عقد مركز دراسات الوحدة العربية مساء الثلاثاء 22 شباط/فبراير 2022 ندوة حوارية رقمية بعنوان تجربة الوحدة المصرية – السورية والدروس المستفادة للمستقبل وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لإعلان الوحدة المصرية-السورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958. وأدارت الندوة المديرة العامة للمركز لونا أبوسويرح بمشاركة مجموعة من الباحثين والكتّاب وأساتذة الجامعات والسياسيين، وهم: الدكتور أحمد يوسف أحمد، الأستاذ عبد القادر النيال، الدكتور علي الدين هلال، الدكتور مصطفى نويصر، الدكتور إبراهيم علوش، والدكتور علي فخرو.

في تقديمها للندوة، أكدت أبوسويرح بأن الغرض من الحوار هو إجراء “تقييم موضوعي للتجربة وما يمكن أن نستخلصه من دروس”، متسائلةً حول إمكانية “الطموح لمشروع وحدوي عربي اليوم وهُو طموح واقعي وتحقق في السابق بفعل الإرادة، واستقلالية القرار السياسي، والوعي الوحدوي والتحرري”، على حد قولها.

قدّم الدكتور أحمد يوسف أحمد تقييماً عاماً لتجربة الوحدة من المنظور المصري مؤكداً أنها كانت “انعكاساً لتلاحم ووحدة الشعبين بينما بنيتها الاندماجية ربما لم تكن الأنسب لكننا اليوم مطالبون بإعادة تأسيس فكرة الوحدة العربية”. وركزت مداخلة الدكتور مصطفى نويصر على الإطار المكاني والسياق الزمني للوحدة مشيراً إلى أن “المشروع القومي العربي في عقوده الأولى كان يسعى لتحقيق الوحدة بينما اليوم نحاول بالحد الأدنى المحافظة على أمتنا العربية وحمايتها من مشاريع التجزئة وهيمنة الغرب”. وتحدث الدكتور ابراهيم علوش عن دور الجغرافيا السياسية في نشوء الوحدة المصرية-السورية وانحلالها، وعن حاجتنا اليوم إلى وجود قوى شعبية ونخبوية وحدوية خالصة. أما الدكتور علي الدين هلال فاستفاض في الحديث عن موقف الدول الكبرى من الوحدة العربية مؤكداً بأن “موقفها التآمري والمناهض لمشاريع الوحدة العربية موثقاً ومنشوراً بأدلة تثبت مساهمة قوى اقليمية ودولية في الانفصال”. وأضاف الدكتور علي فخرو بأن “الماضي ما زال حاضراً معنا من مشاريع صهيونية وسيطرة القوى الغربية ومحاربتها لفكرة العروبة وأكد على أن فكرة الوحدة ليست فاشلة بل ما فشل هو التطبيق ولا بد من الوحدة لبقاء الأمة وتماسكها ونهضتها”. وقد أرسل الأستاذ عبد القادر النيال مداخلته مكتوبة موضحاً الظروف السياسية والتاريخية التي ساهمت في التقارب السوري-المصري، مضيفاً “بينما كان حلّ الأحزاب بعد اعلان الوحدة سبباً في الفراغ السياسي الذي ساهم في الانفصال”.

وقد شارك الحاضرون في النقاش وطرح الأسئلة وبلورة تصورات لاستنهاض الشباب العربي من المغرب الى المشرق وتحفيزه للتمسك بعروبته مع ضرورة التحرك فكرياً وثقافياً وسياسياً وشعبياً لتوحيد القوى العربية. وأكد الحاضرون على أن الوحدة مرتبطة بالتخلص من التبعية والهيمنة الغربية وأن الاستقلال العربي ضرورة تسبق الحديث عن الوحدة والتشبيك وأن قضية فلسطين وأطماع الصهيونية في المنطقة لا يمكن أن تنفصل عن مشروع الوحدة الذي هو مشروع تكامل وتلاحم عربي ويُشكل أساس للنهوض.

وخلصت الندوة إلى أن الوحدة العربية هي قضية وجودية للأمة العربية تحتاج اليوم الى تعزيز وتكثيف للجهود القومية العربية. وطالب الحاضرون مركز دراسات الوحدة العربية بالعمل، بالتعاون مع جميع المعنيين، على تطوير وطرح مشروع فكري عروبي ليصبح رافعة لمشروع الوحدة العربية مع أولوية تعزيز الحاضنة الشعبية لفكرة الوحدة من خلال إيقاظ الوعي العربي والتشديد على الروابط التي تجمعنا وتعزز وحدتنا.

 

يمكنكم مشاهدة الندوة على قناة يوتيوب الخاصة بالمركز:

كتب رئيس اللجنة التنفيذية في مركز دراسات الوحدة العربية أحمد يوسف أحمد، وكان أحد المشاركين بالندوة، مقالاً حولها في جريدة “الأهرام” المصرية بتاريخ 3 آذار/مارس 2022. إليكم الرابط:
https://gate.ahram.org.eg/daily/News/204046/4/845260/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%81%D9%89-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%80%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9.aspx


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز