يرصد هذا الكتاب – كما يأتي في تعريفه – صعود حركة المقاومة الفلسطينية منذ النكسة في حرب 1967، وما حققته المقاومة نتيجة هذا الصعود من حضور للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية خلال السنوات التالية، على الرغم من التحديات و«الانتكاسات» التي واجهتها، في الأردن (1970 – 1971)، ثم من خلال توقيع اتفاقية كامب دايفيد (1978) التي أخرجت مصر من المواجهة مع إسرائيل، وما أعقب ذلك من انقسامات وصراعات عربية – عربية، وتناقضات داخلية وإقليمية، منها: الحرب الأهلية في لبنان، والحرب العراقية – الإيرانية، والتناقضات الداخلية بين أطراف «جبهة الصمود والتصدي»( التي أعلنت عام 1977 وضمت كـلاً من ليبيا وسورية والعراق والجزائر واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي عملت على إخراج مصر من الجامعة العربية).

وقد تمكنت حركة التحرر الفلسطينية من كسب الاعتراف العالمي الكاسح بها وبحقوق الشعب الفلسطيني منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي. لكن الهجمات عليها تصاعدت، ولا سيَّما في ساحتَي الأراضي المحتلة ولبنان، وازدادت محاولات الإجهاض السياسية لإنجازاتها، وهي محاولات استمرت، حتى بعد اندلاع الانتفاضة الكبرى الأولى في الأراضي المحتلة في أواخر الثمانينيات، إلى أن قادت، مع جملة من التطورات الخارجية والداخلية السلبية، إلى اتفاق أوسلو 1993 والاتفاقات اللاحقة، التي ترجمتها الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة بالعمل على تقزيم التطلعات الفلسطينية وحصرها في إطار الحل الإسرائيلي القائم على إدامة «الحكم الذاتي» كحل نهائي، ومنع قيام الدولة الفلسطينية حتى هذه «الدولة الصغيرة» التي طالب بها الشعب الفلسطيني.

مع ذلك يؤكد هذا الكتاب أن فكرة الدولة الفلسطينية تبقى راسخة لدى الأجيال المتعاقبة من الشعب الفلسطيني، مهما اشتدت المظالم والنكبات، ولا تراجع عن مواصلة النضال – كما تثبت الوقائع – حتى إنهاء الاحتلال واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه.