يشرفني ويسعدني أن أقدم للقراء العدد الجديد الحادي والستين من مجلة إضافات - المجلة العربية لعلم الاجتماع، والتي تصدر عن الجمعية العربية لعلم الاجتماع بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية. منذ عام 2008 وعلى مدار خمس عشرة سنة قاد الزميل العزيز د. ساري حنفي المجلة بمحبة وجهدٍ وتفانٍ وحرص شديد، فأرسى لـ إضافات مكانة مرموقة بين المجلات العلمية المحكّمة في الوطن العربي. ولا يسعني هنا إلا تقديم جزيل الشكر ووافر العرفان له آملًا دوام العطاء في المنابر الكثيرة وكل الأمنيات الطيبة له ولمشاريعه. والشكر موصول للجمعية العربية لعلم الاجتماع ورئيسها د. باقر النجار ولمجلس أمنائها الموقر ولعضوات وأعضاء اللجنة التنفيذية للجمعية العربية لعلم الاجتماع لمنحي الثقة بالانضمام إلى أسرة مجلة إضافات وتكليفي بمسؤولية رئاسة التحرير. وأوجه كذلك عظيم الثناء لطاقم مركز دراسات الوحدة العربية ومديرته الأستاذة لونا أبوسويرح وطاقمه المميز الأستاذ القدير فارس أبي صعب والأستاذة الموقرة سلام سعد وسائر عضوات وأعضاء الطاقم. سأعمل كرئيس للتحرير كل ما بوسعي على ديمومة المجلة والحفاظ عليها وطليعتها والمضي بها قدمًا لفضاءات أرحَب لها في المجالين العربي والدولي.

يصدر العدد الحادي والستون من المجلة في ظروف صعبة ومريرة كانت وما زالت تعصف بمنطقتنا العربية على كل الصعد؛ وهو ما يستدعي حضورًا أكبر للجماعة العلمية العربية وفي مقدمتها علماء الاجتماع والمتخصصون في العلوم الاجتماعية لإنتاج معرفة رصينة أكثر التصاقًا بالواقع المعاش ولانغماس أكبر في قضاياهم المجتمعية والوفاء بمسؤولياتهم. من نافلة القول، إن ثمة حراكًا معرفيًا مهمًا في منطقنا بدأ يتجلى منذ عدة سنوات شهدنا فيها عقد مؤتمرات بحثية متخصصة في العلوم الاجتماعية تلمّستُ عبرها أنا وآخرون خلالها حضورًا قويًا لأجيال شابة جديدة صاحبة شغف ومعرفة متقدة تبث فينا الأمل لمستقبل واعد للجماعة العلمية العربية القادمة وبالتوازي مع صدور عدة دوريات مرموقة للعلوم الاجتماعية في المنطقة لتمثل مع مجلة إضافات وسائط ضرورية لنشر المعرفة الرصينة وتجويدها.

يأتي هذا الأمل في حقبة زمنية عصيبة تسود فيها بعض الاعتقادات الترويجية عن ضرورة طرح تخصصات موائمة للسوق مقابل تخصصات لا تلبي حاجته، ويقصد هنا أن العلوم الاجتماعية لا تلائم سوق العمل والتوظيف. بيد أنه في الحقيقة أن أغلبية خريجي كل التخصصات من دون استثناء، وفي مقدمتهم خريجو العلوم الطبيعية والدقيقة ومهندسو تكنولوجيا المعلومات، يعانون غياب التوظيف والعمل وإيجاد «سوق» لهم في منطقتنا العربية وفي العالم. وهذا يعود إلى اختلالات بنيوية وتعميم لسياسات الخصخصة وتبدلات جوهرية مسّت مختلف النشاطات الاقتصادية في العالم أثرت في ظروف العمل وشروطه وشكله. تشهد جامعات العالم وجامعات منطقتنا إضرابات واحتجاجات وحراكات مهمة للدفاع عن التخصصات وفي مقدمتها العلوم الاجتماعية والدفاع عن فكرة الجامعة العامة وعن أهمية هذه التخصصات لدراسة التحولات التي تعصف بمجتمعاتنا المعاصرة، الأمر الذي يجعل من الدفاع عن رصانة المجلات المتخصصة في العلوم الاجتماعية أكثر إلحاحًا وأهمية.

شهد عام 2023 تغييب الموت للكثير من علماء الاجتماع المرموقين، منهم: عالم الاجتماع العربي الفلسطيني إيليا زريق وعالم الاجتماع العربي السوري حليم بركات وعالم الاجتماع الفرنسي آلان توران  (Alain Touraine) وعالم الأنثروبولوجيا الفرنسي مارك أوجيه (Marc Augé) ، وعالم الاجتماع الأمريكي هوارد بيكر (Howard Becker).

خسر علم الاجتماع هذا العام عالم الاجتماع الفلسطيني إيليا زريق (1963- 2023)، المولود في مدينة عكا، تنقل زريق بين عدة جامعات بحثية منها جامعة كوينز الكندية. قدم الراحل زريق أبحاثًا مهمة عن «الشرق الأوسط» والمراقبة وعن مشروع «إسرائيل» الكولونيالي في فلسطين: المطاردة الوحشيَّة (2016) وعن سوسيولوجيا المجتمعات الاستيطانية الاستعمارية وعن أنماط المراقبة. أما على المستوى المعرفي السوسيولوجى فقد قدم الراحل زريق عددًا من القراءات التحليلية والمنهجية عن حالة العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية وأسباب تعثرها. لزريق مساهمات ملهمة عن الاستعمار الصهيوني في فلسطين، وسوسيولوجيا المجتمع الفلسطيني في المستعمرة الأولى «إسرائيل»، ولديه مفهمة ارتبطت باسمه بعنوان الاستعمار الداخلي (1979) ووظفها لتوصيف حالة الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم منذ عام 1948.

وغادر عالمنا هذا العام أيضًا، عالم الاجتماع السوري حليم بركات 2023 – 1933، الذي ولد في الكفرون في سورية، وتعلم في الشقيق لبنان، وعمل أستاذًا جامعيًا في عدة جامعات أمريكية. نشر الكثير من الكتب والمقالات عن المجتمع والثقافة العربية المعاصرة، ومن أعماله المهمة وأكثرها شهرة هو كتاب المجتمع العربي المعاصر (1984) الذي يدرّس في الكثير من الجامعات العربية، والاغتراب في الثقافة العربية ومتاهات الإنسان بين الحلم والواقع (2006)، والمجتمع المدني في القرن العشرين (2000)، والهوية وأزمة الحداثة والوعي التقليدي (2004)، علاوة على نشاطه الأدبي حيث له عدة روايات وكتابات قصصية. أسال بركات الكثير من الحبر اقتباسًا ونقدًا وعجّت الجامعات العربية بالاستشهادات بأعماله عن الاغتراب وتشخيصه للمجتمع العربي. فكك بركات في أعمال أخرى العلاقة بين المعرفة والسلطة والمثقف والحاكم في كتابه غربة الكاتب العربي.

فقدَ علم الاجتماع أيضًا العالم الفرنسي آلان توران (2023 – 1925). قدم آلان توران الكثير للسوسيولوجيا العالمية بداية أبحاثه تمركزت حول ديناميات التغيير الاجتماعي جاعلًا من العمال محور أبحاثة وبخاصة تجربة شركة السيارات الفرنسية رينو. دفعته ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968  إلى تقديم دراسات مؤسسة في مجال الحركات الاجتماعية الجديدة، وسوسيولوجيا الفعل، والمجتمع اللامرئي، والعلمانية، والحركات الجديدة، وإعادة التفكير بالمجتمع. أغنى حقل السوسيولوجيا بعدد من الدراسات الغزيرة نذكر بعضًا منها هنا: نقد الحداثة (1992)؛ حوار حول اللائكية (2004)؛ برادايغم جديد: من أجل فهم عالم اليوم (2005)؛ دفاعًا عن الديمقراطية (2018).

غيب الموت أيضًا عالم الاجتماع الأمريكي هوارد بيكر Howard Becker)) ((2023 – 1928. يعَدّ هوارد بيكر أحد أهم علماء الاجتماع الأمريكيين ووجهًا من وجوه مدرسة شيكاغو المعاصرة، ومن رواد المدرسة التفاعلية الرمزية. تركزت أعماله التجديدية في حقل سوسيولوجيا التعبيرات الفنية وبخاصة دراسته الشهيرة عن موسيقيي الجاز. أضحى كتابه الشهير الخارجيون (outsider) المنشور عام 1963  مرجعًا أساسيًا في علم الاجتماع المعاصر. حمل بيكر قرّاءه إلى ميادينه البحثية لسبر عوالم متعاطي الماريوانا وموسيقى الجاز. نستذكر أخيرًا عملًا بحثيًا آخر له بوصفه عملًا مؤسسًا في حقل سوسيولوجيا المهنة عبر سبر عوالم الفن من خلال تبيانه العلاقة بين العمل والفن وإبرازه للكيفية التي يمكن للعوالم الفنية أن تكون موضوعات للتحليل السوسيولوجي في ما يخص تقسيم الأدوار والمهام للفاعلين في الحقل. كذلك، ترك لنا كتابًا مرجعيًا يختص بفلسفة وتاريخ العلوم الاجتماعية حمل عنوان كتابة العلوم الاجتماعية (1985).

كما فقدت الأنثروبولوجيا عالم الإناسة مارك أوجيه (Marc Augé) ((2023 – 1935 الذي قدم مقاربات فريدة حول المكان واللا مكان. في إنتاجاته الغزيرة كان أوجيه يركز على الميدان واليومي وفي غير المألوف كما فعل في دراسته عن مترو الأنفاق في باريس وفي مجتمعات أخرى مثل ساحل العاج وأمريكا الجنوبية. قدم مارك أوجيه مقاربة أصيلة عن تمثلات وسلوكيات الناس في الأماكن مثل الأسواق والمتاجر والطرق السريعة والمطارات… إلخ. بوصفها فضاءات مرتكزة على المجهولية؛ مقابل الأماكن الأولى في المدينة كأماكن بالمعنى المديني. كما اعتمد أوجيه على تحليل ثنائية مفهمية أخرى الحداثة والحداثة مفرطة السرعة بوصفها منتجة للّاأمكنة وأثرهما في العلائقية بين الذات والهوية والاغتراب. لأوجيه أيضًا إسهامات نظرية مهمة لإعادة التفكير بالمدينة. ترك لنا مارك أوجيه الكثير من الدراسات؛ نذكر بعضًا منها هنا: أشكال النسيان (2001)؛ مهنة عالم الانسان (2006)؛ إعادة النظر في مترو الأنفاق (2008)؛ إثنولوجية الذات (2014)؛ من إذن الآخر (2017).

لذا ترحب مجلة إضافات بدعوة الباحثين لكتابة مقالات متخصصة حول كل من: حليم بركات، وإيليا زريق، وهوارد بيكر وآلان توران، ومارك أوجيه. وتفتح صفحاتها في الأعداد المقبلة للبحوث والمقالات الأصيلة التي يمكنها أن تتناول مقاربات حول أعمال بعض هؤلاء العلماء الراحلين وتسليط الضوء على جوانب من أعمالهم أو تقديم قراءات نقدية جديدة، أو دراسات مقارنة.

يتضمن ملف العدد الحادي والستين مجموعة من المقالات والدراسات المهمة بدءًا بدراسة للباحثة عزة شرارة بيضون، بعنوان «عيْش الأمومة في البحث والبوْح الغرض» تعرض فيها بداية الاهتمام لدى كاتبات عربيات بموضوع «عيش الأمومة»، الذي يتوافق أحيانًا مع الأمومة المرغوبة اجتماعيًا والمخالف لها في أحيان أخرى. عملت الباحثة في المقالة على تقديم أمثلة من ثيمات في نصوص اختارتها عن البوح الذاتي بخصوص عيش الأمومة في سياقات متنوّعة، بياناً لتعدد أشكال اختبار ذلك العيش وتنوّعه؛ وذلك، نقضًا لأفكار تروّج لأمومة «كونية» معيارية، ثابتة الملامح، في الخطابات العامة.

تليها دراسة لأمل شمس بعنوان «إنتاج المعرفة في ’علم اجتماع التنمية’: رؤية نقدية»، تركز أمل شمس على القضايا البحثية والاتجاهات النظرية والمنهجية في علم اجتماع التنمية عالميًا وعربيًا ودراسة الثيمات وسياقاتها وتحليلها.

أما المقالة الثالثة لحسام الدين عبد القادر صالح فحملت عنوان «تضافُر المقاربات في الدّراسات النّقدية للخطاب: فيركلف وفان دايك نموذجًا»، يعرض فيها الباحث دراسات التحليل النقدي للخطاب لعدد من علماء اللسانيات وتحديدًا نورمان فيركلف وتوين فان دايك. تطرح هذه المقالة فكرة التكامل والتضافر بين مقاربات التحليل النقدي للخطاب نفسها للاستفادة من مناظيرها المختلفة في دراسات الخطاب النقدية.

المقالة الرابعة لنيكولا بويغ وميشيل ثابت، بعنوان «مقاربات الدراسات الأنثروبولوجية في زمن اللايَقين، هي ترجمة لمقدمة لعدد خاص حرره الباحثان وصدر بالفرنسية عام 2021:

Nicolas Puig et Michel Tabet, «Anthropologies libanaises, Entre dispersion et lignes de force.»  Ethnologie Française, 2021/2 (Vol. 51), Presses Universitaires de France, 248 Pages.

يسعى الباحثان في مقدمة الترجمة لعرض تخصص علوم الأنثروبولوجيا في لبنان، وتقديم صور عن النماذج الإثنوغرافية فيه من خلال استعراض أعمال الباحثين في هذا الحقل في لبنان. وبحسبهما تتعدد الإنتاجات الأنثروبولوجية بحكم الانقسامات الاجتماعية، والاقتصادية، والطائفية ونشر هذه الأعمال باللغات الثلاث (الفرنسية والإنكليزية والعربية(. ومع ذلك يجب النظر إلى هذه الاتجاهات البحثية المتعددة بوصفها اتجاهات أنثروبولوجية في زمن عدم اليقين، فلبنان يعَدّ بلد التناقضات مقارنة بالبحوث النظيرة في الوطن العربي. حيث يعيش لبنان توترات جمة، ويوفر لعلم الأنثروبولوجيا مساحة خصبة للتفكير وتقديم مقاربات مبتكرة للأزمات.

أما فادى دقناش في المقالة الخامسة فقد اهتم بتقديم قراءة سوسيو – معرفية للانتخابات النيابية اللبنانية 2022 (دائرة الشمال الثانية نموذجًا). عمل الباحث على طرح مقاربة ميكروسوسيولوجية للانتخابات البرلمانية اللبنانية التي أُجريت في 15 أيار/مايو 2022 وتحديدًا في دائرة الشمال الثانية (طرابلس المنية، الضنية) كنموذج ووحدة للتحليل، واستخدم لذلك عددًا من الأدوات والتقنيات البحثية، فاتحًا التساؤلات عن كيفية الممارسة العملانية لهذه الانتخابات. وفحص مجموعة من المتغيرات مثل العائلة والمنطقة والسياسة، وأثر الاستقطابات السياسية والحزبية في التأثير في سلوك الناخب.

المقالة السادسة لنور الدين غزوان والتي حملت عنوان «سوسيولوجيا الطلبة: من الطالب الوريث إلى الطالب التكتيكي»، قدمت تصورًا عامًا حول موضوع الطلبة من الطالب الوريث الذي ساد سنوات الستينيات من القرن الماضي، حيث تم النظر إلى الطلبة بوصفهم أفرادًا يحتلون مواقع ويؤدون أدوارًا اجتماعية معينة، ويعيدون إنتاج نفس انتماءاتهم الطبقية داخل الهرمية الاجتماعية؛ مرورًا بالطالب الفاعل الذي برز خلال سنوات السبعينيات، إذ تم التعاطي مع الطلبة في هذه الحقبة كفاعلين اجتماعيين غير خاضعين للبنى الاجتماعية الخارجة عليهم؛ فاعلين يحكمهم المنطق العقلاني والاستراتيجي في تنفيذ قراراتهم وسلوكياتهم، ويتميزون بالوعي التام بأهدافهم ورهاناتهم الأساسية داخل الجامعة وخارجها. ثم الطالب الذي تجرى دراسته من خلال الدراسات الميكروسوسيولوجية، أي تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بمعيش الطلبة وتفاصيل حياتهم الاجتماعية، داخل الفضاء الجامعي وخارجه. وأخيرًا الطالب التكتيكي الذي برز بعد التسعينيات من القرن الفائت، وذلك انسجامًا مع تزايد معدلات البطالة في صفوف خريجي المؤسسات الجامعية، وتضخم الشهادات، وغموض المستقبل المهني الذي أصبح السمة الجوهرية التي تطغى على واقع عيش الطلبة.

أما الدراسة السابعة لهشام عميرى بعنوان «الساكنة القروية بالمغرب من المساندة إلى المعارضة دراسة سوسيولوجية لآليات المشاركة السياسية بالعالم القروي»، فاهتمت بالتحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها ساكنة المجتمع القروي في المغرب. وعلى الرغم من المشاركة الواسعة للساكنة القروية في الانتخابات التشريعية والبلدية، إلا أن هذه المشاركة بدأت في تراجع في السنوات الأخيرة، جراء غياب الأحزاب السياسية عن تدبير الشأن المحلي، حتى أصبحت ساكنة الوسط القروي مجرد خزان لهم يقصدونه في كل عملية انتخابية. وعلى الرغم من هذا التهميش، فإن الساكنة القروية عرفت عدة تحولات، إذ أصبحت في الآونة الأخيرة تلجأ إلى مقاطعة الانتخابات، كما أصبحت تمارس العمل الجمعوي والاحتجاج على وضعها، بعدما كانت ترفض ذلك وتمارس عملية التصويت على أساس القرابة والمصاهرة، لكن نسبة تحكّم هذه الأخيرة في تحديد السلوك السياسي أصبح ضعيفاً بل منعدمًا في بعض المناطق القروية.

أما في زاوية مراجعات الكتب اشتمل العدد على مراجعتين: مراجعة لكتاب: البحث الميداني في العلوم الاجتماعية: تجارب مقارنة، تأليف جماعي، تنسيق: عبد الغني منديب، تقديم: عبد الله بوصوف مؤسسة، مقاربات للنشر والصناعات الثقافية- فاس،2021، 117 صفحة، قام بها محمد الدحاني. تهدف هذه المراجعة قراءة تحليلية نقدية، للكتاب الذي عمل على كتابة التجارب الميدانية ووصفها كتجارب متفردة. واستعراض قيمته الاجتماعية كمحطة للتفكير الجماعي حول أهم القضايا التي تهم السوسيولوجيا، والمتمثلة أساسًا بالعمل الميداني. استعرض الباحث مضامين الكتاب واستجلاء الخيط الناظم بينها، بالرغم من اختلاف زوايا نظرها وتجاربها الميدانية، وتباين أسسها الإيبيستيمولوجية، وتنوع أدواتها المنهجية، وكذا تعدد أطرها التحليلية.

عملت عائدة بنكريم، بدورها، على مراجعة كتاب الفاقد المهاري: هجرة الكفاءات المخاطر والفرص والاحتمالات، للكاتب عبد الوهاب بن حفيظ، الصادر فى تونس عن منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية والمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية عام 2021 والذي يقع في 159 ص. تهتم الباحثة بالدعوة المزدوجة التي يُطلقها المؤلّف: الأولى دعوة إلى التفكير والثانية دعوة إلى التحرّك: التفكير في شيء ما يحدث هنا والآن، ألا وهو هجرة المهارات وما يصاحبها من تبعات اقتصادية واجتماعية، وفي نفس الوقت الحاجة إلى التحرّك بخاصة بعدما تحوّلت جائحة كوفيد 19 إلى معركة استقطاب كفاءات للردّ على الفقد في الإمكانات والجاهزية والموارد البشرية.

كتب ذات صلة:

مستقبل العلوم الاجتماعية في الوطن العربي