مقدمة

يستمدّ «طوفان الأقصى» أيقونيّته من المُقدّس والتّراث، النّص الدّيني (القرآن) والأسطورة، وينخرط ثقافيًّا في «ما بعد الحداثة» ويأويه هذا التيّار الفلسفي من قيم مقاومة الاحتلال وتحدّي الهيمنة وإنهاء «السرّديات الكُبرى». وإن كنّا في دراستنا هذه نختصّ بالبعد الإعلامي – الاتّصالي، فإنّنا نحتاج إلى توسيع دائرة الضّوء كما تهوية الغرفة المعرفيّة للانفتاح على علم الأديان، كما علم الأفكار (الأيديولوجيا) لفهم التّقنيات والآليات الاتّصاليّة المرافقة للعمليّات العسكريّة الموسومة بـ «طوفان الأقصى»‏[1]. رُبط الطّوفان بـ«الأقصى» كناية عن «المسجد الأقصى» في مدينة القدس الفلسطينيّة، مسرى نبيّ الإسلام محمّد (ﷺ)، لتتضاعف الرّمزية الدّينة لهذه العمليّة العسكريّة إضافة إلى إضفاء هالة قُدسيّة عليها. هذا من جهة التّسمية، قبل البدء في بحث المرافقة الاتّصاليّة بما هي موضوعنا. والحقيقة أنّ التّركيز عليه يستوجب من الرّسوخ في حقلنا المعرفي (علوم الإعلام والاتّصال) الشّيء الكبير والمهارات البحثيّة والتّحليليّة والاستنتاجيّة العالية. نستدعي نظريّة «الطّلقة السّحريّة» أو «الحقنة تحت الجلديّة»‏[2] ذات فروض «التّأثير القوّي» لوسائل الإعلام والاتّصال في المتلقّي في باب دراسة «الباثّ» للرّسائل الاتّصاليّة، من دون التورّط في سحب في فروضها على النّصوص الّتي سندرسها وعلى متلقيّها في سياق الرّقمنة (التّفاعليّة) بالذّات.

أولًا: الإطار النظري والمنهجي

تُبرهن تسمية النّظرية على اختيارنا لها إطارًا نظريًّا لهذه الدّراسة، ففعل طلق الرّسائل، السريع، يُحاكي فعل إطلاق الرّصاص المُميت. هذا وجه الشّبه والالتقاء بين العمليّة العسكريّة والعمليّة الاتّصاليّة والنّظرية. وكما نلاحظ، ثمّة كثافة استعاريّة (الطّوفان، الأقصى، الطّلقة السّحريّة (الاتّصاليّة)) نتفهّمها ونفسّرها بما تحتويه نصوص «ما بعد الحداثة»‏[3] – بوجه عام – بوصفها «نصوصًا كبرى» أو بالأحرى «سرديات كبرى». يضاف إلى ذلك، كون ظاهرة «ما بعد الميديا» ظاهرة «كبيرة» تستدعي منها الكتابة عنها بـ«شاعريّة عقلانيّة»‏[4].

إنّ إرفاق الاتّصال بالعمليّة العسكريّة ليس غريبًا أو جديدًا، بل الطّرافة في كيفية التّزامن بين «الطّلقة» الاتّصاليّة والطّلقة النّارية‏[5]. وما يثير الانشغال – البحثيّ الذي لا بدّ منه – هو عناية الاتّصال ببالغ الصَّنعة ليُفاقم المنجز العسكري، بل أكثر من ذلك كيفية نقل مشاهد واقعيّة وإعادة تركيبها (ثنائيّة البناء والهدم) بطريقة «هوليوديّة» تخرج بنا عن التّصنيف القديم للمشاهد المتحرّكة المصوّرة: سينمائيّة متخيّلة أو حكاية واقعيّة. فنحن إزاء مشاهد حكائيّة معتّقة بالتّقنيات البصرية والتّصويريّة للسّينما. فـ الإشكاليّة التي نواجه بالدراسة ليست الكيفيّة بقدر ما هي الغائيّة: لماذا كانت المادة الاتّصاليّة المبثوثة بذاك الشّكل الغريب والمكثّف والمتجاوز للتّقسيمات الكلاسيكيّة للمواد السّمعيّة البصريّة؟

نقترح إجابةً عن هذا السّؤال الإشكالي، إجابة «مؤقّتة» (فرضيّة) يمكن أن تكون، نظريًا، فكرة أو أطروحة مُسبقة يريد الباثّ تبريرها ودعمها أو استبعادها ودحضها، وتلك خصيصة الدّراسات المؤسّساتيّة التّبريريّة (المدفوعة في كثير من الأحيان) التي تنأى عنها دراستنا هذه. أمّا الفرضيّة الحَقّة فهي إما ثمار لقراءة الأدبيّات السّابقة، وإما كملاحظة أوليّة لتكرار أو طُفو فكرة أو عنصر في ميدان البحث، لقضيّة تشغل الباحث يريد إمّا إثباتها وإما تفنيدها. من هذا المنطلق، تقول ملاحظتنا/فرضيّتنا الطّافية إنّ المضامين الاتّصاليّة «المُكثّفة» هي دعم لوجستي لجهود عسكريّة محدودة في الزّمان والمكان وفي العتاد. نصوغ جوابنا المبدئي عن سؤالنا الإشكالي بصورة أنضج كالآتي: لقد بُثّت المادة الاتّصاليّة في «طوفان الأقصى» بهذا الشّكل الغريب والمكثّف والمتجاوز للتّقسيمات الكلاسيكيّة للمواد السّمعيّة البصريّة تعزيزًا للإمكانيات العسكريّة المنقوصة، ونُشدانًا لـ «فانتازيا»‏[6] اتّصاليّة تُضفي الهالة الميديائيّة والثّقافيّة على العمل العسكري.

نرسم جغرافية الدّراسة الآن، بعد تنزيلها من النّظرية إلى التّطبيق. تتكوّن العيّنة من مقاطع فيديو كانت قد نشرتها «كتائب الشّهيد عز الدّين القسّام» التّابعة لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على موقعها في الإنترنت. خيّرنا الاقتصار على هذا اليوم لتّعدد الفيديوهات المنشورة، الأمر الذي يحقّق التّمثيلية، ولحصد ثمار التّمكن من المادّة المدروسة. وهي ليست عادية مختارة لفروض قصدية أو عشوائيّة، بل هي مادّة فريدة في نوعها أُنتجت في وقت دقيق ولأهداف اتّصاليّة استراتيجيّة في غمار شنّ هجوم عسكري «مفاجئ»، للرّأي العام. فقد نُشرت متتابعة في يوم واحد بتقنيات تصويرية مخصوصة. ولئن كانت معفاة من شرط التّمثيليّة، في تقديرنا، نظرًا إلى طابعها المخصوص، فإنّها كانت كذلك (تمثيليّة) فعليًّا لثرائها وتنوّعها. وتستمدّ جدارتها بالدراسة من استجابتها لمواصفات نصوص «ما بعد الحداثة»‏[7] كما سنرى.

لقد كان تجميع هذه العينة محفوفًا بـالـصعوبات والإشكاليّات: لقد حُذف – موقّتًا – الموقع الأصلي الّذي كنّا قد زرناه في قراءة أوليّة يوم 9 كانون الثاني/يناير 2024، ونسخنا روابط المواد المدروسة، ووسومها، ومدتها، وتصنيفاتها كما تجدون في ملحق «ضبط عيّنة الدّراسة» في نهاية هذا النص. ولئن وجدناها في موقع ثان‏[8] فإنّها نقصت مقطعين اثنين وقد وجدناها فيما بعد في مواقع أخرى إخبارية واتّصاليّة وتحرّينا أمانتها للفيديو الأصلي.

تطفو السيميائيات، بمهاراتها في بناء النّصوص‏[9] المدروسة وهدمها، وبعناصرها التّحليليّة الملهمة لشبكات تحليل نفتح بها صندوق المادة الاتّصاليّة «العجيب». نراها منهجيّة قادرة على تحقيق مطامحنا المعرفيّة، فهي تراعي السّياق وترصد الكوامن الثّقافيّة، إذ تسِم الدّلالة وتلصقها على المدلول. وهي تراوح بين «المرجعيات العالمة» النّخبوية والقراءات الشّعبية‏[10]. وعليه، نكوّن شبكات تحليل نفكّك فيها النصوص (عيَّنة البحث) إلى أجزاء وعناصر (الهدم) ثم نعيد تركيبها (البناء) مع مراعاة سياق إنتاجها – كما تفترض السيمائيات – بُغية التّوصّل إلى المعاني الثّقافية المضمَّنة بها (النصوص). وإن كنّا نعزل العناصر – في مرحلة أولى – لمزيد معرفتها وفهمها كعلامات مشحونة بــ«دوال» لتحقيق «مدلولات»، وفقًا لمعجم السّيميائي، فإنّنا لا نتغافل عن ارتباطها بعضها ببعض وعن سياقها الجامع. ولمزيد من ضبط منهجيتنا، نقترح تصميها في الشّكل أدناه.

تطبيق المنهجيّة السِّيميائية

لا نُخفي مطامح «ابتكاريّة»، من وراء هذا التّنويع النّظري – بين نظريّة قديمة تنتمي إلى الجيل الأوّل من نظريات الاتّصال (التّأثير) ومنظور يتجاوز التّأثير والتّأثر معًا، بل الحداثة أصلًا، والانضباط المنهجي بإخضاع النّصوص لفروض السّيميائيات كما هو مصمّم أعلاه. إنّنا نريد «وصفًا ثقيلًا وعميقًا للواقع»‏[11]. وتمثّل هذه الدّراسة اختبارًا حقيقيًّا لقدرتنا على المواءمة بين خصيصتين معرفيّتين قد تبدوان أول وهلة متناقضتين، هما الصّرامة المنهجيّة والمرونة (الاستراتيجيّة) في تنويع المناهج وتجديدها. ولا نخفي إحراجنا وحيرتنا الحقيقيّة بين التهّور ونسف أي جهد بحثي سابق في موضوع دراستنا والاكتفاء بإعلان دراستنا هذه بحثًا استكشافيًّا يُعفينا من إدراج عنصر الدّراسات السّابقة، وعَنت الحفر في ما مضى إنتاجه من المعرفة حول موضوع طارئ مستجد وجارٍ – خلال كتابتنا لهذه الأسطر – الغالب فيه ندرة الإنتاج المعرفي حوله.

أشارت علينا حصافتنا المعرفية، في الأخير، للوفاء للأسلاف من الدّارسين العرب والتّواصل معهم تحت خيمة «إعلام المقاومة»‏[12]، بذلك نوسّع دائرة الدراسة من دون التّيه عن موضوع دراستنا. وكَحَكَمٍ بيننا يُوَفِّيهم حقوقهم ويبيّن حدود تموضعنا وإضافتنا المعرفّيين، نتّخذ من مراجعة النّتاج الفكري (البحوث والدّراسات السّابقة) صيغة لعرض لُباب ما سبق إنجازه علميّا في الغرض. وهي طريقة ألفناها وجرّبناها في بحث سابق. تمتّد هذه المراجعة على «مراحل تبدأ بتحديد تساؤلات المراجعة، فوضع كلمات مفتاحية، فالإلمام بموضوع البحث (المراجعة)، ثمّ تحديد مصادر المعلومات، وتنتهي بانتقاء المصادر»‏[13].

إنّ السؤال المطروح على ما سبق إنتاجه في موضوع دراستنا: كيف تناول الباحثون والدّراسون «إعلام المقاومة»؟ هل قاربوا المكوّنين الاتّصالي والعسكري متّصلين أم منفصلين؟ هل كان دَيدَنهم الوسائط (الاتّصاليّة) بتجردها أم الثّقافة برحابتها؟ ما النّتيجة أو النّتائج الّتي خلص إليها كلّ منهم؟ وككلمات مفتاحية نضع على خانة البحث في أذهاننا، وكذلك على محرّكات البحث بالإنترنت، العبارات التّالية: إعلام المقاومة، الاتّصال العسكري – الوسائطية – الثّقافة.

لم تُتِح لنا خانة البحث الوثائقي الكثير، بل كانت الوثائق المنشودة تُعدّ على أصابع اليد الواحدة. غير أنّ الطّريف في الأعمال السّابقة المرصودة يكمن في اشتراكها في النّاشر (مركز دراسات الوحدة العربيّة)، كما تمفصلها المعرفي واتّساقها التطوّري. فبدت في أساطين هذه المؤسّسة البحثيّة العريقة كما لو أنّها حلقات تداوليّة مترابطة وتطورية في بنائها المعرفي. وإن كنّا سنستدلّ على الحكم الثّاني (التّمفصل المعرفي) ماديًّا بعرض لباب ما رصدناه من الأعمال السّابقة، فإنّ السلوك الأوّل (الاقتصار على منشورات هذا المركز) يستدعي مزيد التّبرير والإقناع والتّوضيح. لا ننكر كوننا إذا ننجز دراسة للنّشر في مؤسّسة بحثيّة ما استبطان هويتها المعرفيّة، هذا من جهة. من جهة أخرى، لقد تعذّر الحصول على بحوث ودراسات سابقة في الجانب الإعلامي والاتّصالي لعمليّة «طوفان الأقصى» بناءً على الكلمات المفاتيح الموضوعة سابقًا في مواضع أخرى غير رصيد مركز دراسات الوحدة العربيّة من المنشورات العلميّة. وعليه، استقرّ رأينا على الحفر في هذا الرصيّد بحثًا عمّا كُتب في موضوع بحثنا.

في النّهاية، اعتمدنا أربع دراسات علميّة، صدر أقدمها عام 2008 بعنوان «آليات المقاومة» لناصر صلاح الدّين محمّد، ركّز فيها على تطوّر «تكنولوجيا المقاومة». توقّع حدوث تغيّر جذريّ في مفاهيمها (المقاومة) وتغيّراتها الكميّة والنّوعية نحو مقاومة «غير عنيفة». تمهّد هذه النتيجة لنظيرتها القائلة بانتقال المقاومة الإعلاميّة من «اللاعنف» إلى «الرّومانسية» بفعل استخدام وسائل الإعلام والاتّصال في الحرب، المُستخلصة في مقال منشور سنة 2013 موسوم بـ «عصر الرّومانسيّة الإعلاميّة» لـعبد الله الزّين الحيدري. وانصبّ المشغل على «الطّبيعة الحسيّة الّتي يعيشها الباثّ … بوصفه مُنتِجًا للمعنى». خلص كذلك إلى أنّ الرّومانسيّة «هدمت» «القواعد الإعلاميّة والاتّصاليّة المميّزة للإعلام الجماهيري الممأسس». يلتقي ذلك مع موضوع دراستنا في مستوى ملاحظة أوليّة – من خلال قراءتنا عينة البحث – تفيد ببروز بصمة الباثّ وتفنّنه في تصوير منجزاته العسكريّة بطريقة تتجاوز مجرّد الإبلاغ أو التّوثيق إلى حالة يمكن وسمها بـ«نشوة الاتّصال»‏[14]. فالطبيّعة الحسيّة تُرجمت عمليًّا في المواد الاتّصالية للباثّ. يعود أقدم هذه الدّراسات إلى عام 2006 لصباح ياسين بعنوان الإعلام: النّسق القيمي وهيمنة القوّة. اعتنت بـ «سلطة» وسائل الإعلام إلى درجة «الطّغيان»، بل «الطّوفان»، على حدّ تعبير الباثّ، وذلك مرّده خصائص «الشّموليّة» و«الفوريّة» في المواد السّمعية البصريّة، وقد خلت من النّتائج.

أمّا الدّراسة الرّابعة – وقد أجّلناها عنوة لقول ما يلي – فهي قطيعة مع عالم الشعّور والأفكار وانهماك في واقع الحال. كتبها حسن مظفّر الرّوز سنة 2008 بعنوان «حروب المعلومات الإعلاميّة: أنموذج التّعامل مع مفردات ساخنة». تَتبّع الرزو من خلالها «المعالجة الإعلاميّة لمفردات الصّراع العربي – الإسرائيلي»، وحلّل تأثيراتها في المشاهدين من حيث «توجيه الإدراك» و«تغيير القناعات». واستخلص تحوّل «ساحة المواجهة من ساحة المعركة إلى النّص والوسائط الإعلاميّة لتعويض النّقص بالقدرات الماديّة أو العسكريّة في إحداث تغييرات ملموسة على الآخر». وهي، في تقديرنا، تفسير منطقي لإرفاق الفعل العسكري بالمضمون الاتّصالي في عمليّة «طوفان الأقصى»، منها انطلقت دراستنا وصغنا فرضيتنا، وتضَعُنا في «اشتباك تحليلي» مباشر مع موضوعنا المدروس.

ثانيًا: قراءة سيميائيّة للنّصوص

«نحن إذ نواجه الإبداع وكأننا أجهزة استقبال مؤتلفة سلًفا، إذ إنّنا نتوقّع أن نجد أنفسنا أمام نسق محدّد من التّمثيلات الخطيّة، وفي موقع معيّن في نظام العلامات، فنهيئ أنفسنا للتّلاؤم معها»[15]

يُمثّلنا أمبيرتو إيكو – نحن القرّاء وأيّ قرّاء – بـ«أجهزة استقبال مؤتلفة سلفًا»، والسؤال المباشر هنا: كيف تأتلف هذه الأجهزة مُسبقًا؟ هل ذلك وفقًا لمنظومة قيم أو شبكة معايير؟ هل بترتيب ما لعناصر ما؟ نفترض – لدواع منهجيّة وظيفيّة – أن تكون الإجابة وفقًا لـ«شبكات» تحليل ما. وكما تفترض المنهجيّة السّيميائيّة، ننطلق من العلامة (نتاج الرّبط الدّلالي بين الدّال والمدلول) وُصولًا إلى معانيها الثّقافيّة، بعد وضعها في سياقها. والعلامات المدروسة بصريّة ولفظيّة تدور في فلك «النّار»، أو بالأحرى «الطّلقة النّارية» بوصفها ركيزة عمليّة «طوفان الأقصى» العسكريّة.

1 -شارة الباثّ‏[16] (الإعلام العسكري):
تشوير على مشكلة مهنية

يصدر الإعلام العسكري عن «مجتمع عسكري» لا صحافي، وهو محدّد ينفي عنه صفة «الصّحيفة». نقدنا هنا – بنبرة متجاوزة – إقرار بوجود «صحافة متخصّصة» تُعرف بـ «الصّحافة العسكريّة»‏[17]. على الرّغم من كون هذا التّعريف يعترف بخصوصيّة هذا النّوع من جهة المضامين (نشر المعلومات عن الحوادث والأنشطة والعتاد العسكري) والأهداف (غير ربحيّة وغير خاضعة للمنطق الرّأسمالي)، فإنّه غير كافٍ – في تقديرنا – ما لم يُشر إلى كون هذه المضامين هي اتّصاليّة إن لم نقل دعائيّة. فالأحرى وسم هذا النوع (الإعلامي) بـ «الاتّصال العسكري» لا «الصّحافة العسكريّة» أو حتّى «الإعلام العسكري»، كي لا نتورّط في «أتصلة الإعلام» أي جعله اتّصالًا من خلال تسخيره لممارسة الاتّصال أو بالأحرى خدمة لأغراض دعائيّة. وفي غمرة ما بعد الحداثة، يُطرح نموذج «الصّحافة الجديدة» الّذي يستعير «تكنيكات وطرائق الكتابة الرّوائيّة» (القصّة الخبريّة). فيه «تُقدَّم الأحداث (الحقيقيّة) من وجهة نظر أحد الشّخصيّات المشتبكة في الحدث، ويجمع بين الوصف والحوار والمونولوغ الدّاخلي‏[18]. من هنا يمكن القبول بمفهوم «الإعلام العسكري» كنوع صحافي جديد ما بعد حداثي.

تترابط وسائل الإعلام بالحرب العسكريّة وفقًا لـ«منطقين» اثنين، الأوّل «إعلامي» تكون فيه الحرب «مضمونًا للتّغطية الإعلاميّة وللتّنافس في المشهد الإعلامي»، والثّاني «اتّصالي يسعى إلى إنتاج المضامين النّاجعة المُحقّقة لهدف الانتصار في الحرب»‏[19]. وبما أنّ باثّ عيّنة البحث يُسمّي نفسه «الإعلام العسكري»، فإنّنا نحافظ على هذه التّسمية مع مراعاة المسألة المعرفيّة الواردة في الفقرة السّابقة.

أ – حياة العلامة اللفظيّة

تُصنّف هذه العلامات مضمونيًّا كما يأتي: شارة الباثّ، وسوم/عناوين المواد الاتّصاليّة، أقوال جنود القسّام، التّكبير/الآيات القرآنيّة، وسوم الأفعال/الآليات العسكريّة. وكما انتقت كتائب القسّام أدل المقاطع عن طوفانها العسكري الّذي شنّته على العدوّ الإسرائيلي يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ننتقي بدورنا أبرز ما حصدناه من شبكة التّحليل الموضوعة في الغرض، مُراعين في ذلك تصنيف العلامات المعلن أعلاه.

ب – وسوم المواد الاتّصاليّة

لدراسة «حياة» العلامة فيها (الوسوم)، منذ أن كانت «دالًّا» أو مُجرّد «مُلصَقٍ» على شيء ما إلى أن أضحت علامة تكتنز المعنى، نقترح الجدول الآتي:

الجدول الرقم (1)

علامات الوسوم

العلامةالمدلولالدّالرقم /نوع الفيديو الاتصالية
تأكيد الفعاليّة العسكريّةتوثيق انتقائي لعمليّة عسكريّة ساحقةمشاهد من اقتحام كتائب القسام لموقع إيرز العسكري والإجهاز على جنود العدو 7/10/20231
الوصل بين العسكري والإعلاميالإعلام بضرب بهدفاستهداف قلبة يرى ويطلق شرق غزة الإعلام العسكري2
كسب سريع للمعركةتوثيق انتقائي مكاسب المعركةمشاهد أسر كتائب القسام لعدد من جنود العدو ضمن معركة طوفان الأقصى 7/10/20233
حيوية الهجومسرد برقي للهجوم العسكريمشاهد حية لتفجير واجتياز خط الجبهة للعدو الصّهيوني وأسر عدد من الجنود من داخل دباباتهم 7/10/20234
حيوية المعركة وكسبهاحفظ الهجوم العسكريمشاهد حية لاقتحام كتائب القسّام لمواقع العدّو 7/10/20235
الهجوم السّاحقوسم الهجوم العسكري ومكاسبهطوفان الأقصى الاستيلاء على كيبتوس وموقع كرم أبو سالم شرق رفح 7/10/20236
التّنظيم العسكريوسم الفرقة العسكريّةسرب صقر – سلاح الجو7
العُلويةوسم فعل عسكريإسقاط قذيفة من مسيرة عمودية على تجمع لجنود العدو الصهيوني ضمن معركة طوفان الأقصى 7/10/20239
مشهدية الفعل العسكري توثيق منتقى لهجوم عسكري ناجح ومكاسبهمشاهد من اقتحام كتائب القسّام لموقع كفار عزة العسكري والإجهاز على جنود العدو وأسر عدد منهم 7/10/202310
مشاهد من اقتحام كتائب القسّام لموقع بئيري العسكري والإجهاز على جنود العدو وأسر عدد منهم 7/10/202311

 

(*) تجدر الإشارة إلى وجود مستويين من الوسم (العَنونة) للمواد الاتّصاليّة المدروسة: مستوى أوّل متاح على الموقع الإلكتروني لكتائب عزّ الدّين القسّام (خارج المواد)، مضبوط في الملحق الرقم (1) ومستوى ثان موجود في داخلها (المضبوط بهذا الجدول) وهو محلّ دراستنا.

لقد أبان تدبُّرنا مدلولات وسوم مقاطع الفيديو، التي كانت قد بثّتها كتائب عز الدّين القسّام يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على موقعها بالإنترنت نقلًا لعمليّة طوفان الأقصى العسكريّ على العدو الإسرائيلي وتوثيقًا وبثًّا لها، عن وجود بصمة الباثّ الطّابعة لها (الوسوم). فكلمتا «الإعلام» و«العسكري» تلهمان الوسوم بصورة واضحة، في خانة الإعلام تنخرط مدلولات وسوم المقاطع «1» و«2» و«3» و«4» و«5» و«6» و«10» و«11»، بوصفها مدلولات عن التّوسيط الإعلامي (الأعلمة Médiatisation)‏[20] للمعركة، في حين يدّل الوسمان «7» و«9» عن العسكري. أمّا نظيرهما «2» (الإعلام بضرب هدف) و«7» (وسم فرقة عسكريّة) فهما مختزلان أو تمثيلان لماهيّة الإعلام العسكري بوصفه جهازًا اتّصاليّا، بل دعائيّا، يُسند الفعل العسكري ويمهّد له ويبرّره ويهوّله أو يهوّنه.

في مستوى العلامات، يظلّ تأكيد الفعاليّة العسكريّة لكتائب القسّام معنى سامٍ تنخرط فيه دلالات الوسوم من «1» إلى «7». وينفرد الوسم «9» (إسقاط قذيفة على تجمّع لجنود العدوّ…) بمعنى العُلوية أو «الكلمة العُليا» لمنفِّذي عمليّة طوفان الأقصى. أمّا الوسمان «10» و«11» فيوغلان في الأعلمة إلى حدّ «المشهدة»‏[21]، وهنا ذروة الهالة التّوسيطية، لهذا الفعل العسكري. تتدرّج الأعلمة من النّقل الفوري للأفعال إلى «المشهدة» أو من السرد والتّوثيق لهذه الأفعال – كما تشير وسوم مقاطع الفيديو – إلى صناعة الفُرجة والإمتاع. يُنتج ذلك «فانتازيا اتّصاليّة» أو بالأحرى «فتوّة ميديائيّة» جارفة كما يجرف الطّوفان الفعلي ما يعترضه. تتمثّل هذه الفتوّة بتحويل فعل المقاومة (الخطير والمكلف) إلى نشوة ومتعة تعكسان استخفافًا بالعدو «الأسطوري» من حيث التّحصين العسكري في المخيال العام.

2 – الشُّحنة الإيمانيّة

يُقصد بالـ«إيمانيّة» إضفاء بُعد إيماني على الفعل العسكري. يعني الإيمان «التّصديق بالقلب بكلّ ما أمر الله تعالى به» وله «أركان أربعة»: «التوكّل على الله»، و«تفويض الأمر» إليه، و«الرّضا» بقضائه، و«التّسليم» لأمره. ويقوم على أربع «دعائم»: «الصّبر» و«اليقين» و«العدل» و«الجهاد»‏[22]. جلّ هذه الدّعائم والأركان موجود في ألفاظ المادة المدروسة. يحضر المعجم الإيماني من خلال «التّكبير/الآيات القرآنيّة»، فحينما يهتف أفراد كتائب القسّام «الله أكبر» أو «الحمد لله» أو يستدلوّن بآية من القرآن الكريم في غمار التحرّك العسكريّ فهم يربطون بين الله‏[23] وفِعَالهم. بعبارة أخرى، يأتي صنيعهم هذا نُصرة لله وجهادًا في سبيله وهو بأمر منه توفيق كذلك. فالتّكبير دليل على «الاستنصار» بالله، والآيات القرآنية المُقتبسة من كتابه تأكيد للاستناد إليه والامتثال لتعاليمه والتّسليم بتقريره للأمور وللمصائر وللأقوال والأفعال والأحوال وللحبور بنصره (قول أحد القسّاميين في الفيديو «11»: «شباب بفضل الله عزّ وجل، قرابة الـ 800 «إسرائيلي» كلّهم شاردين»).

الجدول الرقم (2)

علامة «إيمانيّة» الفعل العسكري

التّكبير/الآيات القرآنيّةالدّالرقم/نوع المادة الاتصالية
العلامةالمدلول
إيمانيّة الفعل العسكريالاستنصار بالله/آية قرآنية«الله أكبر»، «الله يا الله»1
الله أكبر4
الله أكبر5
ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموهم فإنكم غالبون7
 فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ8
وجعلناها رجوما للشّياطين واعتدنا لهم عذاب السّعير
الله أكبر (مرّتين) الله أكبر10
… ولنأتينهم بكل بقوة لا قبل لهم بها11
اللّه أكبر.. ولله الحمد + تكرارها 3 مرّات في مناسبة واحدة
الله أكبر

 

تعزّزت الجرعة الإيمانيّة في النّصف الثّاني من المواد المدروسة، نفسّر ذلك بكون البّث في بدايته كان هاجسه الإعلام بالمنجزات العسكريّة، أي الـ«ماذا»؟ بدلًا من الـ«كيف» و«لماذا»؟ أضف إلى ذلك كون النّصف الثّاني من المواد تزامن مع بداية قطاف نتائج العمليّة العسكريّة ومنجزاتها، فهي احتفائيّة (ترويجيّة) أكثر من أن تكون إعلاميّة. في النّهاية عبارة «الله أكبر» هي «خفيفة على اللّسان»، أمّا الآيات والرّسائل من خلال الملفوظات – الّتي سنراها للتّو – فتتطلّب ذهنًا مسترخيًا ومنتشِيًا نوعًا ما، أي متفرّغًا لتنظيم العلامات من خلال استحضار الآيات بل والتفنّن في خطّها على شاشات الفيديوهات، و«رومانسيًّا»‏[24] (اتصاليًا) كذلك.

تنتظم العلامات وفقًا لاتّجاهات متعدّدة، وكذلك علاقات، فإيمانية الفعل العسكري – مثلًا – تحضر مرّة أخرى من خلال وسم لصاروخ (آلية عسكريّة) مقتبس من الآية 5 من سورة المُلك في القرآن الكريم ﴿وَلَقَد زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلناهَا رُجُومًا لِّلشَّياطِينِ وَأَعتَدنَا لَهُم عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ﴾. حصل هذا الاقتباس المُضاعَف من هذه الآية الكريمة في الفيديو «8»، فيه ظهرت خلفية سوداء تتكون فوقها (وسطها) بالبنط العريض عبارة «رجوم» ثمّ تعلوها «وجعلناها رجومًا للشّياطين واعتدنا لهم عذاب السّعير». نلاحظ هنا وصلًا بين الألفاظ المضافة إلى الصّورة في المواد البصريّة السّمعيّة المدروسة، وهو ما يحيلنا على «تناص» داخلي يؤكّد المعنى ويحقّقه بطرق وأساليب جمّة: «إيمانيّة» و«ربّانية» عمليّة طوفان الأقصى. فـ«الأقصى» يُقصد به بيت الله (المسجد الأقصى)، و«الطوّفان» عقاب الله، ومنفّذوه هم أدوات تنفيذ هذا العقاب الإلهي (جنود الله)‏[25].

تُحرّك هذه العقيدة (العسكريّة) مشاعر الإصرار والعزيمة للانتصار على العدّو. فالفعل العسكري – بهذا المعنى – ليس مجرّد أداة مقاومة أو غارة لنيل مغانم دنيوية، بل هو وليد فكرة «حق العودة»‏[26] المتأكّد في قول أحد القسّاميين في المقطع الأخير «الحمد لله! لقد تمكّنا من أن نكون في بلادنا». وأن يَرِد هذا الكلام في آخر فيديو بُثّ يوم الواقعة ليس اعتباطيًا بل قصديًا، إنّه غاية المعركة البعيدة وتتويج فعل عسكري مفاجئ وجريء ومروّع كان ذات فجر «يوم أكتوبر» هنا يكمن «نظام العلامات» في النّص. احتوت هذه المقاطع «تصاعدًا دراميًّا وحبكة وذروة» واختُتمت بـ«لحظة تنوير، كما يفعل كُتّاب الرّواية والدّراما»‏[27].

3 – النّار والكلمة والصّورة: تزامن الطّلق والتّوهّج الأيقوني

توّهجت شعلة النّار بفعل الكلمة والصّورة، والاتّصال بينهما كان بليغها شكلًا ومضمونًا، كأن تهتزّ الصّورة مثلًا بفعل انفجار قنبلة أو إطلاق رصاصة، أو أن تكون حدودها البصريّة على شكل جسم الجندي القّسامي كما سنرى في التّحليل. لذا فسيكون «تزامن الطّلقات» الناريّة والاتّصالية مشغلًا بحثيًّا أوّلًا.

أ – تزامن الطّلقات

ينِمّ هذا التّزامن عن علاقة تبادليّة – في الاتّجاهين – بين الصّورة والكلمة: الأولى تبيّن الثّانية وتدلّ عليها والثّانية تصف وتسم وتدعم. تضطلع الكلمات والصّور – متزامنة – بوظائف «تعزيزية» ترسّخ المشهد/المعنى في الذّهن وفي العين. هذا الرسوخ يمهّد لأيقونيّة مشاهد إطلاق النّار كما سنرى بعد أسطر، هذا بالنّسبة إلى الألفاظ المكتوبة (المقطعان 2 و4). أمّا عن الألفاظ المسموعة في المقطع 11 فتلك سردية أخرى، إذ هي بمنزلة «مؤثّرات صوتيّة» تُثري المشهد وتجعل من قراءته لا سمعيّة – بصريّة فقط، إذا ما أخذنا في الحسبان أصوات إطلاق النّار، بل متعدّد المستويات والنّصوص والإحالات. وهنا مظهر آخر للتّناص بوصفه خصيصة حكائيّة سردية ما بعد حداثيّة.

لقد وقع الاستغناء عن الكلمة – في وسم الطّلقة النّارية – في نصف عيّنة البحث تقريبًا، ما يعني ثانويّة ترتيب هذه الطّلقة (اللّفظية). لكن متى تكون رديفًا لطلقتي النّار والصّورة؟ يكون ذلك عند وصف الطّلقة النّارية (المقطع 1 و2)، تأجيجها وإبراز قيمتها التّدميريّة ونوعيتها (المقطع 11)، تحديد الهدف (المقطع 2). لذا فقد تركّز تحليلنا هنا على المقاطع الّتي تزامنت فيها الصّورة مع الكلمة، إضافة إلى الطّلقة النّارية.

الجدول الرقم (3)

شبكة تحليل تزامن الطّلقات النّارية والبصريّة واللّفظيّة

رقم المقطعتزامن الطّلقة النّارية مع
الصّورةالكلمة (الألفاظ)
2تصوير ضرب هدفعنوان المقطع «استهداف رشّاش» (لموقع عسكري إسرائيلي)

وضع عبارة «الإعلام العسكري» (الباثّ) على الهدف (تعويض شارة القاطع والمقطوع التّي تدلّ على الاستهداف)

4قسّامي يطلق قنبلة على الهدف ويفجّره (الصّورة الأولى)،

دبابة مشتعلة خلف سياج (موقع عسكري إسرائيلي)

وسم المقطع «مشاهد حية لتفجير واجتياز خط الجبهة للعدو الصّهيوني»
9إسقاط القذيفة – على تجمع العدو – يُحدث دخانًا وفزعًا وإصابة«إسقاط قذيفة من طائرة عمودية على تجمع لجنود العدو الصهيوني …» (وسم المقطع)
11وضع قنبلة وانفجارها، دخان كثيف ناري يندلع من سياج مهشَّم، إسقاط قنبلة على عمود استشعار واشتعال جزء منه،

قسامي يطلق النار بالسلاح الثقيل على السياج،

اشتعال دبابة،

صورة دخان كثيف، اندلاع دخان كثيف من سيارة (مدنيّة)، قنص موقع خلف لافتة مرورية، دخان مندلع، سيارة تحترق،

وميض شارة «الإعلام العسكري» (الباث)

الهُتاف «اضرب»

الهتاف «… تفجير آلية ميركافا»

 

على سلّم الاستغناء عن الكلمة والاعتناء بها، يمكننا رسم تدرّج «بلاغة الصورة»‏[28]. أحيانًا تكفي الصورة وحدها لإبلاغ هول «الطّوفان» العسكري الّذي شنّته كتائب القسّام يوم السّابع من أكتوبر 2023، وأحيانًا يُستدعى النّص المكتوب أو اللّفظي. لا تشوّش ثّنائيّة «الاعتناء – الاستغناء هذه (عن الكلمة) على صدى الطّلقة النّارية، بل على العكس تسبقها في تحديد هدفها، فقد استعملت شارة «الإعلام العسكري» (الباثّ) بديلًا من علامة القاطع والمقطوع في التّشوير العسكري عن الهدف، وتخلفها بتثبيت بصمات مُطلقيها حينما ومضت شارة «الإعلام العسكري» في آخر المقطع (11) المُصوَّر.

تتتالى الأقوال القصديّة وتهدف هذه المرّة إلى ضرب «فخر الصّناعة» العسكريّة الإسرائيليّة (دبابة الميركافا)، في المقطع الختامي ذاته، فقد هتف أحدهم قائلًا: «تفجير آلية ميركافا» وسط غمرة من التّكبير والتّحميد. كان يمكن أن يقول «دبّابة» فقط، لكنّه قصد التّنصيص على نوع الآلية العسكريّة المستهدَف راميًا إلى التّدمير المعنوي للعدو. بذلك يتضافر هذا القول الاحتفائي بآخر ساخر «حرام» (المقطع 4)، في إشارة إلى «مسكنة» الجنود الإسرائيليين وذعرهم ودهشتهم لحظة القبض عليهم وإخراجهم من دباباتهم، من ميركافتهم. وللإشارة فإنّ السّخرية فعل مقاوم «ما بعد حداثي» يهدف إلى «مناوأة أي سلطة مهيمنة»‏[29]، على غرار الاحتلال «الإسرائيلي». إنّ الهدف من التّشوير والتّكرار والتّخصيص هو «أيقنة» (جعلها أيقونيّة) الصّور لا فقط بصريّا بل سماعيّا وذهنيّا.

ب – أيقونيّة الطّلقة النّارية

إنّ «تسنين» (تشفير) الدّوال الثّلاث (الطّاقة النّارية، الصّورة، الكلمة) ليس «اعتباطيًّا» أو خارجًا عن القواعد، إنّما هو مُعزَّز في اتّجاه تحقيق «العلامة الأيقونيّة». «نعتبر علامة أيقونية كل ما يبدو أنه يعيد إنتاج بعض خصائص الشيء المصور»، يقول أمبيرتو إيكو. وقد رصدنا «شبكة تحليل» إضافيّة تبيّن لنا كيف أصبحت الطّلقة النّاريّة علامة أيقونيّة تتعاون على شحنها بالمدلولات (تشفيرها) عدّة دوالٍّ مختلفة الوسائط، بحيث يُسخَّر الملفوظ والمُدرك في خدمة صور إطلاق النّار بمختلف الأحجام والوجوه، ومن مختلف الأماكن والآليات، وصوب مختلف الأهداف‏[30].

الجدول الرقم (4)

شبكة تحليل أيقونيّة الطّلقة النّارية

رقم المقطعإنتاج عناصر الطّلقة النّارية من خلال:
الصّورةالكلمة
1الفجئيّة/المباغتة: تبدأ لحظة نسف هدف (إطلاق النّار)
2الاستهداف: استبدال شارة تحديد هدف الطّلقة النّارية (القاطع والمقطوع بكلمات «الإعلام العسكري)
4الفجئيّة/المباغتة: الصّورة تبدأ بـقسّامي يطلق قنبلة على الهدف ويفجّره،الحيوية/المشهدية: وسم المقطع «مشاهد حية لتفجير واجتياز…
5التّتابع/التّلاحق: صور قنابل تُطلق تباعًا
6*
التّدمير؛ دبابات محترقة في ساحة منشأة عسكرية من الداخل، زاوية تشتعل فيها النار،
ثقب جدار بني بالأسمنت المسلح بفعل استهدافه بالقذائف* الانفتاح: قساميان يطلقان النار في اتجاهين مختلفين*
دقّة الاستهداف/القتل: إطلاق رصاصة في مؤخرة جندي إسرائيلي مُلقى على الأرض واهتزازه ثم موته بفعلها
8* التّعطيل: إطلاق صواريخ يُخلف دخانًا كثيفًا يحجب رؤيتها،

* اللّهب: الصّواريخ المطلوقة تُصدر وميضًا ملتهبًا

9*
المباغتة والتّدمير (المادي والمعنوي) والسّطوة: إسقاط قذيفة على تجمع العدوي ُحدث دخانًا وفزعًا وإصابة
*
المباغتة والسّطوة: إسقاط قذيفة على تجمع العدو
10/11* مسيرة الطّلقة النّارية؛

أ –
الذّخر/التّأهب: قسامي يضع اصبعه على زناد بندقيته، وضع قنبلة

ب – الإطلاق: فوهة بندقية تطلق النار، الانفجار، إسقاط قنبلة

ج – الاختراق: من خلف السياج،

د –
الاستهداف: على دبابة، على عمود استشعار، قنص موقع خلف لافتة مرورية

هـ –
التّدمير: مواقع يندلع مها الدخان، دخان كثيف ناري يندلع من سياج مهشّم، اشتعال عمود الاستشعار، اشتعال دبّابة، دخان مندلع، سيارة تحترق

*
التّعزيز/الغطاء: قسامي يطلق عليها قنبلة بيده، قسامي يطلق النار بالسلاح الثّقيل على السياج

*
الإبهار (الكشف): وميض شارة «الإعلام العسكري» (الباث)*
التّعزيز: الهُتاف «اضرب»، الهتاف «… تفجير آلية ميركافا»

 

صدر المقطع «11» جامعًا وتأليفيًّا ومرجعيًّا، بل وأيقونيًّا، بالنّسبة إلى بقيّة المقاطع. فكلّ أشكال إطلاق الرّصاصة النّارية ودعمها بالصّورة والكلمة، والتّضافر بين هذه المكوّنات الثّلاثة حاصل فيه. وقد خيّرنا دمجه مع المقطع العاشر لدواعٍ منهجيّة بعدما لاحظنا تشابهًا، وخصوصًا تكاملًا، في مكوّنات هذين المقطعين. يستمدّ هذا المقطع مرجعيته من تضمنّه أبرز ما احتوته المقاطع الاتّصاليّة السّابقة له من علامات، إذ يوثّق لـ«مسيرة» الطلّقة النّارية من لحظة وضعها في حالة «تأهب»، أو زرعها أو شحنها في آلة الإطلاق، إلى مخلّفاتها التّدميريّة. فقيمة الصّورة بخاصّة، وكذلك الكلمة، في أنّهما نظَمَتا هذه الحلقات أو المراحل المتقطّعة – في الواقع – في أيقونة حكاية مصوّرة وملفوظة. بعبارة أخرى، أعادتا إنتاج مسيرة الطّلقة النّارية بحبكة دراميّة، على واقعيتها. كما لا تخلو المقاطع السّابقة من أيقونيّة باشتمالها على علامات راسخة في الأدبيات العسكرية من قبيل «الغطاء (الجوّي)» و«فتح النّار» و«المباغتة» و«الاستهداف المحدود» أو الدّقيق، وغيرها من المفاهيم التّقنية الأخرى.

نستشف من المادّة المدروسة قيمًا وخصائص ما بعد حداثيّة، فـ«إعلام المقاومة» (الدّعائي) يتنزّل في إطار «مناوأة أي سلطة مهيمنة». وأن تؤسّس كتائب عز الدّين القسّام «إعلامها» (العسكري) وتُمأسِسه، فذلك ينخرط في استراتيجيّة التّمرّد على احتكار/تركيز ملكيّة وسائل الإعلام و«التّوظيف المؤسّسي للصّورة الإخباريّة ذات الحيّز الأيديولوجي المحدود». إنّه تحدٍّ ميديائي مقصود في غمار التّجاسر على شتّى وجوه الهيمنة، ومن هنا يتأكّد ربطنا المنهجي بين الرّصاصة والصّورة والكلمة. ويوغل هذا التّحدي في مداه إلى درجة «السّخرية» من السّلطة‏[31].

تتمادى السّخرية من سلطة الاحتلال الإسرائيلي في المادة المدروسة إلى حدّ الإهانة والحطّ من إنسانيّة جنوده، وليس أدلّ على ذلك من المقطع السّادس حينما أطلق قسّامي رصاصة في مؤخرة جندي إسرائيلي مُلقى على الأرض واهتزازه ثم موته بفعلها. هذه سخريّة ناريّة مُصوّرة، وثّمة سخرية لفظيّة (المقطع 4 في الملحق الرقم (2)) نطق به جنود القسّام وهم يسحبون جنودًا للعدو وهم مذهولون من دبابتهم، والقسّاميون يضحكون ويقولون «حرام». إنّها سّخرية مقصودة لمَحوِ أسطورة «الجيش الّذي لا يُقهر»‏[32] معنويًا، كما رمزيّا، بتكرار حوادث تدمير دبابات «الميركافا»‏[33] وتأكيدها بالقول على غرار الفعل والصّورة. وكذلك الحال مع إسقاط قنبلة على عمود اتّصالات (استشعار) في إشارة رمزية إلى اختراق منظومة «القبّة الحديدية»‏[34] وفشلها (المقطع 11). هذه مُعطيات سياقيّة تُعين على الفهم، على التّفسير، بل على التّأويل في غمار بحثنا عن «المعنى الثّقافي» المُضمّن بالمواد الاتّصاليّة. «فالسياق إذن يشتغل بوصفه لغة فردية تمنح قيم سنن محدد لإشارات يمكن أن تعد في سياق آخر مجرد ضجيج»، يقول أمبرتو إيكو‏[35]. هكذا طبّقنا فروض منهج التّحليل السّيميائي سابق التّصميم في هذه الدّراسة.

وإذا أردنا ومضة نسقيّة نلخّص بها التّعليق على شبكة التّحليل هاته، نستجلي ثلاثة معانٍ كبرى في الخطاب المدروس: المُباغتة (ما قبل العمليّة العسكريّة) والاستهداف (خلالها) والتّدمير (بعدها). تحليلنا المراحل الواردة بين قوسين على مراحل «الحرب الإعلاميّة» بما هي «خاطب متأزّم» يتحّول من منطق الإخبار إلى منطق الاتّصال. وتدفّق الرّسائل الاتّصالية المرافقة للفعل العسكري بهذه المرحليّة، وبهذا الشّكل هدفه الكبير «التّعطيل»، أي شلّ حركة العدو وتقزيمه وتثبيته عند غاية كتائب القسّام المنفّذة لهذا الفعل. مفهوم التّعطيل «عنصر طافٍ»‏[36] بالمفهوم النّسقي للكلمة، يطفو التّعطيل على التّدمير ليكون البثّ/الفاعل العسكري في وضع هيمنة والمفعول به (العدّو) في حال العجز. تحلّ هذه «الصّورة الذّهنية» محلّ أسطورة «الجيش الّذي لا يُقهر»، ولئن قُلبت موازين القوى ميدانيّا ليوم واحد فإنّ صورة الجيش المُهان في قواعد ستظلّ راسخة في ذهن كل من قرأ فيديوهات دائرة الإعلام العسكري لكتائب القسّام الّتي درسناها في هذا المقال.

ثالثًا: الاستنتاجات الكُبرى

– تضافرت الطّلقات النّارية والبصريّة واللّفظيّة في صنع طوفان اتّصالي أضفى على الفعل العسكري قُدسيّة وفاعليّة وهالة ميديائيّة أخرجت الفعلين العسكري والاتّصالي من دائرة الاختصاص والواقعيّة إلى الشّموليّة والخيال والإبداع (الفانتازيا). فعلى غرار الفتوّة الماديّة الّتي سوّلت لكتائب القسّام الإقدام على الهجوم على العدو «المُحصّن»، نستنتج فتوّة «ميديائيّة» لم تقطع فقط الطّريق عن العدوّ الإسرائيلي وسرديته المعتادة (المُهمينة)، بل أدرات خيوط المعركة اتّصاليًّا.

– وضع الباثّ للفيديوهات الموثّقة لأحداث عمليّة «طوفان الأقصى» هذه المادّة الاتّصاليّة في سياقها الثّقافي والعقائدي والقومي. يحيل ذلك على أدلجة الاتّصال والخروج به من منطق تبادلي للرّسائل لتحقيق الفهم المشترك إلى آخر تأثيري ينشد موقفًا أو انطباعًا ما لدى القرّاء. واستطاعت دائرة «الإعلام العسكري» التّابعة لـ«كتائب الشّهيد عزّ الدّين القسّام» تجاوز الورطة الدّعائيّة إلى أفق فرجويّة مشهديّة تحقّق وظائف التّسلية والسّخرية والتّوثيق كذلك، إن لم نقل الإخبار نظرًا إلى محاذير معرفيّة علميّة تحتّم علينا ألّا تسحرنا المؤثّرات الفنيّة لهذه الفيديوهات لنتغافل عنها. وهنا القيمة العرفيّة لهذه المادة الاتّصاليّة الفريدة من نوعها.

– اتسّقت العلامات اللّفظيّة والبصريّة مع مقاصد عمليّة طوفان الأقصى وهي تحدّي هيمنة الاحتلال وضربه معنويًا والقطع مع هالة عسكريّة وإعلاميّة كانت محفوفة به جعلت منه كيانًا عصيًّا على الاختراق في المخيال العالمي، إذ «ترتبط حروب المعلومات الإعلاميّة، إلى حدّ كبير، بعمليّات الاتّصال مع عقول المشاهدين… وتسعى أنشطتها الإعلاميّة إلى إعادة قولبة الصّراع مع الخصم ليتّخذ أسلوب مهاجمة العقول نمطًا إدراكيًّا جديدًا يساهم في تغيير دفّة الرّأي العام…»‏[37]. وإذا كانت الأعمال القتاليّة الجانب الفعّال والحقيقي لهذا العمل الثوري، فإنّ الفيديوهات «الموثّقة» لهذه الأعمال اختصّت بنزع صورة ذهنيّة واستبدالها بأخرى لمصلحة المقاومة لا المحتل هذه المرّة، لأنّها من بادرت بالضّرب ومن سارعت بالسّرد هذه المرّة، وهذا وجه آخر من طرافة عمليّة طوفان الأقصى.

– ألهم النّص الدّيني (القرآن الكريم) هذه الأفعال العسكريّة وبرّرها وشرّع لها لترتقي بذلك من محض الجسارة العسكريّة إلى الجهاد المقدّس، بل تحقّق الوعد بـ«العودة». يمكن وسم أفكار هذا النّص بـ«الرّابطة الرّوحانيّة» الّتي يقوّي هذا الطّوفان (العتاد، والجنود، والرّموز، والرّسائل، والغايات). فقُدّم هذا الطوّفان العسكري – الاتّصالي كما لو أنّه تحقيق لعذاب الله لأعدائه المجرمين والعصاة والمُعتدين. ومعاني الربّانية أو «الإيمانيّة» كانت جرعة اتّصالية طافية وقويّة زادت هذه الأفعال الواقعة يوم 7 أكتوبر 2023 رسوخًا في الحاضر والماضي والمستقبل. وهنا تجلّ من تجليّات التّجاوز البعد – حداثي والفوقَ بشريّ والما وراء – طبيعيّ (الميتافيزيقا).

– نُظمت العلامات البصريّة واللّفظيّة وفقًا لحركة الطّلقة النّارية: اهتزّت الصّور بفعلها، وسُخّرت الكلمات للتّشوير على هدفها، والتّعليق عليها ووسمها. وهي مرحلة اتّصاليّة انتشائيّة بالغة أضحت فيها المشاهد والكلمات لُعبة متعدّدة الأبعاد تعكس براعة تكنولوجيّة تُحيل على «تملّك» أدقّ أسلحة والحرب وأجدّها؛ فقفز القسّاميون – ميديائيًّا – هذه المرّة على «الهوّة» الصّناعيّة والمعلوماتيّة بين العرب و«عدوّها» وعلى «لعنة الانحطاط»‏[38] ومسكوا زمام المبادرة وأداروا المعركة إعلاميّا.

خاتمة

الخلاصة الكبرى أو «الفائقة» كون الفيديوهات الموثّقة لأعمال طوفان الأقصى ظاهرة اتّصاليّة ما بعد حداثيّة قطعت مع كل المناظير التّقليدية في دراسة البثّ والباثّ والرّسالة وجمهورها. وهو طارئ معرفي يستدعي عقولًا أرحب ومناهج أرقى، ودعوتنا هذه لا تعني التنكّر للأصول المعرفيّة لعلوم الإعلام والاتّصال. إنّما هي دعوة – تشفع مبادرتنا هذه من خلال دراستنا هذه التي سبقتها دعوة سابقة منّا إلى «التّغريب المنهجي» في دراسة الميديا الجديدة‏[39] – إلى خروج من ضيق الأفق ومن «الإمبيرقيّة السّاذجة»‏[40] إلى التنّويع المنهجي والانفتاح على حقول معرفيّة مجاورة تؤكّد هويّة هذا الحقل المعرفي (التكّون على تقاطعات علوم أخرى).

وكتدرّب على هذه «الرّحابة «المنهجيّة المنشودة، رأينا كيف سمح لنا الدرّس السيميائي – ذي المنزع الثّقافي – بتتبّع حياة العلامة من مُلصق على شيء إلى أيقونة تحيلنا على عوالم وسياقات ومناظير متعدّدة. وما كان تحليلنا بهذه الحال لولا تأطيرنا لموضوع درسنا بمنظور فلسفي صادم وجدلي وحيوي هو «ما بعد الحداثة». فالقضيّة ليست «فسوقًا» معرفيًّا بقدر ما هي إبداع ومرونة وتنويع وتفكير (بعيد) وهو روح الإنتاج العلمي. والمنهجيّة السّيميائيّة ليست قالبًا جاهزًا نضع فيها ما رصدت خانات شبكات التّحليل، بل هي خريطة طريق تحليلي محفوف بالإشارات السّياقيّة والإحالات على معاجم رأينا منها المعجم الدّيني وبخاصّة في هذه الدّراسة.

ملحق ضبط عيّنة الدّراسة

رقم الفيديوالمنتج/النّاشرالعنوانالتّصنيفالمدّةالرّابط
1«دائرة الإعلام العسكري» التّابعة لـ«كتائب الشّهيد عزّ الدّين القسّام» (الجناح العسكري الجهادي لحركة المقاومة الإسلامية – حماس)«القسام يقتحم موقع إيرز شمال قطاع غزة (07/10/2023)»«عمليات جهادية»1.26 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2807>
2«استهداف رشاش»0.24 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2805>
3«فيديو.. عدد من جنود العدو في قبضة القسام (07/10)»0.37 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2801>
4«تفجير واقتحام مواقع العدو شرق خانيونس وأسر عدد من الجنود»«فواصل»0.5 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2802>
5«القسام يقتحم موقع ناحل عوز شرق غزة (07/10/2023)»1.24 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2799>
6«القسام يقتحم موقع كرم أبو سالم شرق رفح (07/10/2023)»«عمليات جهادية»1.53 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2798>
7«فاصل.. سرب صقر»«فواصل»0.41 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2797>
8«منظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى»1.05 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2806>
9«إسقاط قذيفة من طائرة عمودية على مجموعة من جنود العدو»«عمليات جهادية»0.32 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2803>
10«القسام اقتحام موقع كفار عزة شرق غزة (07/10/2023)»1.54 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2809>
11«القسام يقتحم موقع «بئيري» شرق قطاع غزة (07/10/2023)»3.16 دقيقة<https://palcloud.ps/arabic/videos/index/2810>

 

المصادر:

نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 551 في كانون الثاني/يناير 2025.

علي غوايدية: أستاذ باحث في علوم الإعلام والاتّصال، قسم الصّحافة، الجامعة العربيّة الخاصّة للعلوم – تونس.

[1]هجوم عسكريّ «مُباغت» شنّته «كتائب الشّهيد عزّ الدّين القسّام» – الجناح العسكري لـ«حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. استهدف مواقع للجيش الإسرائيلي، وأسفر عن أسر جنود ومدنيين.

[2]تفترض هذه النّظرية أن وسائل الإعلام الجماهريّة لها من القدرات التّأثرية ما يخوّل لها «حقن» الرّسائل (أفكار ومعتقدات) لأفراد يوصفون بـ«الهشاشة» و«السّلبية» و«التّناثر»، من دون أيّ ردّ فعل منهم.

[3] عبارة تعود إلى عام 1870، وتُطلق «طراز من البشر يبدو صلبًا، إلّا أنه متداع في أعماقه». بمفهومها المعاصر، هي مدة «تتّسم بتحوّلات جذريّة في تكنولوجيا الاتّصال والمعرفة والطّاقة عقب الحرب العالميّة الثّانية». أطلقها ليوتارد (Lyotard) على «وضع المجتمعات الغربيّة المعاصرة الّتي أحبطتها وعود الحداثة الكُبرى» (التّنوير، العقلانيّة، العلمنة وغيرهم من الأفكار «التقدّمية»)، عندما تخلّت عن «الحكايات الكُبرى أو الأنساق المغُلَقَة» (Meta-Narratives). انظر: محمد حسام الدين إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2008)، ص 54. هنا يستبعد تيّار ما بعد الحداثة وجود حقيقة واحدة، بل هي متعدّدة (ص 14)

[4] علي غوايدية، «خطاب النُّخب الفكرية العربيّة حول الميديا الجديدة: مقاربة تحليلية نقدية،» (أطروحة دكتوراه، علوم الإعلام والاتّصال، معهد الصّحافة وعلوم الإخبار، منّوبة، 2022)، ص 294.

[5] يضع الجندي القسّامي أداة التّصوير على رأسه وهو في ساحة القتال كإحدى قطع العتاد العسكري (على غرار أداة إطلاق النّار).

[6] تعني «الفانتازيا» – في الأصل اللغوي اليوناني – «القدرة على خلق الصور»، وهي «حكاية مستمدة من التّراث والفلكلور الشعبي الذي يتطور مع مرور السنين، ويزيد أو يقصر مع الحذف والإضافة؛ لتُلائم زمانها ومكانها الحاليين»، «تعطي القارئ الفرصة ليرى العالم بطرق مختلفة» من خلال اتّخاذها «موقفًا افتراضيًا وتدعو القارئ لأن يربط بين هذا الموقف الخيالي وواقعه الاجتماعي الخاص»، يقول جون ستيفنز المحاضر في جامعة ماكواري الأستراليّة. انظر: سيد عبد الحميد، «ما هي الفانتازيا، وكيف انتشرت في الفن والسينما؟،» عربي بوست، 7 آذار/مارس 2023، <https://tinyurl.com/mudwt2re> (استرجع بتاريخ 6 أيار/مايو 2024). ويُقصد بها في المخيال العربي (المغربي)، تعني الفانتازيا تقاليد «شعب نبيل» ما «تكوّن دليلًا على الشّجاعة والمهارة» وتحيي الواجبات الحربيّة القديمة. وتُعدّ «سُرعة الحركات» أهمّ المظاهر الفانتازيّة. انظر: M. Peyron, «Fantazia,» Encyclopedie Berbère, vol. 17 (1997), pp. 2721-2727, <https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/2017> (récupéré le 6 mai 2024).

[7] يُحيلنا «الما بعد» على التّجاوز: ما بعد الحداثة، ما بعد الواقع، ما بعد السّينما… إلخ. وتظلّ الما بعديّة الأولى (ما بعد الحداثة) غلافًا جامعًا لمتن من الظّواهر والسّرود والنّصوص الفائقة. ولأنّ الحياة «انتقائيّة» ولا وجود لـ«حقيقة موضوعيّة»، يفضّل «نّقاد ما بعد الحداثة» تحلّي الباحث بـ«مرونة استراتيجيّة» تُعفيه من الإمبيريقيّة واجتزاء الظّواهر في شكل عيّنات بحث. وينزعون إلى الانتقائيّة والتّركيز وإلى التّنظير بدل الاجتزاء (التّمثيلي) والتّحليل. انظر: إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر، ص 109 – 110.

[8] «كتائب الشّهيد عزّ الدّين القسّام،» <https://alqassam.is-best.net> (استُرجع بتاريخ 10 تموز/يوليو 2024).

[9] لقد تمّت استعارة مفهوم «النّص» من علم العلامات (السّيميولوجيا)، إذ يُعدّ «منّظرو ما بعد الحداثة» نصًّا «كلّ ما يتمّ تحليله» من الأدب والفنّ والأسلوب والأغاني والطّقوس وغيرها. فهم يرونه «تجمّع عنقودي متشابك» من «الّرموز الدّالة» (المُنتجة للمعنى)، و«غير الدّالة» (المفتقرة إليه) لولا سياق التّأويل الّذي يخوّل للقارئ إنتاج معنى. انظر: إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر.

[10] إيكو أمبرتو، آليات الكتابة السّردية، ترجمة سعيد بنكَراد، ط 2 (اللاذقية: دار الحوار للنّشر والتّوزيع، 2012)، ص 127.

[11] إسماعيل، المصدر نفسه، ص 109.

[12] يقصد به الـ«أجهزة» الإعلاميّة – بل الدّعائيّة في الحقيقة – كافة التي «تنشط في «ساحات» الأقطار العربيّة، «منها الصّحف التي تنطق باسم المقاومة الفلسطينيّة، كذلك الموجات الإذاعيّة النّاطقة باسمها، إضافة إلى وسائله الخاصّة داخل الأراضي المحتلّة». انظر: صباح ياسين، الإعلام النسق القيمي وهيمنة القوّة (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربيّة، 2006)، ص 48 – 88 (بتصرّف).

[13] غوايدية، «خطاب النُّخب الفكرية العربيّة حول الميديا الجديدة: مقاربة تحليلية نقدية،» ص 16.

[14] إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر، ص 33.

[15] أمبرتو إيكو، سيميائيات الأنساق البصريّة، ترجمة محمد التهامي العماري ومحمد أودادا، ط 2 (اللاذقية: دار الحوار للنّشر والتّوزيع، 2013)، ص 43.

[16] يحظى الباثّ – منتج الرّسالة (المرسل) – باهتمام مركزي في الدّراسات الاتّصاليّة. تعزّزت هذه الحظوة منذ ابتكار عنصر «رجع الصّدى» ضمن العمليّة الاتّصاليّة وما فتئت توغل في مدياتها اليوم على شبكة الإنترنت واستحداثاتها المستمرّة لفضاءات تعبير تفاعليّة فيها المتلقّي نفسه «يصبح مرسلًا» على حدّ عبارة الباحث التّونسي جمال الزرن. انظر: جمال الزرن، ««صحافة المواطن»: المتلقّي عندما يصبح مرسلًا،» المجلة التونسية للاتصال، العددان 51 – 52 (2009)، ص 9 – 29.

[17] علي بن عبد الله الكلياني، فنون الكتابة للصّحافة العسكرية (القاهرة: دار الكتاب المصري؛ بيروت: دار الكتاب اللبناني، 2010)، ص 13 – 15.

[18] إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر، ص 69 – 70.

[19] شهيرة بن عبد الله، الحرب في وسائل الإعلام آليات بناء المعنى وإنتاج المعرفة (تونس: دار سحنون للنّشر، 2019)، ص 41.

[20] هو جعل رأي، أو حدث، أو منظمة ما أو شخص ما مرئيًّا لدى عدد أكبر أو أقل من الناس، باستخدام وسيلة أو أكثر من وسائل الإعلام المختارة بـ«رَوِيّة» (Judicieusement). يمكن أن يتخذ هذا الإجراء عدة أشكال كأن تكون «تبادلًا» (من خلال حوار بين شخصين أو أكثر). بعبارة أخرى هو إتاحة «الانتشار» للرّسالة داخل دائرة جمهور متجانس يسهل التّعرّف إليه. تكون هذه العمليّة الاتّصاليّة «مُوَسَّطةً» (Médiatisée) عندما تتوجّه وسائل الإعلام إلى الجميع، أو إلى أي شخص على وجه الخصوص، أي عندما يكون جمهورها «مجهول الهوية ومُشَتَّتا، ومتنوع ومتعدد الاستخدامات إلى حد ما أو غير ثابت». انظر: Francis Balle, dir., Dictionnaire des médias (Paris: Larousse, 1998), p. 151.

[21] جعلها مشهدية؛ «تفعل الصّورة فعلها» في «الشّخصنة» – أحد «أساليب» تمييز عمل «الميديا» – الّتي تثمّن الجوانب الإنسانيّة للشّخصيات الفاعلة وتصنع المشهدية عبر الخلط بين «الفعل» (السياسي) والتّرفيه، أي بين الواقع والخيال. انظر: نهوند القادري عيسى، «كوابح التّغيير في بنية المنظومة الإعلاميّة والاتّصاليّة الرّاهنة،» ورقة قدمت إلى: الإعلام العربي ورهانات التّغيير في ظلّ التحوّلات: أعمال المؤتمر الذي نظّمته كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، تحرير نهوند القادري عيسى (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربيّة، 2017)، ص 29.

[22] رفيق العجم، موسوعة مصطلحات أصول الفقه عند المسلمين، سلسلة موسوعات المصطلحات العربيّة والإسلاميّة (بيروت: مكتبة لبنان – ناشرون، 1998)، ج 1، ص 317.

[23] تمثّل «كتائب الشّهيد عز الدّين القسّام» الجناح العسكري لـ«حركة المقاومة الإسلاميّة حماس» التي تعتقد بربوبيّة «الله» على الكون. ووفقًا لهذا المعتقد فإنّ «كلّ الموجودات صادرة عن ذاته تعالى… وكلّ ما في هذا العالم فإنّها هو مربوط بالقوّة التي فيه من الله تعالى… لا فاعل إلّا الله هو مفهوم يشهد له الحسّ والعقل والشّرع». انظر: جرار جهامي، موسوعة مصطلحات الفلسفة عند العرب، سلسلة موسوعات المصطلحات العربيّة والإسلاميّة (بيروت: مكتبة لبنان – ناشرون، 1998)، ص 104 – 105.

[24] «يحتلّ موضوع الذّات في الفكر الرّومانسي قيمة تمنح الحسّ أفضليّة عن العقل (…) دخلت الرّومانسية حقل الإعلام والاتّصال بوصفها تعبيرًا عن الذّات، وتبرّما من القوانين الاجتماعيّة، الجائرة منها بالخصوص». انظر: عبد الله الزّين الحيدري، «عصر الرّومانسيّة الإعلاميّة،» المستقبل العربي، السنة 35، العدد 410 (نيسان/أبريل 2013)، ص 38 – 39.

[25] الآية 133 من سورة الأعرف: ﴿فَأَرسَلنَا عَلَيهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلجَرَادَ وَٱلقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَايَات مُّفَصَّلَات فَٱستَكبَرُوا وَكَانُواْ قَومًا مُّجرِمِينَ﴾. فسّرها العلاّمة محمّد الطّاهر بن عاشور في كتابه تفسير التّحرير والتّنوير كالآتي: «الفاء في قوله: ﴿فأرسلنا﴾ لتفريع إصابتهم بهذه المصائب على عتوهم وعنادهم. والإرسال: حقيقته توجيه رسول أو رسالة فيعدى إلى المفعول الثاني (بإلى) ويضمّن معنى الإرسال من فوق، فيعدى إلى المفعول الثاني (بعَلى)، قال تعالى: ﴿وأرسل عليهم طيرًا أبابيل﴾ ﴿وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم﴾ فحرف (على) دل على أن جملة أرسلنا مفرعة تفريع العقاب لا تفريغ زيادة الآيات. والطوفان: السَيْح الغالب من الماء الذي يغمر جهات كثيرة ويطغى على المنازل والمزارع، قيل هو مشتق من الطواف لأن الماء يطوف بالمنازل، أي: تتكرر جريته حولها، ولم يدخل الطوفان الأرض التي كان بها بنو إسرائيل وهي أرض جاسان». انظر: محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التّحرير والتّنوير (تونس: دار سحنون للنّشر والتّوزيع، 1984)، مج 4، ج 9، ص 69.

[26] «ظلت فكرة العودة بالنسبة إلى الفلسطينيين القوة المحركة للنضال الوطني الفلسطيني المعاصر طوال العقود التي تلت النكبة. وقد تكرَّست فكرة التعارض الرمزي بين فكرة العودة وواقع اللجوء في الخطاب السياسي الفلسطيني وفي الوجدان الشعبي الفلسطيني على حدّ سواء، حتى إن المجلس [المؤتمر] الوطني الفلسطيني الأول في القدس (1964) استخدم مصطلح «عائدون» عوضًا من «لاجئون» في وصفه للفلسطينيين المقتلعين من أرضهم قبيل العام 1948 وبعده. وفي سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي شاع استخدام مصطلح «العودة» واشتقاقاته في الحياة اليومية للفلسطينيين، فكانوا يرددون في المناسبات الاجتماعية عبارة «في العودة» تعبيرًا عن الامتنان؛ ويردون على تهاني العيد بالقول «عيدنا يوم عودتنا». انظر: جابر سليمان، «حق العودة: الأساس القانوني والسياق التاريخي والسياسي،» المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات، 19 كانون الثاني/يناير 2023، <https://tinyurl.com/53zeyzrj> (استُرجع بتاريخ 3 تموز/يوليو 2024).

[27] إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر، ص 69 – 70.

[28] تكون الصّورة، بهذا المعنى، كما لو أنّها «بناية» تأوي إليها علامات «ذات عمق معجمي» (Lexique). فيها «يُستثمر» في مختلف المعارف المُضمّنة إلى درجة تصبح الصّورة «واجهة ايديولوجيّة دالّة»، قابلة للقراءة «الجماعيّة» من عدّة أفراد. انظر: Roland Barthes, «Réthorique de l’image,» Communications, no. 4 (1964), pp. 48-50, <https://www.persee.fr/doc/comm_0588-8018_1964_num_4_1_1027> (récupéré le 10 Juillet 2024).

[29] المصدر نفسه، ص 78.

[30] إيكو، سيميائيات الأنساق البصريّة، ص 48.

[31] إسماعيل، الصّورة والجسد: دراسات نقديّة في الإعلام المعاصر، ص 78.

[32] «يُعدّ عجز الجيش الإسرائيلي أمام المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة المرة الثالثة التي يتعرّض فيها لنكسة حقيقية، وهي الأقوى، حيث يفقد تدريجًا صفة «الجيش الذي لا يقهر»، ويعوّضها بحرب الجبناء بقتل المدنيين، في خرق سافر للقانون الدولي». انظر: حسين مجدوبي، «من حرب تموز إلى 7 أكتوبر.. نكسات أنهت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»،» القدس العربي، 31/10/2023، <https://tinyurl.com/bdh3bcc7> (أستُرجع بتاريخ 3 تموز/يوليو 2024).

[33] «كُشف عن ميركافا للجمهور في مجلة International Defense Review الدورية. وتم نشر الصور الرسمية الأولى للدبابة في المجلة العسكرية الأمريكية في 4 مايو/أيار 1977. اعتمد الجيش الإسرائيلي الدبابة رسميًا في كانون الأول/ديسمبر 1979. في اللغة القديمة، تعني «الميركافا» عربة الرب، وبالتالي، تعدّ الدبابة المبتكرة بمنزلة «عربة الرب» التي تجوب الصحراء لتفرض هيبة الرب، انظر: «الميركافا… الفخر الإسرائيلي الذي سحقته المقاومة الفلسطينية،» TRT عربي، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، <https://tinyurl.com/3bvamnzc> (أستُرجع بتاريخ 3 تموز/يوليو 2024).

[34] أحد أنظمة الدّفاع الأكثر تقدمًا في العالم، كشفت عنها «شركة رافائيل» الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع عام 2010، وتستخدم الرّادار لتحديد التهديدات القادمة وتدميرها قبل أن تتسبب في أي أضرار. وقد صُمم النظام، الذي يتناسب مع جميع الأحوال الجوية، خصيصًا للتصدي لكل الأسلحة البدائية قصيرة المدى مثل تلك الصواريخ التي تُطلق من غزة» (بي بي سي عربي، 2024).

[35] إيكو، سيميائيات الأنساق البصريّة، ص 116.

[36] يُعَرّف «النّسق» على أنّه «جهاز أو نظام فكري متناسق الأفكار، بحيث توائم الخلاصات والنّتائج مع المنطلقات». يمكننا اعتماده منهجًا (أداة تحليل) لاحتوائه «مجموعة من العناصر الخاصة الّتي تجيب – كليًا أو جزئيًا – عن هدف محدد ما». انظر: جميل حمداوي، نحو نظريّة أدبيّة ونقديّة جديدة: نظريّة الأنساق المتعدّدة (تطوان: دار الرّيف للطّبع والنّشر الإلكتروني، 2016)، ص 10، <https://www.b-sociology.com/2019/04/blog-post_94.html> (استرجع في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2022).

[37] حسن مظفر الرّوز، «حروب المعلومات الإعلاميّة: أنموذج التّعامل مع مفردات ساخنة،» في: حسن مظفّر الرّوز [وآخرون]، ثورة الصّورة: المشهد الإعلامي وفضاء الواقع، سلسلة كتب المستقبل العربي؛ 57 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربيّة، 2008)، ص 127.

[38] علي غوائدية، «خطاب التّكنولوجيات الجديدة باللّغة العربيّة: لعنة الانحطاط وأفق الاشتقاق،» المستقبل العربي، السنة 46، العدد 538 (كانون الأول/ديسمبر 2023)، ص 147 – 155.

[39] غوايدية، «خطاب النُّخب الفكرية العربيّة حول الميديا الجديدة: مقاربة تحليلية نقدية،» الخاتمة.

[40] الصادق الحمّامي، الميديا الجديدة: الأبستمولوجيا والإشكاليات والسّياقات (منوبة: المنشورات الجامعيّة، 2012)، ص 222.


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز