[wonderplugin_carousel id=”18″]

 

استضاف مركز دراسات الوحدة العربية مساء الخميس 8 تموز/يوليو 2021 في مقرّه في بيروت المناضل والمفكر العروبي الفلسطيني منير شفيق “أبو فادي” في حوار شيّق تم بثه مباشرة عبر تطبيق زووم وصفحة المركز على فيسبوك. واستهلّت المديرة العامة للمركز لونا أبوسويرح الحوار بالترحيب بـ”أبو فادي”، وهو عضو الأمانة العامة في المؤتمر القومي العربي والأمين العام لمؤتمر فلسطينيي الخارج والمدير العام السابق لمركز التخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام السابق للمؤتمر القومي الإسلامي.

وأدار الحوار، الذي دام لأكثر من ساعة ونصف وحضره عبر الشاشة مجموعة كبيرة من الكتّاب والأكاديميين والمهتمين والأصدقاء، عضو هيئة تحرير جريدة الأخبار اللبنانية الكاتب والمحلل السياسي وليد شرارة. وجاء اللقاء بعد إصدار المركز مذكرات شفيق في كتاب بعنوان من جمر الى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق في أيار/مايو 2021، كما تناول مختلف محطات مسيرته النضالية بدءاً من خمسينيات القرن الماضي وتجربته الشيوعية مروراً بتجربته الناصرية والوطنية وصولاً لتجربته الإسلامية وتأسيس كتيبة “الجرمق” أو “الكتيبة الطلابية” التابعة لحركة فتح عام 1973. وتخلل الحوار مجموعة من المداخلات والأسئلة من المشاهدين.

استهل الصحافي وليد شرارة الحوار بسؤال ضيفه حول “قراءته للنكبة” موضحاً أن شفيق طالما اعتبر أن النكبة “حتمية”، كما “غلّب دور العوامل الخارجية وموازين القوى في تفسير ما جرى وبهذا تكون قراءته للنكبة مختلفة عن القراءة الفلسطينية والعربية بشكل عام”. فأوضح شفيق أنه بالفعل “عندما حدثت النكبة كانت الأمة العربية مكبّلة بسيطرة خارجية صنعت التجزئة والحكّام وتحكمت بالجيوش.. وكان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى حيث كانت البلاد العربية ترزح تحت حكم عسكري استعماري مباشر أو من خلال بعض المعاهدات.. مقابل الدعم الدولي للهاغانا” ولذلك “ما كان من الممكن للشعب الفلسطيني في ذلك الوقت أن ينجو من هذه النكبة” بحسب شفيق.

ثم توالت الأسئلة على شفيق بخصوص الأحزاب التي انتسب لها على مدار تجربته النضالية، فكانت البداية حول انضمامه للحزب الشيوعي الأردني وهو لا يزال في السادسة عشر من عمره، معللاً ذلك بتأثره بتجربة والده الماركسي فضلاً عن صورة الحزب الشيوعي “الشديد الذي لا يهاب السجون” وتجربة فؤاد نصار في ذلك الوقت، بالإضافة إلى إعجابه بالقراءة الشيوعية للأحداث في حينها باعتبار الولايات المتحدة “رأس الحربة” بدل قوى الاستعمار القديمة. وتحدث شفيق مطولاً عن تجربة الاعتقال لعشر سنوات و”المحقق الألماني” الذي تكلم عنه بإسهاب في كتابه المذكور. كما تطرق إلى الأسباب التي جعلته يأخذ موقفاً نقدياً من الحزب وصولاً لانضمامه لصفوف حركة فتح. ومن أبرز المآخذ على الحزب الشيوعي بالنسبة لشفيق كانت تبعيته للاتحاد السوفياتي وعدم تبنيه لـ “قضية الوحدة” ومن ثم تأييده للانفصال بين سوريا ومصر. فبحسب شفيق أن “التجزئة العربية هي أخطر ما أصاب الأمة” وهي السبب وراء تقاعسنا عن تحرير فلسطين.

وحول تفضيله الانضمام لصفوف فتح بدل الجبهة الشعبية بعد خروجه من السجن مباشرة ومجيئه للبنان، تكلم شفيق عن تأثره بتجربة ناجي علوش، زوج أخته، الذي سبقه إلى فتح، فضلاً عن رغبته بالانضمام إلى حركة شعبية جماهيرية وطنية كحركة فتح بينما شعر أن الجبهة الشعبية “ذاهبة للعزلة” في ذلك الوقت. هذا فضلاً عن ضمور جاذبية الفكر الماركسي بالنسبة له في ذلك الوقت ورغبته بالعودة للتراث والتاريخ العربي.

وسأل شرارة ضيفه حول الصراع داخل فتح إثر نمو تيار يؤيد التسوية مقابل انقسام التيار المقابل له ما بين مؤيد للتصدي المباشر لقيادة فتح بالصدام المباشر معها وقسم آخر عمل على بلورة آلية مستحدثة لمواجهة العدو الصهيوني لدعم خيار بديل عن خيار التسوية، وكان شفيق من رواد التيار الثاني. فتكلم شفيق بإسهاب عن ذلك شارحاً موقفه حينها حيث اعتبر أن “المسافة طويلة” قبل الوصول للتسوية ولذلك لا جدوى من تأجيج صراع فلسطيني- فلسطيني خاصةً وأن أغلبية قيادات فتح كانت ملتفة حول خيار التسوية، فاختار تياره الاستمرار بالمواجهات العسكرية من دون تخوين القيادة أو المواجهة المباشرة معها.

وفي إطار حديثه عن تجربته الإسلامية، اعتبر شفيق أن التسوية التي راح لها السادات عام 1979 مع الكيان الصهيوني وبالتالي خروج مصر من معادلة الصراع كان “ضربة كبيرة لحركة التحرر العربي”، تلاه خروج حركة فتح من لبنان. وأضاف أن “المقاومة الفلسطينية وجدت عندها عوضاً في الدعم العراقي والليبي قبل أن يدخل العراق في حرب مع إيران.. الأمر الذي فرض التفتيش عن خيارات جديدة حتى لا تضيع القضية.. وتزامن ذلك مع الدعم المعنوي الذي حظيت به المقاومة الفلسطينية من صعود الثورة الإسلامية في إيران، فكان الحلّ في الانفتاح على الإسلاميين وفتح الباب أمامهم للانضمام لصفوف الثورة الفلسطينية في محاولة لإنقاذ المقاومة”، على حد تعبيره.

ودار الحوار في نهاية اللقاء حول وضع الصراع العربي- الإسرائيلي وحال الأمة العربية وتصوره للمستقبل، فاعتبر شفيق أن “الصراع اليوم بـأفضل مراحله” مثنياً على حركات المقاومة ومواجهاتها مع العدو في 2006 في لبنان ومن ثم 2008 في فلسطين مروراً بتحرير غزة وجنوب لبنان. وعزا ذلك أيضاً إلى “الشيخوخة” التي أصابت الكيان الصهيوني وصعود قوى محور المقاومة وتراجع الدور الأحادي للولايات المتحدة الأميركية. شدد على ضرورة وقف الانهيار العربي “الذي يضرّ بمصالح الأمة العليا ووجودها وقضاياها ولا مجال أن تنهض إلا بالوحدة والي تتجلى بالحد الأدنى بسوق عربية مشتركة”. وفي ظل هذا الانهيار فإن “الشيء الوحيد المشرق اليوم هي المقاومة” على حد قوله، لكنه متفائل بمستقبل الأمة ولكن ليس بالمدى القريب، معتبراً أن كسر التجزئة العربية مرهون بكسر السيطرة الخارجية.

وكان الراحل نافذ أبو حسنة قد دوّن وحرّر كتاب من جمر إلى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق والذي صدر عن المركز في أيار/مايو 2021.

اضغطوا على الرابط التالي للحصول على الكتاب من جمر إلى جمر : صفحات من ذكريات منير شفيق

يمكنكم أيضاً مشاهدة الحوار كاملاً

 

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #منير_شفيق #حوار