يرصد هذا الكتاب ما طرأ على المجتمع المصري من تحولات خلال السنوات الثلاث التي أعقبت ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، متناولاً أشكال ممارسة السلطة بين الدولة والمجتمع، وبروز الجماعات المهمشة التي باتت أكثر جرأة وقدرة على التعبير عن نفسها ورفع مطالبها، إضافة إلى الجماعات «الإسلاموية» المتشددة والجماعات اليسارية المتطرفة. كما يتناول حال الفوضى في الشارع المصري التي تعبر عنها ممارسات أصحاب المحلات والمقاهي والورش، والعشوائيات في أحياء الفقراء والوافدين، وصولاً إلى قطع الطرق كوسيلة متعارف عليها للضغط على الحكومة والمواطنين معاً؛ بهدف تنفيذ مطالب معينة. ويستند الكتاب إلى مناهج» تحليل الخطاب النقدي» و«تحليل المحادثة «داخل المجتمع المصري.

يضم الكتاب، ستة فصول، يرصد الأول بعنوان «صراع السلطة وتناقضات الشارع»، غياب سلطة الدولة وأنظمة السير والتحايل على القانون وممارسة السلطة، فيما يتناول الثاني بعنوان «خطاب الهامش.. الرصيف القاهري»، مشكلة الاعتداء على الرصيف أو المجال العام، والذي أصبح سلوكاً يمارسه معظم سكان المحروسة في جميع الأحياء والشوارع.

ويصور الفصل الثالث تحت عنوان «الفوضى المعمارية» ما وصلت إليه أحياء الفقراء والوافدين إلى القاهرة من عشوائية، فيما يتناول الفصل الرابع بعنوان «أزياء بلا هوية»، ما يرتديه الناس من أزياء مختلفة لتعكس انتماءات طبقية وثقافية وأيديولوجية وهويات متصارعة. وقد أصبحت – برأي المؤلف – بلا هوية بعد اختفاء الزي الوطني.

ويتحدث المؤلف في الفصل الخامس عن» كلام الناس»، متناولاً أبرز سماته: التديُّن المصطنع، الميل إلى المزاح والتنكيت، الاهتمام بالأحاديث الجنسية، تعظيم الذات أثناء الحديث، رفع الصوت أثناء الحديث وتعدد لهجات بين أحياء القاهرة.

أما الفصل السادس والأخير، فيتناول تحت عنوان «خطاب الموت» ممارسات الحزن والدفن والعزاء ومعمار المدافن وزخرفتها والكتابة عليها والحياة في المقابر وزيارة الموتى وتوزيع الصدقات. ويرى المؤلف أن ثقافة وخطاب الموت هي من أكثر عناصر الثقافة والشخصية المصرية استمراراً وديمومة.