تمهيد

تعدّ الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين من القضايا المهمة في التاريخ المعاصر، فمنذ أن بدأت أولى الهجرات كان يُعدّ لمشروع استيطاني، إلى أن ظهرت المؤسّسات والجمعيّات اليهودية التي عملت على تكثيفها، ثم ظهرت الحركة الصهيونية التي كانت تدعمها بريطانيا من أجل إبعاد اليهود من أراضيها والتخلّص منهم، والمحافظة على مكانتها الاستعمارية في الشرق، فأُعدّت الخطط لتصبح الهجرة منظّمة من حيث عدد المهاجرين ونوعيّتهم. انطلاقًا من ذلك، يطرح في هذا البحث السّؤال التالي: ما سبب هجرة اليهود بالتحديد إلى فلسطين؟ وإلى أي مدى كان دور القنصليات الأوروبية والحركة الصهيونية فاعلًا في تسهيل حركة الهجرة اليهودية؟

أولًا: جغرافية فلسطين التاريخية

1 – الموقع الجغرافي

تحتل فلسطين أهمية استراتيجيّة بالغة بسبب موقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط والكثير من دول آسيا وأفريقيا‏[1]، ففلسطين من أقدم ممالك التمدّن الشرقي القديم‏[2]، تقع في الغرب من قارة آسيا، وهي في القسم الجنوبي الغربي في بلاد الشام، ويحد فلسطين من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق سورية والأردن، ومن الشمال لبنان وجزء من سورية، ومن الجنوب سيناء في مصر وخليج العقبة. إن هذا الموقع المتميِّز لفلسطين في المنطقة العربية وطبيعة أراضيها الخصبة ومناخها المعتدل جعل منها مركزًا حضاريًّا منذ أقدم الأزمنة‏[3].

بالرغم من صغر مساحة فلسطين البالغة 27009 كلم² كانت مقسمّة إلى أربع مناطق تتميز كل منها عن الأخرى في نظام سطحها ومناخها ونباتها. تمثل منطقة السهول 17 بالمئة، ومنطقة النقب 50 بالمئة، والمنطقة الجبلية 28 بالمئة، ومنطقة وادي الغَوّر 5 بالمئة من مساحة فلسطين‏[4].

إن موقع فلسطين على مفترق الطرق في الوطن العربي، وفي قلب هذا الوطن والجسر الوحيد القائم بين العرب المقيمين في غرب آسيا والعرب المقيمين في شمال أفريقيا وأواسطها، هو ما دفع بريطانيا وأمريكا إلى خلق وطن لليهود في أرض فلسطين التي قسّمت الوطن العربي إلى قسمين حتّى تمنع التقاء مشرقه بمغربه، وبهذا التقسيم أضحت فلسطين مركزًا لبؤرة الشرّ الكيان الصهيوني، وركيزة الاستعمار الغربي الذي يحميه ويستخدمه لحماية مصالحه في المنطقة‏[5].

2 – اسم فلسطين

إن وجود الفلسطينيين على الساحل الكنعاني من الكرمل حتى غزة حقيقة تاريخية، وإن ما بقي من تاريخ الفلسطينيين القدماء هو الاسم الذي أُطلق على معظم الأراضي التي عرفت بـ«أرض كنعان» حيث كانت قبيلة تحمل اسم القنعان‏[6] «آل كنعان»‏[7]، فكلمة «فلسطين» مشتقة من اليونانية «بلستينا» ومشتقة من العبرية «بيلشت» وتعني «أرض الفلسطينيين» الذين قطنوا في القديم شاطئ البحر الأحمر ثم استقروا في ساحل البحر في سورية حيث ما زالوا يقيمون. وفي عام 73 أطلق الرومان عليها اسم «يهودية»‏[8] من يهوذا، والأرض المقدّسة وتدعى «كنعان» و«أرض الميعاد»‏[9] في الكتاب المقدس، وفي أواخر العهد الروماني أطلق الرومان أيضًا اسم «فلسطين» على البلاد كلها وكرّسوا هذا الاسم ومن بعدهم العرب المسلمون.

3 – سكان فلسطين

تعدّ جزيرة العرب الموطن الأصلي للعرق السامي‏[10] وذلك لأن معظم أراضيها قاحلة، فكان أهلها يضطرون إلى الرحيل عنها إلى البلاد المجاورة التماسًا للرزق وطلبًا للعيش كلما ازداد عددهم فيها‏[11]، لذلك تعرضت فلسطين لموجة من الهجرات السامية التي حدثت بسبب الجفاف في الجزيرة العربية، فكان يطلق عليها اسم «الهجرات الجزرية» ومصطلح «الجزريين» على سكانها لأنهم قدموا من جزيرة العرب‏[12]، ومنهم من سمّاهم «الأقوام الجزريّة»‏[13]. وفلسطين بسبب موقعها الجغرافي كانت لها صلات بالأراضي المجاورة جعلت مصيرها على مر الزمن مرتبطًا دومًا بأوضاع الجزيرة العربية ومصر وسورية والعراق‏[14].

أولى الهجرات السامية كانت قبل خمسة آلاف سنة من ميلاد المسيح، حين أخذ الساميون في النزول في مصر من طريق فلسطين وسيناء واستقروا في مصر واندمجوا بالسكان الأصليين، أما آخر الهجرات السامية فكانت من الجزيرة العربية مع الفتوحات الإسلامية، التي انتشرت في مساحات شاسعة امتدت من الهلال الخصيب حتى المحيط الأطلسي‏[15].

امتدت بلاد كنعان تاريخيًا على طول الشاطئ وشملت فلسطين كلها وقسمًا كبيرًا من سورية‏[16]، وكانت جزءًا من سورية الطبيعيّة أو ما يُعرف بـ «بلاد الشام»‏[17]، ثم تعرّضت لسلسلة من الغزوات من الحثيين‏[18] والمصريين، وأصبحت مسرحًا للقتال بين الجيش الحثي والمصري. بعد المصريين تنازع الكنعانيون (السكان الأصليون) على فلسطين قومان في عصرٍ واحد وهم الفلسطينيون الذين جاءوا من البحر والإسرائيليون‏[19] الذّين قدموا من الصحراء (الأردن وسيناء)، استطاع الفلسطينيون أن ينقلبوا على الكنعانيين ويستولوا من جنوبي الساحل على حدود فلسطين مع الفينيقيين، وحتى غزّة حدود فلسطين مع مصر.

توجّه الإسرائيليون الذين كانوا يقيمون في مصر وفرّوا بقيادة النبي موسى هربًا من ظلم فرعون إلى أرض فلسطين ودخلوا في حرب مع «العمالقة»‏[20] أصحاب الأرض الأصليين، فالعمالقة هم أول الأقوام التي سكنت أرض فلسطين. أول عراك بين بني إسرائيل والشعوب العربية في فلسطين هو العراك الذّي أوصى به النبي موسى إلى الأبد، وهو الذي كان بين بني إسرائيل والعمالقة، وهم أول شعب عربي قديم سكن في سيناء وجنوب فلسطين ووقف بالسيف في وجه بني إسرائيل لما خرجوا من مصر بقيادة موسى سعيًا وراء أول ما تجوز تسميته «الوطن القومي الإسرائيلي»‏[21]، ونجحوا في الاستيلاء على جزء من الأرض وأقاموا أول دولة لهم في نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد‏[22]. بعد دخول الفلسطينيين والإسرائيليين توزّعت أرض كنعان بين الأقوام الثلاثة، وتركوا ديانة يهودية مقتبسة من تراث كنعاني وبابلي وآرامي‏[23] وبقيت اللغة الكنعانية هي اللغة السائدة.

ثانيًا: بدايات فكرة إنشاء الوطن القومي اليهودي
في فلسطين

كانت فكرة الوطن القومي على أرض فلسطين من الأمور المستحيلة، كما أنّ فكرة استيلاء اليهود على فلسطين ليست من الأفكار الحديثة، بل هي قديمة مغروسة في نفوسهم مذ طرْدِهِم من أرض كنعان علي يدي الإمبراطور الروماني تيتوس‏[24] الذي أخضعهم لسلطانه في صيف عام 67‏[25] وكبح جماحهم وشرّدهم ولم يترك لهم أي كيان سياسي خاص بهم في تاريخ فلسطين القديم، وسكن فيها وعدّها أرض أجداده التي اغتصبت منه‏[26] منذ أقدم الأزمنة.

اكتسبت فلسطين أهمية كبيرة لأنها مكان مولد النبي عيسى ونشأة الدين المسيحي. أما عند المسلمين فهي المكان الذي عرّج النبي محمد (ﷺ) في ليلة الإسراء والمعراج. بعد وفاة الرسول حاول المسلمون مرارًا الدخول إلى فلسطين حتّى فتحت أبوابها أمامهم بعد معركة أجنادين‏[27] عام 634 أولى المعارك بين العرب المسلمين والروم البيزنطيين ومعركة اليرموك عام 636‏[28]. بعد الفتح الإسلامي اصطبغت بلاد الشام بعامة، وفلسطين والقدس بخاصة، بالصبغة العربية الإسلامية، ووجد اليهود خلاصهم من الاضطهاد على يد الفاتحين المسلمين‏[29].

دخلت فلسطين تحت حكم العثماني بعد معركة مرج دابق عام 1516، واستمرت الدولة العثمانية في الفتوحات حتى عهد السلطان سليمان القانوني، ونظرًا إلى قدرة هذه الدولة التي كانت جيوشها في ذلك الوقت في أوج قوتها احتلت هنغاريا عام 1541؛ فهاجرت أعداد كبيرة من اليهود ما بين عامي 1648 – 1660 قادمة من بولونيا وأوكرانيا هاربةً من الاستبداد، واستقرت في أحياء إسطنبول وبدأت تختلط مع يهود البلاد كيهود الطائفة القرائية‏[30] الذين كان لهم معبد في إزمير يقصده اليهود المهاجرون من أوروبا.

عام 1683 حاصر العثمانيون فيينا عاصمة النمسا، في حقبة لم يكن بمقدور أي دولة أوروبية الوقوف في وجه القوة العثمانية وتثبيت أقدام اليهود في فلسطين، لذلك فضّل اليهود الصمت وعدم التورط بما لا يجدي فائدة منه‏[31]، وعندما بدأت الدولة العثمانية تفقد تأثيرها في وسط أوروبا، وفدت إلى فلسطين في مرحلة ما قبل الصهيونية‏[32] عام 1777 طائفة يهود السكناج‏[33] أو الأشكيناز‏[34] وهم أول طائفة يهودية قدمت إلى القدس وتعرف بالإشكنازية‏[35] وبالتحديد يهود أوروبا، وبخاصة روسيا وبولونيا والمجر ورومانيا‏[36]، وعند إعلان استقلال رومانيا عام 1878 لم تعطِ اليهود حقوق المواطنة وأصرت على التعامل معهم كغرباء، وفي عام 1812 تأسست أول مرة الطائفة الأشكنازية في القدس، وقدم إلى فلسطين يهود من طائفة السفارديم‏[37] إلّا أن ذلك لم يفلح في زيادة أعداد اليهود بصورة ملموسة، لكنّ المذابح التي تعرض لها اليهود في روسيا كانت السبب المباشر في الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وبخاصةٍ مذابح عام 1648، ومذابح عام 1881، ومذبحة يالطا عام 1883، التي أدّت إلى هجرة أكثر من أربعين ألف يهودي توجّه ثلاثة آلاف منهم إلى فلسطين، وبالرغم من ضآلة نسبة هذه الهجرات فهي أدّت إلى زرع البذور الأولى للمشروع الصهيوني في أرض فلسطين‏[38].

ثالثًا: حملة بونابرت 1798 – 1801

تعَدّ فرنسا أوّل من طرح على نحو جدّي فكرة توطين اليهود في فلسطين، فقد أعدّت حكومة الإدارة الفرنسية عام 1798 خطة سرية لإقامة «كومنولث» يهودي في فلسطين، وهو مصطلح استخدمته فرنسا لبناء دولة يهودية في فلسطين من خلال خلق تجمّع لليهود داخل الأراضي الفلسطينية. ويعني المصطلح حرفيًا «الرخاء الجماعي»‏[39].

أعلن بونابرت وهو في طريقه إلى مصر نيّته تجنيد عشرين ألفًا من أبناء الأقليات في الشرق للاستعانة بهم كقبضة ضاربة لتكون موطئ أقدام لحملته، وأراد أن يستعين بالأقليات اليهودية لتحقيق هدفه موجّهًا نداءه قائلًا «إنّ فرنسا تقدم لهم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، والجيش […] قد اختار القدس مقرًا لقيادته وفي خلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي استهانت بمدينة داوود وأذلتها»‏[40].

غادرت أكثر من 300 سفينة ميناء تولون‏[41] الفرنسي متوجهة إلى مصر، وأبحر أكثر من 54 ألف شخص بينهم أكثر من 36 ألف جندي في حملة بحرية كبيرة‏[42] تحت قيادة الجنرال نابليون بونابرت‏[43]، الذي قاد حملته على مصر، موجهًا نداءً إلى يهود آسيا وأفريقيا للانضمام تحت رايته ومساعدته على إعادة بناء القدس القديمة‏[44].

كان هدف بونابرت من احتلال مصر عام 1798، ومحاولة احتلال فلسطين وشرق الأردن ولبنان وسورية، في حملة عسكرية وسياسية، تهديد الوجود البريطاني في الهند وتوسيع النفوذ الفرنسي‏[45].

حاصر نابليون عكا ثلاثة وستين يومًا حيث كانت جيوشه ترابط على مشارفها وعلى «تل الفخار» الذي سمي فيما بعد باسم «تل نابليون»، بينما حصّن عكا أحمد باشا الجزار‏[46] والي دمشق منذ عام 1785‏[47]، وأسرع إلى تأمين حاجته في الحصار، ووضع على أسوارها المدافع الكبيرة، لذلك ارتبط اسمه بحصارها طوال 29 عامًا وهي مدة حكمه حتى وفاته‏[48].

أيقظت حملة بونابرت على مصر وفلسطين أطماع بريطانيا ورغبتها في السيطرة على المنطقة، لما انطوت عليه من تهديد لمصالح بريطانيا في الهند، فقد كانت بريطانيا تريد تأمين مواصلاتها البحرية والتجارية في الهند والاحتفاظ بنفوذها، وللحفاظ على نفوذ الدولة العثمانية في وجه أطماع الدول الأوروبية. إنّ ظهور نفوذ محمد علي‏[49] باشا وتوجيهه حملة بقيادة ابنه إبراهيم باشا‏[50] إلى الشام من أجل توحيد مصر وسورية، استدعى بريطانيا لاعتماد سياسة هدفها الحفاظ على مصالحها تحت ستار حماية الأقليّات الدينية لمنع قيام دولة موحدة في سورية ومصر تهدد نفوذها ومصالحها‏[51].

عقدت بريطانيا اتفاقًا مع الجزار من أجل حماية مصالحها حمت فيه عكا بمدافع أساطيلها، فالهدف من الاتفاق مع الجزّار أن لا تكون عكّا مسرحًا لتحقيق مجد بونابرت في الشرق، وكان هذا الاتفاق من أهم أسباب هزيمة نابليون الذي حارب في أرضٍ كلها على عداءٍ معه.

رابعًا: دور القنصليات الأوروبية في
دعم هجرة اليهود إلى فلسطين

حاولت الدولة العثمانيّة جاهدة مقاومة حركات الانفصال في بلاد الشام، لكن لم تستطع الوقوف في وجه القوى التي قاومت الحكم العثماني‏[52]، وقد ساعدها على ذلك الدول الأوروبيّة الكبرى لتغذية هذا الصراع من خلال إقامة قنصليات لها في الدولة العثمانيّة.

كانت فرنسا أولى الدول الأوروبيّة التي حاولت تأسيس وجود لها في فلسطين منذ عام 1621 عندما حاولت تعيين قنصل لها في القدس، ولكنها اصطدمت بمعارضة شديدة من أهل القدس‏[53]، ثم أجرت محاولة ثانية لتعيين قنصل في القدس ووافق السلطان العثماني مصطفى الأوّل (1757 – 1774) وأصدر فرمانًا بقبول التعيين، لكن هذا الفرمان واجه رفضًا شديدًا فاضطر السلطان إلى إلغاء التعيين. غير أن الأمر الذي فتح المجال أمام الدول الأوروبية هو قانون «الامتيازات الأجنبيّة»‏[54] الذي حصلت عليه فرنسا من الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني عام 1535‏[55]، وحتى عام 1735 استفادت من هذه الامتيازات بريطانيا وروسيا وألمانيا والنمسا، فكانت فرنسا أولى الدول الأوروبية التي تمكّنت من إنشاء قنصليّة لها في القدس. واستطاعت الدول بموجب هذه الامتيازات إنشاء محاكم خاصة بها، فكانت بابًا للتّدخل الأجنبي‏[56] وإثارة الفتن في أراضي الدولة العثمانيّة‏[57].

وجّهت بريطانيا جهودها لحماية المصالح اليهوديّة المعيشيّة، الأمر الذي أدّى إلى ظهور «المسألة الشرقيّة»‏[58] ما بين عامَي 1812 – 1830. أنشأ الثري البريطاني السير مونتيفيوري، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس المندوبين اليهود، ويشرف على أوضاع الجالية اليهودية في بريطانيا، أولَ مستعمرة يهودية في فلسطين‏[59] عام 1837، بعد أن بلغ عدد اليهود في فلسطين 9690 نسمة يعيشون بصورة كاملة من المعونات التي كانت تصلهم من الخارج، وكانوا مقسمين إلى قسمين، القسم الأوّل هم رعايا الدولة العثمانيّة التي لم تكن تسمح لدولة أجنبيّة التدخّل في شؤونهم، والقسم الثاني هم غير المتمتّعين بالمواطنة العثمانيّة ويمكن أن تمتد الحماية البريطانيّة إليهم في القدس‏[60].

تنبّهت بريطانيا إلى أهمية الأراضي المقدّسة، وإلى تأمين حماية لوجودها الاقتصادي الواصل إلى طريق الهند‏[61]، فأنشأت في عام 1838 أول قنصلية لها في القدس، ونشطت القنصلية البريطانية لإرساء قاعدة لليهود شمال فلسطين في صفد. بعد ذلك أظهر وزير خارجية بريطانيا بالمرستون‏[62] تعاطفًا كبيرًا مع اليهود، واعتقد أنّ وجود كيان سياسي يهودي في فلسطين تابع لبريطانيا سيخدم مصالح بلاده للحدّ من التنافس الروسي – الفرنسي على الدولة العثمانية وفلسطين تحديدًا، الذي تعود جذوره العميقة إلى ما قبل القرن التاسع عشر.

سافر مونتيفيوري في ربيع عام 1839 إلى القدس وعرض على محمد علي باشا استئجار 200 قرية لمدة خمسين سنة بهدف الزراعة‏[63]، على أن يقدّم اليهود 20 بالمئة من الناتج الإجمالي‏[64]، فرفض محمد علي باشا العرض بعد أن فهم النيات البريطانيّة والأطماع الصهيونيّة في فلسطين‏[65].

واجهت روسيا عراقيل في فلسطين، لكن بإصرارها عينت عام 1840 قنصلًا وأوكلت إليه مهمة تدعيم النفوذ الروسي وللاطلاع على نشاط قناصل فرنسا وبريطانيا، ولحماية اليهود الروس‏[66]، وأسّست عددًا من الكنائس والمستشفيات والمدارس لأبناء الرعايا الروس‏[67]. وعندما تقاعست روسيا عن حماية اليهود فضلوا حماية بريطانيا، وظلت بريطانيا تهتم بالرعايا الروس من اليهود حتى عام 1893، وبذلك بات النشاط الروسي في فلسطين محدودًا قياسًا على النشاط الفرنسي والبريطاني‏[68].

تأسّست أول قنصليّة ألمانية في فلسطين عام 1842، وقدّم القنصل الألماني المساعدات إلى اليهود عام 1866 خلال القحط الذي حل بفلسطين‏[69]، وعمل القناصل الألمان في كل من القدس وحيفا ويافا على إقامة المستعمرات الألمانية، ومساعدة السكان على شراء المزيد من الأراضي من أجل تعزيز الوجود اليهودي في فلسطين، وحماية مصالح اليهود الذين يحملون الجنسية الألمانية، والمحافظة على حقهم في الجنسية الألمانية، لأنهم من اليهود الألمان المقيمين في الولاية الشامية وبخاصة فلسطين‏[70].

عندما توطدت العلاقة بين القناصل الألمان والحاخامات اليهود، أسّس اليهود الألمان في فلسطين عام 1901 جمعية باسم «إغاثة اليهود»، بمبادرة من تاجر الأقطان اليهودي جيمس سيمون والدكتور باول ناتان. وقد ساند القنصل الألماني الجمعية ووصفها بجمعية ألمانية. أدّت هذه الجمعية دورًا مهمًا في إغاثة يهود أوروبا الشرقية وتحسين أوضاعهم، وما لبثت أن غيّرت اسمها إلى «جمعية إغاثة اليهود الألمان»، وتولّت إنشاء شبكة من المدارس اليهودية في الدولة العثمانية وقامت بنشاط ثقافي وتعليمي فيها، وأنشأت شبكة من المدارس اليهودية، كانت لغة التعليم فيها اللغة العبرية أما العلوم فكانت تدرّس بالألمانية‏[71].

أدى القناصل الألمان دورًا كبيرًا لتسهيل هجرة اليهود الى فلسطين بهدف التخلص منهم، لأنّهم يرونهم سببًا في الكثير من السلبيات التي تقع في بلادهم، وعام 1907 أثناء سياحة باول ناتان في فلسطين نشأت فكرة إقامة «معهد الكلية اليهودية الفنية» بمساعدة أحد أثرياء اليهود بمبلغ مئة ألف دولار لشراء الأراضي ولمباشرة العمل تحت اسم «الكلية اليهودية الفنية في فلسطين»‏[72].

أنشأت النمسا أول قنصلية لها في القدس عام 1849، وفي عام 1854 وصل عدد اليهود في النمسا إلى 15 ألفًا كان شأنهم شأن كل يهود الدول الأوروبيّة، شجّعتهم النمسا على الهجرة إلى فلسطين، ودفعت القناصل النمساويين على تأسيس نفوذ اقتصادي لهم، وعام 1867 منحتهم النمسا كامل حقوقهم بهدف تحويلهم إلى عنصر نافع للدولة، فتصاعد عددهم وأُتيحت لهم فرص التعلم والحراك الاجتماعي واندمجوا في المجتمع، وكانت مدينة فيينا تضم العدد الأكبر من اليهود، وفي هذه المدينة كان يعمل هرتزل وقضى حياته، وبدأت منها تظهر الصهيونية التي وصفها تيودور هرتزل‏[73] على أنها طبقة من المثقفين‏[74].

بدأت النمسا نشاطها في سورية وفلسطين بإنشاء مؤسسات الإحسان، كالمأوى النمساوي ومستشفى طنطور، فالنمسا هي الدولة الوحيدة الكبرى التي لم يكن لديها استعمار وكانت تطمع في أملاك الدولة العثمانية في أوروبا وتريد ضم البوسنة إلى سالونيك وضم ألبانيا ومقدونيا‏[75]. تعاقب على القنصلية النمساوية حتى عام 1914 ثلاثة قناصل تمكنوا من توطيد العلاقة بين النمسا والدولة العثمانية وإنشاء شبكة من العلاقات التجارية مع إسطنبول، وبخاصة في مجال الخدمات البريدية‏[76].

خامسًا: مراحل الهجرات اليهودية إلى فلسطين

1 – الهجرة الأولى (1882 – 1904)

امتدت الهجرة الأولى عبر اثنين وعشرين عامًا بدأت سنة 1882 في إثر المذابح التي وقعت في روسيا ضد اليهود، إضافة إلى الاضطهاد الذي كانوا يعانونه في روسيا ورومانيا وأوروبا الشرقية عمومًا. كان أغلب من جاء في هذه الهجرة هم من الطبقة الوسطى، وقد اتجهوا نحو الدولة العثمانية وسكنوا في تجمعاتٍ تدعى اليشوف‏[77]، ولكن عندما استقلت رومانيا كانت أولى محاولات التدفق ليهود أوروبا الشرقية لأنها رفضت منح الجنسية الرومانية لليهود وعدّتهم غرباء وشجعتهم على الهجرة للتخلص منهم وأعفت المهاجرين اليهود من دفع الرسوم التركية على إجراءات الهجرة.

اتجه يهود رومانيا إلى الدولة العثمانية بعد تشجيع الدولة على الهجرة للتخلص منهم واتخاذها إجراءات صارمة ضدهم خلال عامي 1881 – 1882، فوجدوا في الهجرة هاجسًا والصهيونيّة وجدت من سوء أوضاعهم أرضًا خصبة لنشأتها وبدأت تعدّ اقتلاع اليهود من أماكن سكنهم وترحيلهم إلى فلسطين شرطًا أساسيًّا لتحقيق أهدافها‏[78].

نشأت في روسيا جمعيات هدفها تحقيق هجرة اليهود الى فلسطين، وقد عرفت هذه الجمعية باسم حب صهيون؛ وفي ما بعد اشتهرت باسم «أحبّاء صهيون»‏[79]، وعقد أحباء صهيون أوّل مؤتمر لهم عام 1884، وفي عام 1890 حصلت الجمعية على ترخيص رسمي من السلطات الروسية معرّفة عن نفسها بأنها جمعية لمساعدة اليهود الزراعيين والحرفيين في فلسطين وسورية. وبسبب النزاعات الداخلية بين أعضاء الجمعية فشلت وأخذ أفرادها العمل كل بمفرده‏[80].

في 28 نيسان/أبريل 1892 أبلغت الدولة العثمانية جميع اليهود الراغبين في الهجرة إليها بأنه يحق لليهود بالهجرة إلى المقاطعات الأخرى من الدولة العثمانية والسكن حسب رغبتهم[81]، لكن من دون السماح لهم بالاستيطان في فلسطين.

بلغ عدد المستعمرات خلال الهجرة الأولى عشرين مستعمرة زراعية تعرف بالكيبوتس‏[82]، سكنها 720 عائلة تؤلف 6000 نسمة. كان المهاجرون اليهود خلالها يلجأون إلى المزارعين العرب الأكفاء بعد أن فشلوا زراعيًا، وفي عام 1870 أسّس اليهود أوّل مدرسة زراعية باسم «مكفيه يسرائيل»‏[83] ، وفي عام 1899 قدمت مجموعة من يهود رومانيا يفوق عددها المئتين وخصّص الباب العالي لهم أراضي ليستقروا فيها‏[84] .

2 – الهجرة الثانية (1905 – 1914)

لم تكن الهجرة الثانية في بدايتها منظمة، ولم تكن بإشراف الحركة الصهيونية العالمية ولا أي مؤسسة صهيونية، لكنّها في ما بعد تميّزت بنشاط واضح في المجال التنظيمي والسياسي الداعم للحركة الصهيونية‏[85]، لكن تكمن أهميتها أنّها الهجرة السابقة للحرب العالمية الأولى ومختلفة عن سائر الهجرات التي سبقتها لأنها مهدت لوعد دولي كوعد بلفور‏[86] ولتغلغل الصهيونية في فلسطين حتى نشوب الحرب.

كان عدد المهاجرين لا يزيد على الألفين، وبالرغم من ذلك كان لهم أثر كبير مع الوقت في المستعمرات والمدن، ولا سيما بعد أن بدأ المهاجرون اليهود والحركة الصهيونية برفع حق اليهود بالهجرة إلى فلسطين إلى مرتبة القداسة، وعملوا على الغزو والضم والاستيلاء على الأرض والمياه والثروات، واستخدام الإرهاب والمجازر الجماعية لترحيل العرب وإشعال الحروب العدوانية والاحتلال وترحيل الفلسطينيين من وطنهم فلسطين، لإنشاء دولة يهودية وسط البلدان العربية بعملية منظمة من خلال توحيد القاعدة المادية للاستيطان أي الأرض، وبتعبئة وتنظيم طاقات المستوطنين وحسم الصراع بينهم وبين السكان الأصليين بالوصول إلى السلطة وإقامة الدولة الاستيطانية‏[87]، تميزت الهجرة الثانية بتعدد الفئات المهاجرة ولم تكن من المواطنين البسطاء كالمهاجرين الأوائل، بل كانت تضم مجموعات من الشباب الذين تحركهم الصهيونية ويحملون معهم الأفكار الليبرالية والعلمانية‏[88].

أسّس آرثر روبن‏[89] عام 1908 المكتب الفلسطيني في يافا، وهذا دلالة على أن المنظمة أصبح لها سياسة استيطانية منظمة، في تشرين الثاني/نوفمبر 1908 وردت تقارير تشير إلى شعور الفلاحين بالعداء في منطقة حيفا وطبريا نحو الملاكين العرب أصحاب الأراضي السابقة، فقد تمّ بيع الأراضي لليهود الذين بدأوا بتشييد مدنهم. ومع نهاية سنة 1908 بدأت السلطات العثمانية بالتراضي بتطبيق القوانين المتعلقة بالمهاجرين التي أدّت إلى إضعاف الحكومة المركزية وجعلتها أكثر استعدادًا للاستماع إلى مطالب الصهيونية.

في عام 1909 شُيّدت أول مدينة يهودية على شاطئ البحر الشمالي في يافا، فكانت تل أبيب‏[90] المدينة اليهودية الأولى التي تقام في العالم المعاصر، وقد بلغ عدد سكانها قبل نشوب الحرب العالمية الأولى ألفًا وخمسمئة نسمة، وبعد الحرب وصل عدد المستعمرات إلى أربعين مستعمرة سكنها عشرة آلاف نسمة، وبلغ عدد السكان اليهود ثمانين ألف نسمة وبلغت نسبة المستوطنين اليهود في المستعمرات 12.5 بالمئة من السكان، يعتمدون على اليد العاملة العربية‏[91].

سادسًا: المؤتمر الصهيوني الأول (1897)

إنّ لمؤتمر بازل أهميّة عظمى في تاريخ اليهود، ويعدّ المرحلة الفعّالة للوثبة الصهيونيّة الكبرى‏[92]. عُقِدَ المؤتمر في مدينة بازل السويسرية بين 29 و31 آب/أغسطس عام1897، فهو أول مؤتمر صهيوني عالمي جاء انعقاده نتيجة تدابير سياسية صهيونية عالمية. استطاع هرتزل أن يبعث الروح للمؤتمر، ومما قاله في خطبة الافتتاح «إننا هنا نضع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يؤوي الأمة اليهودية»، فالبيت الذي كان على المؤتمر الصهيوني أن يضع حجر أساسه هو فلسطين بعد استيطان اليهود فيها وسلبها من أهلها العرب وإجلائهم عنها‏[93].

اتخذ المؤتمر قرارات علنية تلخصت في تأسيس دولة لليهود في فلسطين، واستعان هرتزل واليهود الذين تجمّعوا في بازل لتحقيق أهدافهم بأغنياء اليهود في العالم وعلى رأسهم آل روتشيلد‏[94] وهو اللورد ليونيل روتشيلد‏[95]، الذي حثّ اليهود على التضحية والبذل من أجل تحقيق أهداف الصهيونية، وطالب بالدعم المالي من أثرياء اليهود لإنعاش الثقافة العبرية والمشاعر الوطنية، فقدّمت الأسَر اليهودية الغنية ويهود أمريكا المال اللازم لدعم الحركة اليهودية التي تهدف إلى جمع اليهود وتأسيس دولة لهم، على أن تقام هذه الدّولة في فلسطين‏[96].

سابعًا: فلسطين في أواخر العهد العثماني

كان اليهود في الدولة العثمانية حتى عام 1779 يعيشون في صفد وطبريا وحيفا ويافا في تجمعات صغيرة ويخضعون لنظام الملة العثماني‏[97]، لكن بسبب موجات الهجرة نظرت الحكومة العثمانية إلى المهاجرين بعين الريبة بالرغم من قلتهم، لأنهم قادمون من روسيا عدوتها اللدود. فاتخذت في أواخر عام 1881 قرارًا تسمح فيه بهجرة اليهود إلى أي جزء من أجزاء الدولة العثمانية عدا فلسطين.

في إثر الصراعات المسلحة بين الفلاحين العرب والمهاجرين اليهود، الذين أقدموا على طرد الفلاحين من أراضيهم، بدأت الدولة العثمانية تفرض الوثيقة الحمراء منذ سنة 1887، وهي وثيقة مؤقتة تُعطى لليهودي الأجنبي القادم إلى فلسطين في مقابل احتفاظ السلطات العثمانية بجواز سفره ضمانة بعد انتهاء إقامته وأقصاها ثلاثة أشهر‏[98].

تحدّث السلطان العثماني عبد الحميد الثاني[99] في 28 حزيران/يونيو 1891 مقيّمًا محاولات اليهود السيطرة على القدس، بعد طلب الوجهاء العرب من الحكومة المركزية في إسطنبول منع اليهود من شراء الأراضي في القدس، إذ ليس من الجائر أن نسمح قبول اليهود في الدولة العثمانية، لأنّهم طردوا من كل مكان، لأنّ قبولهم يعني بأنّ هؤلاء سوف يكوّنون حكومة يهودية في القدس»‏[100].

عام 1901 تحولت الهجرة اليهودية إلى عملية تجارية لشراء الأراضي، وتمكن اليهود من شراء الأراضي في فلسطين وأهم ما حصلوا عليه هو بعض الممتلكات من عائلة سرسق بالقرب من طبريا تقدّر بنحو 315000 دونم‏[101]. كان اليهود يستغلون الفوضى في تطبيق القوانين فيتوزعون في فلسطين ولا يغادرونها، وقد سهّل تلك الفوضى وجود مسؤولين عثمانيين كبار، كمتصرف القدس أحمد رشيد، الذي عُيّن سنة 1904، وكان لا يهتم بتطبيق القوانين ومؤيدًا لهجرة اليهود بصورة علنية، وهو ما أدى إلى تذمر العرب فاضطرت الحكومة العثمانية إلى عزله سنة 1906.

حاول تيودور هرتزل التأثير في السلطان عبد الحميد الثاني، من أجل استيطان اليهود في فلسطين، لأنّ الدولة العثمانيّة كانت تعاني مشاكل مالية واقتصادية وفسادًا في الإدارات وانتشارًا للرشوة، هذه العوامل عدّها هرتزل الثغرة الوحيدة التي من خلالها يتمكن من تسريع حركة الاستيطان وتغييب القانون العثماني وتعطيل إرادة السلطان‏[102] التأثير في سياسته، ومن ثم يقوم بتمويل السلطان بأي قروض يطلبها‏[103].

تكلّلت جهود هرتزل بالنجاح، وتمكّن من لقاء السلطان عبد الحميد في 17 آذار/مارس 1908، واقترح هرتزل عليه تقديم البنوك اليهودية الغنية في أوروبا المساعدة للدولة العثمانية لقاء السماح بالاستيطان في فلسطين‏[104]، كان السلطان عبد الحميد خلال مقابلة هرتزل مستمعًا أكثر منه متكلّمًا حتّى أدرك في نهاية الأمر أنّه أخفق مع السلطان وأنّه يسير في طريق مسدود، جعله يغادر إسطنبول مقرّرًا الاحتفاظ بمناقشاته السريّة معه‏[105].

أما مرحلة ما بعد الصهيونية فتميزت بموجات الهجرة اليهودية المنظّمة والمتعاقبة إلى فلسطين واختلفت من حيث مكان القدوم ونوعية المهاجرين والمهمة المنتظرة منهم، فالخطة كانت بهجرة الفقراء أولًا إلى فلسطين لبناء البيوت والجسور والضروريات ثم تأتي بعدها هجرة الميسورين وأخيرًا المهاجرين الأثرياء. تدفّقت هذه الهجرة بعد ظهور الحركة الصهيونية السياسية، ويقول هرتزل في كتابه الدولة اليهودية الذي نشره عام 1896 «أما فلسطين فهي وطننا التاريخي وذاكرتنا أبد الدهر فمجرد ذكر اسم فلسطين تجذب شعبنا بقوة هائلة… وقدّر ثمن فلسطين بعشرين مليون ليرة تركية»‏[106]، فالحركة الصهيونية عملت جاهدة على إنشاء كيانها في القرن العشرين بعد أن مضى على وجود آخر الجماعات اليهودية على أرض فلسطين ثمانية عشر قرنًا‏[107].

استنتاج

1 – إن الموقع الاستراتيجي لفلسطين، دفع بالدول الأوروبية إلى تحويل أنظارهم إليها والتنافس فيما بينهم للحصول على موطئ قدمٍ فيها، كونها ممرًا للكثير من الحضارات والثقافات، ومهدًا للديانات السماوية.

2 – كانت حملة بونابرت على مصر اللبنة الأولى والحجر الأساس التي بدأ من خلالها تنفيذ المخطط لبناء الدولة اليهودية، ففرنسا تعدّ أوّل من بدأ بتنفيذ المخطط لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، يخلّصهم من الشعور بأنهم غرباء في المجتمعات التي كانوا يتمنون أن يندمجوا فيها.

3 – أدت القنصليات دورًا مهمًا في تغيير التركيبة السكانية في فلسطين، فقد عملت على استجلاب اليهود من أوروبا وفتحت أمامهم أبواب الهجرة من الدول الأوروبية للتخلص منهم.

4 – عمل القناصل خلال الهجرة الأولى إلى فلسطين على سلب الأرض من الفلسطينيين، وتقديمها إلى اليهود القادمين من روسيا ورومانيا وألمانيا، وشملتهم بالرعاية وتأمين الحماية لهم في المستوطنات.

5 – نجحت الحركة الصهيونية بعد مؤتمر بازل في ترسيخ فكرة الوطن القومي لليهود في فلسطين، واستطاع هرتزل أن يحوّل أنظار اليهود إليها على أنها المكان الذي سيجتمعون فيه من كل أنحاء العالم.

كتب ذات صلة:

فلسطين: أربعة آلاف عام في التاريخ

دور السلطان عبد الحميد الثاني في السيطرة الصهيونية على فلسطين؟

المصادر:

محاسن حسين عيسى: سنة ثالثة في المعهد العالي للدكتوراه قسم التاريخ الحديث والمعاصر – الجامعة اللبنانية.

[1] محمد علي علوية، فلسطين وجاراتها: أسباب ونتائج (القاهرة: لجنة البيان العربي، 1954)، ص 12.

[2] مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين (كفر قرع: دار الهدى، 1991)، ص 15.

[3] سمر بهلوان ومحمد حبيب صالح، دراسات في تاريخ القضية الفلسطينية (دمشق: مطبعة الداودي، 1998)، ص 13.

[4] نبيل محمود السهلي، فلسطين أرض وشعب منذ مؤتمر بال وحتى 2002 (دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، 2004)، ص 4.

[5] الدباغ، بلادنا فلسطين، ص 386.

[6] القنعان: من قنْع أو خنْع، والقنع باللغة العربية الأرض السهلة، وهي قبيلة سكنت في الأرض المنخفضة لاختلافها عن مرتفعات لبنان. انظر: عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، 8 مج (القاهرة: دار الشروق، 1999)، ص 115.

[7] كمال الصليبي، التوراة جاءت من جزيرة العرب، ترجمة عفيف الرّزاز (بيروت: مؤسّسة الأبحاث العربية، 1985)، ص 248.

[8] أحمد الدبش وعبد القادر ياسين، موجز تاريخ فلسطين من أقدم العصور حتّى مشارف القرن الحادي والعشرين (القاهرة: مكتبة جزيرة الورد، 2010)، ص 402.

[9] أرض الميعاد: الأرض الموعودة أو أرض إسرائيل، والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمتها الصهيونية لدفع يهود العالم للهجرة إلى فلسطين واستعمارها، وهي حافز ديني مستوحى من التوراة للأرض الموعودة التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات. انظر: الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، المجلد الأول (أ – ث) (إيطاليا: مطابع ميلانو ستامبا؛ دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984)، ص 182.

[10] الجنس السامي: سموا الساميين نسبة إلى سام بن نوح، وأُطلق هذا المصطلع العلمي في نهاية القرن الثامن عشر عام 1781 على الآراميين والآشوريين والعبريين، الشعوب التي كانت لها اللغة نفسها والحضارة نفسها. انظر: سبتينو موسكاتي، الحضارات السامية القديمة، ترجمة السيد يعقوب بكر (بيروت: دار الرقي، 1986)، ص 42 – 43.

[11] الدباغ، بلادنا فلسطين، ص 378.

[12] أحمد الدبش، عورة نوح ولعنة كنعان وتلفيق الأصول (دمشق: خطوات للنشر والتوزيع، 2007)، ص 137.

[13] هاشم يحيى، الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام (الموصل: دار الكتب للطباعة والنشر، 1994)، ص 41.

[14] عبد الوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث، ط 10 (بيروت: المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، 1990)، ص 13.

[15] الدباغ، بلادنا فلسطين، ص 378 – 381.

[16] بيان نويهض الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917) (بيروت: دار الاستقلال للدراسات والنشر، 1991)، ص 22.

[17] الدباغ، بلادنا فلسطين، ص 382.

[18] الحثيون: من كلمة حثا وهي كلمة عربية بمعنى تناثر وهي نسبة إلى قبيلة عربية من كندة، نزلت إلى الخليل ورام الله وجوارها من الأراضي وخلّدت اسمها في فلسطين، إلّا أنّ فلسطين لم تكن في أي وقت من تاريخها قسمًا من الإمبراطوريّة الحثيّة. انظر: المصدر نفسه، ص 411، والصليبي، التوراة جاءت من جزيرة العرب، ص 261.

[19] الإسرائيليون: هم الذين خرجوا مع النبي موسى، وتسميتهم ببني إسرائيل، فهم ليسوا إلا أخلاطًا من العبيد والأجراء الذين ينتمون إلى جميع الشعوب التي كان المصريون القدماء يتعاملون معها في الحرب والسلم. انظر: حسن ظاظا، الساميون ولغاتهم، ط 2 (بيروت: الدار الشامية، 1990)، ص 9 – 10.

[20] العمالقة: هم أصل العرب القدماء، أي العرب البائدة، سكنوا شمال الحجاز، وامتدَّ موطنهم من مصر وسيناء إلى فلسطين، كان لسانهم اللسان المضري، وهو لسان كل العرب البائدة التي تفرّقت في أنحاء البلاد. انظر: الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، ص 51.

[21] عجاج نويهض، بروتوكولات حكماء صهيون، ط 2 (بيروت: منشورات فلسطين المحتلّة، 1980)، مج 2، ص 28.

[22] حسين أوزدمير، فلسطين في العهد العثماني وصرخة السلطان عبد الحميد الثاني، ترجمة وليد عبد الله القط (القاهرة: دار النيل، 2013)، ص 20.

[23] علي فتوني، تاريخ اليهود السياسي (بيروت: دار الفارابي، 2012)، ص 95.

[24] تيتوس: أحد أباطرة الرومان، استولى على القدس بعد حصار دام خمسة أشهر، وبعد استيلائه على القدس هدم الهيكل، يعدّه الصهاينة مسؤولًا عن شتات اليهود. انظر: المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ص 217.

[25] فراس السّواح، تاريخ أورشليم والبحث عن مملكة اليهود (دمشق: دار علاء الدين للطباعة والنّشر، 2015)، ص 277.

[26] أسعد رزوق، إسرائيل الكبرى (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1968)، ص 294.

[27] أجنادين: موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، بين الرملة وبيت جبرين، كانت في العهد الإسلامي الأوّل قاعدة الروم العسكرية في جنوب فلسطين. انظر: هيثم الأيوبي، الموسوعة العسكرية، أ – ح، ط 2 (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، 2003)، ج 1، ص 30.

[28] نبيه عاقل، فلسطين من الفتح العربي الإسلامي إلى أواسط القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي (بيروت: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1990)، مج 2، القسم الثاني، الدراسات الخاصة، ص 276.

[29] عبد الله بن حسين الشريف، «موقف يهود الشام من الفتح الإسلامي،» مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، السنة 38، العدد 16 (شوال 1424هـ – تشرين الثاني/نوفمبر 2003)، ص 527.

[30] القرائية: سموا بهذا الاسم لأنهم كانوا يشتغلون بكتابة الشريعة وتلاوتها، وعرف القراؤون بالحكماء والوعّاظ، والكلمة من فعل قرأ وتعني بالعبرية قرائيم أي الذين يُقّرِؤون التوراة. انظر: محمد أحمد الخطيب، مقارنة الأديان (عمّان: دار المسيرة، 2008)، ص 128.

[31] سليمان ناجي، اليهود عبر التاريخ (دمشق: دار قتيبة للطباعة والنشر، 2007)، ص 192.

[32] الحركة الصهيونية العالمية: اسم حركة سياسية انتشرت بين يهود أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر نشأت نتيجة معاناة اليهود الاضطهاد في أوروبا، في كتلٍ ضمن أحياء خاصة منكمشين عن غيرهم من الملل لا يندمجون معهم ولا يخلصون للأوطان التي كانوا يأوون فيها. دعت الحركة الصهيونية إلى ترحيل اليهود المضطهدين من البلاد التي كانوا يأوون فيها إلى بلاد يقيمون فيها لهم وطنًا آمنًا، ثم تطورت وغدت أول أهدافها إقامة دولة يهودية في فلسطين بحجة أنه كان لبني إسرائيل أصحاب الدين اليهودي دولة في فلسطين قبل ألف سنة وسمّوا حركتهم باسم «الحركة الصهيونية» نسبة إلى جبل صهيون إحدى هضاب القدس التي أقام الملك داوود عليها قصره ومركز حكومته قبل ثلاثة آلاف عام. انظر: محمد عزة دروزة، مأساة فلسطين (دمشق: دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر، 1959)، ص 8 – 9.

[33] السكناج: هم اليهود القادمون من الغرب، كانت تبعيتهم في العهد العثماني واضحة للروس والإنكليز والنمساويين، ويعرفون بالذمي السكناجي. انظر: حلمي دراد كة، يهود القدس في النصف الأول من القرن التاسع عشر (دراسة اجتماعية – اقتصادية) (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2014)، ص 124.

[34] أشكيناز: اسم منطقة جغرافية تقع شمال فرنسا متاخمة للأراضي الألمانية، واسم مقاطعة ألمانية. انظر: انظر أحمد حسن القواسمة وزيد موسى أبو زيد، موسوعة الفرق بين الأديان السماوية الثلاثة: الإسلام – المسيحية – اليهودية (عمّان: دار الراية، 2009)، ج 3، ص 555.

[35] الإشكينازية: أو الإشكينازيم وهم اليهود الغربيون، أو اليهود الألمان الذين هاجروا إلى بولونيا بأعدادٍ كبيرة في القرن الرابع عشر، وأضحت «وارسو» تضم أكبر التجمعات اليهوديّة، كانت الإشارة إليهم باليهود الإشكينازيم، وهي كلمة عبرية تعني ألمانيا. انظر: الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، ص 244.

[36] صقر أبو فخر، الحركة الوطنية الفلسطينية: من النضال المسلّح إلى دولة منزوعة السلاح (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، 2003)، ص 71.

[37] السفارديم: طائفة من اليهود، فروا من إسبانيا والمغرب ويعرفون باسم يهود الشرق. انظر: إبراهيم ربايعة، القدس الشريف في ضوء الوثائق العثمانيّة خلال القرن السابع عشر (حيفا: مكتبة كل شيء، 2010)، ص 191.

[38] ذياب مخادمة وموسى الدويك، الاستيطان اليهودي وأثره في كل مستقبل الشعب الفلسطيني (عمّان: مركز دراسات الشرق الأوسط، 2006)، ص 21.

[39] أمين عبد الله محمود، مشاريع الاستيطان اليهودي منذ قيام الثورة الفرنسيّة حتّى نهاية الحرب العالميّة الأولى، سلسلة عالم المعرفة؛ 74 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1984)، ص 12.

[40] محمد حسنين هيكل، المفاوضات السريّة بين العرب وإسرائيل: الأسطورة والإمبراطوريّة والدّولة اليهودية (الكتاب الأوّل) (القاهرة: دار الشروق، 1996)، ص 30 – 32.

[41] إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين (منذ فجر التاريخ حتى 1949) (بيروت: مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، 1996)، ج 1، ص 255.

[42] Paul Strathem, Napoleon in Egypt (London: Random House Publishing Group, 2008), chap. 1.

[43] نابليون بونابرت (1769 – 1821): ولد في 15 آب/أغسطس 1769 في جزيرة كورسيكا، في عام 1777، دخل المدرسة وخصّ نفسه بدراسة التاريخ والجغرافيا والعلوم، وأبدع في الرياضيّات. عام 1785 اختير للمباراة في المدرسة الحربيّة، وعام 1787 تخرّج برتبة ملازم ثانٍ، وفي عام 1814 نُفي إلى إلى جزيرة سانت هيلين، توفي في 4 أيّار/مايو 1821. انظر: إلياس أبو شبكة، تاريخ نابليون بونابرت 1769 – 1821، صدر هذا الكتاب في المملكة المتّحدة 1929، أعادت إصداره مؤسّسة هنداوي، مدينة نصر – القاهرة 2020، ص 337.

[44] الحكم دروزة، ملف القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، سلسلة أبحاث فلسطين؛ 34 (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1973)، ص 14.

[45] إميل توما، جذور القضية الفلسطينية (فلسطين: المكتبة الشعبية في الناصرة، 1972)، ص 8.

[46] أحمد باشا الجزار (1734 – 1804): ولد في البوسنة ومنها لحق اسمه لقب البوشناقي، من أسرة مسيحية، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره هرب من البوسنة إلى القسطنطينية بسبب جريمة قتل، وفي القسطنطينية باع نفسه لتاجر رقيق يجمع الفتيان ويبيعها للباب العالي، واعتنق الإسلام حتّى يتمكّن من الاستمرار في خدمة الباب العالي، ثم عمل في البحرية. انظر: حيدر أحمد الشهابي، الغرر الحسان في أخبار أنباء الزمان، تحقيق أسد رستم وفؤاد أفرام البستاني (بيروت: منشورات مديرية المعارف العامة والفنون الجميلة اللبنانية، المطبعة الكاثوليكية، 1933)، ص 74 – 75.

[47] حيدر أحمد الشهابي، أحمد باشا الجزار مع نابليون بونابرت، تحقيق عبد العزيز جمال الدين (القاهرة: مكتبة مدبولي، 2008)، ص 15.

[48] متّى سمعان بوري ويوسف أحمد الشبل، عكا تراث وذكريات (بيروت: دار الحمراء، 1992)، ص 20.

[49] محمد علي باشا (1769 – 1849): ولد في كافالا اليونان، ألباني الأصل، حكم مصر بين عامي 1805 – 1848، مؤسّس الأسرة العلوية، وأصبح واليًا على مصر تابعًا للسلطان، تمكّن من قيادة مصر وأصلح الأحكام ورتّب التعليمات العسكرية والسفن الحربية، جعل مصر وطنًا للآداب والمعارف. انظر: جورج لنشوفسكي، الشرق الأوسط في الشؤون العالمية، ترجمة جعفر خيّاط (بغداد: دار الكشاف، 1959)، ج 1، ص 43، وإسكندر آغا إيكاريوس الأرمني، تاريخ محمد علي وإبراهيم باشا تحقيق أحمد عبد المنعم العدوي (القاهرة: جامعة القاهرة، كلية الآداب، مركز الدراسات الأرمنيّة، 2009)، ص 56 – 57.

[50] إبراهيم باشا (1785 – 1848): ابن محمد علي باشا، وُلِد في اليونان، وكان الساعد الأيمن لوالده في فتوحاته وأعماله العسكرية، تولى حكم الإمارة المصرية بعد تنازل والده له وسار على خطواته، لكنه كان صارمًا شديد الوطأة على العكس من والده الذي كان حسن السياسة وذا دهاء وحكمة، لم يطل حكمه إلا 11 شهرًا وتوفي قبل والده ودُفن في الإمام الشافعي في القاهرة. انظر: جرجي زيدان، تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (القاهرة: مؤسّسة هنداوي، 2012)، ص 43.

[51] عبد الوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث، ط 10 (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، 1990)، ص 23.

[52] لنشوفسكي، الشرق الأوسط في الشّؤون العالميّة، ج 1، ص 29.

[53] نائلة الوعري، دور القنصليات الأجنبيّة في الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين، 1840 – 1914 (رام الله: دار الشروق للتوزيع والنشر، 2007)، ص 89 – 90.

[54]  الامتيازات الأجنبيّة: كانت فرنسا أول من حصل على امتيازات كبيرة من الدولة العثمانيّة في المجالين الديني والتجاري، من خلال اتفاقيات عقدتها مع السلطان العثماني سليمان القانوني حين كانت الدولة العثمانيّة في أوج عظمتها، ومن ضمن هذه الامتيازات إنشاء قنصلية فرنسية في دمشق والقدس وبيروت. انظر: محمد فريد بيك المحامي، تاريخ الدولة العلية العثمانية، تحقيق إحسان عبّاس، ط 5 (بيروت: دار النفائس، 1986)، ص 266، ومحمد جميل بيهم، فلسفة التاريخ العثماني (بيروت: مكتبة صادر، 1925)، ص 275.

[55] رفيق شاكر النتشة، السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين، ط 3 (بيروت: المؤسّسة العامة للدراسات والنشر، 1991)، ص 48.

[56] شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين (منذ فجر التاريخ حتى 1949)، ص 279.

[57] أحمد عطية الله، القاموس السياسي، ط 3 (بيروت: دار النهضة العربيّة، 1986)، ص 118، وموسوعة السياسة (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، 1955)، ج 1، ص 309 – 310.

[58] المسألة الشرقيّة: ظهرت بسبب الاهتمام الذي أبدته بريطانيا تجاه منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع فرنسا إلى مواجهة هذا التّوسّع، وبسبب حماية بريطانيا لليهود الروس في فلسطين، فبريطانيا كانت تمثّل منافسًا قويًا للوجود الروسي في آسيا، فرأت بريطانيا أن المحافظة على وحدة الدولة العثمانية أمر أساسي، لكي تمنع روسيا من مضاعفة قوتها في البحر المتوسّط والشواطئ المجاورة له، لحماية خط المياه البريطاني. انظر: لنشوفسكي، الشرق الأوسط في الشّؤون العالميّة، ص 40 – 41.

[59] السير موسى مونتيفيور (1784 – 1885): صاحب أول عملية تنفيذ عملي لفكرة الاستعمار اليهودي في فلسطين، ثري ومالي بريطاني، ومن أوائل المشاركين في تأسيس البنوك الصناعية، زعيم الجماعة اليهودية في بريطانيا ومن كبار المدافعين عن جرائم اليهود في إنكلترا والعالم. انظر: مجدي كامل، زعماء صهيون، وثائق.. صور.. واعترافات (دمشق: دار الكتاب العربي، 2008)، ص 51 – 54.

[60] تيسير موسى نافع، الإمبريالية والصهيونيّة (القاهرة: دار الشروق، 1999)، ص 53 – 54.

[61]  Norman Bentwich, England in Palestine (London: Broadway House, 1932), pp. 1-2.

[62] هنري جون تمبل بالمرستون (1784 – 1865): ينتمي إلى العائلات الأرستقراطية في بريطانيا، التي تعود إلى أصول أيرلندية، درس اللغات الإيطالية والفرنسية والألمانيّة، ودرس في جامعة أدنبرة في اسكتلندا الاقتصاد السياسي والفلسفة، عيّن من عام 1809 إلى 1828 وزيرًا للحرب، وأصبح وزيرًا للشؤون الخارجيّة البريطانيّة في تشرين الثاني/نوفمبر 1830، وأصبح رئيسًا للوزراء عام 1856، ولم يتخلَّ عن الحكم حتّى مماته وسيطر على السياسة الخارجيّة البريطانية لمدة خمسة وثلاثين عامًا. انظر: عبد الوهاب الكيالي، الموسوعة السياسية (أ ب ت ث) (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، [د. ت.])، ج 1، ص 482.

[63] سعيد تمراز، «جذور فكرة طرد العرب الفلسطينيين في وطنهم،» مجلة مركز التخطيط الفلسطيني (منظمة التحرير الفلسطينية، مركز التخطيط)، العدد 41 (كانون الثاني/يناير – نيسان/أبريل 2014)، ص 49.

[64] أحمد سوسة، العرب واليهود في التاريخ: حقائق تظهرها المكتشفات الآثاريّة (دمشق: العرب للإعلان والطباعة والنشر، 1973)، ص 353.

[65] حسّان الحلّاق، موقف الدولة العثمانيّة من الحلركة الصهيونيّة (1897 – 1909) (بيروت: دار النهضة العربية، 1999)، ص 50.

[66] الوعري، دور القنصليات الأجنبيّة في الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين، 1840 – 1914، ص 157.

[67] Derek Hopwood, The Russian Presence in Syria and Palestine, 1843 – 1914 (Oxford; London: Cambridge University Press, 1968), pp. 60- 61.

[68] الوعري، المصدر نفسه، ص 159.

[69] عارف العارف، المفصّل في تاريخ القدس، ط 5 (القدس: مكتبة الأندلس، 1999)، ج 1، ص 74.

[70] علي محافظة، العلاقات الألمانيّة – الفلسطينيّة من إنشاء مطرانية القدس البروتستانتيّة وحتّى نهاية الحرب العالميّة الثانية، 1841 – 1945 (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981)، ص 22.

[71] المصدر نفسه، ص 158 – 159.

[72] صحيفة فلسطين، 22/5/1913، ص 2.

[73] تيودور هرتزل (1860 – 1904): وُلِد في بودابست في المجر، ثم انتقل مع عائلته إلى فيينا في النّمسا عام 1878 واستقرَّ فيها، مؤسّس الحركة الصهيونيّة، وأوّل رئيس للمنظمة الصهيونيّة العالميّة، ورئيس المؤتمرات الصهيونيّة الأولى، ألّف عام 1896 كتاب الدّولة اليهوديّة الذي طالب فيه بإنشاء دولة خاصة باليهود. توفي هرتزل بمرض القلب ودُفِن في فيينا حتّى عام 1959، نُقِلَ رفاته إلى فلسطين ليدفن في جبل باسمه جبل هرتزل بالقرب من القدس، له كتاب مذكرات يحمل عنوان مذكّرات هرتزل. انظر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الزّغيبي، العنصريّة اليهوديّة وآثارها في المجتمع الإسلامي والموقف منها (الرياض: مكتبة العبيكان، 1998)، ج 3، ص 11.

[74] المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ص 331.

[75] نجيب عازوري، يقظة الأمّة العربيّة، تعريب وتقديم أحمد بوملحم (بيروت: المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، 1976)، ص 139.

[76] عبد العزيز محمد عوض، «الأطماع الصهيونية في القدس،» في: الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، الدراسات الخاصة، مج 6، ص 844.

[77] اليشوف: هو المصطلح الذي يطلق على اليهود الذين كانوا يقيمون في فلسطين، ومن أبرز المشكلات الداخلية في اليشوف كانت بين المهاجرين من روسيا والمهاجرين من رومانيا، وبقي يستخدم في اللغة العربية للدلالة على السكان اليهود قبل قيام إسرائيل. انظر: الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، ص 397.

[78] وليد الخالدي، القضية الفلسطينيّة والصراع العربي الصهيوني (عمّان: اتحاد الجامعات العربية، الأمانة العامة، 1983)، ص 171.

[79] أحباء صهيون: تأسّست في عام 1882 من 25 طالبًا روسيًّا نتيجة موقف الحكومة الروسية من اليهود، وأصدرت منشورات تشدّد على الهجرة إلى فلسطين، وتجميع يهود العالم في دولة خاصة بهم. انظر: أحمد نوري النعيمي، اليهود والدولة العثمانيّة (بيروت: مؤسّسة الرسالة، 1997)، ص 72.

[80] نعمان عاطف عمرو، الدور الأوروبي في تنمية الوعي الانعزالي اليهودي بين عامي 1815 – 1917 (الخليل: جامعة القدس المفتوحة، 2011)، ص 14.

[81] صبري جريس، تاريخ الصهيونية (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1977)، ج 1، ص 103.

[82] الكيبوتس: صورة من صور الاستيطان يقوم على المساواة بين الأفراد والتعاون الاقتصادي والفكري، والكيبوتس هو مستوطنة صغيرة من بضع مئات من السكان الذين يعيشون على الزراعة والصناعة. انظر: مردخاي نائور، الصهيونيّة في مائة عام 1887 – 1987، ترجمة عمرو زكريا خليل (الدقهلية، مصر: المؤسّسة المصرية للتسويق والتوزيع، 2016)، ص 111.

[83] مكفيه يسرائيل: أي رجاء إسرائيل، أُقيمت هذه المدرسة الزراعية على جانب الطريق الممتد من يافا إلى القدس، أقامتها الشركة اليهودية الفرنسية «أليانس»، وكانت الأرض التي أُقيمت عليها المدرسة قد أُعطيت لها بفرمان من السلطان العثماني عبد العزيز، واستأجرت بموجبه 2600 دونم من أراضي قرية يازور قرب يافا، لمدّة 99 عامًا. انظر: خالد عايد، «التوسعية الصهيونية،» في: الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات الخاصة، مج 6، ق 2، ص 538 – 539.

[84] النعيمي، اليهود والدولة العثمانيّة، ص 68.

[85] مخادمة والدويك، الاستيطان اليهودي وأثره في كل مستقبل الشعب الفلسطيني، ص 24.

[86] وعد بلفور: إنّ وعد بلفور هو عبارة عن خطاب أرسله جيمس آرثر بلفور في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 إلى وزير خارجية بريطانيا اللورد روتشيلد أحد زعماء اللجنة الصهيونية، في تصريحٍ نصه: «يسرني جدًا أن أبلغكم بأن حكومة جلالة الملك، تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين». انظر: سوسة، العرب واليهود في التاريخ حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الآثارية، ص 359.

آرثر جيمس بلفور (1848 – 1930): سياسي بريطاني كان يترأس الوزارة التي تفاوضت مع هرتزل بين عامي 1902 و1903 لإنشاء مستعمرات يهودية في أفريقيا، افتتح الجامعة العبرية في القدس 1925 وكان طوال حياته العملية مواليًا للصهيوني. انظر أنيس صايغ، بلدانية فلسطين المحتلّة (1948 – 1967) (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1968)، ص 357.

[87] مجدي حماد، النظام السياسي الاستيطاني في إسرائيل وجنوب أفريقيا (بيروت: دار الوحدة، 1981)، ص 45.

[88] الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، ص 399

[89] آرثر روبن (1876 – 1943): عالم اقتصاد واجتماع ولد في بولندا، وقائد صهيوني ومنظّم المستوطنات الزراعية في فلسطين عام 1908 طُلب منه أن يذهب إلى فلسطين لبحث حالة المستوطنات اليهودية كممثل المنظمة الصهيونية، أسّس المكتب الفلسطيني في يافا، وأسّس عدة شركات لشراء واستثمار أراضي فلسطين، عيّن عام 1921 مديرًا لدائرة الاستعمار في اللجنة التنفيذية في فلسطين، وكان أنشط الصهيونيين في امتلاك الأراضي العربية. انظر: صايغ، بلدانية فلسطين المحتلّة (1948 – 1967)، ص 360.

[90] تل أبيب: يعني اسمها تل الربيع، أبيب كلمة عبرية معناها في الأصل السنبلة الخضراء، ثم إصبح الربيع، نشأت على رقعة محدودة من التلال الرملية، وهي محصورة بين السهل الساحلي والبحر المتوسط، وهي أكبر مدينة يهودية صرف في فلسطين، ومن يسيطر عليها يتحكّم في الطرق المؤدّية إلى جميع فلسطين. انظر: الموسوعة الفلسطينية أ – ث، ص 567.

[91] روجر أوين، تاريخ فلسطين الاقتصادي في القرن التاسع عشر (1800 – 1918)، ترجمة يوسف شبل (بيروت: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1990)، القسم الثاني، الدراسات الخاصة، مج 1، ص 592.

[92] علوية، فلسطين وجاراتها: أسباب ونتائج، ص 82.

[93] أحمد محمد غنيم وأحمد أبو الكف، اليهود والحركة الصهيونية في مصر، 1897 – 1947، تقديم أحمد بهاء الدين (القاهرة: دار الهلال، [د. ت.])، ص 13.

[94] آل روتشيلد: عائلة من الصيارفة اليهود من أصل ألماني، حصلت على مدى السنوات على العديد من الألقاب النبيلة سواء من الإمبراطورية النمساوية المجرية أو من الحكومة البريطانية. انظر: نائور، الصهيونيّة في مائة عام 1887 – 1987، ص 11.

[95] لورد روتشيلد 1868 – 1937: اسمه ليونيل والتر روتشيلد، ولد في 8 شباط/فبراير 1868 في لندن، هو جزء من عائلة صهيونية عتيدة ولقب روتشيلد يعني الدرع الأحمر، بدأ اهتمامه بأعمال الاستيطان اليهودي في فلسطين، بعد أن توجهت إليه حركة أحباء صهيون طالبة منه تقديم الدعم المالي لنشاطها في فلسطين، وصل إنفاقه على المستوطنين خلال المدة 1883 – 1899 نحو مليون وستمئة ألف جنيه استرليني، في حين كانت مساهمة حركة أحباء صهيون 87 ألف جنيه استرليني فقط، اشترى أرضًا في فلسطين أواخر عام 1883 لإقامة مستوطنة زراعية نموذجية لحسابة الخاص وأطلق عليها إسم والدته إيمّا لويزا روتشيلد، كما أسس 30 مستوطنة في جميع أنحاء فلسطين، وعدة صناعات للمستوطنين، مثل صناعة الزجاج وزيت الزيتون، وعددًا ومن المطاحن في حيفا، كما ساهم في تأسيس هيئة كهرباء فلسطين عام 1921، إلا أن أهم الصناعات التي أقامها وأوسعها نطاقًا كانت صناعة النبيذ التي كان يسعى روتشيلد إلى ربطها بصناعة النبيذ المملوكة لعائلة روتشيلد في فرنسا، كان والده ماجيراشيل روتشيلد يعمل تاجرًا للعملات القديمة وعمل على تأسيس مؤسسة مالية لها فروع في مجموعة من الدول، فأرسل أبناءه الخمسة إلى إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وكان هو المسؤول عن فروع إنكلترا وزعيم العائلة اليهودية في إنكلترا في ذلك الوقت، تقرب منه حاييم وايزمان ونجح في إقناعه في السعي لدى الحكومة البريطانية لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي في فلسطين، توفي في 27 آب/أغسطس 1937 ودُفن في مقبرة ويلسون اليهودية.

[96] عبد الله التل، خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية (مصر الجديدة: دار القلم، 1964)، ص 164، والموسوعة الفلسطينية (ل – ي)، ص 359.

[97] نظام الملة: هو نظام حُدّدت بموجبه أوضاع أهل الذّمة، أي غير المسلمين (اليهود والنصارى) في الدولة العثمانية، كان السلطان محمد الفاتح (1451 – 1481) قد أصدره في الأول من كانون الثاني/يناير 1454، وقد منح هذا النظام أهل الذّمة حقوقًا مدنية ودينية لم يتمتعوا بها من قبل، فمنح رؤساء الطوائف حق رعاية الشؤون العامة والشخصية لطوائفهم. انظر: أحمد حامد إبراهيم القضاة، نصارى القدس في ضوء الوثائق العثمانية، سلسلة أطروحات الدكتوراه؛ 67 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2007)، ص 63 – 64، وإبراهيم ربايعة، «طائفة اليهود في مدينة القدس من بدايات الحكم العثماني إلى قبيل قيام الحركة الصهيونية،» المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، السنة 2، العدد 2 (2008)، ص 101.

[98] عبد الوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1970)، ص 48 – 49.

[99] السلطان عبد الحميد الثاني (1842 – 1918): هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين بني عثمان، وُلِدَ في قصر طوب قابي في إسطنبول في 21 كانون الأوّل/ديسمبر، تولّى العرش في 31 آب/أغسطس 1876، اشتُرِطَ عليه عند توليه العرش إعلان القانون الأساسي واستشارة الوزارة في أمور الدّولة، صدرت فتوى عزله في 27 نيسان/أبريل 1909، ونقل إلى قصر ألاتيني في سالونيك بعد أن صودرت أملاكه وأمواله ومجوهراته. انظر: عزتلو يوسف بك آصاف، تاريخ سلاطين بني عثمان من أوّل نشأتهم حتّى الآن، تقديم محمّد زينهم محمّد عزب (القاهرة: مكتبة مدبولي، 1995)، ص 128 – 139.

[100] النعيمي، اليهود والدولة العثمانيّة، ص 77.

[101] جريس، تاريخ الصهيونية، ص 110

[102]  Walter Laqueur, A History of Zionism (New York: Schocken Books, 1972), pp. 75-78.

[103] سوسة، العرب واليهود في التاريخ: حقائق تظهرها المكتشفات الآثاريّة، ص 354.

[104] زياد أبو غنيمة، جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك (عمّان: دار العرفان للنشر والتوزيع، 1983)، ج 7، ص45.

[105] النعيمي، اليهود والدولة العثمانيّة، ص 142.

[106] تيودور هرتزل، الدولة اليهودية، ترجمة محمد فاضل (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2007)، ص 33.

[107] الحوت، فلسطين، القضية – الشعب – الحضارة: التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، ص 33.


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز