يجدد مؤلف هذا الكتاب الحديث عن انتشار ظاهرة ” الإسلاموفوبيا” في الولايات المتحدة الأمريكية، وتزايد ممارسات التحريض على كراهية المسلمين، ولا سيما في ظل سلوكيات وسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حظر سفر المسلمين والمهاجرين من دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة عموماً، وذلك بعدما أثار المخاوف من المسلمين ، والمهاجرين المهمشين والأقليات ، حتى بات العديد من المسلمين يعودون بالذاكرة إلى أحداث” 11 سبتمبر” 2001 وما رافقها من حملات عشوائية سعت إلى ربطهم بالإرهاب ، ناهيك بمجاهرة المتعصبين للعرق الأبيض بعنصريتهم وعدائهم لغير البيض والمهاجرين إلى الولايات المتحدة عموماً.
ويثير المؤلف تساؤلات حول ما إذا كانت الإسلاموفوبيا متجذرة في العنصرية ، يُعبر عنها في الخطاب المعادي للمسلمين في الولايات المتحدة الذي يسمح به النظام القانوني، متناولاً الطرق العديدة التي غذى بها القانون والسياسة والخطاب الرسمي للدولة الانبعاث المخيف للإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، عبر خطوط عرقية وإثنية واجتماعية اقتصادية مختلفة، إضافة إلى الاتهامات التي توجه إلى العديد من المسلمين الأمريكيين عند وقوع أي حادث إرهابي، والمحاكمات التي قد يواجهونها نتيجة هذه الاتهامات وما يلحق ذلك من ضرر على المسلمين وغير المسلمين .
من هنا تصاعدت الاحتجاجات في الولايات المتحدة لمواجهة العنصرية . ولا يخفى أن العديد من المواطنين والنشطاء والسياسيين والإعلاميين الأمريكيين نظموا احتجاجات عديدة ضد سياسات التحريض على المسلمين ، وانتقدوا سياسات ترامب العنصرية التي سعى إلى تطبيقها من خلال حظر دخول مواطني عدة بلدان عربية وإسلامية مثل سورية ،العراق ،ليبيا ،الصومال ،السودان ،اليمن وإيران إلى الولايات المتحدة ، بعد اعتبارهم مصدر خطر على الأمن القومي الأمريكي. كما كان هناك احتجاجات نددت بتصريحات ترامب العنصرية التي طاولت المهاجرين عموماً والأفارقة على وجه الخصوص.
مع ذلك ، لا يلوح في الأفق ما يشير إلى أن هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى وقف حملات التحريض والعنصرية على أنواعها في ظل تمسك ترامب بمواقفه في غير مناسبة، مع تراجعه قليلاً عن بعض الموافق من حيث الشكل لا المضمون .