مقدمة:

الزواج من أهم الأنظمة الاجتماعية وأكثرها تأثيراً في حياة الإنسان والمجتمع، فهي الرابط المشروع بين الجنسين، وبه تتحقق سلامة الأوضاع الاجتماعية، وبقاء النسل، والإشباع الجنسي والعاطفي، وسموّ العلاقات بين الرجال والنساء إلى مستوى المشروعية، وتنظيم تلك العلاقات بشكل يتفق مع القيم الإنسانية (السهل [وآخرون]، [د. ت.]).

وقد حدّد الإسلام أسس الحياة الزوجية المتوافقة ومبادئها، وأن العلاقات الزوجية تقوم على المودة والرحمة والمعاشرة الطيبة. كمـا حدَّد حقوق كل طرف وواجباته، وقيام كل طرف بحق الآخر يُسهم في حصول التوافق الزوجي (بلميهوب، 2010).

ويحقّق التوافق الزوجي للزوجين الاستقرار النفسي والاجتماعي، ويشبع حاجات بعضهما بعضاً. وقد يصبح التوافق الزوجي سهـلاً، إذا لم تصادف الأسرة صعوبات، ولم يواجه الزوجان أزمات خارجية، وقام كل طرف بأدواره الزوجية بالمستوى الذي يتوقعه منه الطرف الآخر، وسعى إلى إشباع حاجات الطرف الآخر، وإحسان الظن به، ولكن يصعب حصول ذلك، إذ لا بد من تعرُّض الزوجين لصعوبات في الأسرة (ضغوط داخلية) أو ضغوط خارجية، حيث يكون ذلك عائقاً أمام الزوجين لتحقيق أهدافهما الزوجية، وإشباع حاجاتهما، والوفاء بمتطلباتهما، وحقوقهما؛ وهو ما يجعل التوافق الزوجي أمراً ليس سهـلاً. ويحتاج الزوجان إلى بذل الجهد؛ لتعديل سلوكهما وأساليب توافقهما؛ من أجل التغلب على الصعوبات والأزمات، حتى وإن اضطرّا إلى التضحيات وتقديم التنازل لمطالبهما، وتحمُّل المصاعب والصبر عليها، حتى تمر هذه الأزمات (مرسي، 1995).

وبالرغم من أهمية موضوع التوافق الزوجي، إلا أن الدراسات الاجتماعية التي بحثت هذا الموضوع قليلة؛ لذا تهتمُّ هذه الدراسة بتناول بعض العوامل الاجتماعية وعلاقتها بالتوافق الزوجي؛ للوصول من خلال النتائج إلى توصيات تُسهم في رفع مستوى التوافق الزوجي، والحدّ من المعوقات والخلافات الزوجية التي تعكر صفو الحياة الزوجية.

مشكلة الدراسة: لكي ينجح الزواج، يجب ألّا نعتمد على الحظ، ولكن على اعتبارات أساسية لكل من الزوجين؛ فالزواج كأي نظام اجتماعي يستلزم قدراً من الاستعداد، حتى يصبح الشخص أهـلاً للقيام بأعبائه والنهوض بتبعاته. فالشخص الذي يقدم على الزواج، يجب أن يكون ناضجاً وقادراً على تحمل المسؤولية (بليمهوب، 2010).

والتوافق الزوجي أحد أهم مقومات استقرار الحياة الزوجية واستمرارها ونجاحها. فالحب، والتفاهم، والاحترام، وتغاضي الزوجين عن زلّاتهما وأخطائهما؛ هو الطريق إلى هذا التوافق والحياة الزوجية السعيدة. ويُعرّف التوافق الزوجي بأنه «التحرر النسبي من الصراع، والاتفاق النسبي بين الزوج والزوجة على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة، وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل العواطف» (الخولي، 1979).

وإذا كان التوافق ضرورياً في جميع مجالات الحياة المشتركة مثل زمالة الدراسة، وزمالة العمل، إلى غير ذلك من المجالات المختلفة، فإنه من باب أولى أن يكون في الحياة الزوجية والأسرية؛ لأنها علاقة دائمة ولصيقة، ولها متطلبات متبادلة، تُلزم الإشباع المشترك بين الزوجين عاطفيّاً وجنسيّاً، واجتماعيّاً، وثقافيّاً (المسلماني، [د. ت.]).

فالتوافق الزوجي غاية كل زوجين، لكن مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حصلت في المجتمع السعودي؛ نرى أن الزواج يمرُّ بكثير من المشاكل والخلافات، وارتفاع معدل الطلاق. فقد أفادت آخر إحصائية منشورة عن الطلاق، الصادرة من وزارة العدل عام 1432هـ، أن نسبة الطلاق في المملكة العربية السعودية 18 بالمئة (الموقع الرسمي لوزارة العدل السعودية، <http://www.moj.gov>). وازدادت أيضاً نسبة الخلافات الزوجية، حيث وصل عدد المكالمات التي تخصُّ الخلافات الزوجية في وزارة الشؤون الاجتماعية، وحدة الإرشاد الاجتماعي إلى 2245 مكالمة خلال عام (الجهني، 2005).

ومع ارتفاع معدل الطلاق والخلافات الزوجية يزداد التوتر بين المقبلين على الزواج. ونلاحظ أن الزوجين يقبلان على الزواج وهما في حالة تفكير وقلق على مستقبل حياتهما الزوجية، وهل تنجح أم تفشل؟ ووجود عدد من العوامل يمكنها التنبؤ بمستوى التوافق الزوجي، ستجعل الزوجين يضعانها في الحسبان، ويحرصان على توفير أكبر قدر منها؛ من أجل الحصول على التوافق الزوجي (بلميهوب، 2010).

وتتعدَّد العوامل الاجتماعية التي تؤثر في التوافق الزوجي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث أوضحت دراسة كلثوم أنه كلما طالت فترة الخطوبة (بلميهوب، 2003 – 2004)؛ فإن التوافق الزوجي يزيد، كما أوضحت دراسة الصغير، أن التوافق الزوجي ينخفض بزيادة عدد الأبناء (الصغير، 1428ه/2007م). و«بمعرفة العوامل (الاجتماعية) التي تُسهم في تحقيق التوافق الزوجي، يمكن إرشاد المقبلين على الزواج، ووالدَي الزوجين إلى أهمية هذه العوامل، كالسن، والمستوى التعليمي، وطول فترة الخطوبة» (بلميهوب، 2010: 19)، ونوع التنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية التي تلقاها الزوجان في كنف الوالدين، وطبيعة العشرة الزوجية بين الزوجين، إلى غير ذلك من العوامل.

وفي ضوء ما سبق، تتحدّد مشكلة هذا البحث في دراسة بعض العوامل الاجتماعية وعلاقتها بالتوافق الزوجي.

أولاً: أهمية الدراسة

لهذه الدراسة أهمية علمية (نظرية) وأهمية عملية، وهي على النحو التالي:

1 – الأهمية العلمية للدراسة

أ – قلة عدد الدراسات الاجتماعية التي تناولت موضوع التوافق الزوجي وبخاصة العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتوافق الزوجي.

ب – إثراء جانب دراسات علم الاجتماع بشكل عام، وعلم الاجتماع الأسري بشكل خاص بهذا الموضوع المهم، الذي يعاني نقصاً في الدراسات، سواء على صعيد الوطن العربي أو المجتمع السعودي.

ج – التحقق من افتراضات نظرية التفاعل الرمزي حول العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتوافق الزوجي.

2 – الأهمية العملية للدراسة

أ – يمكن أن تُفيد هذه الدراسة في لفت انتباه المتزوجين والمقبلين على الزواج إلى العوامل التي تسهم في تحقيق التوافق الزوجي.

ب – تزويد الإخصّائيين الاجتماعيين والنفسيين، ممن يعملون في مجال الإرشاد الاجتماعي بمعلومات ميدانية عن العوامل التي تُسهم في تحقيق التوافق الزوجي والاستقرار الأسري، والقضاء على المشاكل الزوجية.

ج – لفت انتباه الوالدين إلى العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للأبناء، والتي قد تُسهم في تحقيق التوافق الزوجي.

د – الخروج بتوصيات علمية موجهة إلى الزوجين وللمجتمع بشكل عام؛ للإسهام في تعزيز التوافق الزوجي، وبناء أسرة مترابطة ومستقرة؛ مما يحقق لها مزيداً من التكيف والاندماج في المجتمع.

ثانياً: أهداف الدراسة

إن الهدف الرئيس للدراسة يتمثَّل في معرفة بعض العوامل الاجتماعية وعلاقتها بالتوافق الزوجي عند الزوجات السعوديات في عيِّنة الدراسة، من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:

1 – معرفة مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات في عيِّنة الدراسة.

2 – التعرف إلى العلاقة بين العوامل الاجتماعية الشخصية ومستوى التوافق الزوجي.

3 – التعرف إلى العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج ومستوى التوافق الزوجي.

4 – التعرف إلى العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي.

5 – التعرف إلى العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران ومستوى التوافق الزوجي.

6 – التعرف إلى العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي.

ثالثاً: تساؤلات الدراسة

1 – ما مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات في عيِّنة الدراسة؟

2 – ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية الشخصية ومستوى التوافق الزوجي؟

3 – ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج ومستوى التوافق الزوجي؟

4 – ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي؟

5 – ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران ومستوى التوافق الزوجي؟

6 – ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي؟

رابعاً: مفاهيم الدراسة

 

1 – مفهوم التوافق الزوجي

«التوافق الزواجي مفهوم متعدد المعاني، والدليل على ذلك كثرة التعريفات التي تُطلق عليه» (الخولي، 1979: 150). ترى دسوقي أن التوافق الزوجي يتضمَّن الاختيار المناسب للزوج، والاستعداد للحياة الزوجية والدخول فيها، والحب المتبادل بين الزوجين، والإشباع الجنسي، وتحمُّل مسؤوليات الحياة الزوجية، والقدرة على حل مشكلاتها، والاستقرار الزواجي» (الحنطي، 1419هـ/1998م: 25). كما يُعرّف التوافق الزوجي، بأنه «الاتفاق النسبي بين الزوج والزوجة على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة، وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل العواطف (الخولي، 1979: 150).

وأيضاً يُعرّف التوافق الزوجي (Marital Adjustment)، بمدى تقبل الزوجين بعضهما لبعض والمشاركة بينهما في الجوانب الشخصية، والاجتماعية، والعاطفية، والثقافية، والتنظيمية؛ من أجل تحقيق أهدافهما المشتركة واستمرار الحياة الزوجية ومواجهة المشاكل والعقبات التي يتعرضان لها في حياتهما (العنزي، 1430هـ/2009م).

التعريف الإجرائي للتوافق الزوجي: يتحدَّد التوافق الزوجي من خلال سبعة أبعاد، يحتوي كل بعد على مجموعة من العبارات بإمكانها قياس مستوى التوافق الزوجي، وهذه الأبعاد هي: الاتجاهات والميول المشتركة، والجانب العاطفي، والثقة والاحترام، والجانب الاجتماعي، والحوار الأسري، ومواجهة المشكلات، وتحمل المسؤولية.

2 – مفهوم العوامل الاجتماعية

أشار ربيع إلى أنه يُقصد بالعوامل الاجتماعية (Social Factors)، مجموعة الظروف التي تحيط بالشخص في جميع مراحل حياته، بعلاقته مع الآخرين واختلاطه بهم اختلاطاً وثيقاً، بحيث تؤثر في سلوكه تأثيراً كبيراً (نقـلاً عن: الربدي، 2003). وهناك من عرَّف العوامل الاجتماعية، بأنها الوسط الاجتماعي، حيث يُعرّف (القاموس الأمني، 1997: 91) «الوسط بأنه الوسط الاجتماعي الذي يولد ويعيش فيه الفرد، وغالباً ما تؤثر البيئة بعاداتها، وقيمها، وعلاقاتها، وروابطها على السلوك الإنساني من خلال تطور مراحل الشخصية الإنسانية».

التعريف الإجرائي للعوامل الاجتماعية: تم تحديد العوامل الاجتماعية استناداً إلى افتراضات نظرية التفاعل الرمزي، حيث تقصد الباحثة بالتعريف الإجرائي للعوامل الاجتماعية، المراحل العمرية التي تمرُّ فيها الفتاة، وتتأثر بمتغيرات اجتماعية لها علاقة بالتوافق الزوجي أو عدم التوافق الزوجي، ابتداء من العوامل الاجتماعية الشخصية، والتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية قبل الزواج في كنف الوالدين، ثم مرحلة الخطبة، ثم مرحلة عقد القران (الملكة)، وأخيراً مرحلة العشرة الزوجية.

