المصادر:
(*) نُشرت هذه المقالة في مجلة المستقبل العربي العدد 511 في أيلول/سبتمبر 2021.
(**) صباح ياسين: أستاذ في الإعلام، وباحث عراقي.
البريد الإلكتروني: sabahyassin2006@yahoo.com
[1] بعد تزايد المخاوف من استخدام الفضاء الخارجي لأغراض سباق التسلح، اتجهت كل من الدول الكبرى وبرعاية مجلس الأمن الدولي إلى وضع مبادئ في ميدان الأنشطة المتعلقة بمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي، وتم التوافق على معاهدة «الفضاء الخارجي» عام 1967، ولم يطرأ أي اتفاق آخر حول تنظيم الأنشطة العسكرية في الفضاء الخارجي، إلا أن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عام 1983 أعلن عن مبادرة الدفاع الاستراتيجية التي سميت لاحقًا «حرب النجوم» وكان الهدف المعلن منها تكوين درع فضائي أمريكي من شأنه أن يتعرف إلى الصواريخ العابرة للقارات والحاملة للرؤوس النووية. كما أن الرئيس دونالد ترامب أعلن في السادس من آب/أغسطس 2018 عن تأليف قادم لقوة الفضاء ووصفها بأنها الفرع السادس للجيش الأمريكي. للمزيد انظر: التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي: الكتاب السنوي 2019، فريق الترجمة عمر الأيوبي وأمين الأيوبي؛ إشراف وتحرير مركز دراسات الوجدة العربية (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2020)، ص 37.
[2] لقد قطعت البشرية شوطًا طويلًا من الكفاح من أجل حرية التعبير وحرية الحصول على المعرفة، ولعل أول اعتراف تفصيلي وموثق تأريخيًا كان في شريعة حمورابي ضمن معنى الحقوق الأساسية للمواطن، إلى أن بلورت عملية لتلك الحقوق جاءت في ميثاق حقوق الإنسان والمواطن الذي أعلن في فرنسا بعد الثورة عام 1789، والذي نص في المادة 11 منه على أن «التداول الحر للأفكار والآراء هو أحد حقوق الإنسان المهمة، فيجوز لكل مواطن أن يتكلم ويطبع بصورة حرة، مع مسؤوليته عن سوء استعمال هذه الحرية في الحالات التي يحذرها القانون». وفي القرن العشرين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 59 في 14 كانون الأول/ديسمبر – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – الذي يعدّ اليوم مرجعية قانونية أممية للحق في التداول الحر للمعلومات وحق المعرفة، وهو المعيار الذي تقاس به جميع الحريات التي تكرس الأمم المتحدة جهودها لحمايتها.
[3] تمامًا مثلما حدث في النصف الأخير من القرن العشرين، حين وجدت الدول الكبرى أن سباق التسلح النووي نفق مظلم ومتاهة سياسية والاقتصادية، وهذا يدعو إلى التفكير على نحو مختلف بشأن الأمن الجماعي من خلال خفض شامل لمخزون تلك الأسلحة وتحديد قوتها التفجيرية أو مديات إيصالها. والآن تدفعنا التكنولوجيا لعصر المعلومات إلى اختراع وسائل جديدة لحماية أنفسنا، والدفاع عن الحريات الشخصية والمجتمعية من السقوط في لجة حرب من نمط جديد هي الحرب السيبرانية. للمزيد انظر: فرد كابلان، المنطقة المعتمة: التأريخ السري للحرب السيبرانية، ترجمة لؤي عبد المجيد السيد، عالم المعرفة؛ 470 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2019)، ص 73.
[4] يقدر التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي (سيبري) لعام 2019، أن تسع دول في العالم تملك مجتمعة نحو 13865 سلاحًا نوويًا، منها نحو 3750 سلاحًا منتشرًا مع قوات عملانية، كما أن نحو 2000 من هذه الأسلحة في حالة تأهب قصوى. انظر: التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي: الكتاب السنوي 2019.
[5] يؤكد أرمان ماتلار في كتابه القيّم، أن تشكل نظريات إعلامية مستقلة عن بنية علم الاجتماع قد أخذ وقتًا بعد الحرب العالمية الثانية ومع تطور واتساع تأثير ممكنات وسائل التواصل وأهمها الإنترنت. انظر: أرمان ماتلار وميشال ماتلار، تاريخ نظريات الاتصال، ترجمة نصر الدين لعياضي والصادق رابح (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2005).
[6] على سبيل المثال: إن التحكم بخدمات شبكة الإنترنت أضحت وسيلة للحكومات لممارسة الضغط على كل أشكال المعارضة السياسية والشعبية، وتذكر جريدة الشروق المصرية بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير عام 2011 (أن خدمة الإنترنت في مصر قد تعرضت للحجب التام، مساء أمس الأول الخميس، وأوقفت الحكومة شبكات الإنترنت المحمول – كما ورد في النص الأصلي – عن العمل).
وفي أحداث انتفاضة تشرين الجماهيرية في العراق عامَي 2019 و2020 استخدمت الحكومة العراقية إمكانية إيقاف خدمات الإنترنت للتأثير في قدرات الشباب المنتفض في التواصل من أجل التحشيد للتظاهرات والاحتجاجات.
[7] في انشغال القنوات الفضائية عند الأيام الأولى لانتشار جائحة كوفيد 19 ظهر الكثير من الخبراء في الموضوعات السياسية أو الطبية، ممن تحدثوا عن الجانب الآخر من طبيعة الوباء وأسباب انتشاره كونيًا في هذه المرحلة، والبعض منهم انحاز متطرفًا بالحديث عن مؤامرة كونية غامضة!
[8] أما على الصعيد السياسي فقد هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أكثر من مناسبة الصين واتهمها بأنها أخفت عن عمد أنباء انتشار الوباء وحجم مخاطره، كما هاجم وبالاسم رئيس منظمة الصحة العالمية واتهمه بأنه فشل في بناء تعاون دولي لمواجهة الكارثة.
[9] فيلم «ألعاب الحرب» (War Games) من بطولة ماثيو برودريك الذي يجسد فيه دور فتى مراهق، بارع في أمور التكنولوجيا، يخترق من دون قصد الحاسوب الرئيسي في قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكي الشمالي، وظنًّا منه أنه يلعب لعبة حاسوبية جديدة، إلا انه في الواقع – ودون أن يقصد – كان على وشك إشعال حرب عالمية ثالثة.
وهذا الفيلم ربما – وحسب رواية المؤلف فرد كابلان – في كتابه المنطقة المعتمة: التأريخ السري للحرب السيبرانية كان وراء إقدام الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عام 1984 لتشكيل لجنة على أعلى المستويات لصوغ تقرير جديد عن «السياسة القومية بشأن الاتصالات وأمن نظم التحصينات المؤللة».
[10] تشير التقارير الصادرة عن المؤتمر الاقتصادي الدولي في دافوس، بدورة انعقاده الـ50، الذي يعَدّ أكبر قوة خلّاقة لإشراك زعماء الدول للدول الصناعية الكبرى وغيرهم في مناقشات من أجل دراسة التحولات الاقتصادية الكبرى. وقد حدد المنتدى في اجتماعه في دافوس -سويسرا – عام 2019 توقعاته لنمو الاقتصاد الدولي بانخفاض تبلغ نسبتة0،1 بالمئة، إلى 3.3، كما خفض توقعات النمو في 2021 إلى نسبة 0.2 إلى 3.4.
[11] جيروم كيفان، الثقافات الثلاث: العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانيات في القرن الحادي والعشرين، ترجمة صديق محمد جوهر، عالم المعرفة 408 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2014)، ص 41.
[12] العنقاء طائر خرافي ذو ريش بديع وهو يحرق نفسه بانحداره نحو فوهة بركان ملتهب ليبعث منه مجددًا وهو أكثر قوة وجمالًا من ذي قبل.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.