المؤلف: عقيل سعيد محفوض

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية 

الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت

سنة النشر: 2021

عدد الصفحات: 176

الطبعة: الأولى

افتتح السوريون القرن العشرين – كما يرد في مقدمة هذا الكتاب – بمدارك وسرديات كبرى حول الأمة والقومية والنهضة والتحرر، وسعدوا بأفكار ومشروعات توحيد كبرى، عروبية أو قومية اجتماعية أو يسارية وأممية أو إسلامية وغيرها، وكانت جميعها تقريبًا تركز على عد سورية منطلقًا لـ«تصحيح التاريخ»، و«التحرر» من الاستعمار، وإعادة توحيد الأمة، من أجل ممارسة «دور كوني» و«رسالة خالدة» للعالم، انطلاقًا من الاعتقاد بأنهم «خير أمة أخرجت للناس» أو جزء منها، و«مهد الحضارات الإنسانية».

غير أن سورية كانت خلال أكثر سنوات وعقود القرن العشرين ومفتتح القرن الحادي والعشرين ساحة رهانات ومواجهات كبرى، وصلت بها وبالسوريين إلى كارثة كبرى مع اندلاع الحرب السورية في آذار/مارس 2011 واستمرارها، من دون مؤشرات جدية أو حاسمة على اقترابها من نهايتها. من هنا يصبح السؤال عن معنى أن يكون المرء أو المرأة سوريًا سؤالًا وجيهًا، بل وملحًا، وبخاصة في ظل حرب مديدة ومدمرة أتت على الكثير من المعاني والرموز والدلالات لدى السوريين، والكثير من التراث الثقافي والاجتماعي والسياسي، والبنى والموارد والإمكانات، كما نشأ عنها فيض من المعاني والرموز والدلالات أيضًا.

لقد كشفت الحرب السورية عن جوانب من مدارك المعنى والهوية واتجاهات الفهم لدى السوريين على جانبي الحرب في داخل البلاد وخارجها، ودفعت بالسوريين إلى إعادة التساؤل حول تلك السرديات الكبرى التي قامت عليها هويتهم الثقافية والسياسية على مدى أكثر من قرن؛ وباتت الاجابة عن السؤال حول معنى أن يكون المرء سوريًا يمثل مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد، في ظل التحولات والرهانات والغموض واللايَقين في الحدث السوري.

من هنا لا يسعى الكتاب إلى قراءة الواقع في سورية بأدوات ومفاهيم ما كان قبل حرب 2011، وإنما بأدوات ومفاهيم تمكننا قدر الإمكان من قراءة وقائع لم تكن متوقعة مع بداية الحرب، والاشتغال على تطورات وتحولات حدثت خلال الحرب، كان من الصعب توقعها أيضًا.

والرهان اليوم – كما يرى المؤلف – هو كيف يمكن أن نفكر في «أن نكون سوريين»، نقطع مع منطق الحرب وننطلق إلى أفق جديد بهوية وطنية في إطار الدولة من دون مناهضة المدارك والسرديات الأيديولوجية المختلفة، أو التماهي التام بها كمنطلق للخروج بواقعية من الحرب. ولا بد من معالجة ما نجم عن الحدث السوري من تبعثر للمعنى والهوية تجلى بتراجع الأيديولوجيا التوحيدية سواء أكانت قومية أو دينية إسلامية أو أيديولوجيا الدولة الوطنية، وبروز فواعل ومدارك هوية «ما دون الدولة» وأخرى عابرة لها، لكن بالمعاني المناهضة لفكرة الدولة أو معاني «اللادولة»، بمعنى بروز هويات على أسس دينية ومذهبية أو طائفية هي «ما دون الدولة» أو «ما قبلها»، و«عابرة لها».

للحصول على الكتاب تفضلوا بالضغط على الرابط:

الهوامل والشوامل : الحرب وأسئلة الهوية في سورية