3 – النظرية المفسرة لموضوع الدراسة

افتراضات نظرية التفاعل الرمزي تُحقّق من ناحية منهجية بحثاً وتقصيّاً عن مصادر متعددة مرتبطة بالتوافق الزوجي؛ ما يجعل الباحثة تقرر أن افتراضات نظرية التفاعل الرمزي، هي التي سوف تكون موجهة للدراسة الميدانية.

4 – نظرية التفاعل الرمزي

ظهرت نظرية التفاعل الرمزي في منتصف القرن العشرين في أمريكا، وأبرز العلماء المؤسسين لهذه النظرية جـورج ميد، وهيـربرت بـلومر، وفيكتور تيرنر (الحسن، 2005).

«ومن مبادئ هذه النظرية، أن البشر كما يعيشون في بيئة فيزيقية، فهم يعيشون في بيئة رمزية أيضاً، عند عيشهم في هذه البيئة يستوعبون جانباً من رموزها. هذه الرموز تتكون من تجريدات عقلية يُعبّر عنها بكلمات وأفكار لها معنى، وعندما يتعلَّم البشر الرموز، فإنهم أيضاً يتعلّمون كيف يميزون بينها، ويتم ذلك من خلال استيعابهم للأحكام القيمية التي تنتقل إليهم ممن يتفاعلون معهم، بل إن الاتصال الرمزي هو الذي ينقل إليهم هذه التميز القيمي أصـلاً» (شكري [وآخرون]، 2009: 33).

وقد أشار عمر (1991) إلى أن «جورج ميد قسَّم مكونات النفس البشرية إلى جزأين: الأول، عفوي مندفع أطلق عليه الأنا؛ والثاني، اجتماعي ضمير ناشئ عن القيم والمعايير والتوقعات الاجتماعية، أطلق عليه الذات الاجتماعية «(نقـلاً عن: الغريب، 2009: 282).

إن قيم المجتمع، وعاداته، وتقاليده، وأعرافه، وثقافتة، ما هي إلا رموز اكتسبها الأفراد من المجتمع من خلال التنشئة الاجتماعية، والتفاعل مع الأفراد الآخرين في البيئة الاجتماعية، وتختلف هذه الرموز من مجتمع إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن خلفية اجتماعية إلى أخرى، وأيضاً من أسرة إلى أخرى، وتنتقل هذه الرموز من جيل إلى آخر.

و«علماء هذه النظرية يؤكدون على دور العلاقات الحميمية داخل الأسرة في الـتأثير على تفكير الفرد، وعلى التفسيرات والمعاني التي يكوّنها عن المواقف المختلفة» (الخطيب، 2007: 80).

وبناءً على هذه النظرية، فإن التوافق الزوجي يرتبط بمتغيرات اجتماعية ورموز ومعانٍ مختلفة حدثت للزوجات في مراحلهن العمرية المختلفة، ابتداءً من التنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية التي تلقينها من الوالدين قبل الزواج، ثم مرحلة الخطبة، ثم مرحلة عقد النكاح، ثم مرحلة العشرة الزوجية. وهذه المتغيرات قد ترتبط سلباً أو إيجاباً بالتوافق الزوجي، فعندما تكون التنشئة الوالدية للزوجين قائمة على الاحترام والتقدير والثقة في أبنائهما وتربيتهما الزواجية لأبنائهما، تكون معتمدة على إمدادهم بالقيم الإيجابية، كالاحترام، والتعاون، والمشاركة بين الزوجين؛ فإن ذلك يُسهم في التوافق الزوجي، وعندما يحصل العكس، بإمداد الأبناء بالقيم السلبية، مثل الشدة، والتسلط، وعدم احترام الطرف الآخر؛ فإن احتمال التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

خامساً: الدراسات السابقة

تعدُّ الدراسات السابقة من أكثر المحاور أهمية في الدراسة؛ لأنها تساعد الباحث في صياغة مشكلة الدراسة، والتحديد الدقيق للمتغيرات، والإجراءات المنهجية، وتفادي الصعوبات التي واجهت الباحثين، والبدء من حيث انتهى الآخرون. وفي ما يلي عرض للدراسات السابقة التي رجعت إليها الباحثة مرتبة من الأقدم إلى الأحدث:

1 – الدراسات العربية

أ – دراسة يغمور (1982)، بعنوان: «أثر عمل المرأة السعودية المتعلمة على التوافق في الحياة الزوجية»: هدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة بين عمل المرأة والتوافق الزوجي، وفق متغيرات: مستوى تعليم المرأة؛ عدد الأطفال؛ عدد سنوات الزواج؛ مستوى تعليم الزوج؛ عدد سنوات عمل المرأة؛ وأخيراً التوافق الزواجي. ولم تذكر الباحثة نوع المنهج المستخدم، أما العيِّنة فكانت عشوائية لمجموعة من الأزواج وزوجاتهم في مدينة جدة، المجموعة الأولى 260 زوجة عاملة من العاملات في القطاعين الحكومي والخاص، والمجموعة الثانية أزواج العيِّنة الأولى، وعددهم 260 زوجاً. وقد استُخدم لجمع معلومات هذه الدراسة الاستبيان المبني على المقابلة الشخصية. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أكثر الأسر توافقاً، هي التي لا يوجد لديها أطفال، أكثر الأسر توافقاً، هي التي لم تتجاوز فيها فترة عمل المرأة السنة، أكثر الأسر توافقاً، هي التي فترة زواجها أقل من سنة، الزوج الذي يحمل الشهادة الابتدائية أكثر توافقاً من غيره من الأزواج، الزوجة التي تحمل الشهادة الابتدائية أكثر توافقاً من غيرها من الزوجات.

ب – دراسة الحنطي (1419هـ/1998م)، بعنوان: «مشكلات التوافق الزواجي لدى الأسرة السعودية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في ضوء بعض المتغيرات»: هدفت الدراسة إلى معرفة مشكلات التوافق الزواجي، وقد أُجريت على عيِّنة من الأزواج والزوجات السعوديات، بواقع 284 زوجة و221 زوجاً في مدينة الرياض، دون تحديد لمتغير العمل، واستخدمت الاستبيان أداة لجمع البيانات، واعتمدت على منهج المسح الاجتماعي عن طريق العيِّنة. ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: أن أكثر مشكلات التوافق الزواجي شيوعاً عند الأزواج والزوجات تتمثل بمشكلات الزمن الذي يقضيه الزوجان معاً؛ فالمتزوجون لمدة سنة فأقل، تكثر لديهم المشكلات بنسبة أكبر من غيرهم، ممن مضى على زواجهم أكثر من ثلاث سنوات، ويدل هذا على كثرة المشاكل الزوجية في السنة الأولى من الزواج. أيضاً من أكثر مشكلات التوافق الزواجي المشكلات المالية ومشكلات اختلاف المستوى الثقافي، والتعليمي، والديني بين الزوجين ومشكلات تدخل أهل الزوجين ومشكلات الغيرة.

 ج – دراسة العامر (2000)، بعنوان: «معوقات التوافق بين الزوجين في ظل التحديات الثقافية للأسرة المسلمة»: هدفت الدراسة إلى معرفة أهم معوقات التوافق بين الزوجين من وجهة نظر الأزواج، واستكشاف الفروق بين الأزواج والزوجات في رؤيتهم لتحديد أهم المعوقات. وقد طُبِّقت الدراسة على عيِّنة تتكوَّن من اثنين وثلاثين زوجاً وزوجة من مدينة حائل في السعودية. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، كما استخدم الاستبيان أداة لجمع البيانات. ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: بالنسبة إلى البعد الثقافي، فقد اتضح أنه يؤثر في التوافق الزوجي حسب وجهه نظر الأزواج والزوجات. وأهم المعوقات الثقافية: انتشار وسائل الإعلام الحديثة، وانخفاض الوعي الأسري (الزوجي) لدى الزوجة، والتفاوت الشديد في مستوى ثقافة الزوجين، وانخفاض الوعي الثقافي الأسري لدى الأزواج. أما العوامل الثقافية التي لا تُمثّل معوقات للتوافق الزوجي – حسب وجهة نظر عيِّنة الدراسة – فهي أمِّية أحد الزوجين، وارتفاع مستوى تعليم الزوجة عن الزوج، وارتفاع مستوى تعليم الزوج عن الزوجة. أما العامل الاجتماعي، فيؤثر تأثيراً ملحوظاً في التوافق بين الزوجين، وأكثر المعوقات الاجتماعية تأثيراً في التوافق بين الزوجين، تتمثَّل بعدم تقدير الزوج لمشاعر لزوجته، والمبالغة في السيطرة من قِبل الزوج، وظهور علاقات عاطفية جديدة في حياة أحد الزوجين، وزواج الزوج مرة أخرى.

د – دراسة جباري (2003)، بعنوان: «التوافق الزواجي وعلاقته بأساليب المعاملة الوالدية والصحة النفسية للأبناء: دراسة نفسية تطبيقية في المجتمع اليمني»: هدفت هذه الدراسة التعرف إلى التوافق الزواجي، وعلاقته بأساليب المعاملة الوالدية والصحة النفسية للأبناء، تبعاً لمتغير المستوى التعليمي للزوجين، وعمر الزوجين، وفارق السن بين الزوجين، وعدد الأبناء، والاختيار الزواجي، وعمل الأم. ولم تذكر الباحثة ما هو المنهج المستخدم. وتكوَّنت عيِّنة الدراسة من 300 أسرة يمنية، ضمَّت 300 طالب وطالبة من الملتحقين بالصفين الأول والثاني الثانوي في ثماني مدراس خاصة وحكومية، وآبائهم وأمهاتهم. وقد تم الاعتماد على ثلاثة مقاييس لجمع البيانات، وهي: مقياس التوافق الزواجي، ومقياس أساليب المعاملة الوالدية، ومقياس الصحة النفسية للأبناء. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: التوافق الزواجي لدى الأزواج أعلى من الزوجات.كلما ارتفع المستوى التعليمي للزوجة؛ ارتفع مستوى التوافق الزواجي لديها. ازدياد عدد الأبناء؛ يؤدي إلى انخفاض مستوى التوافق الزواجي. 68،0 بالمئة من الأزواج والزوجات يقعون ضمن المستوى المتوسط للتوافق الزواجي. المستوى التعليمي للزوج والاختيار الزواجي أكثر المتغيرات إسهاماً في التوافق الزواجي؛ فكلما ارتفع المستوى التعليمي ارتفع مستوى التوافق الزوجي. وكلما كان الاختيار للزواج عن معرفه بين الزوجين؛ ارتفعت نسبة التوافق لديهما.

هـ – دراسة بلميهوب (2003 – 2004)، بعنوان: «عوامل الاستقرار الزوجي»: هدفت الدراسة معرفة عوامل الاستقرار الزوجي، حيث تناولت موضوع التوافق الزوجي بشكل غير مباشر، من خلال معرفة العوامل المساهمة في الاستقرار الزوجي، الذي حُدِّد بتحقيق مستوى عالٍ من التوافق الزوجي، والسعادة الزوجية، والرضا، والاتصال، والتوقع. وقد استخدمت الباحثة خمسة مقاييس لقياس هذه المفاهيم، التي منها مفهوم التوافق الزوجي وأثره فيى الاستقرار الزوجي. وطُبِّق هذا المقياس على عيِّنة من المتزوجين عددهم 400 من الجنسين في الجزائر، واستخدمت الباحثة الاستبيان ودراسة الحالة في جمع البيانات، ولكنها لم تذكر ما هو المنهج المستخدم. ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: الأزواج الذين وصفوا علاقة والديهم بأنها جيدة؛ هم أكثر توافقاً من الذين وصفوا علاقة والديهم بأنها سيئة. يزداد التوافق الزوجي في حال كانت مدة الخطوبة أكثر من سنتين. ويتأثر هذا التوافق بالمستوى الاقتصادي، فأصحاب الدخل الجيد أكثر توافقاً من أصحاب الدخل الضعيف، حيث حصل أصحاب الدخل الضعيف على أقل نسبة توافق. الأزواج الذين ليس لديهم أطفال؛ حصلوا على أعلى نسبة في التوافق الزواجي. لا توجد علاقة بين الفارق العمري بين الزوجين والاستقرار الزواجي. أكثر فئة متوافقة زواجيّاً، هم الذين كانت مدة زواجهم أقل من أربع سنوات، حيث يرتفع التوافق الزواجي، كلما قلّ عدد سنوات الزواج.

