يؤكد مؤلف هذا الكتاب غاري فوغلر، وهو مسؤول سابق في شركة «أكسون موبل» الأمريكية، أن النفط كان الدافع الرئيسي للغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كاشفاً بالتفاصيل – في هذا السياق – عن تجربته في العراق كمستشار نفطي لأكثر من ست سنوات ونصف السنة في مكتب إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية الأمريكي في العراق، بهدف مساعدة وزارة النفط العراقية في مشاريع إعادة إعمار القطاع النفطي.

ويوضح أن جدول أعمال نفطي وضع للعراق قبل الحرب بخمسة أشهر، وتم تنفيذ قرارات مهمة لتطوير القطاع النفطي وزيادة إنتاج النفط وصادراته خلال السنوات الست التي أعقبت الحرب، مشيراً إلى نجاحات تحققت في هذا المجال.

كما يشير إلى أن كشف حقيقة النفط كدافع لحرب خَطط لها البنتاغون أثار غضب العديد من الأمريكيين. لكن المؤلف نفسه كان ينفي وجود أجندة نفطية وراء الحرب الأمريكية على العراق عندما كان يعمل كمستشار نفطي بارز في مكتب إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية، الأمر الذي يضع هذا الكتاب في خانة الكتب الأمريكية التي تثير التساؤلات حول أسباب إخفاء مؤلفيها الحقائق أو تأجيل نشرها، لكنها في كل الأحوال تؤكد من جديد زيف شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وغيرها من الذرائع الكاذبة التي غالباً ما تلجأ إليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتضليل الرأي العام الأمريكي والمجتمع الدولي وتبرير حروبها وهيمنتها على أكبر قدر ممكن من شبكة العلاقات الدولية والتحكم بموارد الشعوب، لا يردعها في ذلك سوى حدود القوة.