الابن أن العالم سيكون أكثر أماناً إذا شن الحرب على أفغانستان عام 2001 وإذا غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003. وبعد نحو ستة عشر عاماً على التدخل في أفغانستان ما زال النجاح بعيد المنال، بينما غاص العراق في بحر من العنف والفوضى. وعقب الربيع العربي، أدى التدخل الأمريكي في ليبيا وسورية تحديداً إلى مزيد من الاقتتال والفوضى.

ويخلص المؤلف إلى أن هناك ثلاثة أسباب مترابطة وراء فشل الحروب الأمريكية في تحقيق أهدافها، أولها أن معظم الرؤساء الذين تم انتخابهم ليسوا مهيئين ومتمرّسين بما فيه الكفاية لممارسة مهماتهم، وثانيها، أن غياب التمرس أدى في جانب منه إلى تقديرات استراتيجية خاطئة، وثالثها، أن هؤلاء الرؤساء غاب عنهم معرفة الظروف المناسبة التي يُراد فيها استخدام القوة.