و – دراسة البقمي (1425 هـ/2004م)، بعنوان: «العلاقة بين ضغوط العمل والتوافق الزواجي لدى الزوجات العاملات»: هدفت الدراسة معرفة العلاقة بين ضغوط العمل ومستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات العاملات، واستخدمت المنهج الوصفي الارتباطي، وطُبّقت الدراسة على عيِّنة غرضية تتكوَّن من 200 زوجة من الزوجات العاملات في مهن مختلفة بمدينة الرياض، واستخدمت الاستمارة لجمع البيانات الأولية، ومقياس ضغوط العمل، ومقياس التوافق الزوجي. ومن النتائج التي توصّلت إليها الدراسة: وجود علاقة سالبة بين التوافق الزوجي وضغوط العمل، حيث إنه كلما زادت ضغوط العمل؛ قل التوافق الزوجي.

ز – دراسة الصمادي والطاهات (2005) بعنوان: التوافق الزواجي من وجهة نظر النساء العاملات في ضوء بعض المتغيرات: هدفت الدراسة معرفة مستوى التوافق الزواجي لدى العاملات في مهن التعليم، والسكرتارية، والتمريض. وتكونت عيِّنة الدراسة من 320 امرأة متزوجة يعملن في جامعة اليرموك والعلوم والتكنولوجيا في مدينة إربد، أو معلمات في مديرية تربية إربد الأولى، أو ممرضات في مستشفى الأميرة بسمة في مدينة إربد. ولم يُذكر ما هو المنهج المستخدم، أما أداة جمع البيانات فكان مقياس التوافق الزواجي. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: التوافق الزواجي عند العاملات متوسط. والمعلمات أكثر توافقاً زواجياً من الممرضات والسكرتيرات.

ح – دراسة محمد (2006): بعنوان: أساليب المعاملة الزوجية وعلاقتها بالتوافق الزواجي. دراسة تحليلة مقارنة من منظور خدمة الفرد مطبقة على عيِّنة من الأسر المتقدمة لمكاتب تسوية المنازعات الأسرية والأسر المحولة لمحكمة الأسرة: هدفت الدراسة معرفة العلاقة أساليب المعاملة الزوجية والتوافق الزواجي وتكونت عيِّنة الدراسة من 60 أسرة، 30 منها من الحالات المتقدمة لمكاتب تسوية النزاعات الأسرية، 30 من الحالات المحولة إلى محاكم الأسرة (30 زوجاً – 30 زوجة) في مدينة كفر الشيخ، ومنهج الدراسة هو المسح الاجتماعي بالعيِّنة، أما أداة جمع البيانات فهي مقياس التوافق الزواجي، ومقياس أساليب المعاملة الزوجية. وحدد الباحث الأساليب في (التسلط، الإهمال، القسوة والعنف، المودة). ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: بالنسبة إلى عيِّنة الأزواج في الأسر المتقدمة لمكاتب تسوية النزاعات الأسرية؛ توجد علاقة سلبية دالة بين أسلوب التسلط، وأسلوب القسوة، وأسلوب والعنف والإهمال والتوافق الزواجي. بينما توجد علاقة إيجابية دالة بين أسلوب المودة (الاحترام المتبادل والالتزام بالحقوق والواجبات ومراعاة مشاعر وذاتية الآخر بما يدعم الثقة والتفاهم والتواصل الفكري والوجداني) والتوافق الزواجي.

ط – دراسة الصغير (1428 هـ/2007م)، بعنوان: «التوافق الزواجي في المجتمع السعودي»: هدفت الدراسة الكشف عن أنماط التوافق الزواجي، ومشكلاته الأكثر شيوعاً، وتحليل أبعاده وعناصره المشتقة من الخلفية الثقافية للمجتمع السعودي. وقد طُبِّقت الدراسة على عيِّنة من 650 زوجاً وزوجة في مدينة الرياض، دون تحديد لمتغير العمل، واعتمد الباحث منهج المسح الاجتماعي من خلال العيِّنة، كما استخدم في جمع البيانات استبانة تشتمل على جزأين: يُعنى الجزء الأول بقياس المتغير التابع (التوافق الزوجي)، ويعنى الجزء الثاني بقياس (المتغيرات المستقلة)، وتم استخدام ثلاثة مقاييس، وهي مقياس التوافق الزواجي، ومقياس مركز التحكم الزوجي، ومقياس مستوى التوقعات الزوجية.

ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: هناك علاقة بين البيئة والتوافق الزوجي، فكلما كان الزوجان من البيئة نفسها؛ كانوا أكثر توافقاً من المتزوجين من بيئات مختلفة. التوافق الزوجي عند الأزواج أكبر من الزوجات. لا توجد علاقة بين المستوى التعليمي للزوجين والتوافق الزوجي، حيث لا يوجد علاقة بين التشابه في المستوى التعليمي للزوجين والتوافق الزوجي ولا بين ارتفاع مستوى تعليم الزوجة عن الزوج أو العكس والتوافق الزوجي. يرتفع التوافق الزوجي بزيادة مدة الخطبة. كلما طالت مدة الزواج؛ ازداد التوافق الزوجي. ينخفض التوافق الزوجي بزيادة عدد الأبناء.كلما زاد الدخل؛ ارتفع التوافق الزواجي.

ي – دراسة العنزي (1429 – 1430هـ/2008 – 2009م)، بعنوان: «دور أساليب التفكير، ومعايير اختيار شريك الحياة، وبعض المتغيرات الديمغرافية في تحقيق مستوى التوافق الزواجي لدى عيِّنة من المجتمع السعودي»: هدفت الدراسة تحديد أساليب التفكير الأكثر شيوعاً بين عيِّنة الدراسة، وتحديد أساليب اختيار شريك الحياة، وبعض المتغيرات الديمغرافية، ومعرفة دورها في تحقيق التوافق الزواجي. وطُبِّقت الدراسة على عيِّنة قصدية مكونة من 373 من المواطنين السعوديين في مدينة الرياض، واستخدمت المنهج الوصفي الارتباطي، كما استخدمت الاستبيان أداة لجمع البيانات. ومن النتائج التي توصلـت إليها الدراسة: تصنيف 67.8 بالمئة من العيِّنة على أنهم متوافقون زوجيّاً، وأن أساليب الاختيار الأكثر شيوعاً، هي الاختيار العائلي، ثم الاختيار من طريق الخاطبة، ثم الاختيار الشخصي، ثم الاختيار من طريق الأصدقاء. يزداد التوافق الزوجي عند الرجال الذي يكبرون زوجاتهم، بما لا يزيد على عشر سنوات. من ناحية المستوى التعليمي، فإنه كلما كان متشابهاً؛ زاد مستوى التوافق الزوجي.

ك – دراسة الرازق (1430 – 1431هـ/2009 – 2010م)، بعنوان: «مقومات التوافق الزوجي من وجهة نظر الطالبات المتزوجات وغير المتزوجات بكلية التربية في جامعة الملك سعود في ضوء بعض المتغيرات النفسية والمعرفية»: هدفت الدراسة معرفة مقومات التوافق الزوجي من وجهة نظر الطالبات المتزوجات وغير المتزوجات. وقد طُبِّقت الدراسة على عيِّنة قوامها 124 طالبة متزوجة وغير متزوجة من مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة، من طالبات كلية التربية في جامعة الملك سعود بالرياض، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المقارن، كما تم استخدام المقياس أداة لجمع البيانات، من خلال تطبيق مقياس التوافق الزوجي، ومقياس تقدير الذات، ومقياس الطموح، واختبار سمة القلق. ومن النتائج التي توصّلت إليها الدراسة: أهم مقومات التوافق الزوجي من وجهة نظر عيِّنة الدراسة: أهمية الجانب الديني وتقارب المستوى التعليمي بين الزوجين والمستوى الاقتصادي المرتفع.

ل – دراسة الجار الله (1431 – 1432 هـ/2010 – 2011م)، بعنوان: «الخصائص الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية للزوجين وعلاقتها بالتوافق الزواجي»: هدفت الدراسة إلى معرفة الخصائص الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية للزوجين، وعلاقتها بالتوافق الزواجي. وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي بالعيِّنة، وكانت عيِّنة الدراسة عمدية، مكونة من 200 من العاملات في القطاع الصحي الحكومي في مدينة الرياض. ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: معدل التوافق بشكل عام للزوجات العاملات في القطاع الصحي الحكومي (جيد). ليس هناك علاقة بين مدة العشرة الزوجية، ولا التجانس القرابي، ولا الموطن الأصلي، ولا نوع التربية العائلية والتوافق الزواجي بشكل عام. ليس هناك علاقة بين مستوى تديُّن الزوجة، أو تعليم الزوجين، أو معايير البيئة الثقافية للأزواج ومستوى التوافق الزواجي عند الزوجات.

م – دراسة عزيزة (2012) بعنوان: «التدين وعلاقته بالتوافق الزواجي في البيئة الجزائرية»: هدفت الدراسة معرفة العلاقة بين التدين والتوافق الزواجي وتكونت عيِّنة الدراسة من 640 فرداً (عبارة عن 320 زوجاً وزوجة متوافقين زواجياً، و320 زوجاً وزوجة مطلقين) يقيمون في شرق وغرب وجنوب الجزائر. ومنهج الدراسة هو المنهج الوصفي، واستخدمت مقياس التوافق الزواجي ومقياس الوعي الديني ومقياس التدين كأداة لجمع البيانات. ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة: هناك علاقة إحصائية دالة بين التوافق الزواجي والتدين عند المتوافقين زواجياً؛ كلما ارتفعت درجة التدين ارتفعت درجات التوافق الزواجي. وعند غير المتوافقين كلما قلت درجة التدين انخفض التوافق الزواجي.

2 – الدراسات الأجنبية

  • دراسةThind and Jaswal and Singh (2006) بعنوان: «تقييم التوافق الزوجي بين الأزواج فيما يخصُّ المستوى التعليمي للمرأة، وحالات العمل»: هدفت هذه الدراسة تقييم التوافق الزوجي بين الأزواج، ومقارنة حالات العائلات التي بها زوجة عاملة مع العائلات التي لا تعمل الزوجة بها، وذلك من خلال المستويات التعليمية المختلفة للنساء. وتكوَّنت عيِّنة الدراسة من 300 أسرة في مدينة لوديانا الهندية بها 300 امرأة متزوجة من عوائل سيخية (منتمين للديانة السيخية) تم اختيارهن اعتماداً على الحالة الوظيفية (عاملة – غير عاملة) وتم تقسيم العيِّنة إلى مجموعتين: مجموعة مكونة من 150 امرأة عاملة، والمجموعة الثانية مكونة من 150 امرأة غير عاملة. وتم تقسيم كل مجموعة إلى 3 مجموعات بناء على مستوى التعليم كل مجموعة 50 امرأة. المستويات التعليمية تم تصنيفها إلى 3 مستويات هي: المستوى الأول (دراسات عليا فأعلى)؛ المستوى الثاني (مقبل على التخرج – تعليم متوسط)؛ المستوى الثالث (المقبولون حديثاً للدراسة وما دون ذلك من الأميين وغير المتعلمين). أما من حيث أداة البحث فهي استبيان خاص بالديمغرافية الاجتماعية. كما تمَّ تقييم مستوى التوافق الزوجي لدى العائلات باستخدام استبيان التوافق الزوجي. ومن النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة: بالنسبة إلى البعد العاطفي للتوافق الزوجي للأزواج فإنه لا يتأثر بشكل كبير بالمستوى التعليمي والحالة الوظيفية للزوجة. يتأثر البعد العاطفي للتوافق الزوجي عند الزوجات بالمستوى التعليمي للزوجة، والحالة الوظيفية، حيث إن الزوجات ذوات التعليم المتدني، والضعيف، وغير العاملات أكثر اعتماداً عاطفياً على أزواجهن من الزوجات المتعلمات من المستويين الأول والثاني، والعاملات، حيث لوحظ أن المتعلمات من المستويين الأول والثاني والعاملات أكثر استقلالية من الناحية العاطفية، وأقل اعتمادية عاطفية على الزوج. المتزوجون من زوجات عاملات ومتعلمات من المستوى الأول والثاني، أكثر توافقاً زوجياً من الناحية الاجتماعية من المتزوجين من زوجات غير عاملات أو متعلمات تعليماً متدنياً. الزوجات المتعلمات من المستوى الأول أكثر توافقاً زوجياً من الناحية الاجتماعية من الزوجات ذوات التعليم المتوسط أو المتدني.

سادساً: تعقيب على الدراسات السابقة

تعرض الباحثة في الجزء التالي تعقيباً على الدراسات السابقة من خلال عرض أوجه الشبه والاختلاف بين هذه الدراسة والدراسات السابقة، والإفادة التي استفادت منها الباحثة، والإضافة التي سوف تقدمها هذه الدراسة.

1 – كان الهدف الرئيس للدراسة هو معرفة بعض العوامل الاجتماعية التي لها علاقة بالتوافق الزوجي. وقد تشابهت مع دراسة الجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م) التي هدفت لمعرفه الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعلاقتها بالتوافق الزواجي ودراسة الصغير (1428هـ/2007م) والتي هدفت إلى معرفة أنماط التوافق الزوجي، حيث تمت دراسة بعض العوامل الاجتماعية التي تطرقت إليها الدراسة، إلا أنها اختلفت عن هاتين الدراستين وعن باقي الدراسات؛ في إضافتها لعوامل اجتماعية جديدة لم تتعرض لها الدراسـات السابقة. أيضاً غالبية الدراسات التي تناولت موضوع التوافق الزوجي هي دراسات نفسية وتناولته من جانب نفسي مثل معرفة العلاقة بين أساليب التفكير، أو سمات الشخصية، أو ضغوط العمل، أو أساليب المعاملة الوالدية والصحة النفسية للأبناء وعلاقة ذلك بالتوافق الزوجي.

2 – اتفقت هذه الدراسة من ناحية المنهج مع دراسة الحنطي (1419هـ/1998م)، والصغير (1428هـ/2007م)، والجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، ومحمد (2006) في استخدام منهج المسح الاجتماعي الذي يناسب كثيراً من الدراسات الوصفية، واختلف مع باقي الدراسات.

3 – اختلفت من ناحية عيِّنة الدراسة عن جميع الدراسات السابق ذكرها؛ فعينِّة الدراسة هي الزوجات السعوديات العاملات معلمات في المرحلة المتوسطة الحكومية في مدينة الرياض.

4 – اتفقت الدراسة من ناحية أداة جمع البيانات مع غالبية الدراسات السابقة في أداة جمع البيانات، وهو الاستبيان المحتوي على مقياس التوافق الزوجي، حيث استفادت الباحثة من مقياس التوافق الزوجي في دراسة الحنطي (1419ه/1998م)، والصغير (1428هـ/2007م)، وبلميهوب (2003 – 2004)، والبقمي (1425هـ/2004م)، والجار الله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م) وأعادت صوغ بعض العبارات وإضافة عبارات أخرى.

5 – أهم ما يميز هذه الدراسة أنها تركز على العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتوافق الـزوجـي وتطـرح تسـاؤلات لعـوامل اجـتماعـيـة لـم تـتـم دراستها فـي السابق. كما أن عيِّنة الدراسة وهي (معلمات المرحلة المتوسطة) مختلفة عن عيِّنة جميع الدراسات السابقة.

6 – استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في صياغة المشكلة، والتحديد الدقيق لبعض المتغيرات والمفاهيم، وفي صياغة فصل الإطار النظري، ومقارنة نتائج الدراسات السابقة بهذه الدراسة.

سابعاً: الإجراءات المنهجية للدراسة

 

1 – نوع الدراسة

يعدُّ موضوع الدراسة: بعض العوامل الاجتماعية وعلاقتها بالتوافق الزوجي؛ من الدراسات التي سبق البحث عن عناوين مشابهة لها في السعودية، ويغلب عليها صفة التحديد، كما أن هدف الدراسة معرفة العلاقة بين عدد من العوامل (المتغيرات) الاجتماعية والتوافق الزوجي؛ لذلك فإن الدراسة الوصفية هي الأسلوب الأمثل لهذه الدراسة.

2 – منهج الدراسة

منهج الدراسة هو المسح الاجتماعي من طريق العيِّنة. وقد تم اختيار المسح الاجتماعي بالعيِّنة؛ لمناسبته لنوع الدراسة الوصفية، وموضوعها، ومجتمعها، كما يعتبر المنهج المناسب لتحقيق أهداف الدراسة.

3 – مجتمع الدراسة

مجتمع الدراسة هنا، هو الزوجة السعودية العاملة معلمة للمرحلة المتوسطة الحكومية في مدينة الرياض.

4 – عيِّنة الدراسة

عيِّنة الدراسة عمدية، وتكوّنت من 297 معلمة من المعلمات المتزوجات في المرحلة المتوسطة، للمدارس التابعة لمركز الإشراف التربوي لحي البديعة، والمدارس التابعة لمركز الإشراف التربوي لحي الشفا.

وقد اعتمدت الباحثة على هذه العيِّنة العمدية؛ لأن مجتمع الدراسة متجانس والعيِّنة المناسبة له هي العمدية، ولاعتقاد الباحثة أنها عيِّنة ممثلة لمجتمع الدراسة. فالمعلمات اللاتي يعملن في حي الشفا وحي البديعة ليس بالضرورة أن تكون منطقة سكنهن هي نفسها منطقة العمل، فبعضهن يعملن في الشفا أو البديعة، ويسكن في منطقة أخرى، كالعليا أو النسيم مثـلاً؛ لذلك اختارت الباحثة المعلمات في المدارس الحكومية التابعة لمركز الإشراف التربوي لحي البديعة، ومركز الإشراف التربوي لحي الشفا.

5 – أداة جمع البيانات

استخدمت الباحثة الاستبيان المحتوي على مقياس كوسيلة لجمع البيانات.

6 – صدق أداة جمع البيانات

أ – الصدق الظاهري

تم التأكد من صدق الاستبيان الظاهري من خلال عرضه على مجموعة من المحكِّمين؛ لمعرفة مدى وضوح العبارات، وتغطية الاستبيان لمحاور الدراسة، وأهدافها، وتم تعديل الأسئلة، وإضافة بعض العبارات، والعمل بما هو مناسب.

ب – الصدق البنائي (الاتساق الداخلي)

تم التأكد من الصدق البنائي لعبـارات مقياس التـوافق الـزوجي باسـتخدام مـعامـل الارتباط بيرسون، الذي يُستخدم لقياس الاتساق والارتباط بين العبارات.

7 – موثوقية أداة جمع البيانات

تم التأكد من موثوقية (Reliability) مقياس التوافق الزوجي من خلال حساب معامل ألفا كورنباخ (ثبات الاتساق الداخلي للعبارات)، وقد بلغ قيمة المعامل للمحاور ككل 90، (قوي جدّاً)، ويمنح هذا المعدل ثقة للمقياس، وللنتيجة التي نتوصّل إليها لتحقيق أهداف الدراسة. أما ثبات الاستبيان (متغيرات الدراسة المستقلة) فقد تم التأكد منه من خلال توزيع الاستبيان على عيِّنة من المبحوثات والتأكد من فهمهن لعبارات الاستبيان، حيث يعتبر اختبار ألفا كورنباخ للمقياس وليس للاستبيان ككل.

8 – محتويات أداة جمع البيانات

اهتمت الباحثة عند تصميم الاستبيان بأن يكون مرتبطاً بأهداف الدراسة وتساؤلاتها؛ حيث إن البحث الاجتماعي يجب أن يكون مترابطاً، وكل خطوة مرتبطة بالخطوات التي قبلها. وقد تكوّن الاستبيان من محورين:

أ – المحور الأول

العوامل الاجتماعية الشخصية، والعوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنششة الاجتماعية والتربية الزوجية للفتاة قبل الزواج، والعوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة، والعوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران، والعوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة العشرة الزوجية.

ب – المحور الثاني

مقياس التوافق الزوجي. وقد استفادت الباحثة من مقاييس التوافق الزوجي المستخدمة في الدراسات السابقة، حيث استفادت من المقياس المستخدم في دراسة الجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، وبلميهوب (2003 – 2004)، والعنزي (1429 – 1430هـ/2008 – 2009م)، وجباري (2003)، والحنطي (1419هـ/1998م)، والسميح (1432هـ/2011م) فأخذت بعض العبارات، وأعادت صياغة بعضها الآخر بالشكل المناسب للدراسة، وأضافت بعض العبارات التي أغفلتها الدراسات السابقة.

ويحتوي مقياس التوافق الزوجي على سبعة محاور، وإحدى وعشرين عبارة، وهي: الاتجاهات والميول المشتركة (يحتوي على ثلاث عبارات)، الجانب العاطفي (يحتوي على ثلاث عبارات)، الثقة والاحترام يحتوي على ثلاث عبارات)، الجانب الاجتماعي (يحتوي على ثلاث عبارات)، الحوار الأسري (يحتوي على ثلاث عبارات)، مواجهة المشكلات (يحتوي على ثلاث عبارات)، تحمل المسؤولية (يحتوي على ثلاث عبارات).

9 – مجالات الدراسة

أ – المجال البشري

يتكوّن المجال البشري من المعلمات المتزوجات في المرحلة المتوسطة بالمدارس الحكومية في مدينة الرياض.

ب – المجال المكاني

تقتصر هذه الدراسة على مدينة الرياض.

ج – المجال الزمني

يتمثّل في فترة جمع بيانات الدراسة، في الفترة الواقعة من 15/4/1434هـ إلى 7/5/1434هـ.

10 – أسلوب تحليل البيانات

بعد الانتهاء من جمع البيانات، تم إدخالها في برنامج الحزم الإحصائية SPSS، ثم ترميزها، ثم تحليلها إحصائيّاً. ولظروف التحليل الإحصائي، فقد قامت الباحثة بعد استشارة خبير في التحليل الإحصائي بتحويل خيارات مقياس التوافق، لتعطي نتائج أكثر دقة ووضوحاً. فالإجابة: عالٍ جدّاً؛ كانت تعني في الاستبيان (دائماً)، والإجابة عالٍ، تعني في الاستبيان (غالباً)، والإجابة متوسط، تعني (أحياناً)، والإجابة ضعيف، تعني (نادراً وأبداً)، وقد تم دمج (أبداً) مع (نادراً)؛ لأن خيار (أبداً) كانت نسبة من أجبن عليه قليلة جدّاً، أقل من 1 بالمئة، ومن أجل أن تتفاعل عبارات المقياس، ونحصل على قيم إحصائية تتميَّز بالصدق والثقة، تم الدمج.

ثامناً: عرض النتائج ومناقشتها

في هذا الفصل من الدراسة تتناول الباحثة عرضاً لنتائج الدراسة من خلال شرح مفصل لخصائص عيِّنة الدراسة، والإجابة عن تساؤلات الدراسة. ثم بعد ذلك مناقشة لنتائج الدراسة.

1 – عرض نتائج الدراسة

أ – خصائص عيِّنة الدراسة

سعت الدراسة إلى معرفة العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتوافق الزوجي. وتمثَّلت عيِّنة الدراسة بالزوجات السعوديات العاملات معلمات للمرحلة المتوسطة الحكومية، وكانت خصائص العيِّنة على النحو التالي:

الجدول الرقم (1)

عمر الزوجة وعمر الزوج عند الزواج

عمر الزوجة
عند الزواج
التكرارالنسبة المئويةعمر الزوج
عند الزواج
التكرارالنسبة المئوية
زواج مبكر
(14 – 22 سنة)
11538.7زواج مبكر
(20 – 30 سنة)
9532.0
زواج في عمر متوسط (23 – 30 سنة)16856.6زواج في عمر متوسط (31 – 35 سنة)14247.8
زواج متأخر
(31 – 40 سنة)
134.4زواج متأخر
(36 – 49 سنة)
5819.5
المجموع29699.7المجموع29599.3

(*) في جداول الخصائص مجموع التكرارات أقل من 297 وهو عدد العينة، والنسبة أقل من 100 بالمئة؛ لأن هناك عدداً من البيانات عن هذه الخصائص مفقودة.

يُلاحظ من الجدول الرقم (1)، أن نسبة 56.6 بالمئة من عيِّنة الدراسة، تتراوح أعمارهن عند الزواج من 23 إلى 30، (زواج في عمر متوسط) ويشكلن الغالبية العظمى، يلي ذلك نسبة 38.7 بالمئة تزوجن وأعمارهن تتراوح بين 14 – 22، ويعدُّ ذلك زواجاً مبكراً، ثم يأتي في المرتبة الثالثة بنسبة 4.4 بالمئة من تزوجن في عمر يتراوح بين 31 – 40، الذي يُعدُّ سن زواج متأخراً في مجتمعنا السعودي.

كما يتضح من الجدول الرقم (1)، أن نسبة 47.8 بالمئة من عيِّنة الدراسة تراوح أعمار أزواجهن عند الزواج من 31 – 35، ويأتي في المرتبة الثانية أزواج كان عمرهم عند الزواج من 20 – 30 سنة، بنسبة 32.0 بالمئة، وتأتي النسبة الثالثة لأزواج تتراوح أعمارهم بين 36 – 49 سنة، بمعدل 19.5 بالمئة.

يتبين من الجدول الرقم (2)، أن الغالبية العظمى من عيِّنة الدراسة بنسبة 53.5 بالمئة، كان الزوج أكبر منهن بفارق 1 – 5 سنوات، يلي ذلك الزوج أكبر بفارق من 6 – 10 سنوات، بنسبة 24.6 بالمئة، ثم الزوج أكبر بفارق 11 – 22 سنة بنسبة 7.4 بالمئة، ثم من يتساوى عمرها مع الزوج بنسبة 6.1 بالمئة، ثم الزوجة أكبر بفارق من 1 – 2 بنسبة 7.5 بالمئة، وأخيراً الزوجة أكبر بفارق 3 – 6 سنوات بنسبة 2.4 بالمئة.

الجدول الرقم (2)

الفارق العمري بين الزوجين

الفارق العمري بين الزوجينالتكرارالنسبة المئوية
عمر الزوج مع الزوجة متساوٍ186.1
الزوج أكبر بفارق 1 – 5 سنوات (فرق قليل)15953.5
الزوج أكبر بفارق 6 – 10 سنوات (فرق متوسط)7324.6
الزوج أكبر بفارق 11 – 22 سنة (فرق كبير)227.4
الزوجة أكبر بفارق من 1 – 2 سنة (فرق قليل)175.7
الزوجة أكبر بفارق من 3 – 6 سنوات (فرق متوسط)72.4
المجموع29699.7

 

الجدول الرقم (3)

المستوى التعليمي للزوجين ومدة الزواج وعدد الأبناء

المستوى التعليمي للزوجينالتكرارالنسبة المئوية
الزوجة أعلى من تعليم الزوج17458.6
الزوج أعلى من تعليم الزوجة175.7
متساوٍ تقريباً تعليم الزوج والزوجة10535.4
المجموع29699.7
مدة الزواجالتكرارالنسبة المئوية
قليلة (1 – 10 سنوات)8327.9
متوسطة (11 – 15 سنة)7023.6
طويلة (16 – 35 سنة)14047.1
المجموع29398.7
عدد الأبناءالتكرارالنسبة المئوية
لا يوجد أبناء124.0
من 3 فأقل11137.4
4 أبناء فأكثر16856.6
المجموع29198.0

 

يتضح من الجدول الرقم (3)، أن غالبية عيِّنة الدراسة، وبنسبة 58.6 بالمئة، كان مستوى تعليم الزوجة أعلى من تعليم الزوج، بينما يأتي في المرتبة الثانية من هم متساوون في التعليم ونسبتهم 35.4 بالمئة، ويأتي في المرتبة الثالثة مستوى تعليم الزوج أعلى من الزوجة بنسبة 5.7 بالمئة.

كما يُلاحظ من الجدول الرقم (3)، أن نسبة 47.1 بالمئة من عيِّنة الدراسة مدة زواجهن 16 – 35 سنة، والنسبة التالية 27.9 بالمئة من كانت مدة زواجهن من 1 – 10 سنوات، وأخيراً نسبة 23.6 بالمئة لمن كانت مدة زواجهن من 11 – 15 سنة.

أيضاً يبرهن الجدول إياه، أن الغالبية من عيِّنة الدراسة، وبنسبة 56.6 بالمئة لديهن 4 أبناء فأكثر، ويليها من لديهن 3 أبناء فأقل بنسبة 37.4 بالمئة، ثم من لا يوجد لديهن أبناء ونسبتهن 4.0 بالمئة.

الجدول الرقم (4)

نوع الزواج والمستوى الاقتصادي والديني والخلفية الثقافية

نوع الزواجالتكرارالنسبة المئوية
من الأقارب10435.0
ليس من الأقارب18562.3
المجموع28997.3
المستوى الاقتصادي للزوجالتكرارالنسبة المئوية
متدنٍ1186.1
متوسط23980.5
عالٍ3812.8
المجموع29599.3
مستوى تدين الزوجالتكرارالنسبة المئوية
متدنٍ268.8
متوسط23980.5
عالٍ3010.1
المجموع29599.3
الخلفية الثقافية للزوجالتكرارالنسبة المئوية
حضرية23980.5
بدوية5719.2
المجموع29699.7

 

يتضح من الجدول الرقم (4)، أن غالبية عيِّنة الدراسة وبنسبة 62.3 بالمئة، كان زواجهن من غير الأقارب، ونسبة 35.0 بالمئة كان زواجهن من الأقارب. كما يُلاحظ من الجدول الرقم (4)، أن الغالبية العظمى من عيِّنة الدراسة ونسبتها 80.5 بالمئة، كان المستوى الاقتصادي للزوج متوسطاً، والمستوى العالي نسبته 12.8، وأخيراً المتدني 6.1 بالمئة، ويدل هذا على أن غالبية المجتمع السعودي ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. ويتضح من الجدول الرقم (4)، أن الغالبية العظمى من عيِّنة الدراسة بنسبة 80.5 بالمئة، كان مستوى تدين أزواجهن متوسطً، يلي ذلك المستوى العالي ونسبته 1.10 وأخيراً المستوى المتدني بنسبة 8.8 بالمئة. أيضاً يتبين من الجدول الرقم (4)، أن غالبية عيِّنة الدراسة ونسبتهم (80.5 بالمئة)، كانت الخلفية الثقافية لإزواجهن حضرية، بينما البادية (2.19 بالمئة) فقط؛ وذلك بسبب أن عيِّنة الدراسة هي في مدينة الرياض، حيث يطغى على سكانها القيم الحضرية والمدنية.

ب – الإجابة عن تساؤلات الدراسة

سعت الدراسة إلى معرفة مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات السعوديات العاملات مُعلمات في المرحلة المتوسطة، ومعرفة العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتوافق الزوجي.

وقد توصَّلت الدراسة إلى معرفة مستوى التوافق الزوجي من خلال مقياس للتوافق الزوجي، يحتوي على 7 محاور، وهي: الاتجاهات والميول المشتركة، والجانب العاطفي، والثقة والاحترام، والجانب الاجتماعي، والحوار الأسري، ومواجهة المشكلات، وتحمُّل المسؤولية.

(1) ما مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات في عيِّنة الدراسة؟

الجدول الرقم (5)

مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات المعلمات

معدل التوافق الزوجيالمتوسط (مستوى التوافق)الدلالة الإحصائية
ضعيفمتوسطعالٍعالٍ جدّاً
كبالمئةكبالمئةكبالمئةكبالمئة
144.75518.512542.17424.93.96عالٍ

(*) تعبِّر إجابة (ضعيف) في كل الجداول عن (أبداً، ونادراً)، أما إجابة (متوسط)، فتعبِّر عن (أحياناً)، وإجابة عالٍ تُعبِّر عنها (غالباً)، وإجابة (عالٍ جدّاً)، تعبَّر عنها دائماً.

بيَّن الجدول الرقم (5) أن مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات العاملات في البيئة الوظيفية التعليمية (المُعلمات) بلغ 3.96 من 5، (توافق عالٍ). وهو ما يدل على أن العمل في المجال لتعليمي لم يكن له تأثير سلبي في مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات.

(2) ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية الشخصية ومستوى التوافق الزوجي؟

الجدول الرقم (6)

علاقة عمر الزوجين ومستوى التعليم بالتوافق الزوجي

العوامل
الاجتماعية
الشخصية
مستوى التوافق الزوجي
ضعيف

Std.R

متوسط

Std.R

عالٍ

Std.R

عالٍ جداً

Std.R

عمر الزوجة عند الزواجزواج مبكر (14 – 22 سنة)0.50.30.61.3−
زواج في سن متوسط (23 – 30 سنة)0.7−0.00.7−1.2
زواج متأخر (31 – 40 سنة)0.81.4−0.90.3−
عمر الزوج عند الزواجزواج مبكر (20 – 30 سنة)1.10.3−0.10.3−
زواج في سن متوسط (31 – 35 سنة)1.5−0.00.10.5
زواج متأخر (36 – 49 سنة)0.10.40.2−0.5−
الفارق العمري بين الزوجينمتساوي عمر الزوج مع الزوجة0.00.3−0.00.2
الزوج أكبر من الزوجة بفارق

1 – 5 سنوات (فرق قليل)

0.8−0.4−0.20.5
الزوج أكبر من الزوجة بفارق

6 – 10 سنوات (فرق متوسط)

0.70.10.20.6−
الزوج أكبر من الزوجة بفارق

11 – 22 سنوات (فرق كبير)

1.01.20.8−0.4−
متساوي عمر الزوجة مع الزوج0.70.10.10.1
الزوجة أكبر من الزوج بفارق

1 – 2 سنة (فرق قليل)

0.6−0.3−0.10.3
الزوجة أكبر من الزوج بفارق

3 – 6 سنوات (فرق متوسط)

0.3−0.40.00.2−
المستوى التعليمي للزوجينالزوج أعلى تعليماً من الزوجة0.1−0.30.6−0.6
الزوجة أعلى تعليماً من الزوج0.40.21.3−1.3
متساوي تعليم الزوج مع الزوجة00.4−1.31.3−

 

يوضّح الجدول الرقم (6) في اختبار الرجول (std.Residual)، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين عمر الزوجة عند الزواج – سواء كان زواجها في سن مبكر، أم سن متوسط، أم سن متأخر – ومستوى توافقها الزوجي. أيضاً يُلاحظ في اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين عمر الزوج عند الزواج – سواء كان زواجه في سن مبكر، أم سن متوسط، أم سن متأخر – ومستوى التوافق الزوجي. وهذه النتيجة تبرهن على أنه؛ لا يوجد عمر معين للزوج أو للزوجة، نستطيع به التنبؤ بحصول توافق زوجي.

ويوضّح اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين الفارق العمري بين الزوجين ومستوى التوافق الزوجي؛ مما يبرهن على أنه لا يمكن التنبؤ بالتوافق الزواجي أو عدمه من خلال الفارق العمري بين الزوجين.

وبيَّن اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين المستوى التعليمي والتوافق الزوجي؛ مما يبرهن على أن تساوي الزوجين في التعليم، أو ارتفاع مستوى تعليم الزوج عن الزوجة، أو ارتفاع مستوى تعليم الزوجة عن الزوج؛ ليس له علاقة بالتوافق الزوجي.

(3) ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج ومستوى التوافق الزوجي

يتضّح من بيانات الجدول الرقم (7) في اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين أهداف التنشئة الوالدية للفتاة ومستوى توافقها الزوجي، فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية مشاركة الزوج = عالٍ جدّاً = 2.0 وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يبرهن على أنه عندما ينشئ الوالدان الفتاة على أن تكون مشاركة لزوجها، فإن احتمال توافقها الزوجي يكون عالياً جدّاً.

ويُلاحظ في اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين أسلوب التنشئة الوالدية للفتاة نحو الذكور، ومستوى التوافق الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية كره الذكور = ضعيف = 2.1، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يبرهن على أنه عندما يُنشئ الوالدان الفتاة على كره الذكور؛ فإن احتمال توافقها الزوجي يكون ضعيفاً.

أيضاً بيَّن اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين أسلوب تعامل والدَي الفتاة أثناء تنشئتها ومستوى توافقها الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية شِدة = ضعيف = 2.5، وشِدة = عالٍ جدّاً = 3، – 2، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يؤكد أن أسلوب التنشئة للفتاة إذا كان قائماً على الشِدة، فإن احتمال توافقها الزوجي يكون ضعيفاً.

الجدول الرقم (7)

علاقة العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة المنزلية ومستوى التوافق الزوجي

العوامل الاجتماعية المرتبطة
بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية
للفتاة قبل الزواج
مستوى التوافق الزوجي
ضعيف

Std.R

متوسط

Std.R

عالٍ

Std.R

عالٍ جداً

Std.R

أهداف التنشئة
الوالدية
قيادية1.50.4−0.60.2−1
مطيعة للزوج0.1−1.40.40.7−1
مشاركة للزوج0.7−0.9−0.7−2.0
أسلوب التنشئة
الوالدية نحو
الذكور
كره الذكور2.10.50.3−0.9−
تخويف من الذكور0.20.1−0.60.7−
احترام الذكور0.3−0.00.1−0.3
أسلوب تعامل
الوالدين أثناء
التنشئة
تساهل ولامبالاة0.5−0.20.80.1−1
شِدة2.52.10.5−0.3−2
ثقة واحترام0.2−10.1−10.11.3

(4) ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي؟

يتضّح من بيانات الجدول الرقم (8) في اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين مدة النظرة الشرعية ومستوى التوافق الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية غير كافية= ضعيف=3.3، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ مما يبرهن على أنه إذا كانت النظرة الشرعية غير كافية؛ فإن احتمال التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

ويُلاحظ في اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين المكالمات الهاتفية فترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي؛ ما يؤكد عدم وجود علاقة بين المكالمات الهاتفية فترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي.

كما يُلاحظ في اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين مدة فترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي؛ ما يوضّح عدم وجود علاقة بين إذا كانت مدة الخطبة – قصيرة، أو متوسطة، أو طويلة – ومستوى التوافق الزوجي.

الجدول الرقم (8)

علاقة العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة بمستوى التوافق الزوجي

العوامل الاجتماعية
المرتبطة
بفترة الخطبة
مستوى التوافق الزوجي
ضعيف

Std.R

متوسط

Std.R

عالٍ

Std.R

عالٍ جداً

Std.R

مدة النظرة الشرعيةلا يوجد نظرة1.6−1.20.2−0.1−
غير كافية3.31.0−0.5−0.1
كافية0.1−0.6−0.4−0.1
المكالمات الهاتفية

فترة الخطبة

لا يوجد0.4−0.20.6−0.8
نادراً0.6−0.80.10.6−
كثيراً1.21.0−0.80.7−
مدة الخطبةقصيرة (1 – 2 شهر)1.20.10.6−0.2
متوسطة (3 – 4 أشهر)1.3−0.20.2−0.7
طويلة (من 5 – 84 شهراً)0.00.2−0.60.7−

 

(5) ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران ومستوى التوافق الزوجي؟

يُلاحظ من بيانات الجدول الرقم (9) في اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين حجم اللقاءات في فترة عقد القران (الملكة)، ومستوى التوافق الزوجي؛ ما يوضّح عدم وجود علاقة بين حجم اللقاءات في فترة عقد القران والتوافق الزوجي.

كما يوضّح اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين مدة فترة عقد النكاح ومستوى التوافق الزوجي؛ وهذا يبرهن على أن مدة فترة عقد النكاح ليس لها علاقة بالتوافق الزوجي. وهذه النتيجة أتت متوافقة مع النتيجة السابقة؛ ما يؤكد أن مرحلة عقد القران (اللقاءات في فترة عقد القران، ومدة وفترة عقد القران) ليس لها علاقة بالتوافق الزوجي ولا يمكن من خلالها التنبؤ بالتوافق الزوجي أو عدمه.

كذلك قد بيَّن اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين الزواج القرابي أو غير القرابي ومستوى التوافق الزوجي؛ مما يبرهن على أن نوع الزواج ليس له علاقة بالتوافق الزوجي.

الجدول الرقم (9)

علاقة العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران بمستوى التوافق الزوجي

العوامل الاجتماعية
المرتبطة بفترة
عقد القران
مستوى التوافق الزوجي
ضعيف

Std.R

متوسط

Std.R

عالٍ

Std.R

عالٍ جداً

Std.R

حجم اللقاءاتلا يوجد0.80.71.4−0.9
نادراً1.3−0.3−1.71.4−
كثيراً0.81.2−0.20.4
مدة عقد النكاحقليلة (شهر وأقل)0.90.5−0.3−0.4
متوسطة (1 – 2 شهر)0.00.90.2−0.5−
طويلة (3 – 108 شهور)0.9−0.1−0.40.0
نوع الزواجمن الأقارب0.60.1−0.6−0.6
ليس من الأقارب0.5−0.40.10.5−

 

(6) ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي؟

يُلاحظ من بيانات الجدول الرقم (10) في اختبار الرجول، عدم وجـود عـلاقة إحصـائية عنـد مسـتوى دلالة 2 فـأكثر، بـيـن مـدة الـزواج، ومسـتوى التوافق الزوجي؛ ما يبرهن على أن مدة الزواج ليس لها علاقة بالتوافق الزوجي.

كما يتضّح من اختبار الرجول، عدم وجود علاقة إحصائية عند مستوى دلالة 2 فأكثر، بين عدد الأبناء ومستوى التوافق الزوجي؛ وهذا يبرهن على أن عدد الأبناء ليس له علاقة بالتوافق الزوجي.

ويـبيَّن اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين أسلوب معاملة الزوج ومستوى التوافق الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية شِدة = ضعيف = 5.7، والخلية شِدة = عالٍ جدّاً = 2.9 – وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يبرهن على أنه إذا كان أسلوب تعامل الزوج مع زوجته فيه شِدة؛ فإن احتمال التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

كذلك توجد قيمة دالة إحصائيّاً للخلية عادية (سطحية) = متوسط =4.1، والخلية عادية (سطحية)= عالٍ جدّاً =3.7 – ، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ مما يبرهن على أنه عندما يعامل الزوج زوجته معاملة سطحية؛ فإن مستوى التوافق الزوجي لا يزيد عن المتوسط.

الجدول رقم (10)

العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي

العوامل الاجتماعية
المرتبطة بالعشرة الزوجية
مستوى التوافق الزوجي
ضعيف

Std.R

متوسط

Std.R

عالٍ

Std.R

عالٍ جداً

Std.R

مدة الزواجقليلة (1 – 10 سنوات)0.71.6−0.70.1
متوسطة (11 – 15 سنة)0.80.71.3−0.7
طويلة (16 – 35 سنة)1.1−0.70.40.6−
عدد الأبناءلا يوجد أبناء0.4−0.8−0.3−1.3
ثلاثة أبناء فأقل1.00.6−0.10.1−
أربعة أبناء فأكثر0.80.60.1−0.1−
أسلوب معاملة الزوجشدة5.71.90.9−2.9−
عادية (سطحية)0.24.10.13.7−
احترام2.9−3.6−0.43.9
المستوى الاقتصادي للزوجمتدنِّ2.63.01.8−1.5−
متوسط0.7−1.8−0.90.7
عالٍ0.12.51.1−0.9−
مستوى تدين الزوجمتدنٍّ3.70.40.12.0−
متوسط1.3−0.40.1−0.3
عاليٍ0.51.5−0.10.9
الخلفية الثقافية للزوجحضرية1.3−0.5−0.2−1.2
بادية2.61.00.42.5−

 

كذلك توجد قيمة دالة إحصائيّاً للخلية احترام = عالٍ جدّاً = 3.9 والخلية احترام = متوسط = 6.3−، والخلية احترام = ضعيف = 2.9 – ، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يبرهن على أن معاملة الزوج لزوجته باحترام؛ يضع احتمال أن يكون التوافق الزوجي عالياً جدّاً.

ويُلاحظ من اختبار الرجول، أن المستوى الاقتصادي المنخفض والمرتفع له علاقة بمستوى التوافق الزوجي فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية متدنٍّ = متوسط = 0.3 والخلية متدني = ضعيف = 6،2 وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر.

وأيضاً توجد قيمة دالة إحصائيّاً للخلية عالٍ = متوسط = 5.2، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ وهذا يوضّح أن المستوى الاقتصادي المرتفع والمنخفض للزوج، يضع احتمال توافق زوجي لا يزيد على المتوسط، بينما ليس هناك علاقة بين المستوى الاقتصادي المتوسط للزوج والتوافق الزوجي.

كما يوضّح اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين مستوى تدين الزوج ومستوى التوافق الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية متدنٍّ = ضعيف = 3.7، والخلية متدنٍّ = عالٍ جدّاً = 2.0، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ مما يبرهن على أنه إذا كان مستوى تدين الزوج ضعيفاً؛ فإن ذلك يضع احتمال توافق زوجي ضعيف.

ويبيَّن اختبار الرجول، وجود علاقة إحصائية بين الخلفية الثقافية للزوج ومستوى التوافق الزوجي؛ فقد خرجت قيمة الدلالة الإحصائية للخلية عادات وتقاليد بادية= ضعيف =2.6، والخلية عادات وتقاليد بادية = عالٍ جدّاً = 2.5 – ، وهذه القيمة دالة إحصائيّاً عند مستوى دلالة 2 فأكثر؛ ما يبرهن على أنه إذا كانت الخلفية الثقافيه للزوج بدوية، فإن ذلك يضع احتمال توافق زوجي ضعيف.

2 – مناقشة نتائج الدراسة

تعرض الباحثة في هذا الجزء مناقشة لنتائج الدراسة، في ضوء النظريات والدراسات السابقة التي تم الاطلاع عليها وعرضها في الفصل الأول، وفي ضوء الواقع الاجتماعي للمجتمع السعودي.

أ – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة الأول: ما مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات في عيِّنة الدراسة؟

توصلت الدراسة إلى أن مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات العاملات في البيئة الوظيفية التعليمة (المُعلمات)، توافق عالٍ. وتختلف هذه النتيجة مع دراسة الصمادي والطاهات (2005) والتي توصلت إلى أن التوافق الزوجي عند الزوجات العاملات متوسط. كما تختلف مع الجار الله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، حيث أشارت إلى أن التوافق عن الزوجات السعوديات العاملات في القطاع الصحي؛ توافق جيد وليس مرتفعاً. وربما يرجع سبب عدم تأثير العمل بشكل سلبيّ على التوافق الزوجي، إلى طبيعة عمل عيِّنة الدراسة، حيث أنهن مُعلمات، ويتميَّز عملهن بقلة الضغوط، ووقت العمل يكون ثابتاً طوال السنة، ولا يوجد نظام (مناوبة)، إضافة إلى أنهن يخرجن جمعياً في فترة الظهيرة، وهي فترة مناسبة؛ فالزوجة ترتبط برعاية المنزل والأبناء والزوج، ويتفق هذا مع ما توصلت إليه دراسة الصمادي والطاهات (2005) في أن المعلمات أكثر توافقاً زوجياً من الممرضات والسكرتيرات.

ب – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة الثاني: ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية الشخصية ومستوى التوافق الزوجي؟

أوضحت الدراسة أنه لا توجد علاقة بين عمر الزوجة أو عمر الزوج عند الزواج والتوافق الزوجي. ويُمكن تفسير هذه النتيجة من خلال نظرية التفاعل الرمزي حيث تختلف التنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للشاب والفتاة من أسرة إلى أخرى، فبعض الأُسر تُعود أبنائها على تحمل المسؤولية، وتُعدهم لدور الزوجين منذ سن النضج، من خلال إمدادهم بالقيم الزواجية كالمشاركة بين الزوجين، والتعاون المتبادل، واحترام الطرف الآخر، وعلى العكس من ذلك في بعض الأسر يكون أبناؤها قد بلغوا سن الزواج في حين أنهم غير ناضجين؛ بسبب التدليل الزائد، والاتكالية، وعدم تعويدهم تحمل المسؤولية، وإمدادهم بقيم الزواج المختلفة من قبل الوالدين في مرحلة مبكرة . لذلك لا يوجد عمر معين للشاب أو الفتاة يمكن من خلاله التنبؤ بتوافقها الزوجي.

كما بينت الدراسة عدم وجود علاقة بين الفارق العمري بين الزوجين والتوافق الزوجي. وتختلف هذه النتيجة مع دراسة العنزي (1429 – 1430هـ/2008 – 2009م)، التي توصَّلت إلى أن التوافق الزوجي يزداد عند الرجال الذين يكبرون زوجاتهم، بما لا يزيد على عشر سنوات. وتتفق مع دراسة بلميهوب (2003 – 2004)، التي توصَّلت أنه لا يوجد علاقة بين الفارق العمري بين الزوجين والاستقرار الزواجي.

وهذه النتيجة تبرهن أنه لا يمكن التنبؤ بمستوى التوافق الزوجي من خلال الفارق العمري بين الزوجين فعلى الرغم من أن التقارب العمري بين الزوجين مهم؛ لأنه يؤدي إلى تشابه أفكارهم واتجاهاتهم لإنتمائهم إلى جيل واحد، إلا أن أهمية التقارب العمري تتلاشى إذا كان بين الزوجين تفاهم وانسجام، ومحبة ومودة .

كذلك بينت الدراسة عدم وجود علاقة بين المستوى التعليمي للزوجين والتوافق الزوجي. وتتفق هذه النتيجة مع دراسة العامر (2000)، التي توصّلت إلى أن ارتفاع مستوى تعليم الزوجة عن الزوج، أو ارتفاع مستوى تعليم الزوج عن الزوجة، لا يُشكِّل معوقاً من معوقات التوافق الزوجي. كما تتفق مع دراسة الصغير (1428هـ/2007م)، التي توصَّلت إلى أنه لا توجد علاقة بين التشابه في المستوى التعليمي للزوجين والتوافق الزوجي، ولا توجد علاقة بين ارتفاع مستوى تعليم الزوجة عن الزوج أو العكس، والتوافق الزوجي. بينما تختلف مع دراسة الحنطي (1419هـ/1998م)، التي توصَّلت إلى أن من مشكلات التوافق الزوجي، مشكلات اختلاف المستوى التعليمي بين الزوجين.

من خلال ما سبق يتضّح عدم تأثير العوامل الشخصية كالسن عند الزواج، والفارق العمري بين الزوجين، والمستوى التعليمي للزوجين على التوافق الزوجي، ولا يمكن من خلالها التنبؤ بالتوافق الزوجي أو عدمه.

ج – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة الثالث: ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج ومستوى التوافق الزوجي؟

توصَّلت الدراسة إلى أنه توجد علاقة بين أهداف التنشئة الوالدية للفتاة ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يُنشئ الوالدان الفتاة على أن تكون مشاركة لزوجها؛ فإن توافقها الزوجي يكون عالياً جدّاً.

وهذه النتيجة توضح أهمية وتأثير التنشئة الوالدية والتربية الزواجية للفتاة على توافقها الزوجي؛ وهذا ما توضحه نظرية التفاعل الرمزي فعندما ينشئ الوالدان ابنتهما على قيم المشاركة الزوجية ومعانيها؛ وعلى أن الزواج عبارة عن شراكة بين طرفين، لكل طرف حقوق وواجبات، ويجب أن يكون فيه تعاون مشترك ومتبادل، وأن تكون الزوجة مشاركة للزوج في القرارات الأسرية، وفي سائر الأمور المتعلقة بحياتهم الزوجية، وليست مطيعة فقط؛ فإن ذلك يُسهم في توافقها الزوجي.

فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]، أي: «وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم، مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة» (السعدي، 2012: 102)؛ لذلك يجب أن تكون الحياة الزوجية قائمة على الأخذ والعطاء والمشاركة، وعلى الزوجة ألا ترضى أن يتنازل الزوج عن مسؤولياته الأساسية، ويسند هذه المهمات والمسؤوليات إليها؛ ومن ثم يتكل الزوج عليها وتضيع حقوقها الزوجية.

كذلك أوضحت الدراسة وجود علاقة بين أسلوب التنشئة الوالدية للفتاة نحو الذكور ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يُنشئ الوالدان الفتاة على كره الذكور؛ يكون التوافق الزوجي ضعيفاً.

ويمكن تفسير هذه النتيجة من خلال نظرية التفاعل الرمزي السابق ذكرها، فعندما ينشئ الوالدين للفتاة منذ صغرها على كره الجنس الآخر، فإن ذلك يسهم في تكوين صورة ذهنية سلبية عن الذكور بما فيهم زوج المستقبل وبالتالي يصبح التوافق الزوجي ضعيفاً. وقد تنشأ الفتاة بطريقة تكره فيها الذكور، ولكن بشكل غير مقصود من الوالدين، وغير مباشر، فمثـلاً عندما يكون هناك تفرقة وتمييز بين الأخ وأخته في تربية الوالدين، وعدم احترام للفتاة ورأيها، والعكس من ذلك، إعطاء الأخ كل الاحترام والتقدير، ومنحه الصلاحية الكبرى في السيطرة على أخته؛ فإن هذا قد يُسهم في كراهية الفتاة للذكور.

أيضاً توجد علاقة بين أسلوب تعامل والدي الفتاة أثناء تنشئتها ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يكون أسلوب التعامل قائماً على الشِدة؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً .

تختلف هذه النتيجة مع ما توصّلت إليه نتيجة دراسة الجار الله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، في أنه لا يوجد علاقة بين طبيعة تربية الوالدين (المعتدلة، أو المتساهلة، أو المتشددة)، والتوافق الزوجي لدى الزوجات.

يمكن تفسير هذه النتيجة من خلال نظرية التفاعل الرمزي، فعندما تكون التنشئة الاجتماعية والتربية الوالدية للفتاة قائمة على أسلوب الشِدة؛ فإن الفتاة تنقل هذا الأســلوب الــذي تـربَّت عـليـه في أسـرة التـوجـيـه (Family of Orientation)(‏[1]) إلى أسرتها بعد الزواج، وهي ما يُطلق عليه أسرة الإنجاب (Family of Procreation)(‏[2])، حيث تعامل زوجها وأبناءها بالأسلوب الذي تربّت وتعودت عليه؛ مما يؤدي إلى حدوث توافق زوجي ضعيف.

من خلال النتائج السابقة الذكر، تتضح أهمية وتأثير التنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج على التوافق الزوجي، حيث أكدت الدراسة وجود علاقة بينها وبين والتوافق الزوجي.

د – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة الرابع: ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي؟

توجد علاقة بين النظرة الشرعية والتوافق الزوجي، فإذا كانت النظرة الشرعية غير كافية؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

وهذه النتيجة تؤكد أهمية النظرة الشرعية، إذ رغّب الإسلام في النظرة الشرعية قبل الزواج، حيث قال (ﷺ): «إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل»‏[3]. وفي الحديث عن أبي هريرة، قال: «كنت عند النبي (ﷺ) فأتاه رجل، فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله (ﷺ): «أنظرت إليها»؟ قال: لا، قال: «فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً»‏[4].

فالنظرة الشرعية لها أهميتها في الزواج، فإذا لم تكن هذه النظرة كافية، وكانت مدتها قليلة جدّاً، ولم تسمح برؤية كلا الطرفين لبعضهما بعضاً رؤية يتحقق بها ارتياح الخاطبين أو عدم الارتياح؛ فإن ذلك يُسهم في حصول توافق زوجي ضعيف، حيث يتم عقد القران بدون رؤية كافية واقتناع كامل بمناسبة كل طرف للآخر.

كما توصَّلت الدراسة إلى أنه لا توجد علاقة بين المكالمات الهاتفية فترة الخطبة والتوافق الزوجي، وكذلك لا توجد علاقة بين مدة فترة الخطبة والتوافق الزوجي.

وتختلف هذه النتيجة مع ما توصَّلت إليه دراسة الصغير (1428هـ/2007م)، وهي أن التوافق الزوجي يرتفع بزيادة مدة الخطبة. كما تختلف مع نتيجة دراسة كلثوم، التي توصَّلت إلى أن التوافق الزوجي يزداد في حال كانت مدة الخطبة أكثر من سنتين (بلميهوب، 2003 – 2004).

ويمكن تفسير هذه النتيجة من خلال نظرية التفاعل الرمزي، فالمجتمع السعودي مجتمع محافظ وغالبية الأسر لا تسمح بالتعارف والمكالمات في فترة الخطبة، والذين يسمحون بالتعارف في فترة الخطبة يسمحون به بشكل بسيط؛ حيث تكون الأحاديث سطحية ومجاملات بين الطرفين، بشكل لا يسمح للشريك بمعرفة شخصية الآخر، ومدى ملاءمتها له؛ وهذا يبرهن على أنه لا توجد علاقة بين مدة الخطبة والمكالمات الهاتفية فيها والتوافق الزوجي، كما لا يمكن التنبؤ بالتوافق الزوجي أو عدم التوافق من خلال هذه المرحلة.

هـ – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة الخامس: ما العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران ومستوى التوافق الزوجي؟

أوضحت الدراسة أنه لا توجد علاقة بين حجم اللقاءات في فترة عقد القران، ومدة فترة عقد القران والتوافق الزوجي. يمكن تفسير هذه النتيجة من خلال نظرية التفاعل الرمزي السابق ذكرها، فعادات المجتمع السعودي نحو اللقاءات في فترة عقد القران (الملكة) في الغالب تكون صنفين، الصنف الأول: يمنعها بشكل نهائي ولايكون هُناك تواصل بين الزوجين سواء كان لقاءات أو مكالمات قبل ليلة الزفاف، ويكون العقد قبل ليلة الزفاف بفترة طويلة فقط لضمان ارتباط الزوجين وإثبات جدية الزوج في موضوع الزواج، والصنف الثاني: يتيح التواصل واللقاءات بين الزوجين لكن تكون هذه اللقاءات في منزل الزوجة فقط، وبشكل محدود ورسمي جداً، مما لا يسمح بالتعارف بشكل جيد ومعرفة شخصيه وأفكار الطرف الآخر، لذلك لا توجد علاقة بين اللقاءات في فترة عقد القران، ومدة فترة عقد القران والتوافق الزوجي، ولا يمكن التنبؤ بالتوافق الزوجي أو عدم التوافق من خلال هذه المرحلة.

كذلك بينت الدراسة أنه لا توجد علاقة بين نوع الزواج (القرابي أو غير القرابي) والتوافق الزوجي. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة الجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، التي توصَّلت إلى عدم وجود علاقة بين الزواج القرابي والتوافق الزوجي. حيث إن نوع الزواج ليس له أهمية في التوافق، ولا يمكن من خلاله التنبؤ بالتوافق الزوجي أو عدمه.

و – النتائج المتعلقة بالإجابة عن تساؤل الدراسة السادس: ما العلاقة بين العوامل العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي؟

توصَّلت الدراسة إلى عدم وجود علاقة بين مدة الزواج والتوافق الزوجي. وتـتفق هذه النتيجة مع ما توصّلت إليه دراسة الجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، في عدم وجود علاقة بين مدة الزواج والتوافق الزوجي. وتختلف مع دراسة الحنطي (1419هـ/1998م)، التي توصّلت إلى أن المتزوجين لمدة سنة فأقل؛ تكثر لديهم مشكلات التوافق الزوجي بنسبة أكبر من غيرهم، ممن مضى على زواجهم أكثر من ثلاث سنوات، وأيضاً تختلف مع دراسة الصغير (1428هـ/2007م)، والتي توصَّلت إلى أنه كلما طالت مدة الزواج؛ فإن التوافق الزوجي يزداد. كما تختلف مع النتيجة التي توصّلت إليها دراسة بلميهوب (2003 – 2004)، وهي أن أكثر فئة متوافقة زواجيّاً، هم الذين كانت مدة زواجهم أقل من أربع سنوات؛ حيث يرتفع التوافق الزواجي كلما قلّت عدد سنوات الزواج، واختلفت مع دراسة يغمور (1982)، في أن أكثر الأسر توافقاً؛ هي التي كانت فترة زواجها أقل من سنة.

كذلك بينت الدراسة عدم وجود علاقة بين عدد الأبناء والتوافق الزوجي. وتختلف هذه النتيجة مع دراسة يغمور (1982)، في أن أكثر الأسر توافقاً، هي التي لا يوجد لديها أطفال، ودراسة بلميهوب (2003 – 2004)، في أن الأزواج الذين ليس لديهم أطفال؛ حصلوا على أعلى نسبة في التوافق الزوجي. أيضاً تختلف مع دراسة الصغير (1428هـ/2007م)، التي أثبتت أن التوافق الزوجي ينخفض بزيادة عدد الأبناء، ودراسة جباري (2003)، التي توصّلت إلى أن ازدياد عدد الأبناء؛ يؤدي إلى انخفاض مستوى التوافق الزوجي.

أيضاً أكدت الدراسة وجود علاقة بين أسلوب تعامل الزوج مع الزوجة والتوافق الزوجي، فإذا كانت المعاملة شِدة؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً، وعندما تكون المعاملة سطحية (عادية)؛ فإن التوافق الزوجي لا يزيد على المتوسط، وعندما تكون المعاملة احترام فإن التوافق الزوجي يكون عالياً جداً.

وهذه النتيجة تبرهن على أهمية معاملة الزوجة باحترام، ودور هذه المعاملة في حصول التوافق الزوجي. حيث حثّ الدين الإسلامي على معاملة الزوج لزوجتة بإحسان، واحترامها وتقديرها، فالرسول (ﷺ) يقول: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم»‏[5].

وقال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]. «وعن معاوية بن حيدة قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، لا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت». حديث حسن رواه أبو داود، وقال: معنى (لا تُقبّح)، أي: لا تقل: قبحك الله» (العثيمين، 1980: 17)، فنهى رسولنا الكريم عن التلفظ باللفظ السيئ؛ لما فيه من قلة احترام للمرأة وجرح لمشاعرها.

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة العامر (2000)، التي توصّلت إلى أن أكثر المعوقات الاجتماعية تأثيراً في التوافق بين الزوجين، عدم تقدير الزوج لمشاعر زوجته، والمبالغة في السيطرة من قِبل الزوج. كما تتفق مع دراسة محمد (2006) والتي توصلت إلى أن التوافق الزوجي عند الأزواج المتقدمين لمكاتب تسوية المنازعات الأسرية مرتبط بأساليب المعاملة الزوجية حيث توجد علاقة سلبية دالة بين أسلوب التسلط والتوافق الزوجي، وتوجد علاقة إيجابية دالة بين أسلوب المودة (الاحترام المتبادل والالتزام بالحقوق والواجبات ومراعاة مشاعر وذاتية الآخر بما يدعم الثقة والتفاهم والتواصل الفكري والوجداني) والتوافق الزوجي.

كذلك توصلت الدراسة إلى أنه توجد علاقة بين المستوى الاقتصادي للزوج والتوافق الزوجي، فإذا كان المستوى الاقتصادي للزوج عالياً أو متدنيّاً؛ فإن التوافق الزوجي لا يزيد على المتوسط.

وتختلف هذه النتيجة مع دراسة الرزاق (1430 – 1431هـ/2009 – 2010م)، في أن المستوى الاقتصادي المرتفع يعدُّ من مقومات التوافق الزوجي. وتختلف كذلك مع دراسة الصغير (1428هـ/2007م)، في أنه كلما زاد الدخل؛ ارتفع التوافق الزوجي. وتختلف أيضاً مع دراسة بلميهوب (2003 – 2004)، التي توصّلت إلى أن التوافق الزوجي يتأثر بالمستوى الاقتصادي، فأصحاب الدخل الجيد أكثر توافقاً من أصحاب الدخل الضعيف، حيث حصل أصحاب الدخل الضعيف على أقل نسبة توافق.

النسق الاقتصادي أحد الأنساق الهامة في المجتمع، والتي تؤثر في النسق الأسري والتوافق الزوجي، فالمستوى الاقتصادي المنخفض يؤدي إلى تراكم احتياجات الزوجة والأبناء وعدم قدرة الزوج على توفيرها؛ وبالتالي حصول الخلافات والمشاكل الزوجية التي تؤثرعلى مستوى التوافق الزوجي. كما قد يكون المستوى الاقتصادي للزوج عالياً إلا أنه يكون بخيـلاً ومعتمداً على دخل زوجته في الإنفاق على المنزل، أو ليس بينهم اتفاق في الإنفاق؛ مما يؤثر في مستوى توافقهم الزوجي.

أيضاً أكدت الدراسة وجود علاقة بين مستوى تديّن الزوج والتوافق الزوجي، فإذا كان مستوى تديُّن الزوج ضعيفاً، فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة عزيزة (2012) والتي توصَّلت إلى أن هناك علاقة إحصائية دالة بين التوافق الزوجي والتديُّن عند المتوافقين زواجياً؛ كلما ارتفعت درجة التدين ارتفعت درجات التوافق الزوجي، وعند غير المتوافقين كلما قلت درجة التدين انخفض التوافق الزوجي.

وهذا يوضّح أهمية التديُّن في التوافق الزوجي، فالإسلام وضَّح حقوق الزوجين وواجباتهما، التي إذا قاما بها على الوجه المطلوب فإن ذلك يحقق التوافق الزوجي. وإذا كان المستوى الديني للزوج ضعيفاً، فإن ذلك يؤدي إلى عدم التزامه بواجباته الزوجية التي حددها الدين الإسلامي؛ ومن ثمَّ يكون التوافق الزوجي ضعيفاً.

وقد أثبتت الدراسة وجود علاقة بين الخلفية الثقافية للزوج والتوافق الزوجي، فإذا كانت عادات وتقاليد الزوج بدوية؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً. تختلف هذه النتيجة مع ما توصّلت إليه دراسة الجارالله (1431 – 1432هـ/2010 – 2011م)، في عدم وجود علاقة بين معايير البيئة الثقافية للزوج (حضرية – بدوية) والتوافق الزوجي.

ويمكن تفسير النتيجة وفق نظرية التفاعل الرمزي السابق ذكرها، فالبيئة الثقافية البدوية تتميّز بالخشونة والغلظة، وتشجّع الزوج فيها على فرض أسلوب السيطرة على زوجته ومعاملتها بالشِدة، وإذا عاش الزوج في بيئة مثل هذه البيئة، فإنه ينقل هذه الرموز والمعاني ويُطبّقها على زوجته في حياته الزوجية؛ ما يُسهم في حصول توافق زوجي ضعيف.

3 – خلاصة نتائج الدراسة

حقّقت الدراسة أهدافها، وتوصَّلت إلى النتائج التالية:

أ – مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات في عيِّنة الدراسة

توصلت الدراسة إلى أن مستوى التوافق الزوجي لدى الزوجات العاملات في البيئة الوظيفية التعليمية (المعلمات) 3.96 من 5 (توافق عالٍ).

ب – العلاقة بين العوامل الاجتماعية الشخصية ومستوى التوافق الزوجي

(1) لا يوجد علاقة بين عمر الزوجة عند الزواج والتوافق الزوجي.

(2) لا يوجد علاقة بين عمر الزوج عند الزواج والتوافق الزوجي.

(3) لا يوجد علاقة بين الفارق العمري بين الزوجين والتوافق الزوجي.

(4) لا يوجد علاقة بين المستوى التعليمي للزوجين والتوافق الزوجي.

ج – العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية للفتاة قبل الزواج ومستوى التوافق الزوجي:

(1) يوجد علاقة بين أهداف التنشئة الوالدية للفتاة ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يُنشئ الوالدان الفتاة على أن تكون مشاركة لزوجها؛ فإن توافقها الزوجي يكون عالياً جدّاً.

(2) يوجد علاقة بين أسلوب التنشئة الوالدية للفتاة نحو الذكور ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يُنشئ الوالدان الفتاة على كره الذكور؛ يكون التوافق الزوجي ضعيفاً.

(3) يوجد علاقة بين أسلوب تعامل والدي الفتاة أثناء تنشئتها ومستوى التوافق الزوجي، فعندما يكون أسلوب التنشئة قائماً على الشِّدة؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

د – العلاقة بين العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة الخطبة ومستوى التوافق الزوجي:

(1) يوجد علاقة بين النظرة الشرعية والتوافق الزوجي، فإذا كانت النظرة الشرعية غير كافية؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

(2) لا يوجد علاقة بين المكالمات الهاتفية فترة الخطبة والتوافق الزوجي.

(3) لا يوجد علاقة بين مدة فترة الخطبة والتوافق الزوجي.

هـ – العلاقة بين العوامل العوامل الاجتماعية المرتبطة بفترة عقد القران ومستوى التوافق الزوجي:

(1) لا يوجد علاقة بين حجم اللقاءات في فترة عقد القران والتوافق الزوجي.

(2) لا يوجد علاقة بين مدة عقد القران والتوافق الزوجي.

(3) لا يوجد علاقة بين نوع الزواج (القرابي أو غير القرابي) والتوافق الزوجي.

و – العلاقة بين العوامل العوامل الاجتماعية المرتبطة بالعشرة الزوجية ومستوى التوافق الزوجي:

(1) لا يوجد علاقة بين مدة الزواج والتوافق الزوجي.

(2) لا يوجد علاقة بين عدد الأبناء والتوافق الزوجي.

(3) يوجد علاقة بين أسلوب تعامل الزوج مع الزوجة والتوافق الزوجي، فإذا كانت المعاملة شِدة؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً، وعندما تكون المعاملة سطحية (عادية)؛ فإن التوافق الزوجي لا يزيد على المتوسط، وعندما تكون المعاملة احتراماً فإن التوافق الزوجي يكون عالياً جداً.

(4) يوجد علاقة بين المستوى الاقتصادي للزوج والتوافق الزوجي، فإذا كان المستوى الاقتصادي للزوج عالياً أو متدنيّاً؛ فإن التوافق الزوجي لا يزيد على المتوسط.

(5) يوجد علاقة بين مستوى تدين الزوج والتوافق الزوجي، فإذا كان مستوى تدين الزوج ضعيفاً، فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

(6) يوجد علاقة بين الخلفية الثقافية للزوج والتوافق الزوجي، فإذا كانت عادات وتقاليد الزوج بدوية؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

الجدول الرقم (11)

العامل الرئيس والمحدد للتوافق الزوجي العالي

العوامل المؤثرة الرئيسة والمحددة للتوافق الزوجي العاليدرجة التمايز
أسلوب معاملة الزوج للزوجة6.93
التكرارالنسبة المئوية
شدة4214.1
عادية (سطحية)7625.6
احترام17960.3
المجموع297100.0

 

كشفت الدراسة من خلال اختبار التمايز أن أهم العوامل الاجتماعية التي تحدد مستوى التوافق الزوجي العالي هو نمط معاملة الزوج للزوجة. وبالنظر إلى الجدول الرقم (11) يتضّح أن أسلوب الاحترام هو النمط السائد عند الأزواج وهذه القيم تبرهن على أنه كلما كان نمط معاملة الزوج لزوجته يغلب عليه الاحترام أصبح هناك احتمال توافق زوجي عالٍ.

4 – توصيات الدراسة

أ – أوضحت الدراسة أن أهم العوامل الاجتماعية التي تحدد مستوى التوافق الزوجي العالي هو أسلوب معاملة الزوج للزوجة، فإذا كان قائماً على الاحترام، يكون التوافق الزوجي عالياً جداً؛ لذلك يجب معاملة الزوجين لبعضها باحترام، ونشر ثقافة الاحترام في المجتمع من خلال تنشئة الأبناء والبنات على احترام الآخرين وخاصة الأزواج.

ب – يجب على المقبلين على الزواج أن يحرصوا على النظرة الشرعية قبل الزواج، وأن تكون مدتها كافية بشكل يسمح للطرفين برؤية بعضهما بعضاً عن قرب والحديث معاً، حيث أظهرت الدراسة أنه إذا كانت مدة النظرة الشرعية غير كافية؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً.

ج – للتنشئة الاجتماعية والتربية الزواجية قبل الزواج تأثير في التوافق الزوجي؛ لذلك يجب على الوالدين تنشئة الأبناء والبنات على أن الزواج عبارة عن تعاون بين الطرفين، وأن الزوجة يجب أن تكون مشاركة للزوج في القرارات الأسرية وفي الأمور المتعلقة بالتربية والزواج، وليست مطيعة فقط، فالزواج عبارة عن شراكة بين طرفين، لكل طرف حقوق وواجبات.

د – يجب على الزوجين الاهتمام بتقوية الوازع الديني لديهم، وتربية الأبناء والبنات على التعاليم والقيم الإسلامية وحسن الخُلق، حيث بينت الدراسة أن المستوى الديني المتدني عند الزوج؛ يؤدي إلى توافق زوجي ضعيف.

هـ – أهمية الارشاد الديني من خلال الخطب والمواعظ للتوعية بحقوق وواجبات الزوجين في الشريعة الإسلامية.

و – توصلت الدراسة إلى نتيجة مهمة؛ وهي أنه إذا كان أسلوب تعامل الوالدين مع الفتاة أثناء التنشئة الاجتماعية قائم على الشِدة؛ فإن ذلك يؤدي إلى توافق زوجي ضعيف؛ لذلك ينبغي الابتعاد عن معاملة الأبناء والبنات بأسلوب الشِدة والحزم الدائم في تربيتهم، فغالباً ما يُعامل الزوجان بعضهما بعضاً بالأسلوب نفسه الذي تربيا عليه.

ز – ينبغي توجيه الفتيات المقبلات على الزواج، ووالديهن، إلى عدم ربط التوافق الزوجي بالمستوى الاقتصادي المرتفع للزوج فقد أثبتت الدراسة عدم وجود علاقة بين المستوى الاقتصادي المرتفع والتوافق الزوجي العالي.

ح – أوضـحت الدراسـة أنه إذا كانت تنشـئة الوالدين للفتاة قائمة علـى كره الذكور؛ فإن التوافق الزوجي يكون ضعيفاً؛ لذلك لا بد من تنشئة الفتاة على عدم كره الجنس الآخر والنظر إليهم بشك وريبة، لأن تنشئة الفتاة في صغرها على كره الذكور يسهم في تكوين صورة ذهنية سلبية عن الذكور بما فيهم زوج المستقبل مما يؤثر سلباً في التوافق الزوجي.

ط – إدخال مقرر التربية الزواجية والأسرية في المناهج الدراسية للمرحلة المتوسطة والثانوية (بنين وبنات).

ي – التوسع في افتتاح مكاتب الإرشاد الزواجي والأسري، وأن يكون تحت إشراف مختصين.

 

قد يهمكم أيضاً  التحديات والواقع الاجتماعي وتحولاته ومشكلاته في الخليج العربي

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #الزواج #التوافق_الزوجي #العلاقات_الأسرية #دراسات