المؤلف: محمد بلعاوي وحسان عمران
مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ومنتدى آسيا والشرق الأوسط، بيروت
سنة النشر: 2019
عدد الصفحات: 104
يعرض هذا الكتاب – كما يأتي في تعريفه – للسياسة الإسرائيلية التي سعت عقب الحرب الباردة إلى فتح علاقات مع دول كانت معادية لها بهدف استمالتها كدول صديقة من خلال البحث في تلبية حاجات تلك الدول والتعامل مع اهتماماتها. ويتناول – في هذا السياق – الهند كدراسة حالة نجح الخطاب الإسرائيلي في تحويلها من عدو لدود لـ «إسرائيل» في سياستها الخارجية، إلى صديق مقرَّب لها في الوقت الحالي.
من هنا يبحث الكتاب في مضامين الخطاب الإسرائيلي الذي مهَّد للعلاقة الإسرائيلية – الهندية، والمبررات التي رفعتها النخب الحاكمة في الهند للتقارب مع إسرائيل، متناولاً الجوانب الأخلاقية والتزام الدول بواجباتها القانونية الواردة في الاتفاقيات الدولية في مقاربته للخطاب الإسرائيلي والمبررات الهندية.
يضم الكتاب أربعة فصول، يتناول الأول السياسة الهندية الداعمة للقضية الفلسطينية خلال الفترة الممتدة من عام 1947 حتى العام 1992، فيسلط الضوء على أن الحكومة الهندية التي طالما كانت داعمة لفلسطين – حتى قبل عام 1947، اعتبرت أن «إسرائيل» خرجت رابحة من الحرب الباردة، وأن الفلسطينيين يتفاوضون مع «إسرائيل» وهم على وشك توقيع اتفاق معها، لتبرر بذلك إقامة علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل»عام 1992. ومع توقيع «اتفاقية أوسلو» 1993، اعتمدت الحكومة الهندية سياسة أكثر اندفاعاً باتجاه «إسرائيل»، تمثلت بتقديم الدعم المحدود للسلطة الفلسطينية في مقابل إقامة علاقات أوثق على مختلف المستويات مع «إسرائيل»، ولا سيَّما في مجالات تكنولوجيا الفضاء والصواريخ، والأمن، والزراعة والري وغيرها، وأصبحت الهند أكبر مستورد سلاح من «إسرائيل». كما يتناول هذا الفصل المشهد السياسي الهندي عام 2018 في ظلّ صعود الحزب الحاكم في الهند (بي جي بي) والحركة القومية الهندوكية (آر أس أس)، ليشير إلى أيديولوجيا «الهند للهنداك» التي اعتمدتها الحركة القومية، والتي ترى أن بقية مكونات الشعب الهندي، وخصوصاً المسلمين، مكونات أجنبية لا مكان لها في الهند.
ويبحث الفصل الثاني في الخطاب الهندي الموالي لـ «إسرائيل»، وما يتضمنه من مضمون يطغى عليه الترويج للتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة، سواء في الميادين الإلكترونية أو العسكرية والنووية أو الطيران والفضاء، ناهيك بالترويج للخبرات الإسرائيلية في مجال الزراعة وتحلية المياه، وصولاً إلى مجال الأمن ومكافحة «الإرهاب»، واعتبار «إسرائيل» البوابة الملائمة للعلاقات الهندية – الأمريكية.
ويواصل الفصل الثالث دراسة الخطاب الهندي الموالي لـ «إسرائيل»؛ فيتناول ما يتسم به من «إسلاموفوبية» تعمل على تشويه صورة المسلمين الهنود مع ما يرافق ذلك من ترويج للخبرات الإسرائيلية في مكافحة خطرهم، في مقابل التغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.
أما الفصل الرابع فيركز على العلاقة الهندية مع «إسرائيل» من المنظار القانوني، وضرورة التزام الدول بالاتفاقيات الدولية، مع التذكير بأن «إسرائيل» دولة خارجة عن القانون، وذلك بفضل الحماية الأمريكية لها واستخدام «الفيتو الأمريكي» في مجلس الأمن الدولي الذي يسمح لإسرائيل بمواصلة انتهاكات القرارات الدولية والاستهتار بالمجتمع الدولي.
وإذ يفكك الكتاب المبررات الهندية التي روَّجت العلاقة مع إسرائيل، باعتبارها «غير مقنعة» إلى حد بعيد ولا تتناسب ومواقف الهند التاريخية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، يقدم الكتاب توصيات للكتّاب والأكاديميين المناصرين للقضية الفلسطينية، وللقيادة الفلسطينية، ومختلف القيادات العربية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الفاعلة في حركة مقاطعة «إسرائيل»، تشدد على أهمية التزام الدول باتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي حماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.
اقرؤوا أيضاً مراجعة لكتاب من جمر إلى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق
#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #الخطاب_الإسرائيلي #العلاقات_الإسرائيلية_الهندية #الخطاب_الموالي_لإسرائيل
المصادر:
(*) نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 480 في شباط/فبراير 2019.
مركز دراسات الوحدة العربية
فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.