إنني أعتقد أن الشعوب العربية تقف كتلة واحدة ضد مؤامرات الصهيونية التي تأصلت جذورها في أمريكا.. وأن جميع الشعوب العربية تشعر بأن الولايات المتحدة تقع تحت سيطرة وتوجيه المنظمات الصهيونية القوية، وتساعد اسرائيل ضد البلاد العربية.

إن النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة يقف حائلاً بين العرب والأمريكيين وإن كل فرد في الدول العربية ليشعر بأن جميع الجهود التي يبذلها العرب في الولايات المتحدة ستذهب سدى بسبب هؤلاء الصهيونيين.

إنني لا أكافح ضد اسرائيل فحسب، بل أكافح كذلك ضد الصهيونية العالمية وأموال اليهود. ان مهمتي هي أن أنقذ العالم العربي من التسلط والدمار اللذين تهدف إليهما المؤامرة الصهيونية التي تتأصل جذورها في الولايات المتحدة، ولكنها تستمد بعض المعونة من بريطانيا وفرنسا.

إن كراهية العرب للصهيونيين شديدة جداً ولا جدوى من الحديث عن صلح مع اسرائيل. وانني لا أجد أي مجال للمساومة مهما تكن ضئيلة بين العرب واسرائيل.

لقد عقدت صفقة الأسلحة مع تشيكوسلوفاكيا لا لشيء إلا لأنني لم أستطع الحصول على مساعدة الولايات المتحدة.

إن سلامة بلدي أهم ما أهدف إليه، وعندما قررت الحصول على أسلحة من دول الكتلة الشرقية لم أكن انظر إلى بقية العالم، وإنما كنت اتطلع إلى حدود بلادي، وقد كنا نفضل أن نتعامل مع الغرب، ولكن المسألة بالنسبة لنا كانت مسألة حياة أو موت، ولم يكن أمامنا مجال للخيار.

إن من العبث أن ينشد العرب عون أمريكا، لأن الساسة الأمريكيين يضعون في اعتبارهم أصوات اليهود في الانتخابات، وهي تبلغ خمسة ملايين من الأصوات، كما أن للصهيونيين نفوذاً قوياً جداً، وقد أصبحوا الآن أكثر نفوذاً بسبب اقتراب الانتخابات الأمريكية، وانني لعلى يقين بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل أي شيء بالنسبة للشعوب العربية.

إن مصر ستمضي في تنفيذ تعاقدها بشأن صفقة الأسلحة مع تشيكوسلوفاكيا لأن من واجب مصر أن تحصل على الأسلحة لتدافع عن نفسها ضد اسرائيل.

إنني لن أوافق على وقف ارسال الأسلحة إلى الجانبين، فطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها المخابرات المصرية أستطيع أن أؤكد ان لدى اسرائيل معدات عسكرية أكثر مما لدى مصر.

 

قد يهمكم أيضاً  ثورة يوليو : شعلة في واقع عربي مظلم

يمكنكم الاطلاع على العدد 479 من مجلة المستقبل العربي الخاص بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر… كل محتويات العدد متاحة مجانًا بصيغة ال PDF

اضغطوا على الرابط مجلة”المستقبل العربي” العدد 479 كانون الثاني/ يناير 2019

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #خطابات_جمال_عبد_الناصر #جمال_عبد_الناصر #ناصر #لقاء_صحفي_لجمال_عبد_الناصر