أولاً: منهجية البحث

1 – أهمية البحث

تكمن أهمية البحث في جوانب متعددة أبرزها طبيعة التقارير التلفزيونية الحرة التي تعمل الفضائيات الوافدة أو الناطقة باللغة العربية على إعدادها والجوانب التي تحاول التركيز عليها والقضايا التي تثيرها.

وتظهر أهمية التقرير الحر عندما يكون هنالك سكونٌ إخباري وقلة في الأحداث، فيبحث المحرِّرون عن موضوعات لإشغال مساحة البث. وأحياناً عندما تشتد الأحداث تحاول القنوات التقليل من ضغطها والتخفيف عن الجمهور بعرض مواد وتقارير إخبارية منوعة؛ قد تكون ترفيهية أو ثقافية أو ذات مغزى معرفي. لكن هذا البحث ليس عشوائياً، بل هو عمل منظم له أهداف واستراتيجيات ذات أبعاد سياسية واجتماعية ومعرفية في الوقت ذاته، وإن عملية دراسة فنون الصحافة التلفزيونية تعد من المسائل المهمة، وهي بحاجة إلى تحليل دقيق ومعمَّق للنهوض بالعمل الإعلامي التلفزيوني. ومع انتشار الفضائيات وزيادة التخصص زادت التحديات في الاجتهاد بتطوير العمل مهنياً لتقديم مواد إعلامية بمستوى لائق.

2 – مشكلة البحث

تتحدد مشكلة البحث بالتساؤلات الآتية:

أ – ما المقصود بالتقرير الحر وما اختلافه عن الأنواع الأخرى من التقارير؟ وما أهم الموضوعات والقضايا التي ركزت عليها التقارير التلفزيونية الحرة (أو الخاصة) أثناء مدة الدراسة؟

ب – ما مدى التزام هذه القنوات بالمعايير المحددة للتقرير من حيث المدة الزمنية المناسبة لذلك؟

ج – ما القوالب والأشكال المتبعة في الإعداد للتقرير الحر وأي المقدمات تفضل؟

د – هل ترمي هذه التقارير إلى أبعاد معينة خارج حدود الرؤية وما نصيب الدعاية من هذه العملية؟

هـ – ما هي الأطر الإعلامية التي تتجسد في التقرير الحر؟

و – ما نسبة الموضوعات السلبية والإيجابية في التقرير؟ وأي الأشكال تفضل في إعداد التقرير من حيث المادة المرئية؟

3 – أهداف البحث

أ – تحديد مفهوم التقرير الحر وأبعاده ومضامينه وخصائصه في الإعلام المعاصر وأهم الموضوعات البارزة فيه.

ب – الكشف عن مدى الالتزام بمعيار الزمن في الإعداد للتقرير الحر.

ج – بيان أهم أنواع القوالب المتَّبعة في الإعداد للتقارير الحرة وطبيعة المقدمات المستخدمة فيها.

د – بيان دور نظرية التأطير في تحديد معالم التقرير الحر والوظيفة الإعلامية التي يعمل في إطارها.

هـ – تحليل التقارير الحرة في قناتي «الحرة» و«بي بي سي عربي» وشرح أهم الأبعاد الإعلامية في مضامين هذه التقارير وما أهم الأنماط الاتصالية البارزة في التقرير.

4 – منهج البحث

تعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية التي اعتمدت أسلوب تحليل المضمون عن طريق تحديد عناصر الفئات الرئيسة والفئات الفرعية وتسجيلها بهدف إخضاعها للتحليل وبيان دلالاتها وتحديد أهم الموضوعات التي تركز عليها التقارير الإخبارية التلفزيونية في القنوات الوافدة.

ثانياً: مفهوم التقرير الحر في ضوء نظرية التأطير

يُعَد التقرير التلفزيوني أحد المكونات الرئيسة للنشرات الإخبارية، وللعديد من البرامج التلفزيونية. فهو يشكل مادة معلوماتية غنية تسهم في تحريك البرنامج التلفزيوني أو النشرة الإخبارية ويعمل على إغنائها بتفاصيل الأحداث والآراء والمعالجات. فالتقرير الإخباري هو أحد المحاور الأساسية للصحافة التلفزيونية وهو نوع مهم من الأنواع الإعلامية.

وكلمة تقرير بالإنكليزية يقابلها «Report» أي إعادة نقل. وفي الصحافة الفرنسية يطلق عليها «Reportage» أي التقرير المصور، لكن هذه الكلمة انتشرت انتشاراً سريعاً في وسائل الإعلام العربية، إذ أطلقتها على مواد كثيرة سواء في الصحف أو المجلات أو الراديو أو التلفزيون، وإن كانت لا تَمُتُّ بِصلة إلى التقارير المصورة[1].

ويشمل التقريرُ الخبرَ والحديثَ والحوارَ والمادةَ الفلمية والصورَ الثابتة والرسومَ البيانية وكلَّ ما من شأنه المساهمة في توضيح وكشف جوانب الموضوع[2]. فلا تخلو نشرة إخبارية أو برنامج تلفزيوني، أيّاً كان نوعه، من التقرير الإخباري. وهو يتطلب كفاءة مهنية عالية في الإعداد نظراً إلى تعدد العناصر التي يتضمنها والجهد المهني الذي يتطلبه. فإذا كان الخبر التلفزيوني العادي يتطلب دقيقة أو أكثر لإنجازه فإن التقرير قد يحتاج إلى يوم كامل أو أكثر لإتمام معطياته؛ فهو عبارة عن فيلم سينمائي مصغر.

ويختلف التقرير عن الخبر بخضوعه للرؤية الذاتية للإعلامي. فالخبر يتحدث عن نفسه، لكن الإعلامي من خلال التقرير يروي الحدث ويضيف إليه من ذاتيته. فالخبر يعطي النتيجة لكن التقرير يعطي النتيجة مع تفاصيل تبين المعطيات التي أدت إلى هذه النتيجة[3]. ويتناول التقرير التلفزيوني موضوعات مهمة أو غريبة أو غير متوقعة بأسلوب يتسم بالعمق والإثارة استناداً إلى معلومات وحقائق وآراء مع المزج الفني بين النص والمادة المرئية والتسجيلات الصوتية بأشكالها المختلفة[4].

أما التقرير الحر، أو كما يطلق عليه خبراء الإعلام التقرير الخاص (غير المرتبط بحدث)، فهو يعالج قضايا متعددة ليست بالضرورة سياسية فقد تكون اجتماعية إخبارية لها آثار معينة في المجتمع. كما يمكن للتقرير الحر أن يسلط الضوء على ظواهر مختلفة ومشكلات ونجاحات تساهم في تشكيل أفكارنا عن الشعوب والمجتمعات، وأحياناً أخرى قد يستند التقرير الحر إلى خيال المراسل ومهارته وقد يكون نابعاً من القضايا الموجودة في المجتمع.

وبهذا، فإن التقرير الحر يعمل على تأطير المادة الإعلامية بما يناسب الأفكار التي يراد بثها عن طريقه. فعمَل وسائل الإعلام لا يقتصر على مجرد تقديم المحتوى الإخباري، بل يتعدى إلى بناء معنى لهذا المحتوى، وذلك عن طريق تأطيره وفق زوايا وجوانب معينة يمكن في ضوئها إدراكه وتفسيره[5]. ولنظرية التأطير أهمية، لا على المستوى الأكاديمي فقط، بل على مستوى الممارسة المهنية أيضاً، لأنها تمثل خطوة مهمة في عملية إنتاج المواد الإخبارية[6]، لأن عملية تشكيل الأفكار لدى الجمهور من خلال النصوص والرسائل الإعلامية يعتمد على الرموز والمعاني السائدة في المجتمع، والتي تستخدمها وسائل الإعلام لنشر الأفكار والآراء المستهدفة. لذلك فإن بناء هذه الأنساق المعرفية يعتمد على ما هو قائم من رموز وتلميحات واستخدامها في تأكيد المعاني وتعزيزها في وسائل الاتصال[7].

وفي هذا المجال نجد فعالية نظرية التأطير في إعطاء صيغة أو صفة معيَّنة تحاول المؤسسات الإعلامية إبرازها من خلال الصحافة التلفزيونية، حيث يعمل الإطار الإعلامي لقضية معينة بانتقاء متعمد لبعض جوانب الأحداث وجعلها أكثر بروزاً في النص الإعلامي واعتماد أسلوب محدد في وصف المشكلة وبيان أسبابها وأبعادها. إن مصطلح التأطير يشير بصفة عامة إلى انتقاء جوانب وأفكار دون أخرى والتركيز عليها فتعمل بصورة رمزية لإكساب الواقع الاجتماعي معنى معين[8]. والإطار الإعلامي هو بناء محدد للتوقعات التي تُستخدَم لتجعل الناس أكثر إدراكاً للمواقف الاجتماعية، وهي تعتمد بداية على ما هو قائم من رموز وتلميحات واستخدامها في تأكيد أو تعزيز المعاني الاتصالية في وسائل الإعلام[9].

لذا تفترض نظرية التأطير أن طريقة عرض المعلومات في وسائل الإعلام تؤثر في استجابة الجمهور للمحتوى المعروض حيث يوضح «Burke» هذا المفهوم باعتباره الطريقة التي من خلالها نرى العالم من حولنا[10]. ويربط علم الاجتماع موضوع تشكيل الأطر في وسائل الإعلام بالثوابت والقيم والمعتقدات، حيث تعمل الرسالة وفق هذا المفهوم على تنظيم الأحداث وربطها بسياق محدد ليكون للنص معنى. فالإطار الإعلامي المقدم من خلال التقارير المنوعة تستهدف التأثير في الجمهور وغرس أفكار أو تدعيمها في إطار الواقع وجعلها أكثر وضوحاً، وإن تشكيل الإطار الإعلامي للمحتوى يتسم بالآتي[11]:

1 – هو عملية تنظيم للمحتوى الإخباري قد تتفق مع القيم الإخبارية السائدة أو تختلف.

2 – لا يقف هدفه عند حدود إثارة الاهتمام لكنه يعمل على تحقيق الإقناع.

3 – لا يهدف إلى غرس أفكار جديدة لكنه يعمل على توظيف الأفكار والقيم الموجودة في الواقع الاجتماعي.

4 – يهدف إلى تحقيق الاتساق بين ما يدركه الجمهور وما يقدمه من رسائل عن طرق تفعيل عملية تمثل المعلومات وتفسير رموزها المدرَكة التي تتبناها الأطر الإعلامية على أساس أن الأحداث والوقائع ليست ذات معنى في حد ذاتها وإنما تكتسب المعاني متى وضعت في إطار أو سياق معيّن.

لذا فإن تحليل الأطر يركز على العناصر الاتصالية الأربعة وتُعتبر الرسالة أهم هذه العناصر والتي يتم توظيف رموزها لتحقيق الأهداف الاتصالية.

وهنا تقتضي الضرورة بيان خصائص التقرير الحر وهي:[12]

أ – التقرير الحر خلافاً للخبر الساخن يعتمد على تخطيط المحرر واتجاهاته في جمع المعلومات وإعدادها.

ب – يضم التقرير الحر تشكيلة واسعة من الأنماط من بينها الحدث الهامشي الذي يتحرك بسرعة.

ج – العامل المشترك هو أن العمل على إعداد هذه التقارير ينطلق من تكليف يصدر عن فريق الإنتاج في المحطة دون أن يكون الأمر مرتبطاً بأخبار ساخنة تقتضي تغطية فورية.

د – يكون التحضير لهذا النوع من التقارير أهمية كبيرة تفوق أهميته في تغطية الخبر الساخن.

ولا بد من توافر عناصر محددة للاستكمال بناء التقرير التلفزيوني وهي: رواية القصة وتحديد الموضوع وهيكل التقرير النهائي والذي يخضع لقوالب محددة، إذ تشترك التقارير الحرة مع التقارير الإخبارية في القوالب التي تُعَد لها وهي: قالب العرض؛ والوصف والاعتراف والحديث الحواري والقالب القصصي[13].

وهنالك أنواع متعددة من التقارير التلفزيونية المنوعة والتي تنوعت بتنوُّع البرامج وتعَدُّد القنوات الفضائية منها: التقرير الخاص والحي؛ وتقرير الموضوع الذي يعالج ظاهرة معيَّنة من خلال تقديم معلومات ووجهات نظر[14].

وهنالك نقاط يجب توافرها عند الإعداد للتقرير الحر وهي:

(1) التزام كاتب التقرير الحر بمعايير كتابة التقرير وهي المدة التي لا تتجاوز (4 – 6) دقائق وأن يلم بطرق كتابة المقدمة كونها التي ستثير اهتمام المشاهد لمتابعة التقرير. وهنالك أنواع متعددة لكتابة المقدمة وهي: المقدمة الشاملة؛ المقدمة الانتقائية؛ المقدمة التوضيحية؛ المقدمة الوصفية؛ المقدمة الاقتباسية؛ المقدمة الاستفهامية؛ المقدمة الخطابية ومقدمة المفارقة)[15].

(2) يفترض على المراسل أو معد التقرير أن يكتب التعليق بعد مشاهدة الصورة، لذا يتوجب عليه التمكن من مهارة حوار الكاميرا(*) ليضفي البعد الإنساني على التقرير عند مخاطبة الجمهور مع التحليل لتقريب الصورة من الواقع[16].

(3) يجب الاهتمام بجوانب فنية ضرورية لإعداد التقرير (أهمها فحص منطقة التصوير مسبقاً، وتحديد ميزانية، وعمل جدول زمني، وجمع معلومات تكفي لتكون خلفية معرفية، وتحديد الشخصيات الأساسية، ووضع قائمة لأهم اللقطات وتحديد كلمات التقرير بحيث لا تتجاوز في العربية 120 كلمة وفي الإنكليزية 240 كلمة)[17].

  •  الصحافة التلفزيونية في عصر الفضاء المفتوح

للصحافة التلفزيونية موقع مهم في اهتمامات الجمهور بكل فئاته لما تقدمه من مواد إخبارية وترفيهية وتعليمية وتثقيفية في آن واحد، إذ لم تعُدْ أهمية التلفزيون تكمن فقط في نقل الأحداث الآنية والفورية بل تعدت إلى مهمة نقل كل جديد عن هذا العالم، حسب رؤية القناة وأهدافها، فتحولت بذلك إلى أداة لتزييف الوعي بطريقة تتناسب وأيديولوجيا المرسل، إذ يحاول إعادة تشكيل وعي الجمهور بما يتفق وأيديولوجيا النظام المهيمن، أو بناء صورة عنها وعن الآخر، أو الحصول على سلوك معيَّن، فأصبحت الحيادية وهماً من الماضي.

والتلفزيون من أكثر الوسائل الإعلامية التي تبيِّن أوجه التقدم التكنولوجي في مجال الاتصال، فالولايات المتحدة تملك أكبر عدد من شركات الإنتاج التلفزيوني وأجهزة الإرسال والاستقبال، وهي بالتالي أكبر مصدِّر لبرامج التلفزيون في العالم، إذ بلغ إجمالي مبيعات البرامج التلفزيونية الأمريكية حوالى مئتي ألف ساعة في السنة. وتأتي بريطانيا في المركز الثاني في تصدير البرامج التلفزيونية حيث تصدِّر لمختلف دول العالم حوالى 50 ألف ساعة وفرنسا (30) ألف ساعة برامجية في السنة[18].

والفضائيات الناطقة بالعربية هي إحدى أدوات الإعلام الدولي، وترتكز في صناعة الإعلام على نظريات علم النفس، حيث الخبر والتقرير مصنوع بمختبرات نفسية تستهدف السلوك الفردي والجماعي عن طريق أساليب متنوعة في الأهداف والمضامين؛ من أبرزها اختيار الحقائق بطريقة تمويهية وانتخاب مجموعة أخرى لإذاعتها من باب الموضوعية لجذب التأثير[19].

ويشكل محتوى البرامج التلفزيونية الدولية إشكالية أخرى للعديد من الدول كونها تستخدم هذه البرامج لتحقيق استراتيجيات سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية للدول الكبرى التي تنتج هذه البرامج. علماً أن هذه البرامج تحتل مساحات واسعة من زمن البث في الدول النامية وذلك لرخص ثمنها وسهولة الحصول عليها[20].

ويذكر تقرير لجنة تابعة للكونغرس الأمريكي أن الولايات المتحدة تستطيع تحقيق أهداف سياستها الخارجية ومصالحها الدولية من خلال التعامل مع الشعوب بدلاً من الحكومات. فمن خلال وسائل الإعلام – وفي مقدمها التلفزيون – يمكن تغيير اتجاهات الجمهور المستهدف والتأثير فيه، وأحياناً تحريضه على سلوك لممارسة ضغوط قد تكون حاسمة على حكوماتها[21].

ويختصر المفكر الفرنسي بيير بورديو في كتابه التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، أهمية هذه الوسيلة الإعلامية بقوله «يمارس التلفزيون تأثيره في الصحف حتى تلك الأكثر كفاءة لأنه يجمع حول نشرة الأخبار عدداً من المشاهدين أكثر من الذين يطالعون صحف الصباح والمساء مجتمعين»[22]. إن اعتماد الصحافة التلفزيونية على التقارير بشكل عام والتقرير الحر بشكل خاص هو حاجة مستمرة لا تقتصر على فترات الركود الإخباري بل نجدها تزداد في أوقات احتدام الأحداث حيث يكون التقرير الحر منفذاً للخروج من ضغط الأزمة وظلمة الأحداث لتعطي للمشاهد فرصة للتنفس بعيداً من أمواج الصراعات ورعب المواقف.

وبناءً على ذلك، فإن التقرير الحر يعَدُّ منفذاً مهِماً ومعِيناً خصباً للمؤسسات الإعلامية في تحقيق أهدافها بمخاطبة عقول الجمهور المستهدف ومحاولة التأثير فيه، فهي تبحث عن موضوعات عادية وتسليط الضوء عليها وتناقشها وتمنحها أهمية أكثر مما تستحق لتحقيق أهداف مرسومة.

ثالثاً: الدراسة الميدانية

1 – إجراءات البحث (وصف العيِّنة)

تمت متابعة التقارير الحرة أو الخاصة أو المنوعة في قناتي «بي بي سي عربي» و«الحرّة» (كونهما تعدّان من القنوات الوافدة الناطقة بالعربية)، وهي تمثل نوعاً من أنواع الإعلام الدولي الموجَّه إلى المنطقة العربية. واعتمدت الدراسة وحدة الموضوع ووحدة الفكرة كمادة أساسية في التحليل عن طريق تصنيف الفئات حسب موضوع التقرير وذلك بمتابعة التقارير المنوعة في القناتين على مدى شهرين (1/5/2013 – 1/7/2013) وتسجيلها مباشرة عن طريق الحصر الشامل، ومن ثم إجراء عملية فرز بينها وبين تقارير الأحداث، وتم تحديد فئات التحليل (ماذا قيل بالنسبة إلى المضمون، وكيف قيل بالنسبة إلى شكل المادة الإخبارية في التقرير الحر) وفق الوحدات المحددة. ولم يكتف البحث بالتحليل الكمي، بل اعتمد إلى جانب ذلك التحليلَ الكيفيَّ بهدف إغناء الموضوع والإحاطة بكل جوانبه، ومحاولة تحقيق الدقة في المعلومة. علماً أن فترة جمع العينة شهدت تصاعداً بالأحداث الدولية والعربية. لذا نجد أن التقارير الحرة أو الخاصة كانت قليلة. فكانت الحصيلة 37 تقريراً من قناة «بي بي سي عربي» وبواقع 107.58 دقيقة و28 تقريراً لقناة «الحرة» ومجموعهما 333.58 دقيقة وهي التي تم إخضاعها للتحليل.

2 – مؤشرات الصدق والثبات

أ – تم اختبار صدق الظاهري للمضمون من خلال عرض استمارة التحليل على مجموعة من الخبراء في مجال الإعلام.

ب – يقصد بـ الثبات الدقة والاتساق بين فئات التحليل باستقراء النتائج عبر الزمن. وتم اختبار الثبات من خلال إعادة التحليل بعد مرور 30 يوماً على التحليل الأول ومن ثم تطبيق معادلة هولستي لاستخراج ثبات التحليل في المرتين فظهرت النتيجة نسبة اتفاق 89 بالمئة.

الجدول الرقم (1)

مدى التزام القناتين بمعيار الزمن المقرر لإعداد التقارير الحرة

 

الفئات

بي بي سي عربيالحرّة
تكرارالنسبة المئويةالزمن (د)التكرارالنسبة المئويةالزمن (د)
أقل من دقيقة – 2.59924.3211.8213.572.30
3 – 5.591848.6543.65621.4319.02
6 – 8.59821.6240.1127.1414.4
9 – 11.5925.4112414.2942.13
12 – 14.5927.1424.16
15 – 17.59414.2963.01
18 – 20.59932.14168.56
المجموع37100107.5828100333.58

 

يتبين لنا من الجدول الرقم (1) أن قناة «بي بي سي عربي» حاولت الالتزام قدر الإمكان بمعيار الزمن في إعداد التقرير، حيث لم يتجاوز الوقت فيها بين 3 – 5.59 دقيقة، فشكلت نسبة 48.65 بالمئة وبزمن 43.65 دقيقة. وجاءت في المرتبة الثانية التقارير بزمن أقل من دقيقة – 2.59 بنسبة 24.32 بالمئة. ولم يصل أي من تقارير «بي بي سي عربي» إلى زمن الفئات 12 – 20.59 من العينة، بينما التقارير في قناة الحرة كانت مطولة وتجاوز بعضها الوقت المقرر للتقرير. فالتقارير التي تراوح وقتها بين 18 – 20.59 دقيقة شكلت نسبة 32.14 بالمئة حيث وصلت إلى 168.56 دقيقة أثناء الدراسة. وجاءت في المرتبة الثانية التقارير بزمن 3 – 5.59 بالمئة، وبنسبة 21.43 بالمئة. وتنافست على المرتبة الثالثة التقارير بزمن 9 – 11.59 و15 – 17.59 وبنسبة 14.29 بالمئة، وهي كثيرة مقارنة بالمعايير المطلوبة لإعداد التقرير النموذجي الذي يشد انتباه المشاهد دون أن يتسرب الملل إليه. كذلك نجد أن تقارير قناة الحرة اعتمدت طريقة الحوار والتحقيق في المعلومات.

الجدول الرقم (2)

مضامين التقارير الحرة

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالزمن (د)التكرارالنسبة المئويةالزمن (د)
سياسية38.117.3310.7156.51
اجتماعية410.89.3527.1538.42
ثقافية718.9223.74621.4372.49
علمية1951.3555.891346.43142.05
فنية25.418310.7122
رياضية25.413.3013.572.11
المجموع37100107.5828100333.58

 

يوضح الجدول الرقم (2) أن قناتي بي بي سي عربي والحرة أعطتا أهمية أكبر للتقارير العلمية التي بلغت نسبتها 51.35 بالمئة، وبزمن قدره 55.89 دقيقة في بي بي سي عربي، و46.43 بالمئة وبزمن 142.05 دقيقة. ذلك لأن الأخبار والتقارير العلمية تأخذ حيزاً واسعاً من اهتمامات الجمهور، وبخاصة الصحية. فضلاً عن ذلك فإن سمة العصر هي المعلومة. والموضوعات العلمية هي الأكثر غنى بهذا الجانب. أما في المرتبة الثانية فكانت التقارير ذات المضامين الثقافية وسجلت نسبة 18.925 بالمئة في قناة بي بي سي عربي و(72.49 بالمئة) في قناة الحرة. وإذا تمعَّنا في التقارير الثقافية نجدها تركز على المهرجانات الموسيقية والرقص الغربي أو على مشاريع ثقافية في بريطانيا مثل مشروع الكتاب الإلكتروني وإمكان نقل البيانات عبر الهواتف النقالة التي تؤكد انطباعات الجمهور عن الفارق الحضاري والثقافي الذي نعيشه، والهدف الأساس هو نقل ثقافة الغرب وتطبيع المجتمعات على نمط محدد من الثقافة السطحية الخالية من المضمون الحي.

 

الجدول الرقم (3)

اهتمامات التقارير العلمية في القناتين

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
تكرارالنسبة المئويةتكرارالنسبة المئوية
تكنولوجي1052.64538.46
طبي15.26861.54
بيئي421.05
عالم حيوان315.79
فضاء15.26
المجموع1910013100

 

يتضح لنا من الجدول الرقم (3) أن هناك اختلافات بالاهتمامات العلمية بين التقارير المنوعة في القناتين، حيث احتل الجانب التكنولوجي النسبة الأعلى في التقارير العلمية بالنسبة لقناة «بي بي سي عربي» فوصلت إلى 52.64 بالمئة وبتكرارات (10)، وجاءت في المرتبة الثانية الموضوعات البيئية التي أخذت نسبة 21.05 بالمئة وبتكرار (4) أثناء مدة المتابعة. بينما احتل الجانب الصحي الاهتمام الأعلى في التقارير العلمية لقناة الحرة فكانت بنسبة 61.54 بالمئة وبتكرار (8).

الجدول الرقم (4)

أنواع القوالب الإخبارية المستخدمة للتقارير(*)

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالتكرارالنسبة المئوية
قالب العرض1745.95310.71
القالب القصصي410.8127.14
قالب الوصف1027.03725
قالب الاعتراف
قالب الحديث616.211657.15
المجموع3710028100

 

يبين الجدول الرقم (4) اختلاف القناتين في تفضيل قوالب التقرير حيث نجد أن قالب العرض احتل المرتبة الأولى في قناة بي بي سي عربي بنسبة 45.95 بالمئة وهذا يرتبط بقضية التركيز على التقارير العلمية والتي تحتاج إلى الوصف لتوضيحها وتقريبها للمشاهد. بينما قالب الحديث الحواري حصل على المرتبة الأعلى في قناة الحرة بنسبة 57.15 بالمئة، وهذا تابع من جانب لاهتمامات القناة وسياسة التحرير والفلسفة التي تعتمدها في طرح المعلومات.

الجدول الرقم (5)

أنواع المقدمات المستخدمة

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالتكرارالنسبة المئوية
المفارقة513.51725
الشاملة410.8113.57
الانتقائية
التوضيحية718.92310.71
الوصفية1335.141242.86
الاقتباسية
الاستفهامية513.51
الخطابية38.11517.86
المجموع3710028100

 

ويبين الجدول الرقم (5) المقدمات المفضلة في القناتين حيث احتلت المقدمات الوصفية أعلى نسبة في القناتين، فكانت في قناة بي بي سي عربي 35.14 بالمئة، وفي قناة الحرة نسبتها 42.86 بالمئة، فالمقدمة الوصفية تصف الفكرة الرئيسة وصفاً دقيقاً على أن يتسم بالتحديد والتبسيط لتضع المشاهد في قلب الحدث وتحاول التوسع بالفكرة وعرض المعلومات التفصيلية لتحقيق التفاعل.

وجاءت في المرتبة الثانية المقدمة التوضيحية (وهي تعمل على توضيح المعلومات الحقيقية عن الفكرة أو الموضوع) والتي حصلت على نسبة 18.92 بالمئة في قناة بي بي سي عربي. بينما على العكس نجد أن مقدمة المفارقة قد حصلت على المرتبة الثانية في قناة الحرة بنسبة 25 بالمئة، والمقدمة الخطابية في المرتبة الثالثة بنسبة 17.86 بالمئة (فالمقدمة الخطابية تعتمد طريقة الحديث المباشر مع الجمهور) والمقدمة التوضيحية في المرتبة الرابعة بنسبة (10.71 بالمئة) في قناة الحرة.

أما مقدمة المفارقة والاستفهامية فقد كانت متساوية بالنسب في قناة بي بي سي عربي وهي 13.51 بالمئة وبتكرار (5) حيث تعمل مقدمة المفارقة على عرض معنيين متناقضين لإثارة حب الاستطلاع لدى الجمهور وجذبه لمتابعة التقرير. والمقدمة الاستفهامية تثير فضول الجمهور لمعرفة الإجابة عن التساؤل المطروح.

وجاءت المقدمة الشاملة بنسبة 10.81 بالمئة في المرتبة الثالثة، والمقدمة الخطابية في المرتبة الأخيرة بنسبة 8.11 بالمئة. وهنا يتضح الفرق في اهتمامات القناتين في الصياغة التحريرية وأساليب الجذب التي تستخدمها وفق سياسات وخطى مدروسة بعد فهم وتحليل عميق لطبيعة الجمهور المستهدف ومواطن التأثير لديه(*).

الجدول الرقم (6)

الأطر الإعلامية للتقارير الإخبارية في القناتين

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالزمن دالتكرارالنسبة المئويةالزمن د
إخبارية924.3226.401035.7124.95
دعائية1129.7326.59517.86122.21
إعلانية718.9222.36517.8652.86
تعليمية410.8116414.2921.3
تثقيفية616.2216.43414.2912.26
المجموع37100107.5828100333.58

 

ومن قراءتنا للجدول الرقم (6) يتضح لنا أن قناة بي بي سي عربي حاولت تأطير تقاريرها بإطار دعائي والتي شكلت نسبة 29.73 بالمئة وبزمن 26.59 دقيقة، حيث نرى أن التقارير العلمية تناولت موضوعات تكنولوجيا ظهرت بطابع دعائي أكثر منها معرفياً.

كذلك بالنسبة إلى التقارير العلمية التقنية التي تحدثت عن الإمكانات الإعلامية باستخدام تكنولوجيا المستقبل في قناة بي بي سي عربي، بينما اهتمت قناة الحرة بإضفاء صفة الإخبار على تقاريرها فكانت نسبتها (35.7 بالمئة ) وبزمن (39.87 دقيقة).

الجدول الرقم (7)

طبيعة الموضوعات في التقرير الحر

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالتكرارالنسبة المئوية
سلبي(*)1437.841242.86
إيجابي2362.161657.14
المجموع3710028100

 

(*) يقصد بالتقارير السلبية التي تعرض لحالات وقصص ذات طابع سلبي وتحلل المعلومة على أساسها بأبعاد مختلفة أهمها هو الدعاية وبيان أن الشعوب التي أعد عنها التقرير هي شعوب مختلفة وبعيدة عن الحضارة، أما التقارير الإيجابية فهي التي تنقل مواقف إنسانية أو مبادرات مبدعة أو تتحدث عن تقدّم علمي وتقني في مجال معين وهو يعطي انطباعاً للمشاهد عن تقدم البلد وتطوّره، وهذا ما كان واضحاً في أغلب التقارير الإيجابية أنها علمية تقنية مصدرها بريطانيا والولايات المتحدة فكان المعيار المعتمد هو مضمون التقرير وطبيعة القصة أو المحتوى.

يتضح لنا من الجدول الرقم (7) أن التقارير الإيجابية كانت الأعلى في اهتمامات القناتين فأخذت نسبة 62.16 بالمئة وبتكرار (23)، ونسبة 57.14 بالمئة وبتكرار (16). والملاحظ أن هذه التقارير تركز في الجانبين الاجتماعي والعلمي. ففي الجانب الاجتماعي تعطي بعداً إنسانياً راقياً للمجتمعات الغربية محاولة بذلك تشكيل صورة إيجابية عن هذه المجتمعات. من الأمثلة على ذلك تقارير في قناة بي بي سي عربي (الاهتمام بحياة البرية أو التعاون مع المنظمات الإنسانية) وتقارير في قناة الحرة (اهتمامات الولايات المتحدة بتطبيق قوانين حقوق الإنسان في العالم أو حرية المساجد في لندن أو الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة). أما الجانب العلمي فقد اتخذ سمة الدعاية والترويج وبيان مستوى التقدم العلمي والتقني الذي وصل إليه الغرب بينما شعوب العالم الثالث تعيش في صراعات غير منتهية. أما بالنسبة إلى التقارير السلبية فهي رغم أنها كانت أقل من الإيجابية لكن بالتحليل الكيفي للمعلومات التي تقدمها نجد أن أغلبها يخص دول الجنوب (أفريقيا وآسيا وبضمنها الوطن العربي). فمثلاً التقارير السلبية في قناة بي بي سي عربي كانت عن فقراء مصر يعيشون بين النفايات يقابله في الوقت نفسه تقرير إيجابي عن إنتاج سيارات بالتحكم الإيمائي وتقرير عن قتلى في سباق الثيران في إسبانيا يقابله تقرير عن مشروع الكتاب الإلكتروني في إحدى القرى البريطانية. وفي قناة الحرة تقرير عن انتشار الأمراض النفسية في العراق يقابله تقرير إيجابي عن اهتمامات الولايات المتحدة بتطبيق قوانين ومعاهدات حقوق الإنسان وتقرير عن أسواق الفقراء في مصر لبيع الملابس المستعملة، يقابله تقرير عن استنبات خلايا القلب البشري في أمريكا. إن هذه التقارير على قلتها تمارس التأثير النائم في المشاهد من خلال غرس أفكار وتصورات مشوهة عن دول الجنوب إضافة إلى محاولتها تنميط المشاهد.

الجدول الرقم (8)

المناطق الجغرافية لتركز التقرير السلبي والإيجابي

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
سلبي
(بالمئة)
إيجابي
(بالمئة)
سلبي
(بالمئة)
إيجابي
(بالمئة)
البلدان العربية غير المستقرة(*)718.921450
البلدان العربية المنتعشة (**)410.8127.14
أوروبا410.81821.6227.1413.57
أمريكا410.81310.72
آسيا25.4138.11
أمريكا اللاتينية410.8113.57
أفريقيا12.70310.72
جنوب شرق آسيا27.14
المجموع1819226
المجموع الكلي3728

 

(*) يقصد بالدول المنكوبة التي تعيش اضطراباً على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي وهي (مصر والعراق وسورية وفلسطين ولبنان وتونس والجزائر واليمن).

(**) وهي التي تعيش حالة من الرخاء والانتعاش مثل بلدان الخليج العربي.

الجدول الرقم (8) يوضح أن التقارير الحرة ذات المضامين السلبية في كلا القناتين تركزت بمناطق جغرافية محددة وهو ما يطلق عليه دول الجنوب أو دول الاضطراب – وعلى رأسها البلدان العربية – فكانت نسبة التقارير السلبية للمنطقة العربية (والتي تم تحديدها بالبلدان العربية غير المستقرة) في قناة بي بي سي عربي 18.92 بالمئة وبتكرار (7)، تقابلها نسبة 50 بالمئة في قناة الحرة وبتكرار (14). أما التقارير الحرة ذات المضامين الإيجابية فقد تركزت بدول الشمال المتقدمة فكانت نسبة التقارير الإيجابية الأعلى لقارة أوروبا في قناة بي بي سي عربي ونسبتها 21.62 بالمئة وبتكرار (8). أما في قناة الحرة فكانت نسبة التقارير الإيجابية الأعلى لأمريكا بنسبة 10.72 بالمئة وبتكرار (3).

الجدول الرقم (9)

فئة الشكل في التقرير الحر

الفئاتبي بي سي عربيالحرّة
التكرارالنسبة المئويةالتكرارالنسبة المئوية
حواري38.11621.43
توثيقي821.62310.71
تحقيقي616.21517.86
حديث مباشر410.81310.71
استخدام مؤثرات حاسوب38.11
أخرى(*)1335.141139.29
المجموع3710028100

 

(*) التقرير الإخباري يتشابه مع الخبر من حيث القوالب المستخدمة لإخراجه لكنه يتميّز بوجود الرأي والتحليل حيث يضفي كاتبه جزء من ذاتيّته على التقرير. ويستخدم معدّو التقارير مواد أرشيفية، أو حواراً مع أشخاص أو أسلوب التحقيق في المتناقضات للبحث عن الأسباب، أو استخدام تقنيات الإخراج الحاسوبية لإنتاج صور ومواد إعلامية مستحدثة. أما فقرة أخرى فهي تضم أكثر من شكل جاءت نتيجة تطور تقنيات الإنتاج الإعلامي وتكنولوجيا الاتصال فإنها أخذت تضفي الكثير من الأشكال الجديد التي لم يحدّد لها تسمية. فهنالك تقارير تستخدم الحوار والتحقيق والحديث المباشر فضلاً عن توظيف تقنيات الحاسوب بالتقطيع والإخراج، لذا فإن هذه الفقرة شملت الأشكال التي لا يمكن تصنيفها حسب الأشكال المعروفة.

من ملاحظة الجدول الرقم (9) يتضح لنا أن هناك أشكالاً برامجية جديدة لم نحدد لها تسمية تجمع بين أكثر من شكل احتلت نسبة عالية في فئة «أخرى» في كلا القناتين بلغت (35.1 بالمئة في قناة بي بي سي عربي و39.29 بالمئة في قناة الحرة حيث تشير هذه الفقرة إلى استخدام تقنيات مستحدثة في إخراج التقارير المنوعة بالاعتماد على تقنيات الاتصال الحديثة. بينما اختلفت المادة المرئية في الفقرات الأخرى فكانت المادة الوثائقية الأعلى في قناة بي بي سي عربي (بلغت نسبتها 21.62 بالمئة) وجاءت بعدها بالأهمية المواد ذات الشكل التحقيقي بنسبة 16.21 بالمئة. أما في قناة الحرة فقد ساد الشكل الحواري أكثر تقاريرها المنوعة بنسبة 21.43 بالمئة. وبالنسبة إلى استخدام المؤثرات الحاسوبية فقد ظهرت أكثر في قناة بي بي سي عربي (بنسبة 8.11 بالمئة)، حيث هنالك تقارير بالكامل اعتمدت تقنيات الحاسوب في تشكيلها. أما قناة الحرة فلم يظهر بها هذا الشكل لاعتمادها على التصوير المباشر وحوار الكاميرا.

رابعاً: نتائج الدراسة

1 – تبين من دراسة التقارير الحرة لقناتي بي بي سي عربي والحرّة أن هنالك فروقاً في الالتزام بمعايير الزمن بإعداد التقرير التلفزيوني الحر فكانت الـ بي بي سي عربي الأكثر التزاماً بهذه المعايير من قناة الحرة.

2 – شكلت التقارير العلمية النسبة الأعلى في اهتمامات القناتين، لكن الفرق يكمن في طبيعة الموضوعات إذ أعطت قناة بي بي سي عربي أهمية أكبر لموضوعات التكنولوجيا. أما قناة الحرة فاهتمت بالتقارير الطبية فكانت النسبة الأكبر لها، وعند تحليل الموضوعات التكنولوجية تبين أنها ذات طابع دعائي وإعلاني تروّج القدرات التقنية المتقدمة التي يمتلكها الغرب؛ اذ تعمل هذه الموضوعات على تحطيم الروح المعنوية لشعوب العالم الثالث لشعورهم بالعجز أمام هذه التطورات التي لا يمكنهم امتلاك المهارات لمجاراتها وعدم قدرتهم على ردم الفجوة المتسعة.

3 – اهتمت قناة بي بي سي عربي بالقالب الوصفي بينما ركزت قناة الحرة على قالب الحديث وهذا يرتبط أيضاً بطبيعة المقدمة فاتسمت المقدمات بالقناتين بالصيغة الوصفية والتوضيحية بهدف ربط المشاهد بفكرة التقرير.

4 – وتبين أن أغلب التقارير ذات طابع إيجابي، لكن بتأمل التقارير ذات الطابع السلبي نجدها متركزة بدول الجنوب وهذا يصب بالإطار الدعائي.

وقبل أن نختم البحث، نقدّم هذه النصائح لإعداد التقرير التلفزيوني الحر أو المنوَّع وهي:

أ – الاختصار عند الكتابة للصورة دع الصورة تتكلم فهي أكثر تعبيراً من الكلمات.

ب – الاهتمام باستخدام الجمل المباشرة والبسيطة واستخدام الأرقام والإحصاءات لتقريب المعلومات للمشاهد وإضفاء صفة الموضوعية على التقرير.

ج – تجنب استخدام أسلوب الوصف للصورة بل التعليق عليها واستخدام ضمير المخاطب لخلق حالة من التفاعل مع الموضوع.

د – يجب التفريق بين الرأي والحقيقة، كما ينبغي الالتزام بمعايير إنتاج التقرير التلفزيوني من حيث الوقت المثالي لأن أسوأ التقارير هي التي تتجاوز العشر دقائق، ومحاولة عدم الإطالة في المقدمة والدخول إلى الموضوع مباشرة بهدف شد المشاهد وإثارة اهتمامه.

هـ – الاهتمام بالمقدمة لأنها هي الأساس في جذب المشاهد أو نفره من الشاشة.

 

قد يهمكم أيضاً  التربية الإعلامية والرقمية وتحقيق المجتمع المعرفي

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #الفضائيات #التقارير_الإخبارية #التقرير_الحر #بي_بي_سي_عربي #قناة_الحرة_الفضائية #الحرة #دراسات