المؤلف: عبد الرحمن الإبراهيم

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت

سنة النشر: 2024

عدد الصفحات: 382

تبلورت فكرة هذا الكتاب خلال أحداث «الربيع العربي» عام 2011، التي أثارت الجدل بين المثقفين العرب حول جذور حركات الاحتجاجات العربية والديمقراطية في التاريخ المحلي في البلدان العربية، ومنها دولة الكويت. وانقسمت الآراء السياسية بين قائل بأن فئة الشيوخ – متمثلة بالأسرة الحاكمة – والتجار والطبقات العليا في المجتمع الكويتي هم السبب في حصول الكويتيين على حقوقهم السياسية، وبين قائل بأن المجتمع ككل، بمختلف قواه وفئاته – من علماء دين وغواصين وقوى عاملة وبدو وقرويون وشيعة (عرب وعجم) ومثقفين وغيرهم – هو الأساس في ذلك. وقد دفع هذا الجدل مؤلف الكتاب إلى العودة إلى الأدبيات المكتوبة عن تاريخ الكويت للبحث في إشكالية ربط معظم التطورات السياسية في الكويت بفئتين فقط هما: الشيوخ والتجار، في حين هُمّش دور بقية القوى الاجتماعية التي تمثل أغلبية السكان والتي تمثل ما يصفه المؤلف بـ «القوى المرجحة» المهمة في المشهد السياسي الكويتي.

من هنا يسعى الكتاب إلى إبراز الدور المحوري للقوى المرجّحة في التاريخ المحلي الكويتي الذي أغفلته الدراسات السابقة، وذلك من خلال مراجعة ثلاث مراحل في تطور الدور السياسي «للقوى المرجحة»: المرحلة الأولى؛ وهي مرحلة «التكوين» أو مرحلة «الضعف» في عهد مبارك الصباح (1896 – 1915)، عندما كانت القوى المرجحة من أتباع القوتين الرئيسيتين: الشيوخ والتجار، ليس لديها القدرة على تغيير المشهد السياسي. والمرحلة الثانية؛ هي مرحلة «النمو» في عهد أحمد الجابر (1921 – 1950)، حيث تطور الاقتصاد، واكتشف النفط وظهرت مؤسسات حديثة مثل المكتبة الأهلية والنادي الأدبي، وظهرت المجالس التشريعية والبلدية والتعليم والمعارف والأوقاف الإسلامية، وهذا ما أدى إلى بروز القوى المرجّحة كقوة تستخدمها الأطراف المتنافسة على النفوذ. وفي تلك المرحلة كان للقوى المرجّحة مساهمة مباشرة في المشهد السياسي، رغم أنها لم تؤد دورًا مباشرًا في عملية صنع القرار. والمرحلة الثالثة؛ هي مرحلة «التمكين» عندما أصبحت القوى المرجحة جزءًا من اللعبة السياسية، وكان لها صوت في دستور 1962 ففازت بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي. وهكذا أثبتت «القوى المرجحة» أنها كانت فئات اجتماعية مهمّشة وليست هامشيّة.

المصادر:

نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 551 في كانون الثاني/يناير 2025.


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز