[wonderplugin_carousel id=”12″]

 

عقد مركز دراسات الوحدة العربية حلقة نقاشية حول القضية الفلسطينية وصفقة القرن في مقرّه في بيروت ظهر الاثنين في 8 تموز/يوليو 2019. وتحدث فيها الدكتور لبيب قمحاوي والدكتور سيف دعنا، بحضور أكثر من ثلاثين شخصاً من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين.

قدمت للحلقة النقاشية وأدارتها المديرة العامة للمركز لونا أبوسويرح التي قالت إن الغرض من الحلقة هو “النظر على نحو أوسع الى مستقبل القضية الفلسطينية”، متسائلة عن إمكان “وضع تصور للأعوام المئة المقبلة من الصراع وتصور ملامح المشروع الوطني الفلسطيني، في ظل الوضع المعقد والمُحبط اليوم على الرغم من بروز بعض المتغيرات الإقليمية والدولية التي قد تبعث التفاؤل”، على حد قولها.

واستفاض الدكتور لبيب قمحاوي في المحور الأول للحلقة عن الأبعاد الحقيقية لصفقة القرن: الأهداف، والوسائل والتأثيرات في الداخل الفلسطيني؛ فرأى أن خطورة صفقة القرن تكمن في أنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بيهودية فلسطين، وإلغاء حق العودة، وإلغاء مطلب إزالة الاحتلال أصلاً وتحويل الفلسطينيين إلى تجمعات سكانية ليس لها صفة الشعب، على اعتبار أن الأرض هي بالأساس لليهود وهي مع أصحابها الآن.

ورأى قمحاوي أن الصفقة دخلت حيز التنفيذ اصلاً من دون انتظار الموافقة من “حكومات موافقة اصلاً”، مستغرباً أن هذه الصفقة تُحدِث “فزعة” عند الرأي العام العربي رغم أنها لا تأتي بأي جديد، فمحتواها قديم ومستمر منذ نكبة عام 1948. وقال إن التطبيع العقائدي هو أخطر ما فيها وإن الرفض الفلسطيني المطلق هو الأساس لقتل هذه الصفقة، داعياً الى العودة الى نهج المقاومة بمختلف أوجهها.

أما المحور الثاني في الحلقة فكان بعنوان القضية الفلسطينية وصفقة القرن: نحو مشروع للمواجهة الشاملة، حيث استفاض الدكتور سيف دعنا فيه بالحديث عن أهمية الاقتصاد السياسي ودوره في تصفية القضية وخراب العقول؛ فرأى أن المسار الاقتصادي الذي قاده الاحتلال في الضفة الغربية وغزة أدى إلى “خراب العقول”، وتضاعف تأثيره أكثر بعد أوسلو 1993، عبر تشغيل النخبة الفلسطينية وربط مصالحها الاقتصادية بالمصالح “الإسرائيلية”، الأمر الذي أدى إلى الخراب الأيديولوجي. ورأى دعنا أنه كان من المفروض من الأساس التركيز على فهم طبيعة العدو الإسرائيلي وقيام منظمة التحرير بتفكيك البنية الاقتصادية والعلاقات “الكولونيالية” التي استُخدِمت بالأساس لاقتلاع الشعب الفلسطيني. لذلك رأى دعنا أن “الأدوات الفلسطينية” الحالية غير مؤهلة فكرياً أو سياسياً لقيادة التغيير، لأن غياب أي سياسة مالية مستقلة فلسطينية يجعل إمكان قطع العلاقات “الكولونيالية” مستحيلاً. واختتم بالقول إن “المطلوب بداية جديدة كلياً برؤية جديدة”.

أما مناقشات الحضور فركزت على حتمية خيار المقاومة والثورة من دون أي مساومة، لأن المعركة مع الكيان الصهيوني الغاصب هي معركة وجودية. ورأى البعض أن التهويل المفتعل من “صفقة القرن”، التي لا تحمل جديداً، يدخل في سياق الحرب النفسية التي تمثل جزءاً مهماً من أدوات تمرير الصفقة؛ وأن المتغير الوحيد في هذه الصفقة هو مجاهرة بعض الأنظمة العربية بوقوفها إلى جانب المشروع الأمريكي-الصهيوني، داعين القوى الفلسطينية المقاوِمة إلى ضرورة التموضع داخل حلف المقاومة الاستراتيجي المواجه لهذا المشروع، إذ لا يمكن أن نخترع فكرة حياد في منطقة لا يوجد إمكانية للحياد فيها.

وفي سياق البحث عن سبل مواجهة هذه الصفقة، ركز المشاركون على ضرورة توحيد الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم كلبنة أساسية نحو مشروع مواجهة شامل لصفقة القرن ومثيلاتها.

وتُعد هذه الحلقة النقاشية واحدة من سلسلة لقاءات ينظمها مركز دراسات الوحدة العربية حول القضية الفلسطينية، في إطار اهتمام المركز بتكثيف الحوار والنشر حول أبعاد ومستقبل الصراع العربي-الاسرائيلي على طريق تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة.

 

يمكنكم مشاهدة فيديو الحلقة النقاشية: