عقد مركز دراسات الوحدة العربية حلقة نقاشية عبر تطبيق زوم حول “الأزمة الليبية: الحرب، التدخل الأجنبي، وآفاق السلام”، وذلك بعد ظهر الأربعاء في 12 آب/أغسطس 2020. ودار الحوار حول العوامل الداخلية والخارجية للأزمة الليبية ومكوناتها ودينامياتها وآفاق صياغة حلّ يؤسس لتفاهم ليبي شامل يعيد للبلاد الأمن والإستقرار والأمل في تحقيق الديمقراطية والتنمية. قدّمت الحلقة المديرة العامة للمركز لونا أبو سويرح، وأدار الحوار مدير الدراسات به يوسف الصواني، وشارك فيها مختصون وباحثون في الشأن الليبي.

استضافت الحلقة متحدثان رئيسيان هما خالد الغويل ويونس فنوش وعدد من المعقبين من ليبيا وأقطار عربية وتركيا. وتناول المشاركون مجموعة العوامل التي تمثل مكونات الأزمة الليبية، وكان على رأسها العامل الخارجي بكل مستوياته وتعقيداته الذي شكّل منذ بداية التدخل الدولي في العام 2011 أحد أهم وأخطر مكونات هذه الأزمة وسبباً رئيساً في استعصائها على الحلّ السياسي. ولم يغفل المحاورون عن تناول العوامل الداخلية ومنها النظام السابق وغياب ثقافة الديمقراطية وتفكك المزيج الاجتماعي الليبي وسيطرة الميليشيات على الدولة بفعل عسكرة الحراك عام 2011 مما أدى إلى هشاشتها واقتسام السلطة بين قادة هذه الميليشيات. وعزا البعض انحراف الثورة الليبية عن أهدافها إلى افتقار  معظم النخب السياسية للنضج الكافي والتي غلّبت المصالح الفئوية على المصالح العامة، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الصراع.

وفي إطار البحث عن حلول، تحدث أكثر من مشارك عن ضرورة وضع عقد اجتماعي يؤسس للدولة الليبية الجديدة، مشددين على أهمية الترتيبات الأمنية للوصول إلى الحلّ السياسي المنشود مع الحفاظ على وحدة الدولة الليبية. وتكلم البعض عن دستور توافقي كأحد مخرجات الحلّ، فضلاً عن دورٍ فاعلٍ يمكن أن تلعبه دول المغرب العربي والجوار في هذا المجال. واختلف المحاورون حول دور الأمم المتحدة وقدرتها على أن تكون جزءاً من الحل في ليبيا، خصوصاً أنها لم تحلّ الأزمات العربية الأخرى حتى تكون قادرة على حلّ الأزمة الليبية.

أذيعت الحلقة النقاشية مباشرة عبر تطبيق زوم وعلى الصفحة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية على فيس بوك، وستنشر لاحقاً في مجلة المستقبل العربي. وكان قد تخلّلها تعليقات وأسئلة مكتوبة من المشاهدين.

 

يمكنكم مشاهدة الحلقة النقاشية كاملة: